hit counter script
شريط الأحداث

- نادر حجاز

خليل داوود يروي لـ "ليبانون فايلز" قصّة "ليبان بوست": اصبحت رمز لبنان الذي نطمح إليه وبوابةً للإصلاح

الإثنين ١٥ آذار ٢٠١٤ - 06:43

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

سنواتها الـ 15 كانت كفيلة بأن تغيّر نمط حياة اعتاد عليه اللبنانيون طويلا، وأن تتحول الى سند اساس للمواطن اللبناني، تحمل عنه عبئا ليس بقليل في رحلة يومياته الشاقة وهموم المعيشة التي يرزح تحتها.
عرفت شركة "ليبان بوست" ان المهمات الأصعب قد يكون أسهل عليها ان تتحمل وزرها وان يتنازل عنها المواطن لصالحها، فكانت التجربة البريدية الفريدة والتي لم تنحصر فقط بخدمة البريد لتطاول الكثير من الخدمات الاخرى، والتي وفرت على اللبناني الكثير من عناء انجاز معاملاته لا سيما تلك الرسمية والتي لا طالما عانى منها ومن طوابير الانتظار امام شبابيك التذاكر والنفوس والسجل العدلي وجواز السفر وسواها.
الا ان كثراً لا يعرفون "ليبان بوست" ومحطات مسيرتها الشاقة في عالم الخدمات البريدية، في بلد فقد الكثير من معالمه بعد الحرب الاهلية، وأضاع الكثير من عناوينه.
زار موقع "ليبانون فايلز" المركز الرئيس لـ "ليبان بوست" على طريق المطار، والتقى رئيس مجلس ادارة الشركة خليل داوود الذي اعتبر ان ادارة الشركة الناجحة يمكن ان تنطبق على ادارة الدولة ككل، لافتا الى انه لا يمكن الاستمرار في الكذب على المواطن وان المشكلة تكمن في غياب المصداقية على كل الأصعدة في البلد.
وردا على سؤال عن سرّ النهضة التي حققتها "ليبان بوست" بعدما كانت وصلت الى مرحلة الافلاس، قال وفي لهجة "شعبية" بسيطة: "تعهداتي كانت بسيطة "ما بزعبر، ما بغشّ، ما بدفع" وكل ما تقوم به الشركة ضمن القانون والاخلاق والمعنويات"، مضيفا "عرفت اننا لن نكون المؤسسة الافضل من ناحية الرواتب والايرادات ولذلك بنيت العلاقة بين الشركة وموظفيها على قاعدة الالتزام تجاههم. وأوليت الاهمية القصوى لموظفي الشركة قبل غيرهم من خلال تحفيزهم وتشجيعهم للتقدم والتطور داخل الشركة ولذلك فان معظم موظفي "ليبان بوست" مستقرون في وظائفهم وفي عامها الـ 15 تفاجأت ان اكثر من 12 في المئة من موظفيها عمرهم من عمرها".
وأكد ان "هذه الاسس غير قابلة للمساومة وتنطبق على كل عملنا وعلى علاقتنا مع كل الادارات والمؤسسات العامة والخاصة التي نتعامل معها".

من رموز لبنان
ورأى داوود ان "هذه المؤسسة اصبحت رمزاً للبنان الذي نطمح إليه، فهي تضم اليوم 1000 موظف من مختلف الفئات والمستويات اللبنانية، والذين يتعايشون تحت سقف المؤسسة وبالتالي تحت سقف القانون بعيدا عن الغش والفساد. وربما ما نجحت به "ليبان بوست" قابل للتطبيق ايضا في ادارة هذا البلد، ولذلك فانها اصبحت الى جانب العديد من المؤسسات رمزاً من رموز لبنان".
وعن مدى قدرة هذه المؤسسات على الصمود في وجه كل ما يمر به لبنان، يقول: "على قدر ما تريد ان تبقى في لبنان، ونحن باقون ولن نترك هذا البلد. وأتمنى على الشباب اللبناني الذين يضطرون في فترة معينة الى العمل في الخارج لكسب خبرتهم في مجالات العمل ان يعودوا الى لبنان لاننا بحاجة الى طاقتهم وخبراتهم".
وعن الخدمات التي تقدمها "ليبان بوست" قال: "العمود الفقري للمؤسسة هو البريد ولكن لا يمكن ان تكون الخدمات البريدية هي مصدر الايرادات الوحيد للشركة ولذلك اتجهنا من خدمة واحدة الى الكثير من الخدمات. ونحن نؤمن ان الخدمات قابلة دائما للتطور نحو الأفضل، خصوصا أنّ عملنا لا يقوم على انتاج سلعة معينة انما يقوم على العنصر البشري".
وتابع "لا نقارن مؤسستنا بالماضي الذي يشكل طبعا ركيزة اساسية للتقدم الا ان المستقبل هو الاهم، ولذلك فإننا نقارن عملنا بأفضل مَن قدّم خدمة معينة في العالم في محاولة منا للوصول نحو الأفضل وتقديم الخدمة بالطريقة الفضلى. ونؤمن ان لـ "ليبان بوست" قصة تريد ان ترويها رغم الفرق الشاسع بينها وبين الشركات العالمية التي تقدم الخدمات البريدية".
واعتبر اننا "لم نصل بعد الى المطلق الا اننا تجاوزنا نصف الطريق وهذا دليل على اننا نسير في الاتجاه الصحيح".
واوضح داوود انه "ليس هناك من دولة نموذجية في العالم، وحتى البريد الانكليزي الذي كان الافضل في العالم ها هو اليوم يعاني الكثير من العقبات والمشاكل. وكل المؤسسات البريدية تمرّ اليوم بمرحلة إعادة نظر بكيانها وهيكليتها ومستقبلها، وتبحث عن مداخيل اضافية الى جانب البريد تسمح لها بالاستمرار والبقاء، وفي هذا المجال كان لبنان متقدما على غيره من الدول".

