hit counter script

مقالات مختارة - جوني منير

3 سيناريوهات... وبدعة

الخميس ١٥ نيسان ٢٠١٤ - 05:59

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الجمهورية

مع اقتراب موعد الاستحقاق الرئاسي، لم ينخدع أحد بإمكان تمريره بنحو طبيعي أو حتى بكمّية معقولة من المشكلات. فالتعقيدات الداخلية كبيرة والأزمات الإقليمية عاصفة ومصيرية، أضِف إلى ذلك التناحر الماروني - الماروني الذي جعلَ من إمكان إنجاز هذا الاستحقاق مستحيلاً، من دون إخضاعه بكامله للمطرقة الإقليمية، ما يعني وجوب الانتظار للمستجدّات الخارجية المساعدة.

لذلك مثلاً تداركت العواصم الغربية ما يمكن أن ينتج عن «الشهوات» المارونية الجامحة والموزّعة بين كثرة الطامحين والساعين بلا هوادة إلى التمديد للرئيس ميشال سليمان، بفرض ولادة حكومة جديدة تضمّ مختلف القوى السياسية هدفُها الأوّل مَلء الفراغ الرئاسي في حال حصوله، والمساعدة في ضبط الوضع الأمني الذي شهد تردّياً مرعباً بعد الإمعان في توظيف الأمن في المشاريع السياسية.

صحيح أنّ الجميع باتوا مقتنعين بصعوبة تمرير الاستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري، إلّا أنّ الجهات الديبلوماسية تترقّب باهتمام الإخراج الذي سيحصل، كونه سيحمل في طيّاته إزاحة مرشّحين كبار، في انتظار اللحظة الاقليمية الحاسمة، على الأرجح منتصف الصيف المقبل أو نهايته. ومع تحديد رئيس مجلس النواب نبيه برّي 23 الجاري موعداً لانعقاد الجلسة الانتخابية الأولى، راجت سيناريوهات عدّة محتملة:

- السيناريو الأوّل، وهو الاكثر رواجاً، يتحدّث عن انعقاد الجلسة من خلال وجود مرشَّحين، هما النائب ميشال عون والدكتور سمير جعجع.
وتحدّث هذا السيناريو عن 57 صوتاً لجعجع كحَد أقصى في حال حصوله على تأييد مختلف نوّاب 14 آذار وفي طليعتهم حزب الكتائب، في مقابل 59 صوتاً لعون كحَد أقصى.

ويبقى هنا الموقف الغامض والمثير للنائب وليد جنبلاط الذي يراهن كلّ فريق بالضغط عليه لاكتساب أصواته. منهم مَن يراهن على ضغط سعوديّ ومنهم على ضغط حزب الله.

لذلك وجد جنبلاط أنّ التصويت بورقة بيضاء سيبقيه عرضةً للضغوط الكبيرة، وبات يميل إلى خيار ترشيح النائب هنري حلو ومن باب أنّه ملتزمٌ مرشّحاً من كتلته، وبدا أكثر المتحمّسين لفكرته النائب مروان حمادة، لكنّ المشكلة لدى جعجع تصبح عندها أكبر مع هروب أصوات كانت ملزمة الاختيار بينه وبين عون في اتّجاه حلو، ما سيجعل أرقامه قابلةً للتراجع.

- السيناريو الثاني، وهو الأكثر جدّية، يتعلق برفض عون المطلق أن يدخل جلسة الانتخاب على أساس المواجهة بينه وبين جعجع. وهو كرَّر موقفه أكثر من مرّة بأنّه ليس مرشّح مواجهة، بل مرشّح توافقي، وإذا لم يستطع دخول الحلبة على أساس التوافق عليه، فهو لن يدخلها أبداً على أساس مرشّح مواجهة.

ولذلك لا يتردّد في إرسال إشارات إيجابية، مرّةً في ملف التعيينات ومرّةً أُخرى في ملف السلسلة، ومرّات كثيرة في اتّجاه العواصم الخارجية المؤثّرة. وإذا لم يحصل ذلك، فإنّ عون سيعلن أنّه غير معنيّ بهذا الاستحقاق، ما سيجعل كتلته النيابية تُحجم عن النزول إلى المجلس النيابي، وستجاريه في ذلك كتلة نوّاب «حزب الله» وبعض النوّاب الحلفاء، ولكن من دون كتلة نوّاب برّي والتي ستحضر، إلّا أنّ النتيجة ستكون فقدان النصاب.

- السيناريو الثالث، واحتمالاته ضعيفة جداً، يقوم على أساس الانتقال من الدورة الأولى إلى دورة ثانية تشهد انسحابات، وتتّجه فيها بعض القوى الى دعم اسم مرشّح ثالث من خارج الاصطفافات وقابل لإكتساب أصوات الغالبية المطلقة، ليكون بذلك الرئيس الرقم 13.

وما بين هذه السيناريوهات المختلفة، ما يزال البعض يعتقد بإمكان «سرقة» التمديد ولو وفق بدعة جديدة تتلخّص «ببقاء سليمان في قصر بعبدا لتصريف الأعمال». ويتولّى أحد مستشاري رئيس الجمهورية جسّ نبضِ القوى السياسية «بفكرته»، في وقتٍ تمّ توزيع التصريح الثاني للوزيرة أليس شبطيني وتضمّن تأكيداً أنّها ليست «محسوبة» على الرئيس لكنّها طالبت بالتمديد له.

«فوضى» داخلية، في وقت تستعدّ السعودية وإيران للّقاء العلني والرسمي الأوّل بينهما خلال أسابيع معدودة، وتظهر بشائر إيجابية من المفاوضات الأميركية - الإيرانية، وتستعدّ سوريا لانتخاباتٍ رئاسية بمَن حضر من الناس، وحيث تتداخل الخيوط اللبنانية بالأزمة السورية أكثر من أيّ وقتٍ مضى.
 

  • شارك الخبر