hit counter script

14 آذار تحيي الذكرى التاسعة لانتفاضة الاستقلال في "البيال"

الجمعة ١٥ آذار ٢٠١٤ - 20:15

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

 - أحيت قوى الرابع عشر من آذار الذكرى السنوية التاسعة "لانتفاضة الاستقلال"، في الخامسة من عصر اليوم في "البيال"- وسط بيروت، في حضور الرئيس فؤاد السنيورة ووزراء:الاعلام رمزي جريج، العمل سجعان قزي، الاقتصاد آلان حكيم، الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، السياحة ميشال فرعون والتنمية الادارية نبيل دو فريج، نواب 14 آذار، وفاعليات دينية وسياسية واجتماعية وحزبية وحشد من المجتمع المدني.

بدأ الاحتفال بالنشيد الوطني، ثم الوقوف دقيقة صمت حدادا على ارواح شهداء "ثورة الارز"، الذين وضعت صورهم مضافا إليها صورة الوزير السابق محمد شطح. وعرض فيلم وثائقي عن الذكرى.

ورفعت داخل القاعة لافتات كتب عليها شعارات 14 آذار: العيش المشترك والمحكمة الدولية، الاعتدال، التعددية، المواطنية والحوار، الدولة المدنية، لبنان الرسالة وثقافة الحياة.

السنيورة
وبعد عرض وثائقي عن احداث "ثورة الارز"، ألقى السنيورة كلمة "تيار المستقبل" وقال فيها: "أيها اللبنانيون، رفاقي واخواني في قوى الرابع عشر من آذار، أيها الحفل الكريم، في مثل هذا اليوم وقبل تسع سنوات، قرر الشعب اللبناني أن كرامته الوطنية فوق أي اعتبار وإرادته لن تكون موضع احتكار. في مثل هذا اليوم، وقبل تسع سنوات قال الشعب اللبناني، إننا شعب واحد، في وطن نهائي، في دولة واحدة نريدها، حرة، ديمقراطية، سيدة ومستقلة".

أضاف: "في مثل هذا اليوم وقبل تسع سنوات، قال الشعب اللبناني، ان المسلمين والمسيحيين في هذا البلد لن يتخلوا عن العيش الواحد وانهم سيكونون في مواجهة الاخطار معا".

وتابع: "لكن منذ تسع سنوات وقبل ذلك وحتى الآن، لم يتراجع اعداء لبنان عن العمل على تفريق اللبنانيين وإثارة الفتن فيما بينهم، وزجهم في جولات من الحروب العبثية والمآسي واستهدافهم واغتيال قادتهم وتهديد وحدتهم وتحطيم نظامهم وتدمير اقتصادهم وضرب ثقتهم بأنفسهم. في المقابل ومنذ تسع سنوات وإلى الان لم يتراجع اللبنانيون، عن مقاومة الطغيان والاحتلال الاسرائيلي ومواجهة الاستبداد ورفض التطرف والتسلط، وهم قرروا أن لا يتراجعوا، فلبنان باق والطغاة الى زوال والتطرف إلى انحسار وربيع لبنان وتونس إلى انتشار".

وأكد أن "لبنان صامد في عيشه المشترك وسلمه الاهلي، والمجرمون الذين قتلوا وشردوا وفجروا ومهما تجبروا فإنهم يعدون ايامهم ويفقدون قدرتهم على الاستمرار".

وقال السنيورة: "في مثل هذا اليوم نستذكر، شهداءنا الابطال، شهداء 14 آذار، الذين يتقدمهم شهيدنا الكبير وحبيبنا رفيق الحريري ورفاقه الابرار، نتذكر قافلة الشهداء الذين كان آخرهم شهيدنا البطل محمد شطح. في مثل هذا اليوم، نتذكر باسل فليحان وسمير قصير وجورج حاوي وبيار الجميل وجبران تويني وانطوان غانم ووليد عيدو وفرنسوا الحاج ووسام عيد ووسام الحسن ومحمد شطح وسائر الشهداء. ولن ننسى تضحيات مروان حمادة والياس المر ومي شدياق. في مثل هذا اليوم، نتذكر قسم جبران تويني أن يبقى المسلمون والمسيحيون موحدين ومتحدين من أجل لبنان".

أضاف: "إننا في 14 آذار نحمل رؤية واحدة للبنان، ونحن أصحاب قضية محقة ونبيلة، نضالنا نضال واحد ومصيرنا مصير واحد. نحن في 14 آذار نتناقش ونختلف، لكننا لا ننقسم ولا تتفرق صفوفنا. ننظر من زوايا مختلفة لإثراء فكرنا وتعميق ايماننا بقضيتنا، وهذا سرنا وقوتنا، لكننا نلتقي في ساحة الوحدة والعيش المشترك والميثاق الوطني والنظام الديمقراطي الملتزم بمبدأ التداول السلمي للسلطة".

وتابع: "رغم كل المآسي والأهوال والخسائر والاستفزازات، لم نحمل السلاح في وجه أهلنا في الوطن ولن نحمله وسنبقي على اليد الممدودة نحو أشقائنا في الوطن تحت سقف الدولة الواحدة العادلة والقادرة والباسطة سلطتها على كامل تراب الوطن. نرفض العنف ونتمسك بالحوار، ولن نفقد عزيمتنا وإن اشتد ساعد الميليشيات، فسلاحنا سلاح الشرعية والمؤسسات الدستورية، سلاح الجيش وقوى الأمن الداخلي، وسيفنا العدل والحق والقانون".

وأردف: "نحن يا إخوتي ورفاقي في قوى انتفاضة الاستقلال، نلتقي حول رؤية واحدة للبنان ولمستقبل الإنسان في لبنان. نرفض الغلو والتطرف والعنف عند المسلمين والمسيحيين. نرفض التكفير والتشهير والتسفيه عند السنة والشيعة. التطرف عدونا والاعتدال خيارنا ومنهجنا. نحن في ساعة قلق من دون شك، لكن مهلا يا اخوتي، دعونا ننعم النظر والفكر، في تجارب السنوات الماضية، ما الذي جرى بنا ومن حولنا والى اين تتجه الامور".

