أقيم اليوم على مسرح ثانوية الراهبات الانطونيات في كسارة - زحلة، احتفال بإطلاق حملة "معا نحو زحلة مدينة بيئية نموذجية"، برعاية وزير البيئة محمد المشنوق الذي مثله رئيس دائرة وزارة البيئة في البقاع المهندس عادل يعقوب، وفي حضور راعي ابرشية زحلة للروم الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش، ورئيس بلدية زحلة معلقة وتعنايل جوزف دياب المعلوف، والمدير العام لمصلحة الابحاث العلمية الزراعية ميشال افرام، ورئيس المنظمة التربوية في البقاع يوسف بريدي، وقائد سرية درك زحلة المقدم شارل سعادة، والارشمندريت تيودور غندور ممثلا المتروبوليت اسبريدون خوري، والاب مروان غانم ممثلا المطران منصور حبيقة، وحشد من مديري المدارس الخاصة والرسمية والمهتمين والطلاب.

بداية ألقى رئيس "الجمعية اللبنانية للبيئة والصحة" فؤاد خوري كلمة باسم الجمعية التي أطلقت الحملة بالتعاون مع وزارة البيئة. وقال: "اسمحوا لي بأن أذكر ببعض النشاطات التي قامت بها الجمعية منذ انطلاقتها عام 2012. لقد قمنا مع المدارس بحملة نظافة في حي السيدة، وتعاونا مع قسم الشباب في الصليب الاحمر اللبناني والدفاع المدني والكشاف السرياني في حملة تنظيف نهر البردوني من العوالق والنفايات، وشاركنا أخيرا مع طلاب الكلية الشرقية ومدرسة زحلة الجديدة الرسمية في حملة توزيع أكياس نفايات على السيارات للحد من رمي الأوساخ على الطرق، وقمنا بجولة على المدارس وعقدنا لقاءات بيئية مع الطلاب في ستة معاهد، وما زالت مستمرة، ناهيك بمنشورات التوعية التي وزعت".

وأضاف: "الجمعية اللبنانية للبيئة والصحة كانت ولا تزال تمد يدها الى كل الاندية والجمعيات والمدارس والفاعليات في زحلة والبقاع للتعاون معا بهدف الوصول "نحو زحلة مدينة بيئية نموذجية"، والتعامل مع موضوع البيئة هو سلوك فردي وجماعي، ينمو فينا منذ أيام الدراسة ويتواصل مع مرور الايام".

ثم ألقى افرام كلمة مسهبة قدم فيها شرحا عن التغير في المناخ وانحباس الامطار وضآلتها في السنوات الاخيرة، "مما سيترك آثارا واضحة في التصحر لقلة المياه الجوفية على الانسان والنبات والطبيعة". وقدم افرام في نهاية كلمته "خطة عمل إنقاذية لتلافي التصحر الزاحف على حياة البشرية".

وجرى توقيع بروتوكول تعاون بين المدير العام افرام مع "الجمعية اللبنانية للبيئة والصحة" بشهص رئيسها فؤاد خوري.

ثم ألقت الاخت جيروم صخر رئيسة معهد مار يوسف للراهبات الانطونيات كلمة قالت فيها: "أنا على ثقة أننا على موعد مع بارقة أمل تؤسس "لمستقبل بيئي واعد مع" الجمعية اللبنانية للبيئة والصحة" في زحلة والتي يسعى مؤسسها ومديرها الدكتور فؤاد خوري وفريق العمل المواكب والمرافق الى انشاء شبكة امان بيئية من خلال برامج عملهم التي يشركون فيها كل المؤسسات التعليمية والاجتماعية والرسمية بمباركة ورعاية من رئيس بلدية زحلة معلقة تعنايل المهندس جوزف دياب المعلوف".

وألقى المعلوف كلمة قال فيها: "مدينة زحلة مثلها مثل العديد من المدن اللبنانية تعاني تلوث المياه، ومن هنا كانت صرخة الدكتور ميشال افرام الذي نشد على يده ونرجو أن تلقى صرخته آذانا صاغية.
بالفعل، إن مياه نهر البردوني الذي يصب في نهر الليطاني أطول نهر في لبنان، ملوثة بفعل العديد من الأسباب، أهمها:
1 - الرواسب الصناعية، ولا سيما المنطقة الصناعية في قاع الريم والتي تصب في نهر البردوني.
2 - بعض شبكات المياه المبتذلة ومنها مجارير حزرتا التي تصب ايضا وبشكل مباشر في نهر البردوني.
3 - الرواسب الصناعية والزراعية والنفايات على اشكالها التي ترمى في روافد الليطاني، ومنها البردوني الذي أصبح بكل أسف "مجرورا مفتوحا".

