hit counter script
شريط الأحداث

كلمة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان من قصر الاليزيه

الأربعاء ١٥ آذار ٢٠١٤ - 21:31

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

رحب رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بأهمية حصول تقدم أولي في موضوع الدعم الاقتصادي للبنان، تمثل بصورة رئيسية بإنشاء الصندوق الائتماني الخاص بلبنان، بعدما بادرت النروج الى فتح باب الاكتتاب فيه.

وقال:"نتطلع إلى تجاوب الدول الصديقة والقادرة مع الدعوة إلى الاكتتاب في الصندوق الائتماني في أقرب الآجال، وذلك بموازاة استمرار قنوات الدعم المتعددة الأخرى التي يمكن اعتمادها في مجال التعاون الاقتصادي الثنائي".

واعرب الرئيس سليمان عن سروره "لأن يكون الجيش اللبناني يحظى بهذا القدر من الثقة على الصعيدين الداخلي والخارجي، وهو قد أثبت أنه رمز للوحدة الوطنية وضامن للسلم الأهلي وللديموقراطية ومستمر في عزمه على مواجهة التعديات الأمنية وضبط فوضى السلاح المستشري ومحاربة الإرهاب، والعمل مع قوات "اليونيفيل" لتنفيذ كل مندرجات القرار 1701"، آملا في ان "يتم دعم الجيش بالمعدات اللازمة خصوصا بعد المبادرة الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز".

ولفت الى "ان ازمة اللاجئين السوريين في لبنان باتت تستدعي وعي المجتمع الدولي بصورة أفضل أن هذه المشكلة المتفاقمة باتت تشكل خطرا وجوديا يطاول الكيان اللبناني على أكثر من صعيد، وأن استدراك هذا الخطر يستوجب المزيد من الالتزام المالي وتقاسم الاعداد وامكان تأمين اماكن عامة لاستقبالهم داخل الاراضي السورية، والاسراع في ايجاد حل سياسي للازمة السورية".

في المقابل، حيا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند "جهود الرئيس سليمان في الاشهر الاخيرة، كما عمله الدؤوب منذ سنوات من اجل استقرار لبنان، ما انعكس على اكثر من صعيد ومنها اعلان بعبدا" الذي اشاد به الرئيس هولاند. واعتبر انه "اساسي"، كما حيا الحكومة الجديدة برئاسة تمام سلام، ولفت الى "ارادة لبنانية جامعة للحفاظ على الوطن من الازمة السورية".

وجدد الرئيس الفرنسي "دعم بلاده والمجتمع الدولي للبنان على الصعد السياسية والعسكرية والاقتصادية، اضافة الى المساعدة على تحمل اعباء اللاجئين السوريين"، كما اكد "دعم الجيش اللبناني والعمل على تأمين المعدات اللازمة له بمساعدة من المملكة العربية السعودية".

مواقف الرئيسان سليمان وهولاند اتت خلال مؤتمر صحافي مشترك عقداه في قصر الاليزيه لمناسبة انعقاد مؤتمر "مجموعة دعم لبنان"،الذي استضافته باريس بمشاركة ممثل الامين العام للامم المتحدة ووزراء خارجية الدول الخمس الكبرى اضافة الى السعودية، المانيا، ايطاليا، النروج، وامين عام جامعة الدول العربية، وممثلين عن الصندوق الدولي والبنك الدولي.

الوصول
وكان الرئيس سليمان وصل الى قصر الاليزيه عند الثانية عشرة والربع بتوقيت فرنسا (الواحدة والربع بتوقيت بيروت)، حيث حرص الرئيس هولاند على استقباله لدى نزوله من السيارة على عكس ما تدرج عليه العادة، ودخلا معا الى القصر وتبعهما الوفد اللبناني المرافق.

وبعدها، عقد لقاء موسع اعقبه انطلاق اعمال المؤتمر في القصر الرئاسي الفرنسي.

هولاند
ثم عقد مؤتمر صحافي مشترك، تحدث في بدايته الرئيس الفرنسي فأكد انه "من الطبيعي ان يكون لبنان محور اللقاء المنعقد في باريس" . وقال "ان هذا الحدث خاص بلبنان والمنطقة والمجتمع الدولية، اذ حضر مشكورا وزراء خارجية عشر دول وعدد من المجموعات المعنية، تحت رعاية الامين العام للامم المتحدة ممثلا بالسيد جيفري فيلتمان".

