hit counter script

أخبار اقتصادية ومالية

العريضي: نعم للعمل من أجل نهضة مجتمعاتنا وخدمة انساننا

الجمعة ١٥ كانون الأول ٢٠١٣ - 14:57

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

نظمت كلية ادارة الاعمال في جامعة بيروت العربية، بدعوة من رئيسها الدكتور عمرو جلال العدوي، ندوة بعنوان: "ادارة سلاسل الامداد في الشرق الاوسط، سلاسل الفرص والتحديات"، قبل ظهر اليوم في حرم الجامعة في قاعة جمال عبد الناصر، برعاية وزير الاشغال العامة في حكومة تصريف الاعمال غازي العريضي وحضور سفير دولة فلسطين اشرف دبور ممثلا بالسيد ماهر شيعل، الوزير السابق عادل قرطاس، رئيس الاكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري الدكتور اسماعيل عبد الغفار ممثلا بعميد كلية النقل الدولي واللوجستيات في الاكاديمية العربية الدكتور خالد حنفي، وحشد من العمداء والاساتذة والطلاب.

وتحدثت في مستهل الندوة عميد كلية ادارة الاعمال في جامعة بيروت العربية الدكتورة نهال فريد مصطفى، فقالت: "إن مفهوم ادارة سلاسل الامداد حسب تعريف منظمة ادارة سلاسل الامداد (cscmp) يشير الى تخطيط وادارة كل النشاطات الخاصة لعمليات التورية والمشتريات والنشاطات اللوجستية. كما يتضمن التنسيق والتعاون بين كل الاطراف المشتركة في سلسلة الامداد من موردين ووسطاء ومقدمي الخدمات والعملاء. جوهر إدارة سلاسل الامداد هو التكامل بين الطلب والعرض عن طريق التنسيق بين الشركات لخلق نموذج لإدارة الاعمال على الاداء".

ولفتت الى "أن هذا المفهوم انتقل من المؤسسة العسكرية الى قطاع الاعمال الذي وجد ان ادارة سلاسل الامداد بكفاءة تساهم في تحقيق قيمة مضافة، لذلك، تم تطوير هذا الفكر الاداري وأصبح من المفاهيم ذات البعد الاستراتيجي في قطاع الاعمال".

وأعلنت عن "بدء برنامج ماجستير ادارة الاعمال في مجال ادارة سلاسل الامداد بالتعاون مع الاكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري. هذا الماجستير يشمل اربعة فصول دراسية ويقبل الطلاب من كل الاختصاصات ويسعى الى تأهيل حملته للعمل في العديد من القطاعات كالقطاع الحكومي وقطاع النقل والمسشتفيات والتجارة الداخلية والخارجية والمؤسسات العسكرية".

وأشارت الى أن "وجود هذا الماجستير في لبنان الجميل، هذا البلد الغني بخبراته البشرية، بالاضافة الى موقعه الجغرافي المميز عبر التاريخ والذي يشكل صلة وصل بين الشرق والغرب، يمكن أن يجعله بمثابة المركز اللوجستي الاول في الشرق الاوسط. ودعت الخريجين من كل الاختصاصات للالتحاق بالبرنامج الذي يقدم من عدد محدود من جامعات منطقة الشرق الاوسط".

ثم تحدث العدوي فقال: "تشكل ادارة سلاسل الامداد "Management Chain Supply" ميزة تنافسية في مجال ادارة الاعمال. فهي تسهم في خفض تكلفة الانتاج، من خلال خفض تكلفة الانشطة اللوجستية الداعمة لعملية الانتاج، والتي تشمل شراء المواد الاولية ونقلها وتخزينها والتأمين عليها، وكذلك تتضمن العمليات المتعلقة بالبضاعة المنتجة، من تعبئة وتغليف وترويج وتخزين ونقل، وخدمات ما بعد البيع وغيرها، وكذلك تسهم في تحقيق فوائد كثيرة على صعيد ادارة الوقت والجودة. لذلك فإن هذه الندوة تهدف الى تسليط الضوء على اهمية ادارة سلاسل الامداد في الشرق الاوسط، في ظل بيئة الاعمال الديناميكية، مع مناقشة الفرص والتحديات التي تواجه هذه السلاسل".

أضاف: "نظرا الى المواكبة المستمرة لجامعة بيروت العربية لحاجات سوق العمل من خلال كادرها الاكاديمي المتميز من جهة، واللجان الاستشارية التي تتضمن نخبة لامعة من الشخصيات البارزة في سوق العمل من جهة أخرى، فلقد استحدثت كلية ادارة الاعمال برنامج ماجستير جديد متخصص في ادارة سلاسل الامداد، بالتعاون مع الاكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري. يهدف البرنامج الجديد الى تعزيز فرص العمل للطلاب، إذ إنه يحقق ميزة تنافسية للخريجين، نظرا الى ازدياد اهميته في سوق العمل، ويشكل علامة فارقة في مسيرة الجامعة المستمرة نحو التميز، بجانب الاختصاصات المستحدثة الاخرى".

بعدها كانت كلمة للدكتور حنفي الذي قال: "ان اللقاء يأتي في ظل اتفاقية التعاون المبرمة بين الاكاديمية وجامعة بيروت العربية في الصيف الماضي، وهذا اللقاء هو أحد مجالات التطبيق المعنية بتطوير منظومة سلاسل الانتاج التي اصبحت عنصرا حاكما في تنافسية الدول والمنظمات والشركات، ومن ثم الافراد في عصر العولمة".

