hit counter script
شريط الأحداث

مقالات مختارة - نبيل بومنصف

اربطوا الأحزمة جيداً!

الأربعاء ١٥ آذار ٢٠١٤ - 06:59

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

النهار

ماذا تراه يكون التشخيص العلمي الدقيق لمشهد سياسي التهب على سجال أقام الدنيا ولم يقعدها بعد اذا ثبت انه كان بفعل اشبه بحادث مروري "غير مقصود"؟

حتماً لم يبق لوح زجاج لم يكسر في العلاقة بين الرئيس سليمان و"حزب الله" في السنتين الاخيرتين. ولكن ذلك لا يسقط فعلا ان كلا منهما لم يكن يهرول الى تفجير جولة احتدام كلامي لا مصلحة حيوية لكل منهما فيها. لعل الامر الوحيد الذي يعتد به في خلاصات هذه الجولة هي الدلالة التي يكتسبها خروج الحزب عن طوره في ما كان يمكنه ان يمرره بلا ضوضاء.
واقع الحال اننا فعلا امام واقع ملتهب ليس سجاليا فحسب، بل ارتدادياً وعدوانياً وشرساً ينذر بانهيار ما سمّي "التوافقية" التي قامت مع تسوية الدوحة وتتأهب الآن للمغادرة مع الاشهر الاخيرة من ولاية رمزها. وعلى وقع هذا الانهيار اياه ستحتدم حمى السباق الى الرئاسة التي تقف امام غموض غير مسبوق حتى لو امكن غداً اجتراح تلك المعجزة بوضع بيان وزاري لحكومة "ربط النزاع" بين فريقي 14 آذار و8 آذار.
"التوافقيون" او "الوسطيون" الذين تمكنوا في عهد الرئيس سليمان ان يفرضوا انفسهم كفة مرجحة إلزامية في حقبات مختلفة يواجهون في الاشهر الاخيرة من العهد محنة الاندثار ليس من مواقعهم بل من تأثيرهم. هذا الذي حصل اخيرا لن يبقي للوسطيين مطارح حاسمة خصوصا اذا هدد السباق الى الرئاسة بمعادلات الفيتوات القاطعة بين الفريقين العريضين بما يشي بانعدام الرهان على كلمة سر دولية - اقليمية هذه المرة. كيف لتيار المستقبل مثلا ان يصوّت للعماد ميشال عون الذي يخرج من دارته السفير السوري مبتهجا بايمان الجنرال بنجاح النظام السوري وصموده؟ وكيف لقوى 8 آذار ان تصوّت للدكتور سمير جعجع الذي ناهض حليفه الاكبر لارتضائه الجلوس وراء طاولة ربط نزاع مع "حزب الله"؟ واي وسطي سيتمكن من اقامة مساحة وسطية اذا انتفت في صراع آخذ بالتصاعد اي فرصة لمرشحين لا تنسجم مواصفاتهم مع قواعد صراعية؟
كأننا نعيش الآن بداية صناعة كل فريق لقواعد المعركة من حساباته وارتباطاته الخارجية لا اكثر ولا اقل. بكّر "حزب الله" على غير عادته في الرمي الاستباقي على الرئيس الحالي لا لتصفية حساب قديم معه وحسب، مع ان هذا الامر ليس عابرا، بل لوضع الآخرين حلفاء وخصوما في "اجوائه" الرئاسية الاولى. وسيكون للآخرين ما يماثل من فرص كثيرة آتية لملء المهلة الدستورية بفائض المناورات السياسية وتصفيات الحسابات المعتقة. فاربطوا الاحزمة جيداً.
 

  • شارك الخبر