hit counter script

أخبار محليّة

المطران مطر ترأس رتبة سجدة المصلوب: نطلب بقاء الصليب مرفوعا على جبالنا

الجمعة ١٥ نيسان ٢٠١٤ - 18:17

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

 احتفل رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر برتبة سجدة المصلوب، بعد ظهر اليوم، في يوم الجمعة العظيمة في كاتدرائية مارجرجس في وسط بيروت، يحيط به نائبه العام المونسنيور جوزف مرهج ورئيس كهنة الكاتدرئية المونسنيور إغناطيوس الأسمر وألأبوان جان مارك نمر وجان الشماس، وشارك فيها، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن ومؤمنون.

وبعد تلاوة الأناجيل الأربعة، ألقى مطر عظة جاء فيها: "لم يكونوا كثرا الذين من جماعته رافقوا يسوع حتى الصليب، عشرة تلاميذ تخلفوا واحد خانه وشنق نفسه. بقي تلميذ وحيد اسمه يوحنا وكان يحب يسوع حبا كبيرا. وإلى جانب يوحنا مريم العذراء أم يسوع ما كان ممكنا أن تتركه وهل تترك الأم وحيدها؟ بخاصة عندما يعذب تحت عينيها ويجلد ويحمل صليبا كبيرا، يجرجره حتى الجلجة وتنزل في يديه ورجليه المسامير وأمه واقفة إلى جانبه تصلي. فالتفت يسوع من أعلى صليبه وبقي رابط الجأش، لأنه كان يعرف ماذا كان يفعل. نظر إلى مريم وقال لها: هذا أبنك. عن يوحنا. ثم نظر إلى يوحنا، وقال: هذه أمك".

أضاف: "وكل آباء الكنيسة يقولون إن يوحنا، في تلك اللحظة، كان يمثل البشرية كلها التي من أجلها صعد يسوع على صليبه. ولذلك نحن الحاضرون هنا، في هذه الكنيسة، والمرافقون يسوع اليوم في صلبه وموته كنا في الجلجلة ممثلين بيوحنا ومثلما قال يسوع لمريم، هذا أبنك يقول لها اليوم وكل يوم، هؤلاء كلهم أبناؤك فكوني معهم لأنهم إخوتي. وقال ليوحنا هذه أمك، أي أنه قال لنا جميعا، هذه أمكم فلا تتركوها".

تابع: "يسوع من أجلنا نزل إلى الأرض وصار إنسانا، عندما أخذ جسما من مريم صار قريبا من كل إنسان، يلبس جسما إنسانيا، لم يعد بعيدا في السماء صار واحدا منا متضامنا معنا في كل شيء ما عدا الخطيئة. يسوع متضامن مع الفقير الذي يئن من الجوع، ومع المظلوم، ومع المهمش، ومع المنسي، ومع المعذب والمتألم في كل أنواع الآلام. يسوع تضامن معنا وأراد الصليب، لا حبا بالصليب بل حبا بنا ليقول لأبيه السماوي هؤلاء إخوتي، أنت تحبني، أيها الآب، إغفر لإخوتي بدمي المنزل على صليب. أترك لهم خطاياهم إغسلهم بحنانك لينتلقوا من جديد لحياة جديدة ملؤها الخير والنعمة والبركة".

تابع: "لذلك الرب يسوع صار شفيعا عنا وافتدانا بدمه. وهو الذي قال عندما كان يبشر، ما من حب أعظم من هذا أن يبذل الإنسان نفسه فداء عن أحبائه. فلا تنسوا أيها المؤمنون أنكم لستم متروكين، الله معنا. هو الذي أرسل ابنه إلينا وانحنى علينا وعلى جراحنا لنكون معه شركاء في مجده، بعد أن نكون شركاء في آلامه. وهو الذي قال: ما من أحد يأخذ حياتي مني، أنا أعطيها. كان يستطيع أن يغادر أورشليم وأن يدير ظهره للصليب، لم يفعل ذلك أرادوا قتله فتقدم مستعدا للذهاب بالحب حتى الصليب، طائعا ولكن حرا في داخله قبل العذاب والموت من أجل أن تتم عملية الخلاص وتنطلق الإنسانية من جديد بالمصالحة والمحبة والخير. أين نحن من مملكة يسوع مملكة الحب والسلام؟ على الطريق نكمل بأجسادنا ما نقص من آلام المسيح، نضع الرجاء في قلوبنا نسأله مزيدا من الحب حتى نحب به حتى أعداءنا".

وقال: "في هذه الساعة المملوءة رهبة وسلاما، نسأل من علق على الصليب رحمة بالشرق كله وبالعالم ورأفة بلبنان، أهل الشرق يسيل دمهم، فيا ربي أوقف سيل الدماء. أهل الشرق يتعادون في ما بينهم يا ربي، أنت غلبت العداوة بصليبك وجعلت من الغريبين والقريبين واحدا. قرب الناس بعضهم من بعض وقرب وجهات النظر، رش حنانك على قلوبهم وذكرهم أنهم إخوة وأن يتعاملوا بعضهم مع بعض على هذا الأساس. ويا ربي، إلتفت إلى هذا الوطن العزيز، في كل ظروفه ليكن سكناك هنا بيننا نحن الذين حملنا صليبك وحمانا صليبك على الدهر. نطلب منك أن يبقى صليبك مرفوعا على جبالنا وفي قلوبنا لا للتبجح، بل علامة للحب وللمصالحة، نحن أهل المصالة وأهل التقريب بين الناس، نحن أهل يسوع المسيح من أجل العالم كله".

وختم: "وليكن صليبك حارسا لنا في كل يوم من أيام حياتنا، به نتقوى ونتعزى ونستجير في اليوم الأخير وبه نعبر من هذه الحياة إلى الحياة الأبدية، لنلقاك أيها الحب الأكبر الذي مات حبا بنا ونسأل بحق آلامك وصليبك أن تبارك شعبك وتبارك هذه المدينة وهذه الابرشية وتبارك هذا الوطن والعالم بأسره، إجعله ملكوتك الآتي من الآن وإلى الأبد". 

  • شارك الخبر