hit counter script

أخبار اقتصادية ومالية

حكيم ممثلا سليمان: لتغيير مفهوم إدارة المؤسسات لتأمين نموها

الإثنين ١٥ نيسان ٢٠١٤ - 16:41

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

 افتتحت جامعة الروح القدس - الكسليك وجمعية كليات إدارة الأعمال والعلوم الاقتصادية والسياسية في الجامعات العربية مؤتمرا دوليا بعنوان: "حوكمة الشركات عبر الأخلاقيات والثقافة والمواطنية: ماذا نعطي؟ وماذا نتوقع؟"، برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ممثلا بوزير الاقتصاد والتجارة آلان حكيم، في قاعة البابا يوحنا بولس الثاني في الحرم الرئيسي للجامعة.

حضر الافتتاح رئيس الجامعة الأب هادي محفوظ وأعضاء مجلس الجامعة وحشد من الباحثين والأكاديميين والاقتصاديين المشاركين في المؤتمر الذي سينعقد على مدى يومين، من بلدان عدة عربية وأجنبية.

بداية النشيد الوطني، ثم كلمة رئيسة قسم العلاقات الدولية في كلية إدارة الأعمال في جامعة الروح القدس ليا يحشوشي، اعتبرت فيها "أنه بعد نجاح كل من مؤتمري "الأزمات والحوكمة والعولمة" و"ريادة الأعمال بشكل مسؤول" في العام 2012، تتشرف جامعة الروح القدس بمناقشة الحوكمة من منظور الأخلاق والثقافة والمواطنة. فها نحن هنا نعقد 8 طاولات مستديرة تجمع أكثر من 50 متحدثا مع شركاء أكاديميين محاولين أن نتذكر دائما أن المجتمعات تزول من دون الأخلاق المدنية، ولكن، من دون الأخلاق الفردية تفقد المجتمعات قيمتها".

ثم تحدث الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية، الأردن البروفيسور سلطان أبو عرابي مقدما لمحة عن الاتحاد الذي يضم 270 جامعة من 22 بلدا عربيا. وأشار إلى أنه "في عصر التكنولوجيا والعولمة، تؤدي مؤسسات التعليم العالي دورا أساسا في تزويد الأمة بقادتها ونخبتها وتعزيز التنمية الفكرية وتحقيق الاكتشافات والابتكارات فضلا عن إنشاء مدارس للفكر والتوجهات الفنية والاجتماعية التي تنمي مجتمع المعرفة بشكل مباشر". وأضاف: "هناك علاقات وثيقة بين عالمي التعليم والأعمال حيث تكون الجامعات معنية بخلق فرص عمل وفق حاجات السوق. لذلك، من المهم بالنسبة إلى جميع مؤسسات التعليم العالي أن تعمل معا لتنسيق أهدافها بغية وضع استراتيجية فعالة لتطوير الجامعات والتعليم العالي. وعليها أن تأخذ بالاعتبار أيضا التقدم العالمي المتسارع".

أما الرئيس التنفيذي ل"غلوبال انتاليجانس بارتنيرز"، المغرب عبد المالك علاوي تحدث فيها عن بعض المفاهيم والقناعات والمعضلات في عالم الشركات، معتبرا أن "بعض الشركات على الرغم من أنها تشهد نموا بطيئا، فهي تحافظ على الإدارة الحسنة والأخلاقيات إلى جانب مراعاة القوانين والمعايير الدولية". وتحدث عن المنافسة في هذا الإطار، معتبرا أن "هناك العديد من المنافسين الذين لا يحترمون هذه القواعد، وهذا المعضلة ستعالج في جلسات المؤتمر". وحض العالم الأكاديمي على "مساعدة الشركات خصوصا وأن هذا الموضوع هو دقيق جدا".

وتحدث مؤسس ورئيس مجموعة طلال أبوغزاله، الأردن الدكتور طلال أبوغزاله عن المسؤولية الاجتماعية، معتبرا أنها "تجسيد لعلاقة الشراكة للشركة الصالحة والمواطن الصالح مع المجتمع. هي نتائج ادراك الفرد والشركة بفضل المجتمع والتعبير عن الامتنان لذلك الفضل والمسؤولية الاجتماعية هي إحدى أدوات التوازن الاقتصادي في المجتمع بل أنها نشأت لهذا الغرض". وقال فرانكلين روزفلت: "أؤمن أنه ما دام هنالك خير كثير فان الفقر شر كبير".