وقال: "في العام 1990 اجتاحت القوات العراقية بجحافلها ودباباتها دولة الكويت وما هي الا ساعات حتى تشرد اهل ذاك القطر الشقيق في اربع رياح الأرض، لكن التجربة دلت على أن النظام الذي اقدم على جريمة احتلال الكويت والسيطرة عليها بالحديد والنار، كان مصيره الزوال والفشل والسقوط. على مسافة قريبة من اجتياح الكويت، اي في ايلول 1989، كان اتفاق الطائف، تلك التسوية التاريخية التي اعاد اللبنانيون فيها صياغة ميثاقهم الوطني، لكن النظام في سوريا اصر على ابقاء لبنان تحت سيطرته ووصايته ورفض ان يسمح لهذا البلد الصغير بمساحته، الكبير بأبنائه وطموحهم وفكرهم وطاقاتهم، رفض ان يسمح لهذا البلد بالتنفس. والآن ونحن ننظر الى الوراء، والى الامام، ندرك ان ذاك النظام الذي تكبر وتجبر على لبنان وقادة لبنان وشعب لبنان، وقع في حفرة سبق ان حفرها لنفسه بيده".

أضاف: "لهذا كله، أقول لكم يا اخوتي لا تخافوا ولا تجزعوا، لبنان باق والطغاة الى زوال. لم ولن نوافق على القتال في سوريا ولا يجوز للبنان واللبنانيين أن ينجروا إلى المشاركة في تلك الحرب بين النظام والشعب السوري. ولذا فنحن نقول للاخوة في حزب الله، ان الانسحاب من القتال في سوريا اليوم افضل من الانسحاب غدا، إعتبروا من التاريخ وتجاربه ولن ازيد، فالمعاني واضحة والاشارات بارزة على الطرق فأي طريق تسلكون؟ عودوا الى لبنان إلى قراكم وبلداتكم لتنقذوا شباب لبنان من السقوط في الاتون والاهوال، لكي يعودوا فيساهموا في بناء بلدهم وحمايته، عودوا الى مواطنيكم وشركائكم في الوطن حيث أنكم بحاجة إليهم وهم أيضا بحاجة إليكم اليوم اكثر من السابق. انسحبوا اليوم لكي تكسبوا الغد، والا فإن الخسارة واقعة بكم وبلبنان الوطن دون شك".

وتابع: "الشعب اللبناني وجمهور المقاومة الذي قدم التضحيات من أجل تحرير الأرض المحتلة في الجنوب يجب ان لا يقحم في معارك لا علاقة له بها. وشباب لبنان يجب ان لا يقتلوا في المكان الخطأ في مواجهة إخوان لهم من الشعب السوري".

وقال: "لن نحيد عن لبنان الديمقراطي الحر السيد المستقل، ولن نقبل بغير الدولة المدنية التي تتصدى وتقاوم اسرائيل واطماعها وعدوانها. لن نقبل بسيطرة سلاح الميليشيات، واصطناع سرايا للفتنة، واعمال المقاولات الامنية والعسكرية غب الطلب، في لبنان وخارج لبنان، الموجهة والمطلوبة من خارج لبنان ولن نقبل بممارسات الهيمنة والتفرقة".

أضاف: "لقد راكم اللبنانيون عبر تاريخهم القديم والحديث جملة من التسويات ساعدتهم على تحصين العيش المشترك والواحد. ولهذا نحن متمسكون بكل إنجازات إجماعنا الوطني وبمقررات الحوار في مجلس النواب، وفي اعلان بعبدا وبسياسة النأي بالنفس. لن نتخلى عن مواجهتنا وتصدينا للعدو الإسرائيلي بكل الوسائل المشروعة، كما لن نتخلى عن حق دولتنا في السيادة على أرضها ومواطنيها".

وختم: "لقد جمعنا لبنان الوطن، وجمعنا لبنان الدولة، وجمعنا لبنان العيش المشترك، وجمعنا النضال من أجل الاستقلال والحرية، وجمعتنا دماء الشهداء وهموم المعذبين في لبنان وسوريا وفلسطين. سنظل على العهد دفاعا عن لبنان وشعبه وقضيته المحقة".

سعيد
وألقى منسق الأمانة العامة لقوى "14 آذار" فارس سعيد كلمة، قال فيها: "نفتتح معكم اليوم يا رفاق درب 14 آذار المؤتمر التاسع لانتفاضة الاستقلال التي وضعت حدا لوصاية أعتى نظام استبدادي في المنطقة على لبنان ونقلتنا من مرحلة إلى أخرى. لقد أطلقت انتفاضة الاستقلال اللبناني في آذار 2005 الإشارة الأولى لربيع العرب، وفي سياق هذا الربيع أطلقت انتفاضة الشعب السوري العظيم العد التنازلي لنظام الاستبداد في دمشق. إن التاريخ يعمل الآن لمصلحة الحرية وكرامة الإنسان في منطقتنا، ونحن نؤمن بأن واجب الأحرار -الآن وهنا- الصبر في التاريخ والصبر على التاريخ. والصبر لا يعني الإنتظار والركون إلى حتميات، بل يعني الثبات والإصرار والعمل، كما يعني أيضا وخصوصا المراجعة والمصارحة والارتفاع بالأداء إلى مستوى التحديات المصيرية التي يواجهها لبنان، وخاصة شعب الحرية والسيادة والاستقلال، شعب العيش المشترك والرسالة الحضارية".

أضاف: "من واجبي أن أصارحكم وأقول: ينظر اللبنانيون بعين القلق على وحدتنا، وقد يشك البعض - قل أو كثر - في قدرتنا على أن نكون أوفياء لتضحياتهم الضخمة من أجل لبنان، وأوفياء لقسمهم في ساحة الحرية.
يسأل اللبنانيون: هل أن 14 آذار لا تزال موحدة، أم أن التباينات حول المقاربات السياسية هزت أركان اجتماعها؟ لن أقول بأن ما يجمع 14 آذار أكثر مما يفرقها. فهذا كلام أصبح فاترا. أقول - من موقعي وخبرتي واختصاصي في الأمانة العامة - إن 14 آذار تكون موحدة أو لا تكون بالمرة، تنتصر مجتمعة أو تسقط جميع مكوناتها متفرقة. هذا قانون وليس رأيا. إن التباين في الرأي والإجتهاد وتقدير المصلحة، وحتى في احتساب بعض الخصوصيات، هو من طبيعة اتحادنا الديموقراطي الحر، ولا نحسد أحدا على ولي فقيه أو غير فقيه فلا وجود لولي فقيه في 14 آذار، لا وجود لقائد أوحد يأمر فيطاع. نعم، نحن نحترم الخاص، ولكننا لا نقبل أن يأكل الخاص المجال العام لـ14 آذار".

