hit counter script
شريط الأحداث

مقالات مختارة - يحيى دبوق

حزب الله كسر المعادلة... لكنّ التهديد لــم ينتف

الجمعة ١٥ نيسان ٢٠١٤ - 07:41

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الاخبار

الـ«جزء من الردّ» على الاعتداء الإسرائيلي بالقرب من جنتا البقاعية، في شباط الماضي، بزرع عبوة ناسفة استهدفت دورية إسرائيلية في مزارع شبعا، وتبنّيه من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، صوّبا، حتى الآن، معادلة أرادتها إسرائيل حيال لبنان وحزب الله كان من شأنها إنتاج قواعد اشتباك لا تحمد عقباها.

مع ذلك، لا يعني صدّ المحاولة الاسرائيلية أن التهديد زال تماماً. ففي مقابل نجاح حزب الله، توجد رغبة إسرائيلية شديدة لإعادة تصويب التصويب، لتعود المعادلة في مصلحة إسرائيل من جديد. صحيح أن أدوات التصويب الاسرائيلية محدودة، ومحفوفة بالمخاطرة، إلا أن التهديد الاسرائيلي لم ينتف.
في هذا الإطار، يمكن التأكيد أن حزب الله ربح جولة في الكباش المتواصل بينه وبين إسرائيل منذ عام 2006، أي في مرحلة اللاحرب العسكرية المباشرة بينهما. ربح جولة تحت مستوى الحرب والمواجهة العسكرية الواسعة، لكنها أساسية جداً، وترتبط بصوغ قواعد الاشتباك التي ترعى فترة اللاحرب. وهذه الفترة يقدر لها أن تمتد طويلاً، ما دام الجانبان غير معنيين، وبقوة، بحرب واسعة.
قد تكون الكرة الآن في الملعب الاسرائيلي، مع التركيز على معنى عبارة «جزء من الرد» التي شدد عليها السيد نصرالله. وفي هذا الإطار، يبرز صمت إسرائيلي لافت، وهو الاستراتيجية المتبعة ما بعد الضربة التي وجهها حزب الله إلى إسرائيل.
التهديدات الكلامية التي اعتاد المسؤولون الاسرائيليون ترديدها ضد حزب الله لا نفع لها في هذه المرحلة، حتى لو لجأت اسرائيل اليها، وهو المتوقع، إذ تحتاج تل أبيب الى فعل عملي لإعادة تصويب الأمور كما تريدها. لكن لفعل كهذا عواقب وتداعيات تمنع اللجوء اليه .
إسرائيل، إذاً، في حال من التجاذب، بين دافع كبير لتغيير معادلة حزب الله الجديدة، أي منعها من الاستهداف في الساحة اللبنانية تحديداً، وبين التسليم بالامر الواقع الذي لا يخدم مصالحها. كلا الخيارين سيّئ وتداعياته خطرة. هذا التجاذب، بين الدوافع والكوابح، أنتج تردداً أكره إسرائيل على اتباع استراتيجية الصمت. الصمت الذي أعقب ردود حزب الله العملية على الحدود، وأعقب أيضاً، وبصورة أشد، ردّ الفعل بعد مقابلة السيد نصرالله في «السفير».
المقاربة السابقة مع حزب الله لم تعد تنفع. التهديد الكلامي، من مواقف استعراض قوة ونشر تقارير عن تدريبات ومناورات، لم يعد ينفع. فإما أن تلجأ إسرائيل الى المبادرة العسكرية المباشرة، وإما أن ترضى بالواقع.
إسرائيل في حال
تجاذب بين دافع لتغيير المعادلة الجديدة والتسليم بالأمر الواقع
على هذه الخلفية يمكن فهم موقف وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون وتعليقه على كلام السيد نصرالله. وكان البارز فيه أن يعلون لعب دور المحلل السياسي، إذ اكتفى بالقول إن زرع العبوة في شبعا يأتي ضمن قواعد اللعبة كما يراها حزب الله، لأن الغارة الاسرائيلية حصلت في لبنان وليس في سوريا. وكلام يعلون ورد في مواقع إخبارية عبرية على الإنترنت لساعات، فيما غاب عن معظم وسائل الاعلام في إسرائيل.
أما اللافت أكثر، فهو أداء الاعلام العبري حيال كلام السيد نصرالله، رغم دلالاته الكبيرة المرتبطة بالمصلحة الإسرائيلية المباشرة. فقد صمت الاعلام العبري، وخلا من أي تعليقات، وما زال. علما ان هذا الاعلام نفسه يتتبع كل أخبار حزب الله، الصغيرة منها والكبيرة، وينافس الاعلام اللبناني والعربي في نشرها وتصديرها والتعليق عليها.
امس علق رئيس اركان جيش الاحتلال، بني غانتس، بصورة متأخرة، على التصعيد الاخير مع حزب الله وفرملة محاولة فرض المعادلات الاسرائيلية الجديدة على لبنان، الا ان تعليقه بقي ضمن المقاربة المعتادة واطلاق التهديدات، التي تدرك اسرائيل انها لم تعد تنفع، رغم اضطرارها للجوء اليها، اذ شدد على ان «الحرب المقبلة اذا وقعت، فستكون اكثر ايلاما للبنان، واذا وقعت حرب لبنان الثالثة، فستكون نتيجة لاعمال غير صحيحة، يقوم بها حزب الله»، متجاهلا حقيقة الايلام المزدوج في كلا الجانبين، الذي لا ينفيه احد في اسرائيل.
يمكن القول، وباطمئنان، إن حزب الله حقق نجاحاً، إلا أن التهديد، مع ذلك، لم ينتف بعد.

إسرائيل: الحزب يتجاوز كل الخطوط الحمراء

بعد أيام من إعلان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن المقاومة نفذت عملية مزارع شبعا في آذار الماضي، تحركت إسرائيل لدى مجلس الأمن شاكية، وطلبت من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اتخاذ «خطوات هجومية» ضد حزب الله. وأعلن السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، رون بروسور، أن الجيش الإسرائيلي «لن يسمح بتبلور واقع يتحول فيه الإسرائيليون الى ضحايا هجمات متكررة، تمثل خرقاً للسيادة الإسرائيلية». وورد في الشكوى أن «إعلان نصر الله مسؤولية حزب الله عن هذا العمل الإرهابي، دليل إثبات جديد على أن هذا الحزب يواصل العمل في المنطقة الواقعة الى الجنوب من نهر الليطاني، في خرق فاضح وخطير للقرار 1701». وورد في الشكوى أن «وكيل إيران في منطقتنا يتجاوز كل الخطوط الحمراء التي حددها المجتمع الدولي». وقال بروسور إن «إسرائيل ترى أن الجهة المسؤولة عن الحادثة هي الحكومة اللبنانية، وتطالبها بالعمل كما ينص القرار 1701، ووفقاً لالتزاماتها أمام المجتمع الدولي، وعليها أن تعمل على نزع سلاح حزب الله واقتلاع وجود الذراع الطويلة لإيران وسوريا من حدودها الدولية».

  • شارك الخبر