hit counter script

مقالات مختارة - غاصب المختار

«14 آذار»: الأرجحية للتوافق

السبت ١٥ نيسان ٢٠١٤ - 08:05

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

السفير

كان من الطبيعي ان تُثار ردود الفعل المرحبة أو الرافضة لترشيح رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع لرئاسة الجمهورية، خصوصا انه استعجل الترشيح لأسباب كثيرة، بعضها يخصه شخصيا لضمان موقع له في الاستحقاق، وبعضها يخص حلفاءه في «قوى 14 آذار» لحشرهم او إحراجهم او «القوطبة» على المرشحين منهم او لحثهم على الاتفاق على مرشحهم، وبعضها الآخر يخص الخصوم في الفريق الآخر، خاصة النائب العماد ميشال عون كونه المرشح الجدي الاكثر تأثيرا في الساحة المسيحية والوطنية عامة.
وبغض النظر عن تاريخ جعجع، المثير للجدل اكثر من غيره من «امراء الحرب الاهلية» والذي يضع حوله اكثر من سؤال، فإن الكثيرين يعتقدون انه كان على جعجع عدم الترشح لاسباب اخلاقية اولا، عدا الاسباب السياسية الكثيرة المانعة لوصوله، نظرا لسوء علاقته بالكثير من القوى السياسية ولشرائح واسعة من الشعب اللبناني المسيحية قبل المسلمة بسبب تاريخه. كما إن ترشحه جاء ايضا بتسويق مسبق من بعض المحافل العربية، لا سيما بعض وسائل الإعلام السعودية التي روجت له «كأفضل مرشح للرئاسة» قبل نحو شهر من ترشحه، ما يضيف مزيدا من الاسئلة حول امكانيات تسويقه داخليا لدى القوى النيابية والسياسية الناخبة المعارضة للنهج السعودي في لبنان، عدا عن صعوبة اقناع معظم الدول المؤثرة في اللعبة اللبنانية بتبني ترشيحه لاسباب موضوعية، وليس بالضرورة سياسية.
واذا كان حلفاء جعجع يروجون ان من حقه طبيعيا وسياسيا الترشح اسوة بسواه من فريقه السياسي، فإن مجالسهم المغلقة تضج بالحديث عن ان الرجل لا حظوظ له بالفوز حتى لو استمر في سباق الرئاسة الى نهاية الشوط. ويقول البعض من تيار وازن حليف لجعجع السياسي «ان الرجل ربما ترشح فقط ليحرق ترشيح العماد عون»، لا سيما وقد اعلن عون لاحقا انه قد ينسحب من السباق لمصلحة النائب سليمان فرنجية اذا ترشح جعجع ومضى في ترشحه حتى النهاية. وبهذا المعني اذا انسحب عون يكون جعجع قد ادى الوظيفة من ترشحه.
ولعل «فريق 14 آذار» وعلى رأسه «تيار المستقبل»، قد وجد المخرج اللائق لعدم التبني الفوري لترشيح جعجع بالقول إن هذا الفريق سيجتمع ويقرر مرشحه للرئاسة بسبب تعدد الرؤوس المرشحة داخل هذا الفريق، وبعضهم من الذين تصعب إزاحتهم سياسيا وشعبيا، كالرئيس امين الجميل والوزير بطرس حرب، عدا عن تعدد المرشحين الوسطيين او المستقلين، والذين «ينام» بعضهم على ورقة ترشحه حتى اللحظة الأخيرة.
وقال وزير الاتصالات بطرس حرب لـ«السفير» انه اتخذ قرارا بألا يعلن ترشيحه للرئاسة، ليس لأنه يريد العمل بصمت أو من تحت الطاولة للوصول الى الرئاسة، بل لأنه يريد ان يتفرغ للعمل المنتج حالياً، «والبلد لا ينقصه مزيد من المرشحين، بل يحتاج الى قليل من الهدوء وقليل من الجدية ويحتاج الى العمل. وانا اعتبر ان البلد اهم مني ومن إعلان ترشيحي».
ونفى حرب ان يكون قراره بعدم اعلان الترشيح ناجما عن ترشيح جعجع، وقال: «انا اتخذت قراري قبل ترشيح جعجع. هو يعتبر انه جدي في ترشيحه وربما درس وضعه واختار ان يترشح واتمنى له التوفيق، اما انا فلا اريد إحداث مزيد من الشوشرة في البلد».
ويرى نائب مسيحي بارز في «14 آذار» ان جعجع «مقتنع جديا بترشيحه وبأنه سيكون اما رئيسا واما ناخبا قويا للرئيس، وهو يعتقد، في اضعف الحالات، انه ان لم يفز سيحجز لنفسه مكانا مرجعيا مطلقا في الانتخابات الرئاسية. وفي كل الحالات هو رابح ولا خسارة لديه، سواء سحب ترشيحه او استمر في الترشح، مع ان البعض يعتقد ان طموح جعجع هذا اكبر من قدراته فعليا، ومع ذلك لا يستطيع احد ان يقنعه بسحب ترشيحه او ان يكون لاعبا قويا ومرجحا في الاستحقاق الرئاسي».
وقال النائب نفسه: «الآن لا توجد اكثرية نيابية وسياسية ولا توجد مصلحة لطرف معين، قادرة على تعطيل الاستحقاق الرئاسي، ولا مجال لاستخدام العنف لتعطيله ايضا، لذلك لا بد من الذهاب الى الاستحقاق الرئاسي، ولن يفتح احد حربا في البلد بسبب ترشيح جعجع، وليترشح العماد عون او سواه مقابل جعجع ولتحصل الانتخابات وليفز من يفز».
ويرى النائب المذكور «ان ترشح جعجع يفيد فريقه في ناحية واحدة هي الحد من طموحات العماد عون ودفعه الى مراجعة حساباته الرئاسية، إذ إن ترشيح جعجع وترشيح عون سيدفع القوى الناخبة الى استبعاد الاثنين من السباق، ليستقر الخيار على شخصية من بين المستقلين او من الشخصيات المتوافق عليها والتي لا تشكل حالة نافرة، تماما كما جرى التوافق على الرئيس تمام سلام لترؤس الحكومة باعتباره شخصية مقبولة من الجميع نظرا لتاريخه الحواري والوفاقي».

  • شارك الخبر