جميعهم يؤمنون بالشفاء، كيف لا وهم في ايادي امينة وقلوب دافئة تحتضنهم. كيف لا وهم بأمان على كل الاصعدة: الطبية العلمية، العائلية، النفسية. مركز سرطان الاطفال يهتم بمرضاه الصغار، يعالجهم ويتحدى المرض ليقدم الشفاء، يعطيهم الامل ويعيد الحياة لهم والروح لاهلهم. يدعمهم فريق طبي كفوء ومتكامل ومجموعة من المتطوعين على رأسهم كريستيان مكارم وضحكتها الملائكية، وبعد شفائهم يعودون الى "البيت" الى فريق المتطوعين، يتطوعون بدورهم لرسم بسمة الامل فوق الشفاه.

يطلق مركز سرطان الاطفال التابع لـ"سانت جود" في ممفس تينيسي، ومقره المركز الطبي للجامعة الاميركية في بيروت، حملة الشارة الذهبية في عيده الثاني عشر، لدعم الاطفال الذين يعانون مرضا سرطانيا، والتضامن معهم. الاختصاصية في امراض الدم والسرطان عند الاطفال البروفسورة سمر موقت تعمل مع الاطفال في المركز منذ تأسيسه مع البروفسور ميغال عبود، ساهمت في شفاء العديد من الاطفال المتألمين، وانقذت حياتهم ومعها فريق عمل من أكفأ الاطباء والاختصاصيين ومعهم المدير الطبي للمركز الدكتور حسّان الصلح. تحدثت لـ"النهار" عن النجاحات المهمة، خصوصا على صعيد علاجات مرض اللوكيميا، اذ "تضاهي نسبة نجاحه تلك التي في الولايات المتحدة وتصل الى نحو 90 في المئة. ويقدم المركز التشخيص المجاني لجميع المرضى حتى لو كانوا يعالجون في اماكن استشفائية اخرى". وشددت البروفسورة موقت على اهمية التشخيص المبكر والدقيق الذي يساهم في رفع نسبة النجاح. "يستخدم المركز البروتوكولات العالمية، الاميركية والاوروبية، وخبرته على مدى 12 عاما، مع التركيز على مجانية العلاج مما يعني ان لا نقص في اي دواء، ولا تأخير في العلاج وتؤمن القطع التي يحتاج إليها المريض في الجراحات، خصوصا في سرطان العظام، من دون اي مقابل، كل ذلك ساهم في ارتفاع نسبة الشفاء من مجمل الامراض السرطانية بواقع 80 في المئة". وشددت على ان المركز يحرص على التعاون مع جميع اطباء الاطفال والمتخصصين في الاورام في لبنان وعلى تبادل المعلومات ومناقشة اي حالة تستدعي ذلك مع اختصاصيين.
وتحدثت عن تغيير البروتوكولات مع التقدم في الطب، "اصبحنا نعتمد البروتوكولات الاكثر تقدما وتلك التي تعتمد زيادة كمية العلاج الكيميائي مثلا، لأنه فاعل في شكل اكبر، ولأنه في امكان المركز ان يقدم ايضا الدعم الكامل حتى تأمين السكن القريب لمن يحتاج إليها من ذوي الحالات الحرجة التي تتطلب وجودهم بالقرب من المستشفى، كي يستفيد الاولاد الى اقصى الحدود. وفي امكان المركز ان يجري عمليات زرع نقي العظم في حالات سرطان الدم، وعند الحاجة". وشكرت وزارة الصحة والضمان الاجتماعي لمساهمتهما في العلاج والادوية.
مديرة التسويق والعلاقات العامة في المركز كارين خوري، تحدثت عن حملة الشارة الذهبية للتضامن، عن تأسيس المركز في لبنان في 12 نيسان 2002: "اليوم نحتفل بالعيد الثاني عشر بعلاج اكثر من 1000 طفل مصابين بالسرطان من كل المناطق اللبنانية ومن العالم العربي، وساعد المركز في تقديم اكثر من 4 آلاف استشارة وتشخيص أولي، كما قدم بعض الدعم للاطفال المصابين بالسرطان في المستشفيات الاخرى. ولأن المركز على تعاون مع سانت جود - اميركا ووجوده في المركز الطبي في الجامعة الاميركية في بيروت، فان معدل نجاح العلاج وصل الى نحو 80 في المئة من حالات الشفاء، هذه الانجازات قدمها المركز بفضل دعم المتبرعين، لأنه يتكفل مجانا بكلفة العلاج كاملة من دخول المستشفى الى الفحوص الى الادوية داخله وفي البيت. كما يقدم الدعم المعنوي للاهل والعائلة كما الاطفال، ويهتم بهم اختصاصيين بالطب النفسي من خلال قسم "تشايلد لايف" الذي تم انشاؤه مع المركز. ويساعد هذا القسم مجموعة من المتطوعات والمتطوعين، تشرف عليهم كريستيان مكارم لاضفاء روح المرح والتسلية خلال وجود الاطفال في المركز، ومن بينهم بعض الاختصاصيين الذين يتولون تعليمهم فن الرسم او الموسيقى وغيرها. ولا يزال برنامج تدريس المرضى مستمرا، فيهتم بهم اساتذة ليتابعوا صفوفهم المدرسية خلال تغيبهم عن المدارس بسبب المرض والعلاج، يشرف عليهم المربي حسّان الداعوق. وكانت وافقت وزارة التربية على ان يتم تقديم الامتحانات الرسمية للمرضى داخل المركز، بالتزامن مع التقديم الرسمي في المدارس، باشراف مراقبين تربويين من الوزارة".
"بعد 12 سنة نشعر ان الحاجة متزايدة لعلاج المزيد، فوصلت موازنة المركز الى اكثر من 15 مليون دولار سنويا. القيمة تتأمن من التبرعات من هنا حملات يطلقها مركز سرطان الاطفال للدعم، وهناك فريق عمل متخصص ينظم عددا من الحملات وبرامج جمع التبرعات والنشاطات الاخرى. والطرق للتبرع هي من خلال الاتصال على ارقام المركز 01351515-70351515 او من خلال اي حساب مصرفي تابع للمركز في عدد من المصارف اللبنانية ومن خلال الموقع الالكتروني www.cccl.org.lb
وهناك عدد من المشاريع بالتعاون مع شركات او مجموعات لجمع التبرعات، ويظهر على منتجاتهم شعار المركز، الوانه الاخضر والبرتقالي والازرق، مع اطفال يرفعون أياديهم.
وانشئ متجر صغير "جود" بالقرب من المركز تم افتتاحه منذ اشهر، يعود ريعه بالكامل للمركز". واعتبرت خوري ان اي اتصالات منزلية او حملات اخرى لا علاقة لها بالمركز. وقالت ان المركز مستعد لاستقبال أهالي الاولاد من عمر بضعة اشهر الى عمر 18 سنة والذين يعلمون باصابة اولادهم السرطانية، سواء كان للعلاج او لتقديم النصح.

رلى معوض - النهار