وتابع: "لذلك أقول: إن 14 آذار محكومة بأن تكون أقوى بكثير من مشاركة أو عدم مشاركة في حكومة، أقوى بكثير من مقاربة قانون انتخابي، وأكبر بكثير من مقاعد في صفوف أمامية أو جانبية. 14 آذار قوية بأحزابها وبشخصياتها، وهي قوية جدا بكم جميعا. أنتم الذين تواجهون عندما نتراجع، وأنتم الذين تفرضون الوجدة عندما نتفرق، وأنتم ضمانة مستقبل 14 آذار ومن خلالها مستقبل لبنان. أعتقد، بل أعلم، أن جمهور 14 آذار يعي هذه الحقائق ويحرص عليها. وهو لذلك يقول لنا: إتحدوا في وجه السلاح غير الشرعي، إتحدوا في وجه من يضع دفاتر شروط على بياننا الوزاري ودفاتر شروط على رؤساء جمهوريتنا. إتحدوا، مسلمين ومسيحيين، ديموقراطيين مدنيين ومعتدلين، محبين للحياة وكارهين للعنف، اتحدوا في وجه الفتنة المتنقلة من منطقة إلى أخرى، واجعلوا من وحدتكم الوطنية السلاح الأقوى في وجه من يريد لنا الخوف والتهميش والذمية".

وأردف: "يقول لنا شعب 14 آذار: كونوا متيقظين واثبتوا على احترام المهل الدستورية، والسير قدما من أجل انتخاب رئيس جديد للبلاد، قادر على تطبيق الدستور واحترام الطائف وقرارات الشرعية الدولية ويكون منسجما مع نظام المصلحة العربية. إن لهذا الإستحقاق أهمية كبيرة في عقل 14 آذار، لأنه حجر الزاوية في عملية استكمال بناء الدولة.
يقول شعب 14 آذار: لا تيأسوا ولا تتراجعوا عن دعم الحق أينما كان، في لبنان، في سوريا والعراق، في مصر وكل أنحاء العالم العربي. كونوا إلى جانب المشردين والفقراء والهاربين من أنظمة الاستبداد، وادعموا حركة الشعوب من أجل الحرية. كونوا إلى جانب المرأة والطفل وحقوق المواطن والحريات الفردية وحرية الفكر والتعبير وانبذوا التخوين والتكفير.

يقول شعب 14 آذار: لا تتركوا 14 آذار، لأنها المساحة الوطنية الوحيدة القادرة على مواجهة الأحداث من مربع وطني جامع، لا من المربعات الطائفية والحزبية الضيقة.
يقول شعب 14 آذار: لا علاج لأزمة أي طائفة في لبنان بمعزل عن حل وطني جامع. فلا أحد قادر على رفع الخوف عند الشيعة والقلق عند المسيحيين والإحساس بالظلم لدى السنة والخوف على الذات لدى الدروز، إلا مشروع دولة لبنانية مستقلة متحررة مدنية، سيدة على الجميع لمصلحة الجميع.
يقول شعب 14 آذار: إن دماء شهدائنا، كل شهدائنا، تنادينا من أجل الاستمرار. إن دماء شهدائنا، كل شهدائنا، تنادينا من أجل الوحدة. إن دماء شهدائنا، كل شهدائنا، تنادينا من أجل شجاعة الموقف. لا تخذلونا فنحن لم نخذلكم يوما".

وختم: "14 آذار إرث وطني، فلنحافظ عليه جميعا. يقول لنا شعب 14 آذار: إن لبنان والعالم العربي في لحظة يتقرر فيها مصيرنا ولفترة طويلة، فرجاء لا تتلهوا بجنس الملائكة".


الجميل
وألقى منسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل كلمة الحزب فقال: "انها المرة الاولى التي أقف فيها أمامكم اليوم، ولا يمكنني إلا أن اتذكر منذ 9 سنوات عندما وقف شقيقي الوقفة نفسها. كنت افضل ان يكون هو واقفا وليس أنا، وأن يكون بيننا، انما مثله مثل كل أبطال ثورة الارز اعطى حياته من اجل ان تبقى الدولة بحضارتها وتطورها".

أضاف: "لا يمكنني الا ان اتذكر رفاق الدرب، الا ان اتذكر كل الشباب والشابات الذين وقفوا بوجه الاحتلال السوري منذ 1995 لغاية 2005 في كل الجامعات، والشباب الذين وقفوا بوجه النظام السوري ومخابراته وأسسوا لانتفاضة الاستقلال في 14 اذار 2005. ان 14 آذار بالنسبة لنا ليست محورا وليست تجمع احزاب وتجمع شخصيات، بل هي استمرارية لنضال الشعب اللبناني لبناء دولة حضارية متطورة سيدة حرة مستقلة. 14 اذار هي ضمير وطني قاوم الاحتلال والنفي والسجن وكل الحملات والسلاح والاعتداءات والاغتيالات، ولكن كما قلنا نحن لا قائد أعلى لنا والاكيد ان لكل رأيه لاننا احرار وبقينا وتربينا وسنبقى أحرارا".

وتابع: "كشاب من 14 اذار تعرضت لخيبات امل كبيرة ككل الشباب الذين ناموا اكثر من 60 يوما في ساحة الشهداء، ونرى بعض التنازلات والاخطاء ويخيب املنا بسبب الكثير من الاخطاء وننظر فنرى ان المعركة غير متكافئة، ومن الطبيعي الا ننتصر بكل معاركنا لاننا نخوض معركة عير متكافئة. ان 14 آذار خيبت أملنا لانها حرصت على لبنان، لانها لم تقبل ان تفرض وجهة نظرها على الاخرين، وترفض رد العنف بالعنف"، معتبرا ان "شعب 14 اذار يتعب ويقول يجب الرد على الكيل بمكيالين، انما الحرص على لبنان يمنعنا من اللجوء الى الاساليب التي لجأ غيرنا اليها".