وأضاف: "هذا المفهوم كان وراء إقامة الاتفاق العالمي للأمم المتحدة عام 2000 الذي تشرفت بأن كنت أحد مؤسسيه وعملت نائبا لرئيسه آنذاك أمين عام الأمم المتحدة السيد كوفي عنان وبعده نائبا للسيد بان كي مون، والذي نصت مبادئه العشرة على ما يلي: يتعين على المؤسسات التجارية دعم حماية حقوق الانسان المعلنة دوليا واحترامها. يتعين عليها التأكد من أنها ليست ضالعة في انتهاكات حقوق الانسان. يتعين على المؤسسات التجارية احترام حرية تكوين الجمعيات والاعتراف الفعلي بالحق في المسائلة الجماعية. يتعين عليها القضاء على جميع اشكال السخرة والعمل الجبري. يتعين عليها الالغاء الفعلي لعمل الأطفال. يتعين عليها القضاء على التمييز في مجال التوظيف والمهن. يتعين على المؤسسات التجارية التشجيع على اتباع نهج احترازي إزاء جميع التحديات البيئية. يتعين عليها الاضطلاع ببمادرات لتوسيع نطاق المسؤولية البيئية. يتعين عليها التشجيع على تطوير التكنولوجيا غير الضارة بالبيئة ونشرها. يتعين على المؤسسات التجارية مكافحة الفساد بكل اشكاله، بما فيها الابتزاز والرشوة".

ولفت إلى أنه "لقد ساهمنا في انشاء مراكز للاتفاق العالمي للأمم المتحدة في القاهرة وعمان ودمشق"، داعيا جامعة الروح القدس لإنشائه في لبنان.

ثم ألقى عميد كلية إدارة الأعمال في جامعة الروح القدس نعمه عازوري الذي تساءل: "ماذا نعطي وماذا ننتظر بالمقابل؟ معتبرا ان "الثقة تولد الثقة وتؤدي إلى الأمل والاحترام والعلاقات الوثيقة والطويلة الأمد". وأكد "أنه انطلاقا من وجهة النظر هذه، "تنتظر" الشركات التي تعتمد هذه المبادئ مجتمعا جيدا قادرا على تحقيق تطلعاته الخاصة بنفسه".

وأعرب الاب محفوظ عن فخر الجامعة في إطلاق هذا الاجتماع الدولي "الذي يتطرق إلى مبدأ حوكمة الشركات عبر الأخلاقيات والثقافة والمواطنة، إذ إنه يعالج كما هائلا من القوانين الخاصة بالشركات، بما يشمل تلك المعروفة وغير المعروفة".

وقال :"أيها العلماء والأكاديميون، يعود الأمر لكم لإدراك كيفية التوفيق بين هذه القوانين لخدمة المجتمع وتمكينه، تحت مظلة الأخلاقيات. إني أدرك تماما أنكم ستبحثون في الأيام المقبلة في مواضيع الحوكمة من منظار مختلف، وتقوموا بتحليل المبادىء القديمة، والنزعات الجديدة وأفضل الممارسات. كما أني أعلم جيدا أن هدفكم الأسمى يقضي بنشر التوعية حول الأخلاقيات التي يجب أن ترسم عالم الحوكمة في العالم بشكل عام".

وفي الختام شكر محفوظ الرئيس سليمان على رعايته المؤتمر.

وألقى ممثل سليمان الوزير آلان حكيم كلمة اعتبر فيها "أن هذا المنتدى الدولي يجمع نخبة كبيرة من الشخصيات الاقتصادية والأكاديمية من مختلف القارات العالم للتداول بموضوع الحوكمة الإدارية من معايير مختلفة تتعلق بالقيم الأخلاقية والثقافية والمواطنة". ونوه "بالدور الرائد الذي تلعبه جامعة الروح القدس - الكسليك في طرح مواضيع ذات طابع استراتيجي يدمج ما بين البحث العلمي المتطور والتطبيق العلمي الواقعي".

وقال: "شهد العالم خلال الأعوام العشرة الماضية الكثير من الأزمات الاقتصادية والمالية شملت العديد من البلدان المتقدمة. الأمر الذي دفع بالاقتصاديين والمشرعين القانونيين إلى طرح العديد من الاسئلة حول النظم الاقتصادية المتبعة والقوانين المالية والادارية التي يعمل على اساسها المجتمع الاقتصادي المتحضر. أسئلة تتناول القناعات والمبادئ التي تتطلب مراجعة عميقة تدور حول الأولويات الوطنية والنظم التربوية واندماج الثقافات والحضارات وأبعاد التطور الإلكتروني والضغط الاجتماعي".

