hit counter script

مقالات مختارة - ثريا شاهين

"الاتفاق النووي" الغربي ـ الإيراني يُنجَز في آب

الأحد ١٥ نيسان ٢٠١٤ - 09:15

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

يُستنتج من الجولة الأخيرة للتفاوض الغربي- الإيراني، أنّ النقاش لا يزال في مراحل أولية، إنّما يتّسم بالجدّية، وكل طرف يقول ما يريده في اطار من الحوار.

لكن نقاط الخلاف هي ذاتها، كما أنّه لم يتم بعد وضع نص تفاوضي، وفقاً لما تؤكده مصادر ديبلوماسية مطلعة على العملية التفاوضية. والفريقان مستعجلان من أجل التفاهم، وكل التوقعات تشير إلى أنّه من الآن وحتى شهر آب المقبل يكون الاتفاق النهائي قد أُنجز.

والأمر اللافت هو أنّ روسيا الاتحادية لم تعدّل أو تغيّر في موقفها خلال عملية التفاوض مع إيران، بعد أزمة اوكرانيا، وهي لم تلجأ إلى استعمال هذه الأزمة كورقة ضغط، أو كموقف لوقف تعاونها، بل ان أداءها كان عادياً وكالسابق من ضمن مجموعة «5 زائد واحد». وهذا جيد لأنّ أي خلاف داخل المجموعة سيؤثر سلباً في التفاوض مع إيران.

طهران لا تزال غير راغبة في البحث بأي مسألة اقليمية أثناء تفاوضها حول برنامجها النووي. الدول الغربية أيضاً تقول إنّ الملف الإيراني في الأساس على درجة كبيرة من التعقيدات، وإذا تم ربطه بالمواضيع الاقليمية المطروحة، فلا يعود بالإمكان حلّه.

إنّما لو تم التوصل إلى اتفاق نهائي مع إيران، فإنّ العلاقة الغربية بها والحكم عليها سيكونان حتماً مربوطين بالملفات الأخرى في المنطقة، أي أنّ العلاقة بها ستبقى مربوطة بدورها في المنطقة. مع الإشارة إلى أنّه خلال التفاوض، جرى الطلب الغربي إليها أن تلعب دوراً إيجابياً في ملفات المنطقة، وأنّ سلوكها ازاءها يجب أن يتغيّر.

قد يربط البعض جو الاستقرار الذي يعيشه لبنان، بالمناخ الإيجابي الذي تحاول إيران إضفاءه في الملف اللبناني. إنّما لدى المصادر ما يؤكد أنّ الاستقرار أيضاً هو حاجة لدى «حزب الله» الذي لا يستطيع القتال على أكثر من الجبهة السورية وفق ما يحصل حالياً.

لكن الرهان على الدور الإيجابي الذي يتوقع أن تقدّمه إيران يبقى غير واضح. إذ إنّ أكبر وأقوى دولة في المنطقة، إذا انتهت عزلتها، ورفع الحصار الدولي عنها والعقوبات، واستردّت كل أموالها، ستصبح أقوى. لذا هناك سؤال «لماذا تقدم تنازلات؟»، فهي حتى وإن قدمت، ستكون تنازلات بسيطة غير جوهرية.

نتيجة الاتفاق النهائي، ستخسر إيران برنامجها النووي، وإمكان أن تقوم بإنجاز قنبلة نووية، إنّما من حيث قوتها العسكرية التقليدية فهي تبقى أقوى دولة في المنطقة. بالنسبة إلى الخليج المهم أن تبقي الولايات المتحدة على ضماناتها الأمنية وحشدها هناك، وحتى الآن يعد الرئيس باراك اوباما بذلك.

دور إيران في المنطقة لاحقاً سيخضع لتجاذبات كبيرة. ذلك أنّ المهم والأساسي بالنسبة إلى الغرب هو إزالة شبح خطر القنبلة الذرية وامكانات انجازها. في كل الأحوال بعد توقيع الاتفاق النهائي معها، ورفع عزلتها، سيتم بحث كل ملفات المنطقة معها. الآن ليس هناك من حديث مباشر معها وفي اطار التفاوض، حول برنامجها، عن الملف السوري مثلاً. لكن المشكلة الأساس التي يواجهها الغرب هي انه بات متأكداً من أن موقفها أضحى واضحاً بالنسبة إلى سوريا، وأنها تعتبر أنّ الحل فيها هو عبر استمرار وجود الرئيس بشار الأسد في السلطة، على أن تشكّل حكومة وحدة وطنية، وأن تبقى الصلاحيات كلها في يد الرئيس، ما يعني أنّ إيران تؤيّد حكومة ليست انتقالية. ويعني ان تكون المعارضة في الحكومة تلك المقبولة من النظام وتؤدي دوراً وسطياً على أن يتم استيعاب كل فصائل المعارضة مع الوقت. مع الإشارة إلى أنّه بعد مؤتمر «جنيف2»، وضع النظام السوري مَن تحاور معهم في جنيف على لوائح الإرهاب. لذلك، باشر المجتمع الدولي بكل منظماته ولقاءاته منذ الآن تضمين البيانات التي تصدر عنه، ان الانتخابات السورية، إذا جرت، ستكون غير شرعية وغير مقبولة، ولن يصار إلى الاعتراف بشرعيتها أو بنتائجها. وهذا محور تركيز دولي سيستمر طيلة هذه المرحلة.

تحاول إيران دعم الأسد لتحقيق انتصار على الأرض ليقول انه شرعي اذا حصلت الانتخابات، وانه المنتصر على الأرض. إنما وفقاً للمصادر، هذا لا يعني انتصاراً لأنها ستبقى عملية كرّ وفرّ، قد يكون الجيش السوري لا يزال الأقوى نسبة إلى تسليحه وتشتت أطياف المعارضة، لكنه يبقى غير قادر على الإمساك بالوضع السوري ككل. الوضع السوري وعلى الرغم من دعم إيران للنظام، هو استنفاد قوى وقد يبقى كذلك عشر سنوات لكي يقتنع الطرفان أنّ أحداً لن ينتصر وهناك ضرورة للتفاوض الجدّي، و»جنيف3» لا يزال صعب الانعقاد، و»أصدقاء سوريا» وضعت شروطاً وإذا لم تُستجب فلا داعي لانعقاده، ودانت النظام ودعت إلى تنفيذ القرار الإنساني 2139.

"المستقبل"

  • شارك الخبر