وسأل: "هل كنا نتمنى ان تتصرف 14 اذار عكس ما تصرفت، وتأخذ لبنان الى المهوار؟. اكيد لا"، مشيرا الى "اننا قمنا بواجباتنا بالامكانيات المتاحة ولكن لدينا مسؤولية اكبر للقيام باكثر مما قمنا به خلال الـ 9 سنوات الماضية".

وقال الجميل: "ان الاستسلام ممنوع والحرب الاهلية ممنوعة، وكل ما بين الاثنين مسموح، وعلينا أن نخوض جميع المعارك للحفاظ على الدولة وسلامة لبنان واللبنانيين وكل ما يميزه في هذا الشرق. سنخوض كل المعارك المتاحة تحت سقف المؤسسات، ممنوع ان نترك قانونا لا نخوضه في مجلس النواب لتحسين حياة اللبنانيين. كما أسقطنا حكومة الرئيس عمر كرامي وكانت بداية انهيار النظام السوري وهذا كان داخل المجلس النيابي وتحت سقف المؤسسات، وكما حققنا "اعلان بعبدا" اهم سلاح حققناه في قصر بعبدا وصار نصا يدافع عنا امام كل المجتمع الدولي. كما اننا اليوم تمكنا من ان نحذف من البيان الوزاري الثلاثية المشؤومة، هذه الثلاثية التي اعطت شرعية لكيان مستقل عن الدولة يملك السلاح وهو "ماسك بخوانيق" اللبنانيين ويلعب بنا يمينا وشمالا".

واردف: "ان مشكلتنا مع حزب الله ليست اختلاف رأيه عنا، بل انه لم يقبل ان يلعب اللعبة الديمقراطية والمؤسساتية وخرج عن الدستور والقوانين ويلعب خارج هذا الاطار". وضرب مثالا على ذلك: "لدينا كحزب كتائب معتقلون في السجون السورية وعلى رأسهم الرفيق بطرس خوند، فاذا أردنا ان نطالب به، أقصى ما يمكن القيام به هو ان نتظاهر ونطالب دولتنا بان تحضره بالمفاوضات، بينما معتقلو حزب الله يجلبهم بأسلوب اخر، بفتح حرب كلفت 2000 قتيل وندفع ثمنها حتى الآن".

وتابع: "كل الاحزاب قد تعترض على قرارات مجلس الوزراء وأكثر شيء يمكن ان نقوم به هو تقديم شكوى امام مجلس شورى الدولة، بينما حزب الله ينزل الى الشوارع ويضطهد ويقوم بـ7 ايار ويفعل ما يريد". اضاف: "اذا سقطنا كأحزاب في الانتخابات النيابية ننتظر 4 سنوات، بينما حزب الله ينزل القمصان السود وينقلب على الديمقراطية ونتائج الانتخابات. الدولة اذا ارادت استرجاع مزارع شبعا ممنوع ان تستعمل وسائل دبلوماسية، بينما حزب الله بامكانه يتفاوض مع اسرائيل بصورة غير مباشرة مع الالمان وغيرهم. هذه تصرفات حزب الله في الداخل، اما في ما يتعلق بسوريا فقد قرر الحزب ان يخرج عن قرار الدولة وعن سياسة النأي بالنفس، وبدأ بالدفاع عن القرى الحدودية، ثم عن المقامات الدينية، ثم نسيها وصار يحارب التكفير، وبعدها راح يدافع علنا عن النظام السوري".

وقال: "ان اسئلة عدة تطرح: لماذا لم يأت الانتحاريون الى لبنان قبل مشاركة حزب الله في القتال بسوريا، لماذا لم يذهبوا الى الاردن وتركيا؟ هل التهجم على المعتدلين يخفف التطرف؟ هل دعوة اللبنانيين الى محاربة بعضهم في سوريا يخفف التطرف؟ عدم تسليم المتهمين بقتل الرئيس رفيق الحريري واسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري ونفيه الى باريس هل يخفف من التطرف؟ هل اتهام كل من يعارض نظام الاسد يخفف من التطرف؟ هل تجويع اللبنانيين يخفف من التطرف؟ نحن تعبنا والشعب اللبناني تعب، لان حياتنا مخطوفة ومنذ 8 سنوات لسنا أحياء لان الحياة التي نعيشها ليست حياة. في منطق الحروب، وثقافة الحرب والموت ادخلنا لبنان في قاموع لا يمكن الخروج منه، يكلفنا هجرة شبابنا ودمار اقتصادنا ومزيد من العاطلين عن العمل حتى ان الشباب المتزوجين حديثا يسألون: هل لنا مكان في هذا البلد؟ لانه مفروض علينا ثقافة واتون وسياسة حزب الله في ادخال لبنان في كل معارك العالم من اسرائيل الى سوريا ومن البحرين الى هنغاريا واندونسيا، بقيت البرازيل والارجنتين لم نتدخل في شؤونهما".

أضاف: "فليخبرنا احد ما هذه الحياة التي نعيشها، حيث ان سائق التاكسي يطلب من الراكب ان يرفع سترته ليرى اذا كان يضع حزاما ناسفا، والاهل لا يعرفون اذا اولادهم سيعودون من المدارس وحتى الشباب التي سافرت الى الدول العربية تخشى من طردها منها لاننا قطعنا علاقتنا مع كل الدول العربية".

وسأل: "هل يعقل سنة 2014 ان نرجع الى أكياس الرمل، فالضاحية الجنوبية تحمي نفسها باكياس الرمل؟. عدنا الى 1975 هل هذه الحياة والدولة التي سنحيا فيها في المستقبل؟".

وعن البيان الوزاري، قال: "لقد قيل في الاعلام انتم تتشاجرون على كلمة، "واقفة الدولة والحكومة على كلمة"، انما لم ينتبه احد الى الكلمة، هذه الكلمة التي نحن كـ14 اذار ندافع عنها هي كلمة "الدولة"، فالفريق الاخر يرفض الدولة ودورها ومرجعيتها".

