hit counter script

مقالات مختارة - رولا إبراهيم

العونيون: لا حكومة في الأفق إلا إذا...

الأربعاء ١٥ كانون الثاني ٢٠١٤ - 06:40

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الاخبار

لا يمكن الشائعات الحكومية أن تخدع التيار الوطني الحر؛ فلا الأجواء الإيجابية التي يسربها تيار المستقبل بشأن حكومة الوحدة الوطنية صحيحة برأيه، ولا مناورات رئيس الهيئة التنفيذية في حزب القوات اللبنانية سمير جعجع المتقلبة بين ليلة وضحاها. يصعب على المتنقل بين «ديوانيات» العونيين خلال عطلة الأسبوع سماع رأيين مختلفين في ما خص تأليف الحكومة.

كل التكتل يردّد تغريدة رئيس التكتل النائب ميشال عون، عبر تويتر، التي انتشرت في وسائل الإعلام من دون أن ينفيها عون أو يؤكدها: «لم أبدِ حتى الآن أي رأيٍ في ما يخصّ تأليف الحكومة؛ لأن لا شيء واضحاً حتى اللّحظة إلا مسألة العدد». لذلك «نتحفظ عن موقفنا»، يقول نائب عوني؛ «لأن المفاوضات الجارية لا تحسم تشكيل الحكومة. وعندما يوافق تيار المستقبل على حكومة الوحدة ثم يشترط إعداد بيانها قبل تشكيلها، يعني أن التيار ليس جدياً في تسهيل التأليف». فوفقاً للأصول الدستورية، «تشكل الحكومة أولاً ثم تؤلف لجنة وزارية لإعداد البيان وعرضه على مجلس النواب، وطالما أن طرفاً يتخطى تلك الأصول، يعني أن الأمور تراوح مكانها». لا حاجة هنا، وفقاً للعونيين، لمناقشة «التنازلات» القواتية والكتائبية في شروط دخول الحكومة، التي يستتبعانها غالباً بتصريحات في اليوم التالي توحي بالعكس. «الأخيران يلعبان في الوقت الضائع حفاظاً على ماء الوجه أمام قاعدتهما، وأيضاً على خطّ الرجعة إن لم تُشكَّل الحكومة»، يعقّب مسؤول عوني على كلام النائب. أما العونيون، فغير متفائلين بالمفاوضات الجارية بين حزب الله وتيار المستقبل ما دامت الحلول مرهونة بالصراع السوري. الخلاصة: «لا نرى حكومة في الأفق، وخصوصاً بعد الاجتماع الذي حصل أول من أمس بين رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة، إلا إذا فرض الحل عبر ضوء أخضر دولي». ما سبق لا يعني «أننا مع تدخل إقليمي أو دولي، بل نوجه نداءً إلى الجميع بأنه لا يجوز أن تبقى مصالح اللبنانيين رهينة الدول».
يصرّ نواب تكتل التغيير على وجودهم في صلب دائرة القرار؛ فعدم المناقشة في المفاوضات الحكومية ليس دليلاً على «أننا خارج القرار». السؤال عن دور التيار الوطني الحر وسط الأطراف المتصارعة يغضب المجتمعين، «ليست الحكومة من يحسم موقع التيار، بل الانتخابات النيابية، لذلك لا يمكن أحداً تجاوزنا إلا إذا أردنا ذلك». وفي الوقت الحالي، «نتابع الأحداث من بعيد واتخذنا قراراً بعدم الدخول في أي مفاوضات لا تستند إلى ركائز جدية كما هي الحال اليوم في الشأن الحكومي». من جهة أخرى، العونيون على أتم استعداد للمشاركة في الحكومة، وقد أبلغوا موقفهم للجميع، بمن فيها الحلفاء الذين بدورهم يطلعونهم على نتائج لقاءاتهم. أما في ما خص «مداورة الحقائب»، فلم يسأل أحد التيار عن رأيه حتى الساعة، «ونستغرب غياب رئيس الحكومة المكلف تمام سلام، عن المباحثات الجارية عوضاً عن أدائه دوره السياسي الذي يفرض عليه بدء مشاورة الكتل النيابية للانطلاق في التأليف». وللعونيين انتقادات على أداء حليفهم الذي وافق على صيغة 8-8-8 من دون أن يستتبعها الطرف الآخر بموافقات مماثلة. ففي رأي غالبية النواب «لا تفيد تلك الموافقة إذا لم تستلحق بتفاصيل أخرى، والتفاوض بالشكل الذي يتم عليه اليوم مرفوض من قبلنا. نثمّن تسهيل حلفائنا تأليف الحكومة، ولكن لا يكون لهذا الفعل جدوى إذا لم يقرن بتسهيل من الطرف الآخر». هذا في المبدأ، أما قناعة العونيين فتقول سلفاً إن الحزب أحرج تيار المستقبل بمسعاه التوافقي ودفعه إلى الموافقة الصورية على الحكومة الجامعة كي يتنصل من مسؤولية فراغ المؤسسات وتعطيل المجلس النيابي.
لا يستعجل تكتل التغيير والإصلاح اليوم في الدخول إلى قلب الصراع الحكومي. يعرف جيداً أن مكانه محفوظ «عند الجدّ»، ما دام التمثيل المسيحي في أي حكومة مقبلة يفترض أن يمرّ عبره على اعتباره أكبر كتلة مسيحية في المجلس النيابي. لكن يرفض التيار في المقابل تحميله مسؤولية عدم التأليف التي يشارك فيها الطرف المسيحي الخصم. التكتل ورئيسه واضحان في ما يريدان قوله أو ما لا يريدان قوله الآن: «موقفنا يترك لنا هامشاً واسعاً للتحرك حتى يحين موعد الحسم».

  • شارك الخبر