hit counter script

أخبار محليّة

الراعي التقى السفير البابوي

الأربعاء ١٥ نيسان ٢٠١٤ - 18:48

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

تلقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، قبل ظهر اليوم، اتصالا هاتفيا من رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري أبلغه فيه عن موعد دعوة المجلس النيابي الى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية الاربعاء المقبل في 23 نيسان. وجرى التشاور في موضوع الاستحقاق الرئاسي وآخر المستجدات على الساحة اللبنانية.

وكان الراعي قد التقى السفير البابوي المطران غابريللي كاتشا، وتم عرض الأوضاع العامة ودور الفاتيكان الدبلوماسي في الدفع الى الامام بعملية السلام في المنطقة.

كما استقبل وفودا طلابية أمت الصرح لالتماس البركة في الأسبوع المقدس.

واستقبل الراعي أيضا الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الأباتي طنوس نعمة، يرافقه أمين سر الرهبانية الأباتي كلود نضرة، ووفد من قرنة شهوان ضم رئيس البلدية جان بيار جبارة والمختار وكاهن الرعية.

ثم استقبل وفدا من "جماعة chemin neuf" في زيارة لإلتماس البركة.

وكان الراعي ترأس، بعد ظهر أمس، الرياضة الروحية السنوية ل"رابطة الأصدقاء"، وتوجه بحديث روحي إلى أعضائها حول رسالة قداسة البابا بمناسبة الصوم المبارك، وعنوانها من كلمة بولس الرسول: "افتقر المسيح لأجلكم وهو الغني لتغتنوا بفقره"، وقال: "إنطلاقا من رسالة قداسة البابا التي بين أيديكم، ومن نص رسالة مار بولس نفهم أن الله لم يكشف عن ذاته بالقوة والجبروت. وفي الواقع صار إنسانا وهرب إلى مصر وبين ضعفه ومات على الصليب، ولكن قوته هي حبه. ألله يظهر قوته بحبه، وقوته تكمن في الحب الذي جعله قريبا من كل إنسان. ونحن نختبر في حياتنا اليومية أن كل إنسان أيا كان، لا نصل إليه إلا من باب إنسانيته. وهذا ما يجمعنا: المقاربة، ونهج الله هو مقاربة كل إنسان، أن يقترب من كل إنسان ويكلم كل إنسان. القوة لا تساعدنا أن نكلم بعضنا بعضا، المحبة وحدها، مع كل مفاهيمها، هي التي تساعدنا على أن نتقرب من بعضنا ونكلم بعضنا بعضا، إنطلاقا من الذات نحو الآخر والغفران والمسامحة والتعاون والإحترام، كل هذه القيم الموجودة في كلمة واحدة هي الحب، تتضمن كل الفضائل الإنسانية والروحية التي تجمع الناس مع بعضهم".

أضاف: "يشرح قداسة البابا، ويقول: "هذا هو غنى يسوع المسيح، يجب أن يغنينا بالقرب من بعضنا بعضا". جميعنا نشعر بحالات الفرح أو الحزن، بحالات القوة أو الضعف، وكل إنسان في حاجة إلى أن يكون الآخر بجانبه، فهذا هو الحب الحقيقي. ويقول كذلك: "غنى يسوع المسيح الحقيقي هو أنه ابن الله، ولأنه ابن الله، لديه الثقة الكاملة بالآب السماوي". يريد أن يعلمنا هذا الغنى، كيف يجب أن نكون قريبين من بعضنا بعضا بسر التجسد والموت على الصليب، ونحن في ذروة القرب من الله والإنسان".

