hit counter script
شريط الأحداث

مقالات مختارة - الياس قطار

هل بدأ التسليم بـ?فخامة الفراغ?؟

السبت ١٥ نيسان ٢٠١٤ - 08:04

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

قد يكون ظالمًا القول إن البطريرك الماروني سلّم بالفراغ وهو الذي اعتبره “موتاً”. وقد يكون “يوتوبياً” القول إن “فخامة الرئيس” الجديد جاهزٌ في كلّ الحسابات والمعادلات والتسويات والاستمزاجات والأدراج. حتى الساعة لا ملامح جديّة لوجهٍ جديد يطلّ على اللبنانيين من قصر بعبدا فجر الخامس والعشرين من أيار.

حتى ترشّح جعجع لم يمنح الاستحقاق ثقلاً زمنياً أو تسووياً. وزاد الأمر سوءاً عدم حسم أيّ كتلةٍ اسم مرشّحها للرئاسة وخروج مواقف تشي بأن الأرضية للتوافق على رئيس أوحد غير جاهزة بعد لا داخلياً ولا إقليمياً ولا دولياً وأن حكاية “السلّة الواحدة” التي خرجت على أساسها حكومة المصلحة الوطنية وبيانها الوزاري فرضيّة ساقطة أو أقله فرضيّة يُعاد النظر في مدى جدواها على عتبة أقل من 45 يومًا. فما هي المؤشرات السوداويّة الدافعة الى التسليم بتسليم الجميع بفخامة الفراغ؟

سيناريو من اثنين
لا تقبل بكركي في كواليسها الحديث عن فراغ، فهي تنتظر الرئيس ولن تسمح بشغور المقعد الأول في البلاد. في جعبتها كما ألمح سيّدها أسماء أثمرها الاستمزاج وستطرحها على الطاولة بقوّة عندما يعجز السياسيّون عن سيناريوهين: التوافق على رئيس كما حصل مع سليمان أو إطلاق اليد للعبة التصويت البرلمانية. بالنسبة الى السيناريو الأول، لا تتظهّر للصرح كما لجميع اللبنانيين مؤشراتٌ تشي بأن اسمًا واحداً يسري في الكواليس السياسيّة رغم طفوّ اسم جان عبيد في الساعات الفائتة بقوّة على سطح التسريبات المتسللة من عين التينة والمختارة، قبل أن يخرج عبيد نفسه ويعلن أنه غير مرشّح حتى الآن، وهو ما قرأه الكثيرون على أنه يقينٌ لدى الرجل بأن التوافق عليه غير مختمر بعد وبالتالي لا بدّ من تلافي حرق اسمه بهذه الطريقة.

مشهديّة مألوفة
يتزامن هذا المؤشّر مع صمتٍ مريبٍ داخل قوى 8 آذار في ظلّ عدم “حماسة” عون العلنية للترشّح واستبعاد التوافق على سليمان فرنجيّة ركوناً الى صلته العضويّة بالرئيس بشار الأسد وربطًا بحقيقة أن الانتخابات الرئاسية اللبنانية ستسبق نظيرتها السورية. كلّ ذلك في وادٍ، وهبوب رياح “الرغبة الرعويّة” في بكركي في وادٍ آخر. لم يكد الراعي يطأ لبنان عائداً من جنيف حتى بشّر الجميع بمغادرته الى الفاتيكان وباريس في حمأة الحراك لإتمام الاستحقاق. ليس ذاك السيناريو جديداً على الصرح في ظروفٍ صعبةٍ مماثلة، فالبطريرك الذي أكد أنه لا يرشّح أحداً ولا يستثني أحداً وأن ليس له مرشحٌ محدّد، والساعي الى تحييد نفسه عن لعبة الأسماء لا عن الاستحقاق نفسه قرّر أن يرحل، ربما لبحث الاستحقاق مع البابا ومع هولاند وربما ليرسم مشهدية مألوفة يوم “طفش” من زمن التمديد لمجلس النواب الى بلاد الاغتراب. قد لا يكون رحيل الراعي في هذا التوقيت وفي هذه الظروف مماثلاً خصوصًا في ظلّ تمسّك بكركي بإنتاج رئيسٍ لبناني على الموعد، ولكنه في المقابل يزرع القلق في نفوس من علّقوا آمالهم على دورٍ محوريٍّ وجديٍّ للبيت الماروني الأول في انتخاب الرجل الماروني الأول، رغم يقينهم بأن القرار ليس في يد الصرح وسيّده ولم يكن يومًا كذلك.

كلمة سرّ أميركية؟
بعضهم يقول إن الراعي صعّب المهمّة بتحديده مواصفات الرئيس القوي ذي التاريخ المشرّف والأخلاقية العالية والحياة المثاليّة، وبعضهم يبني مؤشراته الرئاسيّة على أضواء وإشاراتٍ آتية من البيت الأبيض والإليزيه وطهران والسعودية. ففيما كانت أسهم بعض الأسماء ترتفع في الدوائر الأميركية-الفرنسية وعلى رأسها العماد ميشال عون بذريعة قدرته على “ضبط أداء حزب الله” مستقبلاً، ربطًا بعودة الرئيس سعد الحريري من بوابة الرئاسة الثالثة، عاد المستشار الأسبق لوزيرة الخارجية الأميركية السفير فريديريك هوف ليؤكد أن “في ظل الوضع الراهن في سورية وترددات الأزمة السورية على لبنان هناك احتمال للفراغ”. قد لا يكون ما قاله هوف بمثابة كلمة السرّ الأميركية إلا أنه - مضافاً الى كل العناصر والمؤشرات غير المشجعة- قد يعكس رسالة واضحة مفادها أن الطبخة الرئاسيّة لم تجهز بعد في المطابخ الغربية وأن على المدعوّين انتظار المزيد من الوقت وإبقاء معداتهم خاويةً ربما أكثر مما كانوا يظنّون.

أرحمُ الموتيْن...
إذاً، بين الموت الذي تحدّثت عنه بكركي والحياة المُنتظَر أن تضجّ في مجلس النواب رئاسيًا لا تشريعيًا، يبقى الفراغ حتى الساعة المرشّح الأوفر حظًا في قصر بعبدا أمام الموت الآخر الذي لم تتفوّه به بكركي صراحةً ولكنها ألمحت اليه في غير مناسبة: التمديد.
 

صدى البلد

  • شارك الخبر