hit counter script
شريط الأحداث

كلمة رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى اللبنانيين

الأحد ١٥ كانون الأول ٢٠١٣ - 17:48

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أعلن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، قرر تقديم مساعدة سخية مشكورة للبنان بمقدار ثلاثة مليارات دولار، مخصصة للجيش اللبناني، لتقوية قدراته وهي ستسمح له بالاستحصال على اسلحة حديثة وجديدة، تتناسب وحاجاته وتطلعاته، وان شراء الاسلحة، سيتم من الدولة الفرنسية وبسرعة، نظرا للعلاقات التاريخية التي تربطها بلبنان، ولعمق علاقات التعاون العسكري بين البلدين.

وشكر سليمان العاهل السعودي على مبادرته، وهي اتت بعد عقود من السعي المتعثر لتحقيق هذا الهدف السامي، وما واجهه من اعتراضات وعراقيل حالت دون اقترانه بنتائج وازنة، كما انها كانت "مدار بحث واتفاق بين خادم الحرمين الشريفين والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند خلال القمة الفرنسية - السعودية التي تجري الآن في الرياض، هذا مع الاشارة الى انه كانت هناك مداولات تحضيرية ثلاثية الاطراف بين الملك عبد الله والرئيس الفرنسي ومعي شخصيا".

واكد، في كلمة وجهها الى اللبنانيين، العمل على توفير جميع الشروط اللازمة، لتحقيق الغاية الوطنية العظمى، التي منحت من اجلها هذه المساعدة، مع استمرار السعي الموازي لتشكيل حكومة جديدة في اقرب وقت ممكن، واحترام الاستحقاق الرئاسي، بما يضمن الاستقرار واستمرارية المؤسسات والروح الميثاقية التي يقوم عليها لبنان.

واذ اشاد رئيس الجمهورية بالجيش وبالتضحيات الجسيمة التي قدمها والشهداء الذين سقطوا من اجل لبنان، دعا الجميع للتكاتف والتضامن مع المؤسسات الشرعية ومع الجيش اللبناني البطل، الضامن للوحدة والاستقلال والاستقرار.

ولفت سليمان الى ان اهدافه كانت وما زالت مصلحة لبنان، وهذا ما سعى اليه في اتصالاته وزياراته لكافة دول العالم والمحافل الدولية. وقال: "لم اناقش يوما مع خادم الحرمين الشريفين ورئيس فرنسا ورئيس الولايات المتحدة وامين عام الامم المتحدة والجامعة العربية والاتحاد الاوروبي وغيرهم، عملية تشكيل الحكومة او تمديد ولايتي الرئاسية، كما انهم بدورهم لم يطرحوا معي هذه المواضيع اطلاقا".

وجاء في كلمة رئيس الجمهورية التي وجهها للبنانيين اليوم: "ايها اللبنانيون، اود بداية في هذا اليوم الذي يودع فيه لبنان ضحايا العمل الارهابي الجبان الاخير، ان اتقدم بالتعزية من عائلة الوزير محمد شطح وعائلات الضحايا الشهداء، واتمنى الشفاء العاجل للجرحى، وأجدد ادانتي لهذا الاجرام وأدعو اللبنانيين الى الالتفاف حول المؤسسات العسكرية، والتضامن في مواجهة الارهاب لنحافظ على وطننا وأمنه واستقراره وسط العواصف حولنا. ان العمل على تحقيق خير الوطن واستقراره وعزته، واجب دستوري واخلاقي، يقع على عاتق كل مسؤول مؤتمن على هناء الشعب وامنه، ولقد اقسمت امام الله والشعب، بالسهر على الحفاظ على استقلال لبنان ووحدته وسلامة اراضيه".

وقال "في وجه المخاطر المتنامية المحيطة والمحدقة بلبنان، وما بات يتهدده من توتر مذهبي، وانتقال لعدوى التطرف والارهاب الى اراضيه، اقترحت على هيئة الحوار الوطني، في الحادي عشر من حزيران من العام الماضي، تحييد لبنان عن التداعيات السلبية للازمات الاقليمية، فأقرت الهيئة بالاجماع "اعلان بعبدا" وأكدت عليه في اجتماعاتها اللاحقة، ولقي هذا الاعلان دعما صريحا من امين عام جامعة الدول العربية، وامين عام الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي".

أضاف "وتقدمت من هيئة الحوار بنص تصور استراتيجية وطنية للدفاع عن لبنان، في مواجهة الاحتلال والاعتداءات الاسرائيلية والتطرف والارهاب، ولمعالجة مسألة السلاح وإمرته، من ضمن مرجعية الدولة الجامعة، فأصبح المشروع، وفقا للهيئة، ولامين عام الامم المتحدة، منطلقا صلبا للنقاش. وعملت على انشاء مظلة امان دولية للبنان، ولا سيما من خلال تكوين مجموعة دعم دولية رفيعة المستوى. وقد صدر عن هذه المجموعة، التي انشئت في نيويورك بتاريخ 25 ايلول 2013 خلاصات تبناها مجلس الامن الدولي، بهدف دعم استقرار لبنان واقتصاده وقواته المسلحة الشرعية، والجهد القائم لمواجهة مشكلة اللاجئين السوريين المتفاقمة على اراضيه، وهي خلاصات ستكون موضع متابعة وتنفيذ".