وتابع: "إنجيل يوم الخميس الذي نحتفل فيه بالعشاء السري وغسل أقدام التلاميذ، يبدأ بعبارة: "وأحب خاصته الذين في العالم، أحبهم حتى النهاية". ووصل بحبه حتى الصلب، وعلمنا هذا النهج أن نتشبه به، بإنسانيتنا. وتقرأون في رسالة البابا، إذ يأخذ نصا من المجمع الفاتيكاني الثاني، ويقول: "أصبح المسيح شبيها بنا، أغنانا بإنسانيته وألوهته من خلال قربه من كل إنسان، يقول: "تكلم بلسان إنسان، ولم يقل سوى الحقيقة. وفكر في عقل إنسان، ولم يدخل الكذب يوما إلى عقله. أحب بقلب إنسان ولم يحقد يوما على أحد. ساعد بيد إنسان، وكان عمانوئيل، أي الله معنا. وعلمنا كيف نكون إنسانا. فهذا هو الغنى الحقيقي. وإذا اكتملت علاقة الإنسان مع كل الناس، يكون قد بلغ الغنى الحقيقي. لذلك، نقول: القناعة غنى".

وأردف: "الفكرة الثانية هي الغاية من هذا النهج، أن يغنينا بهذا المنطق، منطق الحب، منطق التجسد، منطق الصلب، الحب في كل ما تحويه الكلمة من مفاهيم. عندما نأخذ كلمة حب في اللغة اليونانية تعطي معنيين، ولكن لكل واحدة لفظتين: Eros أو Agape. إن كلمة Eros تعني حب الذات، أي أني لا أحب إلا نفسي، وتأتي من Egoisme. بينما الAgape، هي الخروج من الذات نحو الآخر. ويقول الرب يسوع: "من يتخلى عن ذاته من أجلي يجد نفسه". والقديس أوغسطينس يقول: "الإنسان أمام طريقين: إما أن ينطلق من ذاته ويستغني عن الله ويضيع نفسه، أو ينطلق من الله ويجد نفسه". أجد نفسي الحقيقية إذا بنور الله. يسوع صار إنسانا كي يعلمني كيف أكون إنسانا، وصار مثلي كي يعلمني كيف أجد نفسي. هذه هي الغاية من النهج الذي نهجه يسوع المسيح واسمه الحب الذي تبين بتجسده، والإله صار إنسانا مثلي، ثم افتداني أنا الخاطىء، وغسلني بحبه ودمه، فوجدت ذاتي".

وقال الراعي: "في 27 نيسان، نحتفل بإعلان قداسة البابوين الكبيرين يوحنا بولس الثاني ويوحنا 23، فالقديسون هم الذين وجدوا أنفسهم الحقيقية مثل مار شربل ونعمة الله ورفقا ويعقوب وإسطفان، وأحبوا ذاتهم الحقيقية عندما وجدوا الله. هذه هي الرسالة الكنسية، عندما تحقق بدعوى شخص، فيصدر الحكم بأن هذا الإنسان أو ذاك عاش ببطولة الفضائل الإنسانية والروحية والإجتماعية، وينتظرون لاحقا أعجوبة كي يؤيد الرب الحكم البشري. إذا، غاية نهج الله، أن نغتني فيه، ونتمثل فيه، ونتشبه فيه. فالغني الحقيقي ليس غنيا بالمال، علما أن المال ضروري، ولكنه ليس الغنى الحقيقي. الغنى الحقيقي هو غنى العقل الذي لا يعرف إلا الحقيقة، غنى الإرادة التي لا تعرف إلا الخير، وغنى الحب الذي لا يعرف إلا الحب، والباقي هو الغنى المادي، الذي ما هو إلا وسيلة. نعود ونقرأ كلام مار بولس: "افتقر المسيح لأجلكم وهو الغني لتغتنوا بفقره". والغاية من ذلك هو أن يقتربَ المسيح منا كي نقترب من كل واحد. ويذكرنا المسيح هنا عندما جاء المسيح إلى نهر الأردن، متقدما من يوحنا المعمدان كي ينال معمودية التوبة، أي أنه سار مع الخطأة نحو الإعتراف. والمتكبر لا يتقدم إلى سر الإعتراف. وبوحي من الروح القدس، قال يوحنا: أنا من أحتاج إلى أن أعتمد على يدك، فأجابه يسوع: "أنت من ستعمدني كي يظهر كل صلاح"، وما أن سكب على رأسه الماء وهو يصلي، انفتحت السماء على مرأى من كل الناس، وحل عليه الروح ونزل على رأسه بشكل حمامة، وسمعوا صوتا قويا يقول: هذا هو ابني الحبيب، فله اسمعوا".