أضاف: "هل مطلوب ان نقبل بالتخلي عن الدولة؟ يمكن ان نتنازل عن كل شيء ونقبل بكل شيء لانه يهمنا وجود حكومة تهتم بشوؤن اللبنانيين انما عن كلمة الدولة لن نتنازل لانها لجميع اللبنانيين. يقولون نريد المقاومة، ونحن نقول نريد مقاومة بالطبع، انما في اطار الدولة وتحت اشرافها ونريد دور الدولة فهل هذا مسموح؟ يقولون لنا: المقاومة يجب ان تكون وحدها والدولة وحدها ونحن هنا. لا لا لا، ينتهي دور الدولة في حالتين لانهم يعطوننا درسا في الدستور والاخلاق".

ورأى انه "لا يعود هناك دور للدولة في حالتين: الاولى عندما يكون الوطن محتلا، عندها ينتقل الدور الى الشعب لان الدولة انهارت، والحالة الثانية: عندما تكون الدولة ديكتارتورية ويصبح دور الشعب أن يسقط هذه الدولة كما هو الحال في سوريا مثلا".

وقال: "طالما ان الدولة سيدة وحرة وتمثل كل أبنائها فلديها كل القدرة لترعى اي مقاومة على اراضيها وهذا ما نطالب به. ان حزب الله لا يستوعب ان الدولة هي مكان الشراكة، والمكان حيث نلتقي جميعنا لنقرر سويا، والدولة ليست لـ14 اذار فقط بل للجميع، وبالتالي عندما يرفض حزب الله الدولة لا يرفضنا نحن بل يرفض الشراكة معنا ويرفض نفسه وان يجلس معنا لنفكر ونقرر سويا. كل ما نتمناه هو ان نأخذ القرارات سويا تحت سقف الدولة لانها للجميع".

أضاف: "أقول لكل أبناء 14 اذار وكل اللبنانيين ان لا مفر من عودة حزب الله الى لبنان ولبنانيته، شكل حزب الله الحكومة السابقة لوحده ونسي ان الحكومة في لبنان يجب ان تكون حكومة وحدة وطنية لكن بعد سنتين اسقط هذه الحكومة لانه رأى انه ليس بامكانه الاستمرار لوحده وألا مهرب الا بالعودة الى جميع اللبنانيين وتحت سقف الدولة والى شركائه في الوطن. ان حزب الله سيعود الى ربوع الدولة. حزب الله والمجتمع الشيعي في لبنان لن يبقى خارج الدولة لان هذا المجتمع هو في صلب هذه الدولة والوطن، اما اليوم فيأخذونه خارج طبيعته، والشباب التي تموت من اجل قضية لا علاقة لهم بها ومن اجل ارض غريبة ويموتون من اجل نظام ديكتاتوري، فعائلاتهم لن تصمت لأبد الابدين ولا مجال الا ان يعودوا الى ربوع الدولة".

وتابع: "الدولة التي نريد العيش في ظلها هي مع حزب الله وكل اللبنانيين، هي دولة حضارية، متطورة، فيها اقتصاد قوي، وجيش قوي، دولة فيها ثقافة وتطور وارصفة وشجر وبيئة وبحر نظيف وشعب يتطور ويزهر، فيها تربية وكل معايير الدولة المتطورة. هذه هي الدولة التي يحرمنا منها حزب الله بسياسته، وهذا هو الحلم الذي مات من اجله كل شهداء ثورة الارز والحرب اللبنانية، هذه هي الدولة التي نريد ان نعيش فيها مع كل ابناء الوطن، دولة تتسع للجميع وعلى قدر طموحات الجميع".

وختم: "مسيرتنا مستمرة ووحدة 14 اذار فوق كل اعتبار، مهما اشتدت الصعاب ومهما كانت الفروقات في وجهات النظر، ومهما كانت الاستراتيجيات مختلفة، انما الهدف واحد وسيبقى واحدا وهو بناء دولة حضارية سيدة مستقلة، على الرغم من بعض التباينات في السياسة احيانا، لكن لن نقف ككتائب وقوات ومستقبل ومستقلين ومجتمع مدني نابض في 14 اذار، هذا المجتمع المدني غير الموجود في 8 اذار، لان 14 اذار ترجمة للدولة".

جعجع
من جهته، قال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع: "في هذه اللحظات تمر أمام عيني وجوه بشير الجميل، ورينيه معوض، وكمال جنبلاط، ورفيق الحريري، وباسل فليحان، وسمير قصير، وجورج حاوي، وجبران تويني، وبيار الجميل، ووليد عيدو، وأنطوان غانم، ووسام عيد، ووسام الحسن، ومحمد شطح، محمد شطح، محمد شطح. تمر أمام عيني كل هذه الوجوه، فتتبدد الغيوم وتنقشع الرؤية، وتهب في شعلة ثورة الأرز متوهجة مضيئة. شهداؤنا سقطوا دفاعا عن القضية والحق والحقيقة والحرية والمبدأ، ولا يحق لنا سوى متابعة مسيرتهم حتى النهاية".

أضاف: "ماذا ينفع ثورة الأرز لو ربحت العالم كله وخسرت روحها وقضيتها؟ رفيقاتي رفاقي في ثورة الأرز، نعود هذه السنة وتعدادنا ليس مكتملا، فيد الشر نالت أيضا من واحد منا: محمد شطح، باغتيالك كسبت قوى الشر والتكفير والتطرف والظلامية جولة من جولاتها، وخسرت قوى الاعتدال والحوار والسلام والسيادة والحرية والاستقلال علما من أعلامها. لكن مهلا مهلا. إذا كان هذا يوما لهم، فستكون أيام وأيام عليهم، وسيكون التاريخ بأكمله لنا. محمد شطح، لا تخف ولا تجزع. كما كنت أمينا على القضية ولنا، كذلك سنكون أمناء لك ولشهادتك وللقضية. ما جمعه الله من قيم ومبادىء وتطلعات وأحلام وأهداف في لحظة 14 آذار، لن تبدده لا حكومة ولا من يحكمون".