تابع "ولئن نجحنا في تحديد هذه المبادىء والرؤى، بتوافق لبناني واسع ودعم دولي مميز، فإنه لا يسع الدولة اللبنانية، تطبيق أي من هذه السياسات من دون ارادة سياسية فعلية، ومن دون آليات تنفيذ ومتابعة وضبط، أي من دون مؤسسات دستورية فاعلة، وتحديدا من دون سلطة قضائية مستقلة وشجاعة، ومن دون جيش قوي وقادر".

تابع "إن تعزيز قدرات الجيش اللبناني وتمكينه الاضطلاع بفاعلية، بكامل مهامه الوطنية، مطلب وطني وشعبي جامع، ومصدر اعتزاز، وهو حلم راودني طوال 41 سنة خدمة في الجندية، كما راود كل عسكري وضابط، وكل لبناني منذ قام الاستقلال، تمكينا لهم من قيام "دولة الاستقلال"، ومن جبه التحدي الاسرائيلي وصون السلم الاهلي والوحدة الوطنية وحماية الديموقراطية، ومواجهة التعديات الامنية والتطرق والارهاب، وضبط فوضى السلاح المستشري، ويأتي هذا الدعم مساعدا كبيرا لكشف الارهاب وضبطه واقتلاعه من ارضنا ويردع المجرمين عن ارتكاب الجرائم كما حصل بالامس وملاحقة المجرمين ومعاقبتهم، والمساهمة مع قوات اليونيفيل في تنفيذ جميع مندرجات القرار 1701، تنفيذا للتصور الاستراتيجي المرفوع الى هيئة الحوار والشعب اللبناني".

اضاف "وبعد عقود من السعي المتعثر لتحقيق هذا الهدف السامي، وما واجهه من اعتراضات وعراقيل حالت دون اقترانه بنتائج وازنة، فقد امكنني، من خلال الاتصالات التي اجريتها مع خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز، وبفضل عناية نأملها دوما من الله، توفير دعم استثنائي ووطني الابعاد لصالح الجيش اللبناني، يسرني ابلاغه الى الشعب اللبناني، للمشاركة في تقدير اهميته، والتعبير عن الامتنان لما يحمله لهم في جوهره من آمال بمستقبل أكثر امنا وعزة واستقرارا".

وقال "فعلا، فلقد قرر خادم الحرمين الشريفين، عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة، تقديم مساعدة سخية مشكورة للبنان بمقدار ثلاثة مليارات دولار، مخصصة للجيش اللبناني، لتقوية قدراته وهي ستسمح له بالاستحصال على اسلحة حديثة وجديدة، تتناسب وحاجاته وتطلعاته. وقد اشار جلالته الى ان شراء الاسلحة، سيتم من الدولة الفرنسية وبسرعة، نظرا للعلاقات التاريخية التي تربطها بلبنان، ولعمق علاقات التعاون العسكري بين البلدين. ومن منطلق هذه العلاقة، آمل ان تلاقي الحكومة الفرنسية هذه المبادرة وتتعامل معها بنية المساهمة ايضا في دعم الجيش اللبناني، لجهة تسهيل التجهيز والتسليح والتدريب والصيانة، وعقد الاتفاقات بأسعار مدعومة، مع الاخذ بالاعتبار دور فرنسا في تنفيذ خلاصات مجموعة الدعم الدولية للبنان، التي ساهمت في اقرارها في 25 ايلول في نيويورك".

أضاف "ان موضوع الدعم المذكور، كان مدار بحث واتفاق بين خادم الحرمين الشريفين والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند خلال القمة الفرنسية - السعودية التي تجري الآن في الرياض، هذا مع الاشارة الى انه كانت هناك مداولات تحضيرية ثلاثية الاطراف بين الملك عبد الله والرئيس الفرنسي ومعي شخصيا".

تابع "إن هذا الدعم هو الاكبر في تاريخ لبنان والجيش اللبناني، وهو يكفي لتمكين الجيش من تنفيذ مهامه المشار اليها، خاصة وانه سيضاف اليه جدول التجهيز الذي اقره مجلس الوزراء العام الماضي بموجب قانون برنامج بقيمة 2400 مليار ليرة لبنانية (1.6 مليار دولار). وهذا القانون يمكن ان يتم تمويل جزء منه من الدعم، الذي قد تبادر الى تقديمه الدول التي ستشترك في الاجتماع الذي ستدعو اليه ايطاليا في شهر آذار 2014، تنفيذا لخلاصات المجموعة الدولية. كما يمكن ان تؤدي مبادرات اخرى، مضافة الى اجتماع روما، ومبادرات المجتمع المدني، الى التخفيف عن كاهل الخزينة، في تمويل القانون البرنامج واعني 1.6 مليار دولار".

