hit counter script

مقالات مختارة - هشام ملحم

إرهاب أم جريمة

الخميس ١٥ نيسان ٢٠١٤ - 05:52

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

النهار

يوم الاحد الماضي توجه فرايزر غلين كروس البالغ من العمر 73 سنة، والمعروف بمواقفه ونشاطاته العنصرية ضد السود واليهود، الى مركزين يهوديين في كنساس سيتي وهو مسلح ببندقية ومسدس من أجل قتل أكبر عدد ممكن من اليهود.
وخلال وقت وجيز قتل ثلاثة مدنيين (جد وحفيده وأمرأة) قبل اعتقاله. المفارقة، هي ان ضحايا كروس كانوا مسيحيين. كروس، الذي كان من قياديي تنظيم "كو كلوكس كلان" العنصري صاح امام كاميرات التلفزيون بالتحية النازية "هايل هتلر".
وصفت السلطات الامنية ووسائل الاعلام الحادث بانه جريمة قتل، أو حادث اطلاق نار قام به مواطن عنصري. ولكن أحداً لم يصف كروس بانه ارهابي، ولم يقل ان العنف الذي مارسه ضد ابرياء مدنيين اميركيين عمل ارهابي. صحيح انه لا تعريف مقبولاً للارهاب، لكن معظم التعريفات تلتقي جزئيا على القول ان الارهاب يعني استخدام العنف أو التهديد بالعنف ضد المدنيين وان دوافع العنف تكون عادة سياسية أو ايديولوجية.
السلطات سوف توجه تهمة ارتكاب "جريمة حقد" الى كروس، وهي تهمة فيديرالية وأبعد من مجرد تهمة ارتكاب جريمة عادية لان جرائم الحقد تعتبر موجهة ليس فقط الى فرد بل الى الجماعة التي ينتمي اليها الفرد لانها تطال عرقه أو دينه أو جنسه.
ولكن حتى تهمة ارتكاب جريمة حقد لا ترقى الى اتهام ممارسة الارهاب. العنف الذي مارسه كروس الاحد الماضي تزامن تقريبا مع الذكرى الاولى لتفجير ماراثون بوسطن على أيدي الاخوين تزيرنايف وهما من أصل شيشاني. ومن التهم الكثيرة الموجهة اليهما تهمة استخدام المتفجرات كسلاح دمار جماعي، وهي تهمة ارهاب. الاخوان تزيرنايف قتلا ثلاثة مدنيين، وكان دافعهما سياسياً -دينياً. كروس قتل ثلاثة مدنيين وكان دافعه سياسياً - ايديولوجياً. صحيح ان الاخوين تزرنايف لم يكونا عضوين في تنظيم ارهابي معروف، لكن عملهما يمكن ان يفسر بأنه جزء من ظاهرة ارهابية عامة. الشي ذاته يجب ان ينطبق على كروس، لان عنفه هو جزء من ظاهرة أوسع، ولم يكن موجها فقط ضد ضحاياه كأفراد، بل كان يهدف الى ترهيب اليهود. المرء يتساءل كيف كان لوسائل الاعلام او حتى السلطات المحلية ان تصف ما قام به كروس لو كان قد صاح بعد ارهابه "الله اكبر" بدل "هايل هتلر"؟!.
على رغم وجود تاريخ دموي طويل لاعمال الارهاب داخل اميركا، وأبشعه كان تفجير كانساس سيتي عام 1995 والذي أدى الى مقتل 168 مدنياً على يد المتطرف تيموثي ماكفاي، لا يزال "الارهاب" في الذهن الاميركي ظاهرة خارجية يرتكبها أجانب.

  • شارك الخبر