وتابع: "كأن المسألة باتت مسألة مد يد وحوار؟ إن المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين. لقد كان رينيه معوض رجل اعتدال وحوار بامتياز، فما كانت النتيجة؟ لقد كان رفيق الحريري السباق الى مد يده مرات ومرات ومرات، فاغتالوه، تلك كانت النتيجة، لقد كان محمد شطح عنوانا للاعتدال والحوار واليد الممدودة، فانتهى به المطاف شهيدا إضافيا على لائحة شهدائنا. نعم وألف نعم ونعم للحوار، ولكن لا والف لا للاستدراج والتخدير وتمرير الوقت بحجة الحوار".

وقال: "ان مشكلتنا مع الحكومة الحالية تتعلق بوجود تناقض بنيوي بين مشروعين اجتمعا تحت سقفها: مشروع الدولة ومشروع الدويلة. واحد من ذهب والآخر من خشب. لقد عارضنا تشكيل حكومة تناقضات على هذا الشكل من الأساس، لأننا اردنا الا يختفي الذهب خلف الخشب فتضيع قيمته، بل ان يبقى الذهب ذهبا ويبان الخشب ويتأكد خشبا. إن الخلاف حول البيان الوزاري، ليس مسألة تشاطر لفظي او اختلاف في الصياغة الإنشائية، وإنما هو انعكاس طبيعي لهذا التناقض بين المشروعين. فالمشروع الذهبي يسعى الى إعادة القرار السياسي والعسكري الى الدولة بمفردها، اما المشروع الخشبي فيسعى الى انتزاع القرار السياسي والعسكري منها أكثر فأكثر".

أضاف: "إن تجارب اللبنانيين السابقة والحالية مع حزب الله وحلفائه تثبت أنهم لا يقيمون أي اعتبار للدولة اللبنانية ولمستقبل اللبنانيين وأمنهم، ولا حتى لالتزاماتهم وتعهداتهم بالذات. فهم يريدون الدولة مجرد دولة صورية مسخرة لخدمتهم، يسلبونها مواردها، يحتكرون قرارها السياسي والعسكري، ويجهزون يوميا على ما تبقى لها من هيبة. لقد أوصد حزب الله وحلفاؤه ابواب النقاش على البيان الوزاري، حتى قبل ان يبدأ النقاش اصلا، منذ اللحظة الأولى التي رفضوا فيها أي نقاش حول سلاحهم، ومنذ اللحظة الأولى التي نعوا فيها إعلان بعبدا. أما عن الحق في المقاومة، فنقول: باطلة كل مقاومة تكون خارج إطار الدولة وقرارها وسلاحها. إن ما يسعى اليه حزب الله هو ليس أن يكون جزءا من الدولة، وإنما أن تصبح الدولة برمتها جزءا منه، وهذا ما هو فاعله منذ سنوات طويلة وحتى الساعة، وهذا ما سنواجهه حتى قيام الساعة".

وتابع: "إن اختصار المشاكل الصعبة التي يعاني منها لبنان منذ زمن طويل، بموضوع التكفيريين الإرهابيين دون سواه، لا يعبر بدقة عن حقيقة الواقع اللبناني. صحيح ان موضوع الإرهابيين هو كابوس جثم على صدور اللبنانيين في الأشهر الماضية، ولكن اللبنانيين لم يكونوا في حلم وردي قبل ذلك: فمسلسل الاغتيالات، والفلتان الأمني، والسلاح غير الشرعي وما تأتى عن ذلك من شلل مؤسساتي وتورط في حروب خارجية، وجدت كلها قبل الأشهر الأخيرة في لبنان وعبدت الطريق، بشكل أو بآخر، أمام الإرهاب والإرهابيين. إن معالجة عوارض المرض من دون معالجة أسبابه الجوهرية تبقي الأوضاع المتأزمة على حالها. فأصل المرض يكمن في تدني مناعة لبنان بحكم وجود طرف يصادر بسلاح غير شرعي قرار السلم والحرب، ويستبيح سيادة الدولة ويضرب عرض الحائط بالدستور والقوانين والأعراف وإرادة اللبنانيين".

وأردف: "إن حزب الله لم يستشر اللبنانيين عندما تورط في سوريا، ولكن ارتكاباته تجعلهم يتحملون تبعات هذا التورط. لا يمكن لحزب الله أن يستمر بهذا التورط، ويطلب بعدها من اللبنانيين تكوين "صحوات" للدفاع عنه. لا يمكن لحزب الله أن يذهب الى مقاتلة السوريين، ثم يأتي الى اللبنانيين ويحاول إقناعهم بأن السوريين سيهاجمونهم بكافة الأحوال، بحجة وجود التكفيريين. إن الحركات التكفيرية موجودة في المنطقة والعالم منذ عشرات السنوات، ومع ذلك فإنها لم تنفذ عملية إنتحارية واحدة على الأراضي اللبنانية إلا بعد تورط حزب الله في سوريا. فكفى غشا".

وقال جعجع: "إن تورط حزب الله في سوريا، لم يستدرج التكفيريين الى لبنان فحسب، وإنما ساعد النظام السوري على تهجير مئات الآف السوريين الى لبنان ايضا، وهو ما ينذر بعواقب اجتماعية واقتصادية وديموغرافية وخيمة. فهل يعي حزب الله خطورة هذا التورط على وجود الكيان اللبناني بحد ذاته؟ أم ان ما كتب في ايران لا بد وان ينفذ بحذافيره ولو على حساب لبنان؟ إن حزب الله لا يقاتل تكفيريين في سوريا لأنهم تكفيريون، وإنما لأنهم ضد نظام بشار الأسد حصرا. ثم من قال بأن حزب الله يقاتل التكفيريين، وليس غالبية لا تكفيرية معتدلة من الشعب السوري، يمثلها الائتلاف الوطني السوري والجيش السوري الحر، حيث سبق لها ان عبرت في اكثر من مناسبة عن توقها لقيام دولة مدنية ديموقراطية في سوريا، وليس دولة الخلافة او ولاية الفقيه. وها هي هذه الغالبية تقاتل اليوم التكفيريين، ويسقط لها ضحايا بالآلاف في هذا القتال، بينما حزب الله يقاتلها على جبهات أخرى".

