hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

رتبة دفن المسيح في زغرتا

الجمعة ١٥ نيسان ٢٠١٤ - 14:28

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

احتفلت كنائس زغرتا - الزاوية بمناسبة الجمعة العظيمة برتبة دفن المسيح ، فتوافد المؤمنون في قرى قضاء زغرتا الى كنائس المنطقة واقيمت الزياحات وحملت الصلبان داخل النعوش الخشبية المليئة بالورود والرياحين.

وفي زغرتا، ترأس النائب البطريركي العام المطران جوزيف معوض رتبة دفن المصلوب في كنيسة مار مارون العقبة ، وعاونه الخوري اسطفان فرنجية والاب بول الدويهي والخوري حنا عبود والخوري لابا لابا، وشارك فيها حشد كبير من المؤمنين. وخدمت الرتبة جوقة رعية اهدن- زغرتا وأنشد تراتيلها الفنان بطرس عيروت .
وبعد تلاوة الاناجيل الاربعة كان للمطران معوض عظة جاء فيها :"
في هذا اليوم نحن نتذكر يسوع المسيح الذي صلب من أجلنا ، وفي صليبه أتمّ الفداء من أجل البشرية والفداء هو غفران الخطايا وترميم الشركة بيننا وبين الآب وبين بعضنا البعض كبشر . ان الصليب يكشف لنا خطيئة العالم ومعنى الالم ومحبة الله اللامحدودة".
وتابع "ان الصليب يكشف لنا خطيئة العالم ولماذا صلب يسوع المسيح . فالصلب زمن الامبراطورية الرومانية كان عقاب للمجرمين ويسوع المسيح كما قال أشعيا أنه أحصي بين المجرمين . ولكن، لكي تحكم الامبراطورية الرومانية على شخص هي بحاجة الى اتهام فاتهم يسوع المسيح زورا من السلطات اليهودية التي كانت موجودة آنذاك بانه كان يثير فتنة بين الشعب ضد الامبراطورية الرومانية لذلك حكم عليه بالصلب رغم عدم اقتناع بيلاطس بذلك فغسل يديه ولم ياخذ الموقف المطلوب منه رغم قدرته وقناعته ببراءته كما قال الانجيل" .
وأضاف المطران معوض :"ان السبب الحقيقي الذي أدّى الى صلب المسيح هي الخطيئة، في وقت أن يسوع لم يفعل سوى الخير على الارض .فالخطيئة تتنكر للخير وتؤذي وتجيب على الخير بالشر والمسيح لم يفعل الا الخير وعلم الطريق الى الاب فشفى المرضى ومع ذلك كوفئ بالصليب بسبب الخطيئة .
وكلما هناك خطيئة في قلب الانسان وفي العالم فهناك شر .لان الخطيئة هي التي تؤدي الى الخلافات بين الناس والى الحروب بين الشعوب وتوتّر الاجواء في المجتمعات وهي سبب كل مآسينا في هذا العالم وسبب الخلافات والحروب وهي تنمي الانانية التي لا تقبل الاّ أن يتمّ كل شيء حسب ارادتها فالانانية تقاتل كي تحقق مصلحتها الذاتية كما انها توصل الى الشر فهي رفضت ابن الله القدوس ".
وتابع :"كما أن الصليب يكشف خطيئة الانسان فهو يكشف غفران الله لانه على الصليب يسوع غفر لكل البشر خطاياهم وعلى الصليب أنا اتعلم المغفرة وان لا أرد الشر بالشر كما فعل المسيح .وهذا الصليب يكشف معنى الالم الذي ما من حياة دون ألم جسدي أو معنوي في ذاته أو عند أعزاء . كما نختبر الالم من خلال الظروف المعيشية الصعبة والاوضاع الاقتصادية والاجتماعية ومن خلال المآسي والحروب . وهناك اشخاص يختبرون الالم بشكل قاس لدرجة أنهم يتساءلون لماذا هناك ألم في الحياة والبعض يتعرض لتجربة الانتفاضة على الله الاّ أنه ما من جواب بشري مقنع على الالم لا في تاريخ العالم ولا في حاضره ولا في المستقبل وكل ما علينا هو الصمود وان نشعر ونتضامن مع الآخر المتألم . والجواب بأن نتبع المسيح بآلامه وبتسليم ذاته للاب السماوي وبالغفران كما غفر يسوع بالصبر والامانة وبتسليم امري لله الذي سيتدخل فيه الرب في حياتي وسيخلصني من ألمي في الوقت المناسب وهذا ليس سهلا ولذلك علي طلب المساعدة من الرب أن نعيش هذا الالم بالروحانية المسيحي ."
وأضاف المطران معوض :"هناك أمثلة كثيرة كمثل أيوب الذي تحمل كل شيء ومن أجل المسيح .وفي اهدن هناك كنيسة القديسة مرت مورا التي تألمت وهي موجودة لتدلنا على مدى قدرتها على تحمل الالم . وأنا من خلال لقاءاتي مع الكثير من العائلات في زغرتا عرفت عن أمهات غفروا من قلبهم لقتلة أبنائهم فهم مثل بالروحانية المسيحية ونحن نكبر بهم ومع أن هذا صعب الاّ أن لجوئي الى الرب يساعدني" .
وختم المطران معوض :" ان الصليب يكشف لنا محبة ربنا اللامحدودة فهو أرسل ابنه الوحيد وقدمه من اجلنا على الصليب ".
وفي الختام أقيم الزياح في الكنيسة وباحة كنيسة مار مارون حيث حمل نعش يسوع على أكف الكهنة تقدمهم المطران معوض .
وفي كاتدرائية مار يوحنا المعمدان ترأس الاب اسطفان فرنجية رتبة دفن المسيح يعاونه لفيف من كهنة الرعية وخدم الرتبة جوقة رعية زغرتا اهدن وتقدم المشاركين رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض وعائلته، السيدة رندى جواد بولس وحشد من أبناء الرعية . وفي ختام الرتبة تم زياح نعش المسيح في باحة الكاتدرائية.
 

  • شارك الخبر