hit counter script

أخبار محليّة

احتدام المناورات الانتخابية الرئاسية

السبت ١٥ نيسان ٢٠١٤ - 05:26

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

تحوّلت بيروت مجموعة من “خلايا أزمة” في ملاقاة الجلسة الاولى لانتخاب رئيس للجمهورية، المقررة الاربعاء المقبل، وسط مشاورات داخل معسكريْ الصراع الرئيسييْن “8 و 14 آذار” وما بينهما من أطراف أخرى، في محاولات حثيثة لرسم سيناريوات وبدائل ترتبط بمجريات الجلسة ومرشحيها، رغم إجماع الجميع على ان لا انتخابات في جلسة الانتخاب الاولى.

وفي الوقت الذي يسود اعتقاد ان احداً لن يجرؤ على إفقاد جلسة الاربعاء نصاب انعقادها (تحتاج لثلثيْ الاعضاء اي 86 نائباً)، فإن الساعات المقبلة في بيروت مرشحة لان تشهد حركة متصاعدة من المناورات استعداداً لانتظام طرفيْ الصراع خلف مرشحيهما، ايذاناً بمنازلة “مضبوطة” محسومة “اللا نتيجة”، قبل الانتقال الى جلسات أخرى تحكمها التفاهمات المسبقة على رئيس تسوية.

وعلمت “الراي” في هذا السياق ان “14 آذار” ذاهبة الى الجلسة خلف مرشحها الاول رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، وهو ما أوحت به مواقف مكوّنات هذا التحالف، ولا سيما “تيار المستقبل” الذي يرى في وحدة “14 آذار” اولوية في ادارة المعركة الرئاسية وفصولها.

وقالت اوساط واسعة الاطلاع لـ”الراي” ان رئيس حزب “الكتائب اللبنانية” الرئيس امين الجميل، الذي لن يعلن ترشحه رسمياً قبل الجلسة، يتجه على الارجح الى تبني الموقف الاجماعي في دعم جعجع في الجلسة الاولى لاعتقاده انه سيكون الاوفر حظاً في حشد تأييد “14 آذار” لترشحه في الجلسة الثانية.

وثمة مَن يعتقد في بيروت ان تحالف “14 آذار” وفي مقدّمه “تيار المستقبل” بزعامة الرئيس سعد الحريري، يخوض معركة مزدوجة في ملاقاة الاستحقاق الرئاسي، واحدة سياسية عبر دعم ترشيح جعجع، وثانية رئاسية تبقي الابواب مفتوحة امام رئيس توافقي بشروط تعكس الحرص على المؤسسات والعيش المشترك وبما يضمن ان يكون للمكوّن المسيحي كلمة وازنة في الرئيس الجديد.

ورغم الايحاءات بان عزم الجميل على الترشح لعدم ترك “الساحة المسيحية” لزعامة جعجع الصاعدة أربك “14 آذار” وضاعف من جهودها للذهاب موحّدة الى جلسة الاربعاء، فان “8 آذار” لا تقل إرباكاً واضطراباً نتيجة عدم حسم مرشحيها الرئيسيين، زعيم “التيار الوطني الحر” العماد مشال عون والنائب سليمان فرنجية الموقف من اعلان ترشحهما.

وفي اللحظة التي بدت “8 آذار” وكأنها تنام على “ورقة مستورة” عشية الذهاب الى الجلسة، لفت ما اشيع عن انها ستدفع بالنائب اميل رحمة الى الترشح في مواجهة جعجع لأسباب تنطوي على تصفية حسابات سياسية اكثر مما هي على صلة بالمعركة الرئاسية.

وقالت اوساط واسعة الاطلاع لـ”الراي” ان خيار رحمة “القواتي السابق” وابن بشري (مسقط جعجع)، كان تم التداول به في وقت سابق وتبنيه من “8 آذار” بهدف حرمان جعجع من المكسب السياسي الكبير الذي سيحققه من خلال كونه “مرشح مواجهة” يتصدر فريقه “الاسلامي – المسيحي” في وجه الآخرين.

ولم تستبعد هذه الاوساط ان يكون هدف “8 آذار” من ترشيح رحمة، اذ صح الامر، محاولة لتقطيع الوقت، في انتظار معرفة القرار النهائي للعماد ميشال عون، الذي كرر انه “مرشح توافقي، وإما أكون كذلك وأعلن ترشيحي على هذا الأساس، أو لا أكون” في اشارة الى حرصه على حصد دعم “تيار المستقبل”.

وفيما ذهبت مصادر في “8 آذار” الى وضْع “رسم تشبيهي” لجلسة المواجهة الافتتاحية بين جعجع ورحمة لافتة الى ان ايا منهما بطبيعة الحال لن ينال أكثرية الثلثين الضرورية في الدورة الاولى ولكن رحمة سيتقدم (وفق 8 آذار) بـ 59 صوتاً على جعجع الذي يرجح ان ينال نحو 55 صوتاً، يسود انطباع في بيروت ان “حزب الله” يتعاطى بـ”ريبة” مع حركة العماد عون السياسية، ولعلّ من بين الدلائل على ذلك الحملات الاعلامية المتصاعدة من الفريق الاعلامي القريب من “حزب الله” على صهر عون و”مهنْدس سياسته” الوزير جبران باسيل.

وفي موازاة ذلك، وبعد تبديد مصار رفيعة في “المستقبل” المناخ الذي ساد في بعض وسائل الاعلام عن اتجاه الحريري للعودة الى لبنان للمشاركة في الجلسة الانتخابية، يبدو واضحاً ان زعيم “المستقبل”، الذي يدرك ان لا امكان لإمرار إلا رئيس توافقي في نهاية المطاف، يراهن على ان تبقى “14 آذار” موحدة وان يشكّل دعم جعجع في الدورة الاولى مدخلاً لتحسين شروط تحالف “ثورة الارز” في الدورات اللاحقة ولو خاضها مرشحون آخرون من هذ التحالف وصولاً الى استيلاد رئيس التسوية ولكن بشروط لا تصب لمصلحة “8 آذار”.

  • شارك الخبر