أضاف: "في ظل العولمة وتوسع حجم الشركات بشكل عام، نجد أنفسنا اليوم أمام واقع جديد يحتم على مجتمع الأعمال، العالمي كما المحلي، تغيير مفهوم إدارة وتشغيل المؤسسات العامة والخاصة الأمر الذي أصبح ضروريا على هذه المؤسسات، العامة بالأخص، من أجل تأمين نموها واستمراريتها، وبناء سياساتها التشغيلية على مبادئ ترعى المكونات الثقافية والاجتماعية والتربوية، بالإضافة إلى الأهداف الاقتصادية والتجارية مع اعتماد مبدأ الشفافية بناء على التآزر الهادف إلى خلق قيمة مضافة للعمل المؤسساتي".

وتابع :"هذا الواقع يجب أن يرتسم بتطبيق سياسة المسؤولية الاجتماعية للشركات وبإنشاء مرصد للقيم الأخلاقية لتحديد أطر العمل فيها، وبحماية المستهلك. كل ذلك من خلال تنمية الضمير الاجتماعي للمؤسسات التي من واجبها أيضا لعب دور القدوة في مجتمعها عبر أصول التواصل الدائم مع مكوناته. فبذلك تلبي حاجات المجتمع بما فيه توقعات المستهلك وتؤمن التنمية المستدامة من أجل بناء مجتمع أفضل".

وأكد ان "مواضيع كثيرة ومهمة هي رهن مبادرات وخطوات فعالة كالتي يجسدها هذا المنتدى المنطلق من جامعة الرةح القدس - الكسليك الكريمة والتي هي خير مثال عن المؤسسات المساهمة في بناء وتطوير المجتمع. وإننا نتطلع باهتمام كبير على التوصيات التي ستصدر عنه، بهدف جعلها ادوات علمية في يد المسؤولين ورجال الأعمال والمجتمع المدني لتساعد كلا منهم في مجاله وموقعه في صنع القرار المجدي ولتساهم في وضع الخطط الاستراتيجية للاصلاح بشكل علمي ومدروس".

وختم حكيم: "أسئلة كثيرة متداخلة ومترابطة، نأمل من منتدى اليوم الإضاءة العلمية على جوانب عدة منها ونتطلع إلى نتائج الدراسات لكي تزودنا بالإجابات على هذه التساؤلات"، متمنيا لهذا المنتدى "النجاح والتوفيق ولجامعة الروح القدس دوام التقدم والازدهار".

واختتمت الجلسة الافتتاحية بتقديم درع تقديرية لكل من محمد خماس، الرئيس والمدير التنفيذي ل "أهلي غولدن غروب" استلمتها بالنيابة عنه لينا حوراني، والبروفسور جاك روجو، أستاذ في جامعة بانتيون - أساس باريس2، فرنسا، وجان - ماري بيريتي، أستاذ فيESSEC BUSINESS SCHOOL، فرنسا والبروفسور طيب حفصي، أستاذ في جامعة HEC، مونتريال، كندا.

ثم انعقدت جلسات اليوم الأول من المؤتمر. وتناولت الجلسة الأولى موضوع "هل هناك أهمية لحوكمة الشركات والأخلاقيات؟"، وتركزت الجلسة الثانية على "المواطنية في خضم تحديات الزمان والمكان". فيما انعقدت الجلسة الثالثة بعنوان: "هل المجتمع الجيد هو كناية عن العمل الجيد؟"، أما الجلسة الرابعة فتطرقت إلى "صراع البقاء في أوقات الأزمات الاقتصادية: توازن حاجات أصحاب المصالح". ودارت بالموازاة الجلسة الخامسة تحت عنوان: "السلطة، الثقافة والعولمة: مزيج من أجل مستقبل أفضل".

وفي اليوم الثاني من المؤتمر ستنعقد الجلسة السادسة بعنوان: "الازدهار المشترك: هو توازن بين المجتمع الصحي والمجتمع الغني"، بالموازاة مع الجلسة السابعة المعنونة: "ثقافات العمل والعصرنة". أما الجلسة الأخيرة فتحمل عنوان:"أخلاقيات العمل: صورة مشوهة".  

  • شارك الخبر