أضاف: "سار يسوع مع الخطأة متضامنا معهم، ليقول لنا إنه يتضامن مع كل إنسان مهما كانت حالاته. ألغنى ليس المادة، ألغنى هو الإنسان في حد ذاته، على صورة الله ومثاله. والبابا فرنسيس، يظهر وجه الإنسان القريب من كل إنسان. وهذا ما يتكلم عنه قداسة البابا، عن كنيسة فقيرة للفقراء، وقريبة من الناس".


وتابع: "النقطة الثالثة، هي فقر المسيح الذي يتكلم عنه البابا، يقول: "فقر المسيح هو طريقة حبه لنا، قربه منا، كالسامري الصالح. وجاء أحدهم وسأله: "ما هو الناموس، وما هي الشريعة الأهم؟" أجابه يسوع: "ماذا تقرأ؟" قال: "أحبب الرب من كل قلبك وفكرك وقوتك وأحبب قريبك حبك لنفسك". يعني أن العدو جعل العدو قريبه. هذا هو نهج يسوع المسيح، أن أقترب من كل إنسان. إذا، فقر يسوع هو التقرب من كل إنسان، فهو التحنن والشفقة والتقاسم. حياتنا بحاجة إلى حنان، يجب أن أشعر وأهتم بالمحتاجين ونغفر ونتقاسم ما لنا مع الآخرين. فقر يسوع هو الغنى الأكبر، هو ثقته الكاملة بالآب السماوي واتكاله على عنايته، والسعي إلى اكتشاف إرادته، وتمجيده بأفعاله وعيش الأخوة مع كل الناس، والغنى هو علاقته مع الله".

وأردف الراعي: "النقطة الرابعة، يختم البابا ويقول: "رسالتنا كمسيحيين، أنه على مثال يسوع المسيح، نتطلع إلى بؤس وفقر إخوتنا وأخواتنا الروحي والمادي، وجميعنا فقراء، وإذا لم أكن فقيرا للمادة، فأنا فقير إذا كان إيماني ضعيفا. إذا لم تكن لدي قيم روحية، وإذا كانت علاقتي مع الله ضعيفة. أنا فقير عندما أكون حزينا. أنا فقير عندما لا يكون أحد بجانبي ليساندني. أنا فقير عندما أكون عجوزا متروكا في بيت لا أحد يسأل عني. أنا فقير إذا كنت مدمنا أعيش حياة اللامبالاة. ويختم قداسة البابا: "على مثال يسوع يجب أن ننحني، ونقترب من كل إنسان ونكون بجانبه بفقره المادي أو المعنوي، ونلمسه ونأخذه على عاتقنا، ونعمل على تخفيف وجعه الحسي أو المعنوي ونحمل إليه إنجيل الرحمة والرجاء. ومثل يسوع نتخلى عما نملكه، كي أتقرب من الآخر. ربما عن رأي، ربما عن حقد أو عن شيء أملكه. يسوع تخلى وأخلى".

وترأس الراعي مساء، القداس الالهي، في حضور أعضاء "رابطة الأصدقاء"، وألقى عظة أضاف فيها إلى حديثه من وحي إنجيل اليوم: "كيف أن المسيح افتقر كي يغنينا"، وقال: "إفتقر وارتضى على نفسه أن يموت على خشبة العار وكأنه مجرم، ولكن فداء عن كل المجرمين وعن كل الخاطئين، عن كل إنسان يرتكب الشر. ولا أحد منا إلا ويرتكب الشرور، كبيرا كان أو صغيرا، ولكن بفقر يسوع وعريه على الصليب أغنانا بنعمة الغفران. أغنانا بنعمة الفداء وأعطانا الحياة الجديدة، ومات فداء عن كل إنسان، تكفيرا وتعويضا عن خطايا وشر كل إنسان. وهذا الإنسان هو كل واحد منا، ولكنه قام من الموت وأغنانا بنعمة الحياة الجديدة".

