hit counter script

- ابراهيم درويش

الوطن وذبح ذوي القربى

الثلاثاء ١٥ كانون الأول ٢٠١٣ - 05:12

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لم تصدح الاصوات التي تؤيد الفوضى السوريّة، وتؤيد استمرار القتال في بلاد الشام، حتى من دون أيّ جدول أو برنامج واضح أو أفق لهذا القتال، لتصوّب على حجم خطورة استهداف الجيش واستشهاد رقيبه سامر رزق.
 
شيّدت مجموعة من ذوي السلطة تحصيناتها الامنيّة  وانبرت الى رفع سقف الخطاب السياسي، وقسّمت اللبنانيّين فرقاً واتخذت الوطن وجيشه متراساً لمعاركها السياسيّة الدنيئة، فشرّعت الحدود أمام القاصي والداني ليعبث بأمن الوطن.
فأنّى لحماة الديار أن يلملموا جراحهم، إن كانت أشدها وأعمقها على يد ذوي القربى؟ فمن محرقة باب التبانة  وجبل محسن الى صيدا، مروراً بالوسط، يواصل الجيش دفع ضريبة الاتجاهات السياسيّة المتناقضة، وفي كلّ مرة يحضر العلم اللبناني ليغمر أجساد الشهداء، وينبري كتبة الشعارات وبيانات الاستنكار والادانات الى تدوين اسمى المواقف الشاجبة. يرحل الشهداء بصمت ويستكمل الجيش مسيرته، مشرّعاً صدره أمام السهام المصوّبة الى قلب الوطن من كلّ صوب وناحية، لتبقى الأعين شاخصات بحثاً عن أصحاب النظريّات العظيمة، علّهم يفصّلوا لنا السبب الرئيس لاستهداف الجيش اللبناني وليدقوا ناقوس الخطر أمام الانفلات الامني الذي نعيشه، والذي لن يوفر أحداً، وليطمئنوا اللبنانيّين بأنّ الأمن ممسوك، والساحة اللبنانيّة لا تشكّل مسرحاً لكلّ مخابرات العالم، وللارهاب والجهاديّين ينالون من كلّ من يجدون أنّه يناقض مشروعهم ولا يؤيّده؟ وأنّى لهم أن يسيطروا على جميع اللاعبين الذين تمّ استحضارهم عن قصد أو غير قصد الى الساحة اللبنانيّة وليوفروا الضمانة لأنفسهم بأنّهم لن يكونوا هم الهدف في حال خالفوا رغبات أو آراء هؤلاء اللاعبين الذين لا يستجيبون إلا لقراءاتهم ومنطقهم الغريب كلّ الغرابة عن النسيج اللبناني.
تاريخ المنطقة يكتب بالدم الذي لن يتساهل ولن يرحم مريقيه والمتسبّبين بهدره.

  • شارك الخبر