استقبل رئيس اتحاد بلديات الفيحاء رئيس بلدية طرابلس الدكتور نادر الغزال في قاعة المجلس البلدي وفدا من تجار الأسواق وأصحاب المحلات التجارية المنتشرة في كل أحياء مدينة طرابلس، في حضور عضو المجلس البلدي المحامي خال صبح.

ونقل الوفد الى الغزال استياءه العارم من "انتشار البسطات التي تعود للنازحين السوريين الذين باتوا يجتاحون أسواق المدينة وشوارعها دون أي حسيب أو رقيب، لدرجة أنه لم يعد بامكان المواطن الطرابلسي الاستفادة بقرش واحد من الزبائن"، مشيرا الى أن "التجار قاموا بمراجعة محافظ الشمال ناصيف قالوش في هذه القضية، الا انه ولأسباب يجهلونها رفض مقابلتهم، فكان أن لجأنا الى بلدية طرابلس بغية ايجاد الحلول لمشاكلنا المستفحلة".

وتحدث نبيل نابوش باسم نقابة بائعي الخضار في منطقة لبنان الشمالي، فقال: "نريد العيش الكريم في ظل الضائقة الاقتصادية التي نتخبط بها، منذ فترة طويلة ونحن نعاني من "الزحف السوري" على أسواقنا، البسطات تملأ الأسواق بطريقة عشوائية، اضافة الى البيك آبات والشاحنات وأحيانا يلجأون الى قطع الطريق أمام محلاتنا وفي الطرقات العامة، كل ذلك والمسؤول غائب عن القيام بدوره، لا يجوز السكوت أكثر من ذلك بعدما بتنا نحن المنكوبين وليس المواطن السوري. نحن بحاجة للمساعدات، لقد قمنا بزيارة أكثر من مسؤول البعض أبدى استعداده التجاوب معنا والبعض الآخر استهتر بقضيتنا، نطالب الدولة اللبنانية ضرورة الحفاظ على مصالحنا وبيوتنا ومحلاتنا لسنا هنا لنشحذ لقمة العيش، بل لنقول "حافظوا على لقمة عيشنا".

اضاف: "لدينا الكثير من الزملاء الذين استشهدوا وهم متوجهون لكسب لقمة عيشهم بعرق جبينهم داخل سوق الخضار في التبانة والرأي العام كله يعلم هذا الواقع"، مطالبا ب"بازالة البسطات المستشرية والمخالفات استكمالا للخطة الأمنية السائدة في المدينة"، موضحا ان "ما نقوم به اليوم يعتبر بداية التحرك المنوي تنفيذه وسيكون لنا تصعيد ان لم يتم الاستجابة لمطاليبنا المحقة، وسنلجأ الى الاعتصام داخل سراي طرابلس وعلى الطرقات بطرق حضارية سلمية".

وختم: "لا يجوز تجاهلنا بهذا الشكل من قبل الزعامات الطرابلسية التي لو طلبنا منها السلاح والذخائر لأمنتهم لنا، لجأنا الى رئيس بلدية طرابلس كونه متفهما لقضيتنا ودائما ما يبدي الاستعداد للوقوف معنا".

بدوره، أكد الغزال "الوقوف الى جانب هذا التحرك المطلبي المحق، كوننا على اطلاع مباشر بوجعهم، وبعد اجراء سلسلة من الاتصالات مع المعنيين تم الاتفاق على أن يكون هناك اجتماعا مع محافظ الشمال ناصيف قالوش للاستماع لشكاوى التجار، اضافة الى لقاء سيعقد مساء هذا اليوم مع العميد بسام الأيوبي والذي وعد ببدء تنفيذ خطة لازالة كافة المخالفات والبسطات صباح يوم الثلاثاء، علما أننا ومنذ حوالى العشرة أيام تواصلنا مع رئيس مجلس الوزراء تمام سلام وعرضنا عليه مشكلة المخالفات السائدة وقلنا بأن من أولى أولوياتنا ازالتها كي يتسنى للمواطن العيش بكرامة، وكان لنا لقاء مماثل مع مجلس الأمن الفرعي والذي يترأسه محافظ الشمال وطالبنا بازالة التعديات، بغية تنفيذ الخطة الانمائية المتلازمة للخطة الأمنية".

وقال عضو مجلس بلدية طرابلس المحامي خالد صبح: "كأعضاء مجلس بلدي نتحمل كامل المسؤولية تجاه قضيتكم، فباسمي وباسم جميع الأعضاء نؤكد أننا متضامنين مع موقف الرئيس الغزال كما ونتضامن مع حملة "أنا لبناني ومن حقي عيش". وما عرضتموه اليوم من مطالب تعد محقة، ومن ساوى الناس بنفسه ما ظلمهم، فاذا كنتم تطالبون بمساواتكم بالنازح السوري من أجل العيش الكريم فمعنى ذلك بأننا وصلنا الى الدرك الأسفل من السوء، وعلى القيادات الأمنية والسياسية معرفة أن الخطة الأمنية ليست بالسترة الواقية والجزمة العسكرية، انما بالانماء والتنمية الاجتماعية، لتكن هناك دورة اقتصادية حقيقية يستطيع المواطن الطرابلسي من خلاها العيش بكرامة".