واكد "ان الدعم للبنان ليس معنويا فقط وليس سياسيا ايضا، وعلينا ان نقول ان لبنان الذي يواجه ازمة سوريا يمكنه تأمين استقراره السياسي والحفاظ على سيادته والتطور الاقتصادي".
اضاف الرئيس الفرنسي: "هناك اكثر من مليون سوري لجأوا الى لبنان، خمسون الف سوري يفدون الى لبنان شهربا، ومن الفخر للبنان قيامه بمثل هذه الخطوة واستقباله مثل هذا العدد لأنه يعكس كرمه، ولكنه يعكس مسؤولية كبيرة وعبئا ثقيلا، وعلى المجتمع الدولي ان يدعم لبنان، خصوصا بالنسبة الى تأمين حياة كريمة للاجئين على المستويات كافة: الطبابة والتعليم ومقومات الحياة اليومية".

وتابع: "حين نواجه مأساة مثل سوريا وفي ظل الظروف التي تجمع البلدين، هناك عواقب لا بد ان تظهر، خصوصا على الساحة اللبنانية، هناك قتلى وعمليات انتحارية واغتيالات، لذلك يجب الوقوف الى جانب لبنان".

وحيا الرئيس هولاند جهود الرئيس سليمان في الاشهر الاخيرة، كما عمله الدؤوب منذ سنوات من اجل استقرار لبنان، ما انعكس على اكثر من صعيد ومنها "اعلان بعبدا" الذي اشاد به الرئيس هولاند واعتبر انه اساسي، كما حيا الحكومة الجديدة برئاسة تمام سلام، ولفت الى ارادة لبنانية جامعة للحفاظ على الوطن من الازمة السورية.

وقال بوجوب "احترام الاستحقاقات الدستورية، فتمثل الحكومة امام مجلس النواب لنيل الثقة لممارسة عملها بشكل كامل، والتحضير للاستحقاق الرئاسي، وفي هذا الوقت على المجتمع الدولي التحرك للمساعدة وهذا ما حصل عبر اولويات ثلاث:
اولا عبر قضية اللاجئين، حيث يجب اراحة لبنان قدر الامكان من هذه الازمة.
الثاني عبر دعم الاقتصاد اللبناني، وسنأخذ الكثير من الامور في هذا المجال لمساعدة الاقتصاد اللبناني الذي وقف في وجه صعوبات كبيرة، والمحافظة عليه، والصندوق الذي انشىء هو لهذه الغاية.
الثالث ضمان امن لبنان والسماح للجيش اللبناني بالحصول على المعدات اللازمة الامر الذي تساهم به فرنسا مع السعودية".

وختم: "يجب ان يكون للبنانيين امل في ما تشهده باريس حاليا، امل برؤية المجتمع الدولي يتحرك لدعم سياسيا وامنيا. واجدد التحية مؤكدا ان هذا المؤتمر يهدف الى دفع امل السلام في المنطقة واوروبا."

سليمان
وتحدث الرئيس سليمان فقال:"السيد الرئيس، يتسم اجتماعنا اليوم على هذه الأرض الفرنسية الصديقة بعد أكثر من أربعة أشهر على انطلاق أعمال مجموعة الدعم الدولية للبنان في نيويورك أهمية خاصة ومتجددة، فهو ينعقد من جهة في وقت لا يزال محيطنا العربي يشهد تجاذبات قصوى في خضم بحثه عن خياراته السياسية الفضلى بصورة باتت تتهددها مخاطر التشرذم والتطرف والاستبداد والإرهاب.

وينعقد كذلك قبيل استحقاقات دستورية داخلية نحرص على احترامها انسجاما مع تراثنا الديموقراطي وصونا لمؤسساتنا الشرعية ولوحدتنا الوطنية وسلمنا الأهلي.
وهو اجتماع يؤكد في رمزيته ومقاصده وأبعاده ومستوى المشاركة فيه على مدى الاهتمام الذي يحظى به لبنان وحرص المجتمع الدولي على استقراره وعزته وتقدمه.