وقال "ومن الطبيعي، ان تتم مناقشة بنود وتفاصيل هذا الاتفاق وعملية اقراره وفق الاطر القانونية والادارية النافذة، بما يضمن شروط الشفافية والنزاهة. فهذه مساعدة تهدف في جوهرها لدعم لبنان الواحد بجميع طوائفه ولدعم الجيش اللبناني المتسم بالمناقبية والمجسد بامتياز للوحدة الوطنية، وسنوفر لها جميع الشروط اللازمة، لتحقيق الغاية الوطنية العظمى، التي منحت من اجلها، مع استمرار سعينا الموازي لتشكيل حكومة جديدة في اقرب وقت ممكن، واحترام الاستحقاق الرئاسي، بما يضمن الاستقرار واستمرارية المؤسسات والروح الميثاقية التي يقوم عليها لبنان".

أضاف "وهنا، يسعدني ان اؤكد لكم وللبنانيين ان اهدافي كانت وما زالت مصلحة لبنان، وهذا ما سعيت اليه في اتصالاتي وزياراتي لكافة دول العالم والمحافل الدولية. ولم اناقش يوما مع خادم الحرمين الشريفين ورئيس فرنسا ورئيس الولايات المتحدة وامين عام الامم المتحدة والجامعة العربية والاتحاد الاوروبي وغيرهم، عملية تشكيل الحكومة او تمديد ولايتي الرئاسية، كما انهم بدورهم لم يطرحوا معي هذه المواضيع اطلاقا".

تابع "تأتي هذه المبادرة السعودية، لتضاف الى مبادرات المملكة المستمرة والمتكررة تجاه لبنان وشعبه، واحتضانها لمئات الآلاف من اللبنانيين على اراضيها، ودعمها لمؤسسات لبنان واقتصاده والاستحقاقات الدستورية، كما حصل في الطائف، ومن منطلق رغبة عاهلها وكبار مسؤوليها، في الحفاظ على لبنان ووحدته واستقراره وازدهاره.
اذا ما توفرت شروط الامن والاستقرار للوطن، ازدادت فرص الاستثمار والتنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تبقى في صلب اهتمامكم، قبل السياسة والانشغالات المخزية لاصحاب المآرب والمصالح".

وقال "ادعوكم اليوم لمزيد من الوعي والعقلانية والهدوء، ادعوكم للتكاتف والتضامن مع المؤسسات الشرعية ومع الجيش اللبناني البطل، الضامن للوحدة والاستقلال والاستقرار، الذي اوجه له تحية شكر وتقدير ووفاء من القلب لارواح شهدائه ولضباطه وافراده، على التضحيات الجبارة والجهود التي يبذلونها للحفاظ على لبنان ووحدته. واذ اغتنم هذه المناسبة لاتوجه للعسكريين ولقوات اليونيفيل بالتهنئة بالاعياد والعام الجديد، سأحاول في الاسابيع اللاحقة زيارتهم في الجنوب حيث يمارسون مهمتهم السامية، كما دأبت على القيام بذلك سنويا خلال ولايتي".

وختم سليمان بالقول "شكرا من القلب للملك عبد الله بن عبد العزيز، على كرم دعمه وعظم غيرته على الجيش اللبناني وعطائه وحرصه على نهج الاعتدال في مواجهة جميع اشكال التطرف والغلو. ليست المبادرة سوى تعبير صريح عن نوايا المملكة ومواقف ملكها العظيمة بالحفاظ على لبنان. عاش الجيش اللبناني، عاشت المملكة العربية السعودية، عاش لبنان".


واشار الى "ان الدعم السعودي للجيش هو الأكبر في تاريخ لبنان".

 

ولفت الى المساعي الجارية "لتشكيل حكومة جديدة في اقرب وقت ممكن لاستمرار روح الميثاقية واهدافي كانت وما زالت مصلحة لبنان وهذا ما سعيت اليه في زياراتي واتصالاتي".


واكد سليمان الى انه لم يناقش يوما مع السعودية او رئيس اميركا او غيرهم تمديد ولايته الرئاسية او تشكيل الحكومة وهم لم يطرحوا معه هذه المواضيع".

ودعا إلى "المزيد من الوعي والعقلانية وإلى التكاتف والتضامن مع المؤسسات والجيش".

وقال:"سأحاول في الايام القادمة زيارة الجيش في الجنوب".


وتوجه الرئيس سليمان من السعودية ومن العاهل السعودي بالشكر على مساعدة الجيش.
 

  • شارك الخبر