hit counter script

فن وإعلام

"حلاوة روح" في مهبّ القرار الغوغائي لغاية في نفس أبو هشيمة

الجمعة ١٥ نيسان ٢٠١٤ - 09:18

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

بمزيد من الاسى واللوعة ننعى مرة جديدة الحرية التي يوما لم تولد إلا وعادت الديكتاتورية القمعية المعششة في ادمغتنا لتعمل على وأدها من جديدة معيدة إلى أذهاننا صورة ضبابية قاتمة انسحبت سحبها لتمطر غيظاً ووقاحة على فيلم سينمائي حمل عنوان"حلاوة روح" ذنبه الوحيد أنه لعبت بطولته نجمة عربية اسمها هيفاء وهبي.
هيفاء وهبي هي الحدث هذه المرة وككل مرة تشغل الرأي العام العربي بفيلم اتهم بأنه خادش للحياء والآداب العامة فجاء القرار من مجلس الوزراء المصري المهندس ابراهيم محلب بتوقيف عرض الفيلم في الصالات المصرية إلى حين عرضه على جهاز رقابة المصنفات الفنية.

هذا القرار الظالم والمجحف بحق حضارة اهل الكنانة والسينما العربية يرفع والذي يخالف كل الانظمة والقوانين المصرية المرعية الاجراء لا بد من وضعه تحت المجهر لتفنيد حيث تنفع حينها القراءة بين السطور ومن يقف خلف رصفها. فمن المتعارف عليه أولاً ان اي فيلم سينمائي أو مسلسل رمضاني او عمل فني ينبغي ان يمر على مبضع الرقابة على المصنفات الفنية قبل عرضه. وفي حال تمت الموافقة عليه عندها يصار إلى عرضه. وهذا ما حصل بالتحديد مع فيلم "حلاوة روح" الذي استحوذ على اجازة عرضه، لكن رئيس مجلس الوزراء ولغاية في نفس "الهشيمة" ارتأى ان يعدل القوانين المرعية الاجراء ليعيده إلى مقص الرقابة من جديد.

ربما وجد الرئيس في مشاهد هيفاء ضمن فيلم "حلاوة روح" تهديداً للأمن القومي المصري؟؟؟ ويبدو جليا ان الرئيس تناسى وتعالى عن مصائب أمته التي تتخبط منذ أكثر من ثلاث سنوات بأزمات متتالية لا تحسد عليها لينصرف فقط إلى ايقاف فيلم هيفا. نعم فرئيس مجلس الوزراء لم يعد يهتم لما تعانيه بلاده من ازمات سياسية رئاسية واقتصادية ومعيشية واجتماعية، فبدل أن ينشغل في وضع سياسات تخفض نسبة البطالة والفقر المدقع التي تهدد نسبة مرتفعة من الشعب المصري وبدل ان يسارع في محاكمة الرئيس المخلوع حسني مبارك والضالعين في احداث الاتحادية وبدل ايقاف التعدي المستمر على الاقباط وبدل محاكمة جماعة الاخوان قرر ان يصب اهتمامه على مشاهد جل ما فيها أنها اظهرت مكامن الانوثة في جسد هيفا.

لكن يبدو جلياً ان القلوب المليانة من هيفا هي السبب في ممارسة الضغط على رئيس مجلس الوزراء ونقصد طليقها احمد أبو هشيمة الرجل النافذ رددت بعض المصادر أن السبب في توقيف عرض الفيلم في مصر خصوصاً أن صداقة تجمع بينه وبين الرئيس.
فكل من تابع الفيلم يدرك جيداً انه صور واقع الاحياء الشعبية في مصر التي تشهد على حالات مشابهة تغتصب فيها المرأة عنوة وتعاني من سطوة المجتمع الذكوري. ولقد ابدعت هيفاء في تجسيد دورها بكثير من المهنية والاحتراف فظهرت ممثلة من الطراز الرفيع ادركت جيداً من أين يؤكل الكتف، لكن الكتف الذي اكلته هيفاء لم تحلُ مشاهدته لطليقها الذي يبدو وكأنه قرر رد الصاع لهيفاء على طريقته الخاصة. فكل التبريرات التي وصفت بعض مشاهد العمل بأنها خادشة للحياء تعتبر واهمة، لأننا لو عدنا بالذاكرة إلى العصر الذهبي للسينما المصرية خلال مرحلتي الستينات والسبعينات لوجدنا ان كبريات النجمات جسدن أدوارا في غاية الاثارة سواء أكانت على السرير أم تحت "الدوش" ام غيرها.

وفي أول تصريح له بعد قرار رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب بمنع عرض فيلمه "حلاوة روح"، اشار المنتج محمد السبكي إلى أن القرار عار على السينما المصرية. وقال السبكي: "هناك 70 نسخة من الفيلم في دور العرض، وهذا القرار يعرضني لخسارة 15 مليون جنيه"، نافياً ما يتردد عن عن ان الفيلم يتضمن مشهداً حول إقامة الطفل لعلاقة جنسية مع بطلة الفيلم هيفا وهبي. وعن الرقابة وموقفها قال السبكي: "الفيلم عرض بناء على تصريح من الرقابة على المصنفات الفنية ولن يتم رفعه من دور العرض إلا بعد أن تخبرني الرقابة بذلك، لأنني لم أبلغ رسمياً بالقرار حتى الآن". يذكر أن السبكي كان قد اجتمع برئيس مجلس الوزراء ابراهيم محلب ولم يصدر أي تصريح عن الطرفين. كذلك علمنا ان بعض الصحافيين المصريين اعترضوا على قرار محلب، فيما ابدى المخرج خالد يوسف استعداده لتنظيم تظاهرة مؤيدة للفيلم ومعترضة على قرار منعه ان لم يصر الى اعادة الفيلم الى الصالات .

أمام هذه المعطيات كافة لابد من مطالبة رئيس مجلس الوزراء بإعادة النظر في قراره الغوغائي الذي افتقر إلى المعايير المهنية والمسؤولية... نعم للحرية في زمن القوقعة الربيعية التي لم تزهر إلا موسماً بائساً من فتات الحرية، نعم لقرار منصف بعيداً من تصفية الحسابات "الهشيمية" فالنجاح كأشعة الشمس ان حاول أحدهم أن يحجبها بإصبعه فهو حتما يضحك على نفسه لأنه سرعان ما سيحترق من وهجها.

"صدى البلد - وليد فريجي"

  • شارك الخبر