ولكن اسمحوا لي بداية، فخامة الرئيس، أن اتوجه اليكم والى فرنسا بالشكر على حرصكم على تنظيم هذا المؤتمر التقويمي والتضامني مع لبنان، في باريس بالذات، في لحظة حاسمة الى هذا الحد لمستقبل بلدنا.ويسرني كذلك ان اكرر لكم مدى تقديرنا والتزامنا العمل باستمرار من اجل تغليب القيم المشتركة التي نعتنقها، باسم الأواصر التاريخية المتعددة الابعاد التي تربط بين بلدينا.

السيد الرئيس،
إنها فعلا مناسبة كي نقوم معا مدى التقدم والنجاح في تنفيذ خلاصات مجموعة الدعم الدولية التي دعت الى دعم الاستقرار في لبنان وركائز اقتصاده وقدرات قواته المسلحة والجهد القائم لمواجهة مشكلة النازحين السوريين على أراضيه؛ وللبحث أيضا في أفضل السبل الكفيلة بمتابعة تنفيذ هذه الخلاصات.

لقد حصل تقدم أولي في موضوع الدعم الاقتصادي، تمثل بصورة رئيسية بإنشاء الصندوق الائتماني الخاص بلبنان، بعدما بادرت النروج بفتح باب الاكتتاب فيه، وهذا ما يعتبره العديد من الدول المانحة آلية مهمة لتمويل الأنشطة التي تم تحديدها في خريطة الطريق التي أعدتها الحكومة لمشاريع وبرامج ذات أولوية، استنادا الى الدراسة التي سبق أن اعدها البنك الدولي بالتعاون مع المفوضية العليا للاتحاد الأوروبي والهيئات الأممية المتخصصة والحكومة اللبنانية، علما بأننا عازمون من جهتنا على إنجاز التدابير الإدارية والقانونية اللازمة لتحديد أطر التعاون المشترك بين الدولة اللبنانية والبنك الدولي لإدارة أنشطة هذا الصندوق.

ونحن إذ نرحب بهذا التطور الإيجابي، فإننا نتطلع إلى تجاوب الدول الصديقة والقادرة مع الدعوة إلى الاكتتاب في الصندوق الائتماني في أقرب الآجال، وذلك بموازاة استمرار قنوات الدعم المتعددة الأخرى التي يمكن اعتمادها في مجال التعاون الاقتصادي الثنائي، وجميعنا نذكر هنا مؤتمرات باريس 1 و 2 و3 التي أرست ما بين 2001 و 2007 قواعد صلبة لمثل هذا الدعم.

ويهمني أن أشير في هذه المناسبة إلى أنه مع أملنا في أن يتم التوصل إلى حل سياسي سريع للأزمة القائمة في سوريا، فإننا نأمل في الوقت نفسه في أن لا يتضاءل مستوى الاهتمام والدعم الدولي للبنان بعد البدء في عملية إعادة إعمار هذه الدولة الجارة والشقيقة، لأن الانعكاسات السلبية للأزمة السورية على مجمل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في لبنان بعيدة المدى وستستوجب سنوات طويلة من المواكبة والمتابعة.

في المقابل حصل تقدم جوهري في مجال تنفيذ الخلاصات المتعلقة بدعم قدرات القوات المسلحة اللبنانية تمثل بعزم الحكومة الايطالية على تنظيم مؤتمر خاص لهذا الغرض، حيث يؤمل في أن يتمكن المشاركون من وضع إطار واضح وخطة متكاملة تعزز مجمل سبل دعم الجيش اللبناني على مختلف مستويات التجهيز والتدريب والإعداد. كما جاء قرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز تقديم مساعدة استثنائية للجيش اللبناني مقدارها ثلاثة مليارات دولار أميركي ليعزز فرص نجاح هذا المؤتمر.

إلى ذلك فإننا نعتبر أن الهبة السعودية المشكورة التي ستستخدم لشراء الأسلحة الجديدة والمناسبة للجيش اللبناني من الدولة الفرنسية، سيكون لها، إلى جانب نتائج مؤتمر روما، تأثير الرافعة لتزخيم برامج المساعدة الممكنة للبنان مع المزيد من الدول، إضافة الى برامج التعاون العسكري القائم مع العديد من الدول الصديقة الممثلة في هذا المؤتمر، وفي طليعتها الولايات المتحدة الأميركية.