أضاف: "نعيش جمال الفصح اليوم، الذي هو موت وقيامة، موت عن العتيق وقيامة للجديد. هذه هي مفاهيم رياضتنا اليوم التي توجتموها بالتوبة التي فيها عشتم جمال وفرح وسعادة الموت عن قديمنا والقيام لجديدنا. ثم اغتنينا ثانيا، كما سمعنا في إنجيل اليوم، أنه جمعنا إله واحد، مشتتون كنا، مبددون، جعلنا جسده السري، في المعمودية والميرون، فصارت بشرية يسوع الشخصية، هو الذي عاش في هذا العالم وأعلن بشارة الحياة ومات فداء عنا، وقام بجسده البشري، واستعاض - إذا جاز التعبير- كي يكمل مسيرة الخلاص عن جسده البشري بأجسادنا نحن، وقد أصبحنا جسده السري. بما أنه تكلم بلسانه، اليوم يتكلم بلساننا كل حقيقة تبني. بما أنه ساعد بيده، اليوم يساعد بأيدينا نحن. إذا كان قد أحب بقلبه، فإنه يكمل حبه بقلوبنا. هكذا أصبحنا جسد المسيح، أصبحنا جسدا واحدا معه. واليوم، نحمل هذه الرسالة، أن نكون جماعة الفداء، أن نكون جماعة منفتحين على نعمة الغفران، وننشر ثقافة المصالحة بين كل الناس. وقد قالها بولس الرسول: "نحن المسيحيون سفراء المسيح للمصالحة". كم أن منطق المصالحة والغفران في عالمنا اليوم، في المجتمع والعائلة والوطن والمنطقة، فقد إلى حد كبير. رسالتنا إذا أن نكون "سفراء المسيح للمصالحة". وبالتالي، نحن مدعوون إلى وحدة جسده، نحن جماعة الوحدة وبناء الجسور، ولسنا جماعة التفرقة والنزاعات وكسر الجسور وهدمها. هذه هي إذا رسالتنا، وهذه حاجة كبيرة جدا عندنا اليوم لأننا نعيش تمزقا كبيرا على المستويين الإجتماعي والعائلي، وإن تشتت العائلات ليس مجرد حدث وطني أو إجتماعي، بل هو تمزيق لجسد المسيح الواحد".

وختم: "إضافة إلى ما تأملنا فيه، أغنانا المسيح بنعمة الفداء وأرسلنا رسلا للمصالحة، وأغنانا إذ جعلنا جسده السري، ورفعنا إلى مقام رفيع، وهو جسده السري، كي نكون جماعة الوحدة والبنيان. هذه هي صلاتنا في هذه الليلة التي نختم فيها هذه الرياضة، هذا هو دعائي لكم في هذا الفصح الذي نتمناه فصح سلام وعبور إلى رؤية وحياة جديدة. المسيح الذي قام من الموت قادر على أن يقيمنا من موت خطايانا الشخصية والإجتماعية والعائلية والوطنية".

يترأس الراعي، بمناسبة الاسبوع المقدس، قبل ظهر غد الخميس "خميس الاسرار"، رتبة الغسل، في سجن روميه.
كما يترأس رتبة ثانية، عند الخامسة مساء، في الصرح البطريركي في بكركي.

ويترأس الراعي يوم الجمعة العظيمة، رتبة سجدة الصليب، عند الحادية عشرة صباحا، ومسيرة درب الصليب في باحة الصرح البطريركي، ثم طلبة الآلام في كنيسة الصرح عند الخامسة والنصف مساء. 

ويوجه الراعي رسالة الفصح، عند التاسعة من صباح يوم السبت. ويترأس صلاة الغفران عند الحاية عشرة والنصف قبل الظهر.

ويترأس الراعي قداس عيد القيامة المجيدة، عند العاشرة من صباح يوم الأحد.
 

  • شارك الخبر