hit counter script

أخبار اقتصادية ومالية

معركة انتخابات جمعية الصناعيين... معارك!

الخميس ١٥ نيسان ٢٠١٤ - 09:20

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لا شكّ في أن معركة انتخابات مجلس إدارة جمعية الصناعيين أصبحت معارك عديدة. هي معارك بين رجال المال والأعمال وبين السياسيين، وهي معارك الصناعيين ومصالحهم ومصالح الطوائف التي يمثّلونها... وسط كل هذا الحديث هناك مرشحان لرئاسة الجمعية، هما فادي الجميّل ورامز بو نادر اللذان يتنافسان تحت عنوان «نريد رئيساً قوياً».

«أين هم جماعة الجنرال؟». هذا السؤال هو الأكثر تداولاً اليوم بين الصناعيين المتابعين لانتخابات مجلس إدارة جمعية الصناعيين. الكل يبحث عن موقع التيار البرتقالي بعدما كشفت الأسابيع الماضية عن فجوة كبيرة بين ما يقوله رئيس تكتل الإصلاح والتغيير ميشال عون، وبين ممثليه في هذا القطاع. والكل ينتظر أيضاً، على أحرّ من الجمر، موقف الكتلة الصناعية الأرمنية التي ستبني موقفها النهائي بالاستناد إلى الخيارات النهائية لجنرال الرابية. أما الكتلة الضعيفة، أي الصناعيين الشيعة والسنّة، فهم يركزون على حماية مواقعهم فقط.
خلال الأشهر الماضية، كان النقاش بين الصناعيين يدور حول كيفية التوصل إلى حلّ للأزمة التي نشبت بين المرشحين إلى رئاسة الجمعية، أي فادي الجميل ورامز بو نادر. يومها عقد كبار الصناعيين اجتماعاً حدّدوا فيه مواصفات الرئيس المقبل لجمعية الصناعيين، وأبرز صفة هي أن يكون قادراً على استعادة دور جمعية الصناعيين وموقعها بين ما يسمّى الهيئات الاقتصادية. سرعان ما تراجع هذا الخطاب بخلفية حسابات الربح والخسارة لكلا المرشحين من وجهة نظر كبار الصناعيين، وأضيفت حسابات خاصة ببعض الصناعيين تتصل إما بموقعهم في مجلس إدارة الجمعية أو بموقعهم السياسي أو بطموحات أخرى.
في هذا السياق، بدأت عملية ضغط واسعة على رامز بو نادر للانسحاب. وقد ترافقت هذه الضغوطات مع عملية تسويق كبيرة لفادي الجميل على أساس أن الصناعيين أدرى بحالهم ويعلمون أن الجميل يملك حظوة واسعة وتأييداً كبيراً. وفيما كانت تتزايد وتيرة الحديث عن هذه الغالبية، كان الحديث الدائر بين الكواليس يشير إلى وجود غالبية فعلية يمثّلها التيار الوطني الحرّ وحزب الطاشناق، وكان يتردّد أنها تميل «نظرياً» إلى مصلحة بو نادر. وقد تبيّن أن الجنرال ميشال عون أبلغ بو نادر، في آخر لقاء بينهما، كلاماً واضحاً عن تأييده ترشيحه لرئاسة الجمعية وموافقته على المعركة. إلا أن ما بدر من الصناعيين المحسوبين على التيار الوطني الحرّ، أي جورج نصراوي وبوب ملّاح، ترك أثراً كبيراً على بو نادر، ولا سيما لجهة أن الرجلين لم يحسما موقفيهما على أي جهة يقفان، وهما مرشّحان على اللائحتين! نصراوي قال لـ«الأخبار» إنه «مرشّح حيادي» وينتظر «حصول التوافق ليحسم على أي لائحة سيكون». وفي المقابل، يرفض بو نادر التعليق على الوجهة السياسية للانتخابات، بل يعبّر عن رأيه في ما يحصل بالقول إنه «ضدّ التوريث في جمعية الصناعيين، وضد التولية، وضدّ اختزال رأي 700 صناعي في لبنان».
إذاً، هل هي «خدعة» من جنرال الرابية؟ أم أن قدرة رجال المال على التأثير في خيارات الجنرال أقوى من رغبته الخاصة؟ فالسؤال الأول مطروح لأن التيار الوطني الحرّ قرّر خلال الأشهر الأخيرة ألا يخوض معارك مع الأحزاب والتيارات المخاصمة له، وقد برز هذا الأمر في نقابة المهندسين حين أطلق التيار مبادرة توافقية قبل 6 أشهر من الانتخابات وأوقع حلفاءه في هذا الفخ... طبعاً، مثل هذا الخيار لا يلغي «قوّة التأثير» في تمويل الأحزاب التي يحملها رجال الاعمال والمال، فهؤلاء يحققون اختراقات واسعة في الأحزاب، وخصوصاً في التيار الوطني الحرّ الذي لا يمكن أن يحسب تياراً شعبوياً، بل هو تيار يمثّل فئة بورجوازية واسعة.
وبحسب بعض المعطيات، فإن كبار الصناعيين لا يزالون يعملون على خطّ التوافق من أجل «انتخاب مجلس إدارة لجمعية الصناعيين قوي، وألا ينتخب الصناعيين رئيساً قوياً». ويرفض هؤلاء الصناعيون «التدخلات السياسية»، بل لديهم مطلب واحد، أن يفرضوا خياراتهم على السياسيين بوصفهم «متموّلين كباراً لديهم انتماء طائفي لا العكس». ويرى هؤلاء أن هناك ضرورة لإعادة الحياة إلى جمعية الصناعيين التي لم تعد تمثّل رأياً وازناً بين الهيئات الاقتصادية، ولم يعد لديها الكلمة العليا، ولا حتى الكلمة الدنيا، بل أصحبت عبارة عن «تحصيل حاصل». وبالتالي فإن إعادة الحياة تتطلب رئيساً يمكنه الدفاع عن قضايا الصناعيين ومصالحهم «الأمر بسيط وسهل، إذا لم يتمكن الصناعيون من إيجاد هذا الشخص، كما يحصل حالياً، فإن الأوفر حظاً هو انتخاب مجلس إدارة قوي ومتوازن يمثّل مصالح الجمعية».
رغم ذلك، يقول بعض الصناعيين إن رامز بو نادر عرض على الجميل عرضاً توافقياً مبنياً على قاعدة تزكية 24 عضواً من مجلس الإدارة موزّعين طائفياً ومذهبياً ومناطقياً، على أن يكون بينهم 3 أعضاء محسوبين على الجميّل، و3 أعضاء محسوبين على بو نادر. وبالتالي تكون كتلة المرشحين قوية في المجلس، لكن بو نادر اشترط أن يعترف الجميع بأن يتوافقوا عليه رئيساً للجمعية في الولاية المقبلة... وبحسب بعض الصناعيين، فإن الجميّل رفض الحديث في هذا العرض أو في مناقشته حتى.
"الاخبار – محمد وهبة"
 

  • شارك الخبر