hit counter script

مقالات مختارة - باسكال بطرس

فانات الضاحية: «الرجاء فتح الجاكيت قبل الصعود»

الأربعاء ١٥ شباط ٢٠١٤ - 06:33

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الجمهورية

«وكأنّنا في العراق أو سوريا! الوضع لم يعد يُحتمل»، تقول ندى ع. التي تقطن الشويفات. وبحزن وقلق واضحين تُضيف: «دخلنا دوّامة خطيرة لا أحد يعلم إلى أين ستؤول بنا، فكلّ الاحتمالات أصبحت واردة، وبات واضحاً أنّ الانتحاريّين يوسّعون نطاق استهدافاتهم، والآتي أعظم».

يبدو أنّ الخلايا الانتحارية بدأت تلجأ الى أسلوب إجرامي جديد سُجِّل الاثنين الماضي عبر تفجيرِ انتحاريٍّ نفسه في "فانٍ" للركاب في الشويفات، الأمر الذي بات ينذر بـ"عرقنة" حقيقية تكاد تصبح معها وتيرة التفجيرات شبه يومية، مستبيحةً المناطق اللبنانية كافة وبأساليب جديدة ومفاجئة.

الإحتياط واجب، من هنا عمد بعض مالكي الفانات خصوصاً الذين يتوجّهون نحو الضاحية، الى وضع شعار على الباص "الرجاء من الركاب الكرام فتح الجاكيت قبل الصعود".

من الشويفات الى الطيونة وصولاً الى الدورة، التقت "الجمهورية" زملاءَ صاحب الفان المستهدَف حسين مشيك في المصلحة، الذين لم يخفوا قلقهم ومخاوفهم من الوضع "الزفت"، حسبما وصفوه.

فأكد ابراهيم ك. لـ "الجمهورية" أنّه "على رغم خطورة التطورات المستجدّة، إلّا أنّنا لا يمكن أن نترك عملنا ونختبئ في منازلنا، "بدنا نعيش". ما يمكننا فعله هو أن نبقى متيقّظين ومتنبّهين الى كلّ مَن يدخل الفان والباقي على الله". في حين اعتبر هادي ش. أنّ "أحداً لا يموت قبل أن تأتي ساعته، لذلك فالأمر ليس بأيدينا والاتكال على الله وحده".

من جهته، يقول أبو جورج: إنّ "الناس تزاول أعمالها وتنقلاتها والأمور عادت الى طبيعتها فالحياة تستمرّ، شو فينا نعمل؟"، مضيفاً: "لكننا نتوخّى الحذر قدر الإمكان وكلّ من نجد شكله غريباً وغير طبيعي، لا نسمح له بالصعود الى الفان. فالاحتياط واجب".

وفي جولة على أصحاب المحال التجارية ضمن نطاق التفجير الانتحاري في الشويفات، رووا لـ"الجمهورية" مشاهداتهم الأولى لحظة وقوع الانفجار وآراءهم في ما يجري. فقال محمد ر.: "صحيحٌ أنّ حصيلة الضحايا لم تكن "حرزانة" هذه المرّة على غرار سواها من التفجيرات، إلّا أنّ الأسلوب المُعتمد يُضاعف شعورنا بالرعب. فلم يعد للأمان مكان. وما حدا فوق راسو خيمة".

وأفاد شهود العيان لـ"الجمهورية" أنّ "الباص المستهدف ينقل الركاب بين منطقة خلدة ومستديرة مار مخايل في الضاحية الجنوبية وصولاً الى مستديرة المشرفية، انتهاء بمستديرة السفارة الكويتية. لكن لم يُعرف ما إذا كان الانتحاري ينوي تفجير نفسه في الباص الصغير عند بلوغه أحد أحياء الضاحية، فاستبق الأمر في منطقة الشويفات لسبب ما".

وتخبر الحجّة حنان ح. أنّها كانت في منزلها على بُعد أمتار من مكان الانفجار، لافتة إلى أنّ "صوت الانفجار لم يكن قوياً... "أنْجَأ سمعناه". ولكن الفوضى التي تسبّب بها في الشارع أثارت ذعرنا قبل أن ندرك حقيقة ما حصل".

ويعتبر طلال م. "أنّ حياتنا ستبقى في خطر طالما أنّ الفكر التكفيري قد بدأ توسيع دائرة التفجيرات"، مشدداً على "ضرورة أخذ الحيطة والحذر من اليوم وصاعداً، خصوصاً بعدما استهدف الإرهاب هذه المدينة التي تمثّل العيش المشترك، فهي تضمّ كل الطوائف والمذاهب".

وكانت الأجهزة الأمنية قد واصلت تحقيقاتها في ساحة التفجير صباح أمس، بإشراف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر الذي أمر بفتح الطريق بعدما رفعت كل الادلة من مكان الجريمة. كذلك، استمعت الى افادات عدد من الاشخاص لمعرفة دورهم في التفجير، فضلاً عن تحليل كاميرات المراقبة توصلاً الى كشف هوية الانتحاري والجهة المحرّضة.

اذاً، لم يعد بإمكان اللبناني عموماً وابن الضاحية خصوصاً، أن يستقلّ الفان من دون الشعور بالخطر، خصوصاً أنّ كلّ التدابير الامنية المتخذة لم تحدّ من نشاط الإنتحاريين، ما يدفع الجهات الامنية الى البحث عن علاج جديد لاستئصال هذا المرض الذي يضرب الجسم اللبناني.

  • شارك الخبر