مجتمع مدني وثقافة
مطر في خميس الاسرار: نطلب الصلح والسلام لكل الشعوب ولتكن المحبة علامة حضور الرب فينا
الخميس ١٥ نيسان ٢٠١٤ - 15:22
احتفل رئيس آساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر بقداس خميس الأسرار ورتبة الغسل في كاتدرائية مار جرجس في وسط بيروت، وعاونه نائبه العام المونسنيور جوزف مرهج والمونسنيور اغناطيوس الاسمر رئيس كهنة الكاتدرائية والنواب ألأسقفيون ولفيف من كهنة الابرشية والآباء الرهبان، بمشاركة أخويات رعايا ألأبرشيّة في بيروت بعبدا وعاليه والشوف وفي نهاية القداس أُقيم تطواف بالقربان المقدّس داخل الكاتدرايّة،على وقع ترنيمة :أنا خبز الحياة. وبعد غسله لأرجل 12 إكليريكيًا،ألقى المطران مطر عظة جاء فيها:
اليوم خميس الاسرار عيد رسم سرّ القربان الاقدس وعيد رسم سرّ الكهنوت والكهنة. فالشكر لله على هذه الأنعام العظيمة التي أغدقها علينا نحن البشر. إفتقدنا برحمته ونحن في خطيئتنا وأراد أن يغسلنا بدمه ويعيد إلينا نقاءنا الأول ويرسمنا أبناء لله وبنات له إخوة للرب إلى الأبد. وقد أراد بذلك أن يبقى معنا في سرّ القربان الأقدس بعد صعوده إلى أبيه فيكون القربان تحت شكلي الخبز والخمر، حضورًا مقدسًا له فينا وفي كنيستنا قوتًا لنا في السفر وعربونًا للنعيم وقوّة في جهادنا الروحي،من أجل بنيان ملكوت المسيح بنعمته تعالى. نشكره، ولو صرفنا العمر كلّه لما يكفي لهذا الشكران العميق ولكننا نستطيع بنعمة الله أن نتقبّل هذا القربان في حياتنا في كلّ قداس ولكل مسيرة نسيرها معًا ليكون الرفيق والطريق وصولاً بنا إلى بيت الآب.
مئات الألوف من الكهنة كل يوم يرفعون القربان المقدس يقدمونه الى الجائعين الى الحق. ونحن نشكر الله على هذه النعمة وعلى انه اختار الكهنة لهذه الخدمة ونطلب منكم ان نقدس وإياكم القربان وأن تكونوا أحباء الله واقرباءه وأن تصّلوا على نية الكهنة جميعا، كما نصّلي على نيتكم. ونستحضر في هذا الوقت المقدس كلام البابا فرنسيس، حين يذكّرنا بأننا مكرسون للمسيح ولخدمة شعبه ونحن نعاهد الله امامكم أن نكون مكرسين بالحق خدّاما صالحين ليسوع المسيح فيكم.
نحن على صورة المسيح يجب أن نكون، خدّاما لكم باسمه. ونطلب من الله نعمة الأمانة والقداسة ونعمة المحبة التي بدونها لا يمكن أن نفعل شيئا. حبّ الله تجسّد في القربان ويظهر في خدمة الكهنة وفي خدمة الشعب المؤمن كلّه. يقول لنا البابا: لا تكونوا موظفين كونوا رعاةً وخدامًا وكونوا قريبين من أبناء شعبكم وسيروا أمامهم لتدلوهم على درب المسيح، وسيروا بوسطهم لتحملوا همومهم وسيروا وراءهم حتى تحملوا الجريح والمكسور وتساعدوه على السير مع رفاقه، لتفح في ثيابكم رائحة أغنامكم وكونوا مواظبين على هذه الخدمة بتواضع المحبة والضمير النقي. وليعطنا الرب في كلّ حين كهنة ورهبانًا وراهبات قديسين وقديسات ليكونوا أمام الشعب علامة لحضور المسيح ومحبّته.
على هذه النية نرفع القربان من أجلكم لنكون كلّنا كنيسة المسيح خميرة الدنيا شاهدين لنعمة الرب ولرحمته الى الابد، طالبين الصلح والسلام لجميع الشعوب ولتكن المحبة علامة حضور الرب فينا الى الأبد.