أضاف: "عام 2007، عندما وجد تكفيريو شاكر العبسي، هنا في لبنان، وليس في سوريا، وعندما ارادت حكومة 14 آذار التخلص منهم، وضع حزب الله الخطوط الحمر لحمايتهم لمجرد أنهم موالون لنظام الأسد. حزب الله يهلل للتكفيريين الفعليين عندما يكونون في خدمة الديكتاتوريين، ولكنه يكفر المعتدلين ويعاملهم كتكفيريين عندما يكونون ضد الديكتاتوريين وفي خدمة الديموقراطية وحق الشعوب في تقرير مصيرها. لقد ذهب حزب الله الى سوريا لمساندة نظام بشار الأسد وليس لمحاربة التكفيريين. وفي الوقت الذي اراد فيه حزب الله حماية التكفيريين الحقيقيين في الـ 2007، كان هو نفسه يعامل حكومة 14 آذار وجمهورها في 7 ايار 2008 معاملة التكفيريين. إذا كان ثمة من يواجه الإرهابيين في العمق اليوم، فهم ليسوا الديكتاتوريين والشموليين، وإنما من وقف بوجه الديكتاتوريين والإرهابيين منذ البداية".

وقال: "حتى اللحظة، يتعامل نظام بشار الأسد مع التكفيريين فوق الطاولة وتحتها، بينما المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة وأكثرية دول مجلس التعاون الخليجي تضعهم على لائحة الإرهاب. إن مشكلة حزب الله والنظام السوري ليست مع الفكر التكفيري في حد ذاته، وإنما مع كل فكر يعارض استراتيجية النظامين السوري والإيراني، حتى ولو كان فكرا معتدلا بامتياز كفكر رفيق الحريري أو سمير قصير أو بيار الجميل أو محمد شطح. أيها اللبنانيون، إذا كان التكفيريون الذين ظهروا على الساحة اللبنانية أخيرا قد أربكوها بجرائم وتفجيرات، فإن الدكتاتوريين وحلفاءهم الموجودين على الساحة اللبنانية منذ عشرات السنوات، عاثوا في الأمن والاقتصاد والمؤسسات والسياسة خرابا، وخلفوا عشرات عمليات الاغتيال ومحاولات الاغتيال والتفجير، واوصلوا لبنان الى الدرك الذي وصل اليه اخيرا. إن مكافحة التكفيريين من الجهة الأولى، تفترض أولا مكافحة الديكتاتوريين وحلفائهم الأخطر، في الجهة المقابلة".

أضاف: "إن التكفيريين الذين ظهروا اخيرا ليسوا سوى مفعول رجعي للدكتاتوريين الأساسيين الذين دمروا الأشرفية وقنات وبحمدون وزحلة وطرابلس وعين الرمانة، واغتالوا صحافيين وسياسيين، وأخفوا مدنيين وعسكريين، ولا يتورعون عن إبادة شعب بأكمله بالبراميل المتفجرة تارة، وبالأسلحة الكيميائية تارة اخرى، وبالعمليات العسكرية المختلفة مرات ومرات. الإرهابيون الأساسيون والأصيلون هم شبكة سماحة - المملوك، وهم الذين فبركوا شريط التكفيري الوهمي أبو عدس، وهم الذين وضعوا المداميك الأولى لتنظيم داعش، وهم الذين اضطهدوا مسيحيي لبنان ومسلميه على مدى 4 عقود، وما زالوا. الإرهابيون الأساسيون والأصيلون هم الذين رعوا لعشرات السنوات خلايا التكفيريين، وأمنوا لهم الملاذ الآمن، والطعام، والشراب، والتدريب، والتجهيز، وأرسلوهم لممارسة الإرهاب في أماكن بعيدة ليستعملونهم في ما بعد عملة مقايضة مع الغرب. إذا كان هذا هو البديل الموعود عن نموذج الإنتحاريين، فبئس النموذجين معا. إن بديلنا الوحيد عن كل النماذج التكفيرية مجتمعة، هو نموذج الحرية والديموقراطية والمواطنة والمساواة وحقوق الإنسان وقيام الدولة في لبنان، كما قيامها في سوريا".

وتابع: "لقد آثرت بعض قوى 14 آذار الدخول الى الحكومة من منطلق أن بقاء قوى 14 آذار خارج المراكز الرسمية الشرعية لا يخدم اهدافنا الوطنية، وهذا منطق سليم. إن تباين وجهات النظر داخل 14 آذار حول المشاركة في الحكومة، لا يتعلق بمسألة تبوء المراكز الرسمية، وإنما بمبدأ الدخول في شراكة سياسية مع "حزب الله" تغطي له ارتكاباته، فيما عمليات القتل مستمرة، وفيما هو يمعن بانتهاك سيادة الدولة، ويمتنع عن تسليم متهميه، وينغمس في تورطه داخل سوريا أكثر فأكثر، ويرفض في المقابل تقديم أي تنازلات، أو إعلان نوايا، ولو حتى لفظيا، مشرعا أبواب لبنان أكثر فأكثر أمام الإرهاب والإرهابيين. إن تحقيق أهداف ثورة الأرز يستوجب على فريقنا السيادي في 14 آذار السعي لتبوء كل المراكز الرسمية في الدولة بكل تصميم وجدية وشفافية، وفي طليعتها رئاسة الجمهورية التي هي رأس السلطة ورمز الدولة في لبنان، وذلك عبر ترشيح وايصال شخصية سيادية صلبة مناضلة من صفوفه الى سدة الرئاسة. إن مهمة 14 آذار الأساسية في الوقت الحاضر تكمن في بلوغها سدة الرئاسة، بغية تصحيح مسار الأحداث، وانتشال لبنان من واقعه المرير، وإقامة الدولة المنشودة".