ويسرني في هذا المجال أن يكون الجيش اللبناني يحظى بهذا القدر من الثقة على الصعيدين الداخلي والخارجي، وهو قد أثبت أنه رمز للوحدة الوطنية وضامن للسلم الأهلي وللديموقراطية ومستمر في عزمه على مواجهة التعديات الأمنية وضبط فوضى السلاح المستشري ومحاربة الإرهاب، والعمل مع قوات "اليونيفيل" لتنفيذ كل مندرجات القرار 1701.

وفي هذا المجال فإني آمل في أن تعطي خطة دعم الجيش مفاعيلها وأن تؤدي إلى اعتماد الاستراتيجية الوطنية للدفاع التي طرحتها على هيئة الحوار الوطني عام 2012 وتطبيقها، والتي تقضي بتنظيم دور الجيش وتسليحه حتى يتمكن من أن يتسلم وحده مسؤولية الدفاع عن لبنان.أما على صعيد دعم الجهد القائم لمواجهة مشكلة اللاجئين السوريين فقد تحققت نتائج أولية تمثلت بانعقاد مؤتمرين للدول المانحة في الكويت بهدف تقاسم الأعباء المالية مع مجمل دول الجوار المضيفة للاجئين. كما انعقد مؤتمر آخر في مستهل الاجتماع السنوي للمجلس التنفيذي للهيئة العليا للاجئين في جنيف أقر مبدأ تقاسم أعداد اللاجئين بين الدول القادرة، من منطلق المسؤولية الدولية المشتركة، ودعا الى تشجيع المساعي القائمة لإيجاد حل سياسي متوافق عليه يسمح بعودة اللاجئين إلى بلادهم بصورة كريمة وآمنة.

وبالرغم من ذلك فإن حجم الدعم الدولي للبنان في هذا المجال ما زال أدنى بكثير من حجم العبء الذي بات ينوء تحت كاهله ويتهدد أمنه واستقراره ومجمل أوضاعه الاقتصادية والاجتماعية. والحاجة قائمة تاليا كي يعي المجتمع الدولي بصورة أفضل أن مشكلة اللاجئين المتفاقمة باتت تشكل خطرا وجوديا يطاول الكيان اللبناني على أكثر من صعيد، وأن استدراك هذا الخطر يستوجب المزيد من الالتزام في المجالات الرئيسية الأتية:
1 - توفير دعم دولي مباشر، لميزانية الوزارات والإدارات الرسمية لمساعدتها في تحمل مجمل الأعباء المتزايدة المترتبة عليها، ولا سيما في مجال الاستشفاء والطبابة والتعليم والطاقة.

2 - تسديد كامل الالتزامات المالية التي تم التعهد بها في مؤتمري الكويت للدول المانحة.

3 - استمرار العمل على تطبيق مبدأ تقاسم الأعداد بصورة أشمل، من قبل عدد أكبر من الدول وبنسب أعلى، إذ أن عدد الدول التي وافقت على استقبال أعداد من اللاجئين ما زال في حدود العشرين، والنسب لا تراوح الـ 500 كحد أدنى والخمسة آلاف كحد أقصى، مقارنة ما يفوق مليون و 300 ألف لاجئ باتوا على الأراضي اللبنانية. ونحن نحيي هنا المبادرات الرائدة لألمانيا ولدول صديقة أخرى للمساعدة في هذا المجال.

4 - تخصيص جهد إضافي لتوسيع أطر إيواء المزيد من النازحين السوريين في مبانٍ عامة أو في مخيمات آمنة داخل الأراضي السورية بالذات، أو في مناطق آمنة على طول الحدود.

