hit counter script

مقالات مختارة - عبد الوهاب بدرخان

باسيل "عروبي"... توافقي؟!

الأربعاء ١٥ آذار ٢٠١٤ - 06:43

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

النهار

في أول خروج له الى حقل عمله الجديد، طالب وزير الخارجية بـ "تحييد لبنان عن أزمة اوكرانيا". مفهوم طبعاً

ما الذي قصده لأن تلك الأزمة جذبت الانشغال الدولي، وقد تصبح بعد فترة مفتوحة على مساومات. لكن طرح الفكرة في باريس وعلى هامش مؤتمر خاص بلبنان أوحى بأن جبران باسيل يرى تطبيق "اعلان بعبدا" حيال اوكرانيا، لأن حلفاءه اللبنانيين جعلوا تطبيقه حيال سوريا وأزمتها متعذّراً جداً.
وفي الخروج الثاني، لتمثيل لبنان في مجلس وزراء الجامعة العربية في القاهرة، أثار الوزير جدلاً ملتبساً حول الصيغة التي طرحها عن "المقاومة"، فيما كان الخلاف على المسألة ناشباً داخل لجنة صياغة البيان الوزاري. ظاهرياً، هي صيغة بديهية ويفترض أن لا خلاف عليها، اذ تقول بـ"حق لبنان واللبنانيين في تحرير أو استرجاع مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من بلدة الغجر ومقاومة أي اعتداء أو احتلال اسرائيلي". فلا أحد ينكر "الحق" في تحرير أرض محتلة، أو في مقاومة اعتداء واحتلال اسرائيليين. لكن الجميع يعلم أن المسألة باتت خلافية، فعندما يقول الوزير "لبنان" هل يعني الدولة أم "حزب الله"؟ وعندما يقول "اللبنانيين" هل يعني فئة محددة أم الجيش والشعب، أم يقصد النظامين الايراني والسوري؟
ليس واضحاً ما يقصده باستثناء أنه احتاج الى "صيغة" لتمرير المناسبة وتسهيل الأمور. لكنه يعرف، وحليفه "حزب الله" يعرف، أن الاستخدامات المنحرفة لـ"المقاومة" هي التي صيّرتها اليوم خطراً على لبنان لم نرَ منه حتى الآن سوى الجانب الأهون، رغم أنه مضى بعيداً في تهميش الدولة والاساءة الى التعايش وافتعال مشكلة تاريخية مع شعب سوريا. وهذا الخطر الذي تشكّله "المقاومة" على لبنان بات ينافس خطرها على اسرائيل، الذي لا ينفك يضمحلّ.
في أي حال لن تكون صيغة البيان الوزاري أقل عمومية أو غموضاً، فالغموض يريح الجميع، لأن الأولوية لتمرير المرحلة لا لتصويب الأوضاع. لكن أصبح مفهوماً لدى اللبنانيين أن "حزب الله" رفض مبدأ "المقاومة في اطار الدولة" وقد يوافق على ذكر "اعلان بعبدا" المعروف أنه لم/ ولن يلتزمه، أما "صيغة باسيل" فقد تكون مناسبة مع بعض التنقيح. وفي النهاية يكون الجدل منذ نحو شهر على مسألة لغوية لا سياسية.
في باريس كما في القاهرة وكذلك في تصريحاته في بيروت، بدا باسيل وكأنه يتغيّر ليلبس لبوس الدور الجديد، اذ أخذ جرعة "عروبية"، وحتى كلامه عن النزوح السوري صار أقل "عنصرية". هذه ملاحظة الذين "عرفوه قبل والتقوه بعد"، وهم يضيفون أن "الصهر" يتبدّل لأن عمه "الجنرال" يتبدّل لزوم المرحلة المقبلة والاستحقاق الرئاسي، لكن كل شيء يبقى تحت رقابة الحليف - "حزب الله".
 

  • شارك الخبر