بين الدولة والمواطن
واشار الى ان "ليبان بوست" اقتنعت ان البريد اصبح قائما على الاعمال اكثر منه على البريد الخاص. وهنا يروي داوود كيف قرّرت "ليبان بوست" ان تأخذ الحمل الثقيل عن المواطن اللبناني والمعاملات المزعجة بالنسبة اليه وهي تلك التي يريدها من الدولة والادارات العامة.
واعتبر ان اهميتها هي بإعطاء المواطن اللبناني فرصة انجاز معاملاته الرسمية قرب منزله، لا سيما وان العديد من الادارات العامة موجودة فقط في بيروت في ظل المركزية الادارية ما يستدعي توجه طالب المعاملة الى العاصمة لانجازها. الامر الذي يوفر على المواطن عناء الانتقال الى الادارة العامة وتوفير الوقت عليه اضافة الى التكلفة البسيطة. هذا اضافة الى المعلومات الدقيقة حول المستندات المطلوبة منه والمحفوظة بطريقة ممكننة ودقيقة، والتي غالبا ما كانت تعيق انجاز المعاملات الرسمية بسرعة.

كل أيام الأسبوع
ولفت الى ان "ليبان بوست عملت على خط الاصلاح الاداري داخل مؤسسات الدولة، بدءا من عامل الوقت في انجاز المعاملات وتجاوز الروتين الاداري غير المنتج. وربما تكون هذه المؤسسة من بين القلائل التي عملت على الاصلاح الاداري من خلال فصل صاحب الشأن عن منجز المعاملة، وبعض الادارات اعادت النظر بهيكليتها الادارية الداخلية بعد الدور الذي قمنا به واصبح تركيزها اكثر على رفع انتاجية موظفيها والتركيز على انجاز المعاملات وعدم هدر الوقت".
واشار الى ان "ليبان بوست" تطمح دائما للقرب اكثر من المواطنين ما دفعها الى افتتاح مراكز لها في المجمعات التجارية الكبرى والتي تفتح كل ايام الاسبوع وتقفل في ساعة متأخرة.

من البيب للبيت
وفي هذا الاطار كشف عن خدمة جديدة بدأت الشركة بتقديمها "من البيت الى البيت"، توفر على المواطن الوقت والجهد وتنجز معاملاته وتوصلها الى بيته ومكتبه من دون تكبد عناء الانتقال الى مراكز "ليبان بوست" وذلك بمجرد الاتصال على الرقم 1577 وطلب "خدمة المنازل".
وفي هذا الاطار كشف داوود عن ان الشركة تنجز سنوياً حوالى مليونين ونصف مليون معاملة.

خدمات مالية
واعلن داوود عن ان "ليبان بوست" "تقدم خدمات مالية بديهية كتحويل اموال الى الخارج، الا ان طموحنا تقديم خدمات اكبر من ذلك".
واوضح ان "نسبة المواطنين الذين يملكون حسابات مصرفية عالية، الا ان هناك عدداً لا يستهان به لا يملك حسابا او لا يشغّل حسابه ولا يستخدمه الا لسحب راتبه الشهري".
واشار داوود الى ان "موظف ليبان بوست أقرب الى المواطنين العاديين من موظف المصرف لا سيما تلك الفئات ذات المدخول المتوسط والمنخفض، بينما الفئات التي تقصد المصارف هي ذات الدخل المتوسط والمرتفع. الامر الذي يدفعنا الى التساؤل حول قدرتنا ان نستفيد من هذه الميزة لتقديم خدمات مالية لهذه الفئات التي تتعامل مع مراكزنا وهذا ما نقوم حاليا على دراسته".

قرار الصفدي
وردا على سؤال أكد ان إقرار وزير المالية السابق محمد الصفدي التصريح الالكتروني للمكلفين بالضريبة، سيؤثر سلبا على "ليبان بوست". واعتبر انه كان يمكن لوزارة المالية ان تنفذ قرارها على مرحلتين على أن تكون المرحلة الاولى اختيارية. ولم يستبعد ان تخسر "ليبان بوست" حوالى 500 الف معاملة نتيجة هذا القرار.
ونفى داوود ان تكون ملكية "ليبان بوست" انتقلت الى صندوق استثماري أطلقه مصرف استثماري يملكه بنك عودة وسرادار، وأكد ان ممولي الشركة هم مجموعة ميقاتي ومجموعة سرادار.
وختاما شدد داوود على قيمة العمل والوقت والانتاجية، قائلا "أؤمن بأن الحظ والجهد سيولّد ابداعا الا ان الجهد وحده كفيل بالنجاح ايضا".
 

  • شارك الخبر