hit counter script
شريط الأحداث

مقالات مختارة - ياسر الحريري

لقاء بين بري ونصرالله تناول الإستحقاق الرئاسي والتطوّرات سيناريوهات

الأحد ١٥ نيسان ٢٠١٤ - 08:34

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

السيناريوهات المطروحة للاستحقاق الرئاسي على المستوى اللبناني تبقى لبنانية وقد تبين ان الاشارات الاقليمية والدولية لم يعرف اللبنانيون بمعظمهم استغلالها لانجاز الاستحقاق وقد تبين ان الاستحقاق الرئاسي مرتبط كليا بالتطورات الاقليمية والدولية وبما سيجري بدءا من الساحة السورية مع الاشارة الى التطور النوعي على مستوى الملف النووي الايراني وتقدمه مع الغرب مع اعلان ايران انها منذ الثاني عشر من الشهر الحالي انجزت تخفيض تخصيب اليورانيوم من نسبة 20 بالمئة الى خمسة بالمئة - اي ان هذا الكلام، وفق سياسيين عرب جرى التواصل معهم، يعطي دفعا للتسويات الاميركية -الايرانية والغربية وهذا ما لا يلاحظه بعض العرب الى اليوم وهو امر برأيهم مؤسف جدا.
اما على المستوى الداخلي فاستغل الرئيس نبيه بري الفرصة واطلق موعداً لانتخاب رئيس للجمهورية، «فالقناص نبيه بري» استغل الفرصة ووضع الموارنة امام مسؤولياتهم الوطنية لانتخاب رئيس اذا استطاعوا مع ان الجميع بات على علم ان جلسة 23 الجاري هي لكسر اكثرية الثلثين اذا تأمن النصاب، وفي حال تأمن النصاب الاربعاء المقبل، فان الترشيح ربما سيفاجئ البعض وتنتهي الامور الى الجلسة المقبلة ليتوافق الفريق الاقليمي والدولي مع تحالفاته اللبنانية على اسم رئيس الجمهورية مع ان هناك حديثاً سنده ضعيف ان اسم الرئيس العتيد بات معروفا في البيت الابيض ولدى بعض الدوائر وتحديدا الايرانية والسعودية والفرنسية، لكن مع التوقف ان ليس ما تريده باريس يتحقق في تسمية الرئيس وان اتفقت مع هذا الاسم او الجهة او تلك والمعلومات في هذا الصدد متوافرة وكثيرة.
وكانت مصادر 8 اذار قد اشارت منذ ايام الى ان الزيارات اللبنانية الى باريس وواشنطن والرياض ارتفعت وتيرتها ( وهذا ما كنا نشرناه منذ ايام وتحدثت عنه في صدر الصفحات الاولى امس واول من امس)، ومع ذلك الطبخة الاقليمية والدولية لا تريد الاتيان برئيس بأكثرية الثلثين بل بالاكثرية المطلقة وربما نشهد في المستقبل القريب فوز رئيس بفارق بعض الاصوات على طريقة انتخابات سليمان فرنجية والياس سركيس.
جدوى هذا الكلام انه وفق المصادر ان حزب المستقبل قد لا يستطيع ان يخرج من حليفه الماروني رئيس القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الذي سيبقى مرشحا للرئاسة في الدورة الانتخابية لأن لا شيء يمنع دستوريا فيما لو افترضنا لم يحصل هو او غيره على اكثرية الثلثين في حال تأمن نصاب الجلسة الانتخابية الدستوري، وبالتالي لا بدّ من ايجاد المخرج لحزب المستقبل كي لا يخسر حليفة الدكتور جعجع الذي وضع الرئيس سعد الحريري على محك التحالف، مقابل تبني كل فريق 8 اذار ترشيح العماد ميشال عون بمن فيهم الرئيس نبيه بري ( وهنا تقول المعلومات ان لقاء جمع الرئيس بري بالامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وتمّ التوافق على ان يعلن الرئيس بري هذا التبني وان يترك امر اخراج كل ما يتعلق بالملف الرئاسي لرئيس التيار الوطني الحر العماد ميشال عون. وتؤكد مصادر عليمة بموقف حزب الله وحركة امل ان لقاء بري - نصرالله تناول ادق التفاصيل السياسية والامنية اللبنانية وعلى مستوى المنطقة وفي الطليعة الاستحقاق الرئاسي والنظرة اليه وكيفية التعاطي معه برؤية موحدة سياسيا في مرحلة دقيقة.
المصادر المتابعة للانتخابات الرئاسية تؤكد حسم 8 اذار أمر دعم ترشيح العماد ميشال عون وتسهيل مهمة هذا الترشيح وفق ما تقتضيه ظروفه وبالتالي التنسيق سوف يستمر من اجل هذا الاستحقاق مع العماد عون وباقي القوى الفاعلة في المجلس النيابي والقيادات السياسية المعنية بالاستحقاق ، وفي المعلومات ان هناك اكثر من مرشح سوف يظهر في ربع الساعة الاخير ويطرح اسمه لرئاسة الجمهورية وربما في الجلسة النيابية الاربعاء اذا ما اقتضت ظروف الافرقاء ترشيح من يجب ترشيحه «بحيث يكون» «المغوار» الذي سيتقدم صفوف المرشحين لكسر «عقدة الثلثين من الدورة الاولى والا فالاكثرية المطلقة».
في الواقع ان ما يجري حساس وهام داخل الكواليس السياسية ولو يكتب او يُقال كل ما يسمع لكانت هناك قراءة لمخارج واخراج رهيب قد يصطاد رئيس الجمهورية العتيد كرسي الرئاسة بلحظة اقليمية ودولية آنية تنشغل فيها القوى الاقيليمية والدولية بملفات وحروب وفي الطليعة ترتيب البعض لبيته الداخلي او ما يجري في الساحة السورية وتطوراتها العسكرية التي ستشهد انتصارات نوعية في اكثر من جبهة ومحور ومحافظة وسوف تزلزل هذه الانتصارات وتزعزع اركان العديد من اللاعبين.
اما لماذا نبيه بري « قناص اللحظة» فلأنه استطاع ان يلعب دورا بين الالغام مستغلا الراحة وبعض التفاهم الاقليمي والدولي على استقرار لبنان وما انجزه الجيش العربي السوري وحزب الله في القلمون لتتشكل الحكومة ويُصاغ البيان الوزاري بما يرضي جميع الاطراف الاساسيين في البلد، واليوم يعيد الكرة في الاستحقاق الرئاسي: بضربة دهاء تؤكد له ويؤكد تحالفاته في 8 اذار وبذات الوقت يضع الجميع امام مسؤولياتهم كرئيس للمجلس النيابي ومن ناحية ثانية كزعيم سياسي في البلد من موقعه السياسي الذي بالاساس انطلق منه ويسقط رهانات الآخرين على امكانية وضع شعرة رفيعة وان كانت رفيعة لوحدة الرؤية بين حركة امل وحزب الله في الملفات الاستراتيجية - المصيرية التي لا يمكن المساس بها او المراهنة على ان نبيه بري يرى بعين اخرى غير التي يـرى بها السيد حسن نصرالله، في المحطـات الحـاسمة. من هنا اكتمل الوجه الحقيقي لقيادة المقاومة في لبنان بعينيها الاثنتين (اي رئيس حركة امل الاستاذ نبيه بري والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ) وسقط رهان الكثيرين على ليس الخلاف، بل الاختلاف في الاستحـقاق. وهذه قضية هامة وحساسة واستراتيجية بالنسبة لخط المقاومة في لبنان والمقصود بهذا الخط امل وحزب الله وكل حلفائهما السياسيين والحزبيين الى اي منطقة او طائفة انتموا.  

  • شارك الخبر