hit counter script

مقالات مختارة - جورج علم

التحالف الرباعي... والرئيس

الجمعة ١٥ نيسان ٢٠١٤ - 07:46

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الجمهورية

موفد للرئيس الفرنسي في بيروت، حركة لافتة للسفراء في اتّجاه الفاعليات، كلام جديد للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من جنيف عن الرئيس التوافقي، مؤشّرات حوارية واعدة بين تيار «المستقبل» و»حزب الله»، فيما المعادلة باتت واضحة: «التفاهمات الأمنية قد تقود إلى تفاهمات سياسية».
 

قال الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله نعم للحوار، وينتظر الجواب من الرئيس سعد الحريري، لكنّ الذي قبِل الجلوس إلى جانب وزراء «حزب الله» في حكومة المصلحة الوطنية، لن يمارس حقّ النقض «الفيتو» ضدّ الحوار المباشر.

يرصد النائب وليد جنبلاط هذا المسلسل جيّداً، لقد تدرّج الموقف من الرئيس القوي إلى الرئيس التوافقي، أو «الرئيس القوي هو الرئيس التوافقي»، مقعده مريح في عين التينة إلى جانب رئيس مجلس النواب نبيه برّي، لكن لا مانع من الخروج إلى الشرفة لاستطلاع ما يجري بين «بيت الوسط» وحارة حريك، ومدى إمكانية إحياء «التحالف الرباعي» لاختيار شخصيّة توافقيّة، بعدما انتهى زمن إطلاق الشعارات، وإبراز العضلات والمؤهّلات.
حاولَ صاحب الغبطة رفع أسهم الشراكة المارونية في بورصة الإستحقاق الوطني، لكنّ المحاولات اصطدمت بعقبات جدّية.

الخارج هنا، وكلّ قيادي له خارجه، فضلاً عن أنّ الإطار التوافقي الذي رُسِم كان طموحاً أكثر ممّا تتحمَّل البنية المارونيّة. لا يمكن جمع الكلّ في حزمة واحدة، ولا تقييد الإرادات بمرشّح واحد، وربّما ساهم بعض الأداء في حرق المراحل. الموارنة يحترمون الرموز والمقامات، لكنّهم لا يرفعون بيارق الولاء لـ»الزعيم الأوحد».

يرفضون الطبقيّة، يرفضون التصنيفات، هذا مرشّح «صفّ أوّل»، وذاك «صفّ ثانٍ»، وذلك «صفّ ثالث»، وفي العقيدة الإيمانية أنّ كرسي الاعتراف لا يتَّسع لأكثر من شخص، على أن تبقى الأمانات في المجالس، أمّا وأنّ الإستنسابيّة قد حصلت، فهذا يعني أنّ عيوناً كثيرة قد تفتّحت على ثلاثة:

الأوّل، أنّ الإجتماعات مع الأربعة الكبار لم تؤدِّ إلى وحدة الصفّ، ولم تنتج تفاهمات على مرشّح واحد، ولم تطلق خطة تساعد على إنتخاب رئيس قبل 25 أيّار المقبل.

الثاني، أنّ محاولة قطع الطريق أمام مرشّحي «الصفّ الثاني» أو «الثالث» قد حصلت، وربّما لا تزال بعض المحاولات، على الرغم من أنّ في «الصفّين» فاعليات جديرة، وصاحبة رصيد كبير عند سائر اللبنانيين.

الثالث، الخَلل في الأداء، وإدارة المعركة، فالنظام في لبنان ليس رئاسيّاً، ولا فيدرالية طوائفيّة. إنّه نظام برلمانيّ، والتوافق سيّد الأحكام.
سيّد بكركي يرفع من جنيف راية التوافق، حركة السفراء في بيروت تتمحور حول «جوجلة» الأسماء التوافقيّة، عناوين الأولويات المحلّية بدأت تتغيّر نحو التهدئة والإستيعاب.

كان الحديث عن «قندهار» في طرابلس، الآن عن خطة أمنية تُرسّخ أقدامها يوماً بعد يوم. كان الحديث عن الإرهاب، الآن عن النجاحات التي تحقَّقت لتجفيف منابعه. كان الحديث عن ترهّل في المؤسّسات، اليوم عن فورة تشريعيّة غير مسبوقة.

لم ينقل السفير الأميركي ديفيد هيل رسائل مباشرة عن حقيقة ما جرى بين الرئيس باراك أوباما والعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز حول الوضع في لبنان، لكنّ المؤشّرات التي أعقبت الزيارة جاءت إيجابيّة وواعدة: كلام عن الحوار، كلام عن تغيير في التحالفات، والدليل أنّ انتخابات نقابة المهندسين في بيروت كانت خير مثال.

والاستحقاق الرئاسي وفق أجندة برّي موضع اهتمام ومتابعة، ولم يفُت الأوان بعد، ولا يزال هناك متَّسع من الوقت للحوار، للتفاهم والتلاقي على الأولويات الوطنية التي تفرضها المرحلة. إنّه ينتظر الخلاصات التي ستنتهي إليها بكركي ليبني على الشيء مقتضاه، والمقتضى هنا الذهاب في التوقيت المناسب إلى ساحة النجمة لانتخاب الرئيس القوي؟!
 

  • شارك الخبر