واشار الى ان "معالجة تلوث الليطاني وروافده، ومنها الليطاني، هي موضوع معالجة من كل رؤساء بلديات حوض الليطاني. ونرجو أن يباشر في القريب العاجل تنفيذ خطة منع التلوث عنه من ضمن بروتوكول سيوقع مع البنك الدولي بقيمة 150 مليون دولار أميركي تقريبا".

وختم: "إن بلدية زحلة معلقة وتعنايل التي لي شرف ترؤسها، آلت على نفسها منذ أكثر من أربع سنوات إيلاء الموضوع البيئي الاهمية المرتجاة، وعليه يمكن اعتبار زحلة "مدينة نظيفة" بكل ما للكلمة من معنى. فزحلة لديها مطمر صحي هو بشهادة الجميع من المطامر الناجحة. كما ألفت الى الدور البيئي الكبير الذي تلعبه بعض الجمعيات، وعلى رأسها الجمعية اللبنانية للبيئة والصحة، التي أوجه اليها الشكر على كل الخدمات التي قدمتها الى المدينة".

وألقى المطران درويش كلمة قال فيها: "بداية أعرب عن فرحي وسعادتي بالمشاريع التي أطلقتها هذه السنة الجمعية اللبنانية للبيئة والصحة التي ترعاها أبرشيتنا. كما أعرب عن امتناني بوجودكم معا اليوم وتضامنكم مع مشاريع الجمعية.
وأشكر رئيس الجمعية الدكتور فؤاد خوري وجميع الأعضاء على عملهم الدؤوب والتزامهم أعمال الجمعية، وان تكون بيئتنا مصونة من التلوث، وهذا هدف من أهداف الجمعية التي تسعى أيضا الى أن تجعل بيئتنا سليمة وصحية، فجودة الهواء وسلامة الغذاء وطرق استهلاك الطاقة هي من أهم الوسائل التي تحافظ على كوكبنا، والحقيقة أننا نعيش في وقت يكاد يكون حاسما لمستقبل هذا الكوكب، فالعلماء اليوم يتحدثون عن نقاط حرجة لبعض النظم الايكولوجية كالغلاف الخارجي للارض".

أضاف: "نحن في حاجة الى بعضنا البعض لنحقق النجاح في خلق بيئة سليمة وبحاجة الى تحالف قوي ومشاركة حقيقية لكل قطاعات المجتمع لنحصل على بيئة نظيفة.
إن الجمعية اللبنانية للبيئة والصحة أخذت على عاتقها العمل قدر المستطاع لتعزيز الصحة البيئية والتصدي لكل خلل يؤثر سلبا على صون الطبيعة، وهي سعيدة بأن تمد يدها الى الجمعيات والمؤسسات الرسمية والخاصة لإنشاء تحالف يساهم في العودة الى جنة عدن".

ثم قدم درويش باسم الابرشية تمثال سيدة زحلة الى رئيس الجمعية فؤاد خوري.

ثم ألقى رئيس الدائرة الاقليمية في البقاع عادل يعقوب كلمة وزير البيئة محمد المشنوق، وقال: "من مشكة الشح وتلوث المياه الى نوعية الهواء الى تدهور التنوع البيولوجي والغطاء النباتي واستنزاف موارد الارض، الى زيادة عدد السكان والتوسع العمراني العشوائي، الى ازمة النفايات الصلبة والطاقة، كلها تحديات تطال بقاعنا العزيز. ولعل أهم ما يمكن ذكره في هذا الاطار تلوث مجرى نهر الليطاني من النفايات الصناعية ومياه الصرف الصحي والاستعمال العشوائي للمبيدات الزراعية".

اضاف: "لهذه الاسباب ولغيرها، أولت وزارة البيئة، وتولي، أهمية كبيرة لمنطقة البقاع، الأمر الذي تجلى واضحا بتأسيسها للدائرة الاقليمية في البقاع في العام المنصرم، وعبر عملها الدؤوب على تفعيل دور هذه الدائرة الاقليمية تماشيا مع مبدأ تعزيز اللامركزية الادارية تسهيلا لخدمة المواطن البقاعي، اضافة الى وضعها المشاكل البيئية في البقاع على سلم أولويات اهتماماتها".

وفي الختام جرى تقديم دروع تكريمية تذكارية للمشاركين في الحملة.