hit counter script
شريط الأحداث

- المحامي لوسيان عون

ديمقراطيّة التوافق على الحصص والمغانم

الإثنين ١٥ كانون الثاني ٢٠١٤ - 06:50

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ما نشهده اليوم وما يتلفظ به بعض حكّامنا ومسؤولينا الاكارم هو أبشع ممارسات في ظلّ النظام الديمقراطي، وكأنّ وطننا تحوّل "بنظرهم" الى مزرعة يعيش فيها قطعان تحتسب بالجملة والمفرق، تفرز فتقسّم في ما بينها لتعود حصصاً بين هذا وذاك، "بالقطعة" أم بالـ "بلوك".
ألفاظ، و "يا محلا" الالفاظ النابية، عندما تسمع مسؤولاً يتفوّه بعبارة "عندي" قاصداً بذلك شريحة من المواطنين، أم يقول "حصتي" كذا وكذا من الوزارة، أم بقوله "يعطوني كذا" تأعطيهم "هلقد من الحصص"...
مقايضات وصفقات، بعض الاحيان يقول : "بيطلعلي هلقد" أم عندما يقول البعض : "ناسي" ( قاصداً مؤيّديه – أي من كلمة الناس) بينما كان ميزان القوى يتمثل من قبل بحجم الكتل النيابية قبل أن يصبح الشعب مكوّناً من ضحايا يتم "جلبهم" بالترهيب أم الترغيب يوم الانتخاب للبصم على إيصال جلاديه الى منبر العظمة والاستئثار قبل أن يقتادوه الى جهنّم فيجلد ويقطع أوصالاً ويموت جوعاً وعطشاً.
من الحرف الفينيقي الذي انطلق من شواطئنا من آلآف السنين الى حروف الهجاء والشتائم وعبارات التسلط وتحويل الشعب الى عبيد ينقسمون الى فئات طائفية ومذهبية ومناطقية، وصولاً الى حكم قادة المحاور في آخر هذا الزمن الرديء. أرقام بالملايين يصرفها الاقطاعيّون ورؤساء الميليشيات في أسواق السلاح وتجارتها، يسترسلون في الهجاء والشتيمة قبل أن يجدوا أنفسهم مضطرّين لأن يتوافقوا في ما بينهم على أكل الجبنة وتقاسمها. إنّها مهزلة العصر الحديث المسمّاة "ديمقراطية توافقيّة" وتحوّلت الى "ديمقراطية التوافق على المغانم والحصص وتوزيع أموال العبيد" على بعضهم البعض بما يناسب استمرارهم في النهب.
محصلة بائسة ومبكية لما وصلنا اليه في آخر الزمن الرديء، وكلّ منهم يتمترس وراء حاشيته وفي منطقته. يسهر على تشغيل شاشته التي تبثّ السموم الحاقدة وتعمل جاهدة على غسل أكبر قدر من عقول الفقراء والمساكين الذين لم يتعلموا يوماً دروس الديمقراطيّة الحقّة والحريّة والتحرّر من العبودية، فكان نصيبهم تزويدهم بـ "طعم" من نوع آخر كما يجري في طرابلس، سلاحاً رخيصاً يجعل من الانسان أرخص وأرخص، فيحوّل مدينة الى جحيم، واقتصاداً الى مأساة اجتماعية.
بئس هذه الديمقراطية التي يسعون اليها، وبئس الخدعة التي يمارسونها بحق شعب سلبوا أكثريته وعيه، ليحوّلوه الى سلعة وخدم لمشروعهم الطائفي الحاقد الذي لم يجن يوماً إلا الخراب والدمار.
عندما نسأل أنفسنا من حَكَم لبنان من العام 1975 وحتى العام 2014 يصلنا جواب يحمل ماساة بحجم سخرية القدر. ومع ذلك، نصفق لمن لا يزال يتكلم بمنطق التابع والمتبوع، المستعبد (بكسر الباء) وعبده، المتسلط والمتسلط عليه، الاقطاعي وخدّامه، الثري والفقير من حاشيته.
مزارع يملكها مزارعون أفشلوا يوماً الحوار في ما بينهم بعدما تقاتلوا على غلة الحصاد. أما الشعب فبات خصمه الوحيد الثورة التي أخافوه منها لأنّها الخلاص...
ليقرأوا ما حصل في فرنسا العام 1789، وأسبابه، وليستعيدوا ما قالته الملكة أنطوانيت قبل أيّام من ذاك التاريخ علّه يحرّك ذرّة ضمير لديهم أم نفحة خجل إن لم تكونا قد دفنتا تحت أثقال ثرواتهم التي جنوها من الاموال العامة والصفقات.
 

  • شارك الخبر