5 - تكثيف الجهود للتوصل إلى حل سياسي سريع للأزمة السورية يسمح بعودة اللاجئين إلى بلادهم بصورة آمنة وكريمة، خصوصا وأن استمرار الأزمة والمعارك في الجوار السوري ما زالت تتسبب وتتهدد بحصول تدفقات كارثية إضافية من اللاجئين.
أما في مجال دعم الاستقرار فقد شهد الوضع في لبنان في الواقع منذ إقرار خلاصات مجموعة الدعم الدولية في نيويورك انتكاسات جدية على الصعيد الأمني جراء ارتفاع حدة التوتر السياسي والمذهبي، والانخراط المتدرج لبعض الأطراف في الصراع المسلح الدائر في سوريا، وتزايد المخاطر الإرهابية التي تمثلت في سلسلة التفجيرات المتنقلة التي طاولت المدنيين ودور العبادة والسفارة الإيرانية وشخصيات أمنية وسياسية كان آخرها الوزير السابق الشهيد محمد شطح، وارتفاع وتيرة التهديدات والاعتداءات والخروقات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية وانتهاك حرمة الأراضي اللبنانية وازدياد عمليات القصف على طول الحدود الشرقية للبنان.

أما وقد نجحنا بعد أشهر من التعثر في تغليب منطق الحكمة والحوار وفي تشكيل حكومة وحدة وطنية يعول عليها للتخفيف من حدة التشنج وتعزيز مناخ التهدئة وفرص الاستقرار، فإننا نتطلع إلى مزيد من المبادرات الدولية، وخصوصا من قبل مجموعتكم، للدفع في سبيل تحقيق تقدم جوهري في المجالات الأشمل التالية :

1 - تشجيع الدول والأطراف الإقليمية المتنازعة على مساحة العالم العربي للتواصل والتفاوض من أجل إيجاد حلول سياسية متوافق عليها للخلافات التي ما زالت تضعها في مواجهة بعضها البعض.

2 - تشجيع الأطراف الداخليين والدول المؤثرة على الساحة اللبنانية لتحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية، من طريق الالتزام قولا وفعلا بإعلان بعبدا، ومتابعة السعي لتنفيذ خلاصات مجموعتكم الداعمة لهذا التحييد والتي تبناها مجلس الأمن الدولي، كما والاستمرار في تطبيق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

3 -السعي لتغليب منطق الاعتدال والديموقراطية الحقة الضامنة للحريات في الشرق الأوسط، في وجه التيارات المتطرفة الرافضة للرأي الآخر.

4 - الاستمرار في العمل الجاد والحثيث من أجل إيجاد حل عادل وشامل لجميع أوجه الصراع العربي-الإسرائيلي، بما في ذلك مشكلة اللاجئين الفلسطينيين، على قاعدة قرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية للسلام التي تضمن عدم توطين اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية التي لا تسمح لها أوضاعها الخاصة بمثل هذا التوطين، ومنها لبنان.

السيد الرئيس، من هذه المنطلقات الإيجابية الهادفة على المستويات الداخلية والإقليمية والدولية يمكننا النظر بمزيد من الأمل إلى مستقبل أكثر أمنا واستقرارا، لا بل وازدهارا للبنان، بتضامن اللبنانيين ووعيهم وبدعم المجتمع الدولي على ما يرمز إليه هذا المؤتمر الجامع ويدعو إليه.

فيلتمان
ثم تحدث ممثل الامين العام للامم المتحدة جيفري فيلتمان فشكر باسم الامين العام بان كي مون الرئيس هولاند على استضافته هذا المؤتمر، في حضور الرئيس سليمان وممثلي بقية الدول.

وقال:"نحن مسرورون لمشاركة دول اخرى لمساندة لبنان ودعمه، وكان مجلس الامن شدد على اهمية ان يحظى لبنان بدعم دولي في ظل التحديات التي تواجه استقراره وسيادته.

اضاف:"ان لبنان البلد الاصغر مساحة بين الدول المجاورة لسوريا، هو الاكثر تأثرا بالازمة السورية، ونحن ندين للبنان بتأمين الدعم وقد اكتسب هذا المؤتمر تجديد التأكيد للدعم الدولي من فرنسا بالذات التي تربطها بلبنان علاقات تاريخية.
وجدد التأكيد على انه يمكن للبنان والمجموعة المساندة له الاعتماد على دعم الامين العام للامم المتحدة والمجتمع الدولي".

