hit counter script
شريط الأحداث

مقالات مختارة - جوني منير

مناكفات مارونية حول الرئاسة

الإثنين ١٥ نيسان ٢٠١٤ - 06:55

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الجمهورية

من المفترض أن تنعقد قريباً اولى جلسات مجلس النواب والمخصّصة لانتخاب الرئيس الـ13 للجمهورية اللبنانية. ويترافق ذلك مع وجود اقتناع عام بأنّ الدورة الاولى لن تشهد ولادة الرئيس العتيد حيث يستلزم ذلك ثلثَي الاصوات وهو غير متوافر لأيّ من الاسماء المطروحة.

تكثر التساؤلات حول الخطوة اللاحقة، خصوصاً مع إدراك الجميع بأنّه حتى الاكثرية المطلقة لا تبدو متيسرة حتى الآن. رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون الذي يتعمَّد الإقلال في اعلان المواقف، لا تزال امامه مروحة من الخيارات لم يحسم أياً منها في انتظار معطيات، في طليعتها الاجوبة التي لم تصل بعد من الرئيس سعد الحريري: ما هو القرار الذي ستتخذه كتلة «المستقبل» للمسار الانتخابي برمته؟ هل سيُترجم ذلك بإعلان تأييد ترشيح عون؟

أو على الاقل هل ستكتفي بالتصويت لمرشح من صفوف «14 اذار» في الدورة الاولى على أن تُصوّت لعون في دورة لاحقة وفق سيناريو قد يُرتّب مسبقاً؟ ام أنّ الحريري سيدخل في حوار شامل وفي العمق مع عون يشمل المرحلة المقبلة كاملة؟ ام أنّ الاجواء الدافئة التي تظلل علاقة الرجلين مرشحة للتبدّد ولأن تعود وتنقلب عداءً حاداً على رغم أنّ كثيرين يستبعدون ذلك اياً تكن المواقف الانتخابية لـ»المستقبل» شرط فتح قنوات التفاهم والمصارحة في العمق، وهو ما تشجعه العواصم الكبرى؟

الاكيد أنّ عون يفضل عدم الدخول الى الدورة الاولى على اساس التنافس مع رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، وهو كان قد اعلن ذلك صراحة، لأنّه يسعى لأن يكون مرشحاً توافقياً، لا مرشح مواجهة، وهو ما يعني أنّ من المبكر وضع تصوّر واضح لمسار انعقاد الجلسة الاولى على رغم أنّ أياماً معدودة تفصلنا عنها.

في المقابل، يضغط جعجع على حليفه المفترض سعد الحريري لانتزاع تأييده الذي تأخر كثيراً، وما تصاريحه الاخيرة إلّا لحشر الحريري اكثر.
جعجع يعلن امام محازبيه أنّ أصواتاً معدودة تفصله عن الغالبية المطلقة، طبعاً على اساس احتساب كل اصوات نواب «14 آذار».

وهو باشر كذلك حملة دعائية تحت عنوان «أحقيّة المسيحيين في انتخاب رئيس قوي»، لكنها ترتكز فعلياً على تعديل ميزان القوى داخل «14 آذار» لمصلحته إن من خلال «تذويب» القوى المسيحية الاخرى، او من خلال تقدّمه خطوات الى الامام متقدماً على الحريري نفسه.

وفيما يُنفّذ مسيحيّو «14 اذار» ما يشبه الانتفاضة الصامتة خصوصاً رئيس حزب الكتائب أمين الجميّل الذي يفكر جدياً في اعلان ترشّحه رسمياً فور تحديد الرئيس نبيه برّي موعد الجلسة، رافضاً التعامل معه كملحق او تفصيل، ومعتذراً عن اعطاء موعد لاحد المسؤولين القريبين من جعجع لعدم فتح الابواب أمام تبريرات لن تُقنعه، فإنّ الحريري يطلب من جعجع التمهل قليلاً ريثما تُعالج معارضة مسيحيّي «14 اذار».

وفيما يتذمّر جعجع من تلكؤ الحريري في تبنّي ترشيحه في ما يشبه التلميح بعدم اقتناعه بهذه الذريعة، فإنه يعتقد بأنّ اعلان الحريري تبنّيه سيجعل الباقين يتسابقون في اعلان تأييدهم له، في ما يشبه التلميح بأنّ لا وزن حقيقياً لهم.

لكنّ جعجع يُردّد في الحلقات الضيقة أنّه يدرك أنّ لاحظوظ حقيقية له في النجاح، إلّا أنّه بترشحه يفرّغ ترشيح عون من محتواه الفعلي، ويجعله قادراً على فرض الذي يختاره الرئيس المقبل ثمناً لانسحابه من المعركة لاحقاً.

من جهتها، تسخر الاوساط الديبلوماسية المتابعة للاستحقاق الرئاسي من التعاطي الماروني مع الملف وسط تطورات كبرى تُعتبر مفصلية كمثل التسوية الاميركية - الايرانية، والمفاوضات الاسرائيلية - الفلسطينية، والترتيبات الجاري تحضيرها لحصول اللقاء السعودي - الإيراني العلني الأول، الشهرَ المقبل.

وقد تابعت هذه الأوساط باهتمام اكبر النزاعات الدائرة حول سلسلة الرتب والرواتب، واشتمَّت منها محاولة وضع فيتو على المرشح رياض سلامة. وهي تابعت كذلك الخطة الامنية التي ينفّذها الجيش اللبناني وانعكاسها على المرشح العماد جان قهوجي. وقرأت بتمعّن بيان تراجع المرشح جان عبيد عن الواجهة «الى حين توافر الفرصة المؤكدة»... ذلك أنّ كلمة السر تبقى في «الخزنة الاقليمية» والتي ما تزال مقفلة حتى الساعة.
 

  • شارك الخبر