hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - داني حداد

جعجع يتلو فعل... الرئاسة

الثلاثاء ١٥ نيسان ٢٠١٤ - 05:17

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

إنّها الثانية عشرة والنصف من ظهر الأربعاء 16 نيسان 2014. يدخل سمير جعجع بخطى ثابتة الى قاعة الاحتفالات في مقرّ القوات اللبنانيّة في معراب التي يحتشد فيها المدعوون من السياسيّين ورجال الأعمال والنخب الثقافيّة والممثلين عن النقابات والإعلاميّين. يصفّق الجميع. يبتسم جعجع ويرفع يده ملوّحاً للحضور. يعتلي المنصّة التي رُفع على خلفيّتها شعار "الجمهوريّة القويّة"، عنوان برنامجه الرئاسي.

يمكن تخيّل هذا المشهد مسبقاً. ما لم يكن بالإمكان تخيّله قبل تسع سنوات أنّ الخارج من سجن وزارة الدفاع بموجب عفوٍ سيترشّح، لا الى مقعد نيابي في بشري، بل الى رئاسة الجمهوريّة. قطع الرجل الذي رفع يوماً شعار "الشرقيّة قويّة الشرقيّة قوّات" مسافة زمنيّة وسياسيّة بعيدة ليصل الى شعار "الجمهوريّة القويّة"، وها هو يستعرض قوّته ويحرج حلفاءه، من دون حقائب وزاريّة ومن دون كتلة نيابيّة كبيرة و، خصوصاً، من دون بزّة عسكريّة ومشعل يحمله، في استعادةٍ للاحتفال القوّاتي الشهير في أواخر الثمانينات...
سيكون سمير جعجع المتحدث الوحيد في احتفال إعلان برنامجه الرئاسي غداً. إنّه "إعلان معراب" الذي تتجاوز عدد صفحاته العشرين بمقاس "فولسكاب"، ويتضمّن مختلف الشؤون الحياتيّة التي تعني المواطن اللبناني، الخطّ السياسي للمرشّح، كيفيّة بناء الدولة ومن أين تستمدّ هذه الدولة قوّتها... وسيشكّل الإعلان قرعاً لناقوس الخطر حول ما يواجه الكيان اللبناني من تحديات.
ويلي الإعلان، الذي سيُنقل مباشرةً على هواء مؤسّسات إعلاميّة عدّة، توزيع البرنامج الذي يحمل عنوان "الجمهوريّة القويّة" في كتيّب على الحضور. علماً أنّ الهيئة التنفيذيّة في "القوات" ستعمد الى تشكيل لجنة من كتلة نوّاب الحزب لتقوم بجولة على مختلف الكتل النيابيّة وتقدّم لها البرنامج وتطلب دعمها، وسيشمل طلب المواعيد كتل "الوفاء للمقاومة"، "التغيير والإصلاح"، و"التنمية والتحرير"... وتتوقّع مصادر قوّاتيّة في هذا الإطار أن يجد طلب المواعيد قبولاً عند مختلف الكتل، ولو أنّ كتلة القوات اللبنانيّة كانت رفضت عقد اجتماعٍ مع وفدٍ من الأمانة العامة لتكتل التغيير والإصلاح الذي قام بسلسلة لقاءات مع الكتل النيابيّة لإطلاعها على نتائج خلوته الأخيرة.
"سمير جعجع رئيساً" سيحتلّ الشعار يافطات وصور سترتفع في الساعات المقبلة في عددٍ من المناطق اللبنانيّة. تبدو ترجمة الشعار الى واقع صعبة جدّاً، كي لا نقول مستحيلة، ما دامت الاستحالة حُذفت منذ زمن من قاموس السياسة اللبنانيّة. إلا أنّ جعجع لا بدّ أن يصيب "عصافير" كثيرة بحجر ترشّحه. اللهّم إن لم تأتِه الطعنة من الظهر...

  • شارك الخبر