غداء عمل
بعدها، دعا الرئيس الفرنسي الرئيس سليمان والوفد اللبناني ووزراء خارجية الدول المشاركة في المؤتمر الى غداء عمل استكملوا في خلاله المباحثات.

واجمع الوزراء خلال الغداء على الدعم السياسي لبلادهم ووقوفهم مع لبنان في هذا الوقت بالذات، ومساندته سياسيا واقتصاديا، كما شددوا على اهمية مؤتمر روما الذي سيعقد الشهر المقبل لدعم الجيش اللبناني، وخصصوا حيزا من كلامهم للتأكيد على اهمية معالجة موضوع اللاجئين السوريين وتأثيرهم على المجتمعات التي تحتضنهم حاليا في الدول المجاورة لسوريا، ومنها لبنان.

وحيا الوزراء موقف الرئيس سليمان الهادف الى التقيد بالاستحقاقات الدستورية وعمل المؤسسات، واشادوا بالجهود التي بذلها من اجل انشاء "مجموعة الدعم للبنان" واصراره على متابعة عمل هذه المجموعة لتقوم بدورها.

ونوهوا بـ"اعلان بعبدا" والقرار 1701 معتبرين انهما ركيزتان اساسيتان، وتمنوا ان تتم الاستحقاقات الدستورية في موعدها لجهة الانتخابات الرئاسية والنيابية.

سليمان
وفي ختام المناقشات، شكر الرئيس سليمان المشاركين في المؤتمر، "الذين عبروا عن التزامهم والمجتمع الدولي بلبنان وبدعمه والمتجسد بالاصرار على الحفاظ على استقرار هذا البلد ومساندته اقتصاديا ودعم جيشه ومساعدته في قضية اللاجئين السوريين الى اراضيه".

واعتبر "ان الموقف العالمي الموحد الذي يقف خلف لبنان يجب ان يحث الاطراف الداخلية والاقليمية على تحييد لبنان عن الآثار السلبية للازمات الاقليمية والضلوع اكثر في ايجاد الحلول السلمية للصراعات".

وجدد شكر فرنسا على "مبادرتها تنظيم هذا المؤتمر وتأمين عوامل نجاحه"، آملا في "ان يتجدد اللقاء في روما بهدف تدعيم امكانات الجيش اللبناني، وعقد لقاءات اخرى لتعميق البحث عن سبل وافكار كفيلة بايجاد حلول ناجعة لقضية اللاجئين السوريين".

صورة تذكارية
بعدها، تم اخذ الصورة التذكارية الجامعة، واجرى الرئيس سليمان سلسلة محادثات جانبية مع المشاركين قبل ان يودعه الرئيس الفرنسي على درج قصر الاليزيه.

كيري
واستقبل الرئيس سليمان في مقر اقامته وزير الخارجية الاميركي جون كيري، وتناول البحث العلاقات الثنائية القائمة بين البلدين، واستمرار الولايات المتحدة بتقديم المساعدة للجيش اللبناني، اضافة الى عملية السلام في الشرق الاوسط، حيث شدد الرئيس سليمان على اهمية الاستناد الى المبادرة العربية للسلام التي تنص على عدم توطين الفلسطينيين.

وقد نقل الوزير كيري تحيات الرئيس الاميركي باراك اوباما الى الرئيس سليمان وتقديره العميق للجهود التي يبذلها في سبيل الحفاظ على الوحدة والاستقرار، وكذلك الجهود لتشكيل الحكومة اللبنانية.

وزيرة خارجية ايطاليا
وكان رئيس الجمهورية استقبل في مقر اقامته، وزيرة الخارجية الايطالية فيديريكا موغيريني التي وضعته في اجواء التحضيرات الجارية لانعقاد المؤتمر التقني في روما لدعم الجيش اللبناني، تحضيرا للمؤتمر الذي ينعقد مطلع الصيف على غرار مؤتمر باريس.

واكدت موغيريني دعم بلادها الدائم للبنان في شتى المجالات وعلى كافة المستويات. وشكر الرئيس سليمان لايطاليا مساعدتها الدائمة للبنان ومساهمتها الفاعلة في "اليونيفيل"، مشددا على "عمق العلاقة القائمة بين البلدين".
 

  • شارك الخبر