وأردف: "إن مفهوم الرئيس القوي الذي يتم التداول به حاليا، والذي كنا نحن بالذات اول من طرحه في الساحة السياسية، يجري التلاعب به وتفريغه من محتواه. إن الرئيس القوي هو ليس الرئيس المستقوي. نعم، ليس الرئيس المستقوي بقوة غيره. الرئيس القوي، إنما هو القوي برأيه الحر وبثبات مواقفه، بقاعدته الشعبية العريضة، بحرصه على تفعيل عمل الإدارات ومحاربة الفساد، فعلا لا قولا، والقوي في إعادة ما للدولة للدولة، والقادر على فرض احترام الدستور وتطبيق القوانين، وليس تعليقها حتى انتهاء الصراع العربي الإسرائيلي. إن الرئيس القوي هو الذي تتكلم أفعاله عنه في كل لحظة، وليس من يتكلم هو عن أفعاله كل يوم. إن الرئيس القوي هو الذي يأتي به نضاله، ولا تأتي به الظروف أو التركيبات الخارجية. رب قائل: "ولكن انتخاب رئيس قوي ممكن أن يهدد الاستقرار في هذه المرحلة". والجواب هو أن الرئيس القوي هو الضمانة الوحيدة للاستقرار الفعلي والمستدام لأنه سيعكف منذ اللحظة الأولى لانتخابه على قيام دولة قوية. الرئيس القوي هو الوحيد القادر على رعاية الحلول الكبيرة والمستدامة، وليس مجرد إدارة الأزمة وإطالة أمدها".

وقال: "إن وجود عدد من المرشحين للرئاسة داخل 14 آذار، قد أوحى للبعض بطرح تساؤل فحواه: كيف ل14 آذار أن تنجح في الإتفاق على مرشح واحد، وسط هذه الزحمة من المرشحين؟ وسواء كان هذا التساؤل صادقا ومحقا ومشروعا أم لا، فإن ذلك لا يبرر أبدا أن نذهب إلى انتخاب مرشح من خارجها، وإنما يجب على هذا التنوع ان يشكل مناسبة تبرهن 14 آذار من خلالها ديموقراطيتها وموضوعيتها ورقيها وتماسكها وروحها الرياضية. من هو مرشح 14 آذار؟ الجواب سهل جدا: كل مرشحي 14 آذار هم مرشحونا جميعا، ومن الطبيعي أن يتقدم مرشح على آخر تبعا لحجم تمثيله وقدرته على مواجهة الواقع القائم، هذه هي الديمقراطية، وهذه هي الروح الموضوعية. وإذا لم تنجح قوى 14 آذار في هذا الامتحان داخل بيتها، فكيف ستنجح فيه على مستوى الوطن ككل؟ إن نجاح أي فرد من 14 آذار بالوصول الى موقع الرئاسة، هو انتصار لكل واحد منا، كما أن إخفاق 14 آذار في تحقيق ذلك، هو بدوره، إخفاق لكل واحد منا".

أضاف: "يا شابات وشبان ثورة الأرز، لا تلينوا ولا تقبلوا إلا برئيس للجمهورية قوي من صلب الحركة الاستقلالية وثورة الارز، ومن صلب 14 آذار، لا تتهاونوا، ولا ترضوا برئيس تسوية يريدونه ضعيفا طيعا، يساوم ولا يقاوم، يتراجع ولا يواجه، يكرس لبنان جمهورية ضعيفة مترهلة تفتقر لدولة فعلية. يا شابات وشبان ثورة الارز لا تترددوا، ولا تقبلوا الا برئيس من لبنان اولا، وللبنان اولا واخيرا".

وتابع: "رفيقاتي، رفاقي في ثورة الأرز، أيها اللبنانيون، أشعر بما تشعرون، عانينا من الحروب والاحتلالات وعدم الاستقرار على مدى عقود، تحملنا عبء الضائقة الاقتصادية، تحملنا الحكم السيء، وتحملنا تفاهة بعض السياسيين وسفاهة بعضهم الآخر ووقاحة البعض الأخير، ضقنا ذرعا بترهيب السلاح يذل الشعب ويأخذ البلاد رهينة، نحن اليوم ندرك أننا نعيش في دولة شبه فاشلة، تفتقر للشروط الأساسية الدنيا لدولة ذات سيادة، ولا تتحمل مسؤولياتها تجاه مواطنيها. نحن نعيش في دولة تعجز عن فرض سلطتها، وتعجز عن توفير الخدمات العامة، بينما ينخر سوس الفساد كل مؤسساتها. ننظر بقلق بالغ الى تزايد التوتر المذهبي. نتألم للجراح النازفة في طرابلس والضاحية وعرسال وبيروت وعكار والهرمل ومناطق أخرى من لبنان. نعيش في قلق دائم من التفجيرات والإغتيالات. نشاهد بأسى واسف وطنا ينهار أمام أعيننا، هذه المحنة المستمرة أنهكت البعض منا، فبدأت تظهر عليه علامات التعب والإحباط الى حد فقدان الثقة، وحتى فقدان الأمل بلبنان".

وأردف: "صحيح أن عذاباتنا لم تنته بعد، لكننا لن نتعب، لن نتراجع، لن نرتاح، لن نهرب، لن نترك الساحة، لن نترك 14 آذار لانها ذخيرة الاجيال والاجداد والشهداء، لن نقبل بالمساومة على مبدأ، ولن نتنازل عن حق مهما غلت التضحيات. لن نشعر بالملل، نشاهد التاريخ يصنع كل يوم. ندعم ثورات الشعوب وحقها في الحياة الديموقراطية لانها تشبهنا ولانها قضيتنا، قضية الانسان في كل زمان ومكان".

وختم: "لا مكان لليأس بيننا، فاليأس والمستحيل لا يشبهان الارز ولا يشبهان نضالاتنا بأي شيء على الاطلاق. نحن امام لحظة حاسمة، فإما ان ننجح وننتصر ويبدأ لبنان بالتعافي، أو نخفق فنذهب ويذهب لبنان ادراج الرياح. أما أنتم رفاقنا الشهداء، أخالكم اليوم سعداء مع بزوغ فجر العدالة، فالمحاكمات انطلقت، والحقيقة بدأت تنجلي، الحق سيعود، ولن يصح في نهاية المطاف إلا الصحيح. رفاقنا الشهداء لا تقلقوا، فثورة الأرز باقية، والقضية بألف خير، وشعب 14 آذار مؤمن، عنيد، صامد، مستمر، ثابت... وصاحب مبدأ حتى النصر".

تقرير
وعرض خلال الحفل تقرير مصور تضمن شهادات بالوزير الشهيد محمد شطح.
 

  • شارك الخبر