وأكد "أن الاكاديمية هي الذراع الفنية لجامعة الدول العربية، وهي منظمة متخصصة في مجال النقل واللوجستيات وسلاسل الامداد منذ أكثر من 40 سنة تقدم استشاراتها وخبراتها وخبراءها ليس فقط لجامعة الدول العربية والحكومات العربية، بل أيضا الى قطاع الاعمال".

وأشار الى "أن التحالف بين الاكاديمية ككيان أكبر للجامعات غير الحكومية في المنطقة العربية وجامعة بيروت العربية العريقة يعطي نموذجا يحتذى للتحالف من اجل تحقيق المصالح المشتركة".

ثم تحدث العريضي، فأكد "أهمية جامعة بيروت العربية العريقة التي بقيت اسما على مسمى جامعة، أولا بالمعنى الاكاديمي جامعة الفكر والعلم وجامعة لابناء مجتمعاتنا وجامعة للخبرات والكفاءات والطاقات والامكانات لتفكر بشكل مشترك في هموم هذه الامة وهذه الدول وهذه المجتمعات وأفرادها، وعربية لانها لا تزال تعبر عن واقعنا كما هو وتتصرف على الاسس نفسها التي انطلقت منها وفي اتجاهها يوم انشئت في بيروت التي كانت وتبقى عاصمة العرب. شكرا للجامعة العربية رئيسا وعمداء وادارة وعاملين اساتذة وموظفين اداريين، كل الذين يساهمون في ترسيخ كيان وموقع هذه الجامعة ويفيدون اللبنانيين والعرب".

أضاف: "إن اختيار هذا المؤتمر بالعنوان المعروف في قلب بيروت من خلال هذه الجامعة هو امر مهم جدا في هذه المرحلة. ونحن نفخر على مدى السنوات الماضية بان التعاون بين الاكاديمية ووزارة النقل والمرافىء اللبنانية والمسؤولين عنها هو في اعلى مستوياته، ولا أذيع سرا اذا قلت انا شخصيا لا علاقة لي بكل هذا، اشغال ونقل والى ما هنالك، حظي السيئ انني جئت الى هذه الوزارة، لكني تعلمت الكثير وتعلمت الآن مما سمعت، على الاقل في سياق المتابعة لكل واقعنا العربي على المستوى الجماعي وعلى مستوى الدول والافراد. هذه الاكاديمية تتمتع بخبرة كبيرة جدا وبانفتاح كبير. لديها رؤية واضحة وشاملة وهي تخرج أعدادا كبيرة من ابنائنا العرب لا المصريين فقط. ثمة عدد من اللبنانيين يدرسون الآن في الاكاديمية، وانتهز هذه المناسبة لاوجه تحية الى الدكتور اسماعيل عبد الغفار الذي هو على تواصل مباشر دائم معنا والذين قدم تسهيلات كبيرة لطلاب لبنانيين لكي يسمح لهم بانجاز دراساتهم العليا او الجامعية الاكاديمية كما هي، ليعود الينا خبراء في مجال النقل".

وتابع: "قرأنا تداعيات الحدث السوري على لبنان منذ بداياته، وليت الجميع قرأ هذه القراءة. قلنا لنتحسب، ربما تقفل الحدود البرية فماذا نفعل؟ اسرائيل من هذه الجهة، البحر هنا وسوريا المعبر الى كل الدول العربية، ماذا يفعل لبنان؟ هذا مثل بسيط. ناقشنا مع الهيئات الاقتصادية ومع كل العاملين في قطاع النقل البري ومع التجار والاقتصاديين ومصدرين ومستوردين، ووضعنا خطة طوارىء للنقل البحري وكنا قد اطلقنا اعمالا في مرفأ بيروت انجزت منذ فترة قريبة، وكان التدشين برعاية فخامة الرئيس. ثقوا تماما بأننا لو لم نقرأ تلك القراءة ونتخذ الاجراءات المطلوبة، لكن وقعنا في كارثة اقتصادية مالية كبيرة أنهك فيها المزارع والتاجر والمصدر والمستورد والعامل في المرفأ، وبالتالي الاقتصاد اللبناني أكثر فأكثر. اليوم العمل في مرفأ بيروت. تسلمنا المرحلة الاولى، رصيف 600 متر جديد مع 200 الف متر ساحة للمستوعبات، ولا مكان اليوم لمستوعبات اضافية، والحركة الى ازدياد لأن الظروف فرضت نفسها علينا. الحمدلله أننا توقعنا هذا الشيء واتخذنا الاجراءات. مرفأ طرابلس في بدايات انطلاقته الانتاجية الحقيقية بدأ يستوعب الكثير، واود هنا ان انتهز المناسبة لاتوجه بالشكر الى وزارة النقل المصرية التي تتعاون بطبيعة الحال مع الاكاديمية، وبيننا تعاون ثلاثي، وكنت في القاهرة الاسبوع الماضي وكانت لي لقاءات مع معالي الوزير، مع الدكتور اسماعيل، وكنا في جلسات مشتركة ناقشنا فيها كل هذه الامور. آمل ان توقع الاتفاقية للنقل البحري الجديدة بين لبنان وجمهوية مصر العربية في الايام القليلة المقبلة كما تفاهمنا مع معالي الوزير. لكن اقول ان التعاون قائم وكأن الاتفاقية موقعة، وهي غير موقعة بعد، لتلافي تداعيات ما يجري في سوريا. يجري النقل الان من مرفأ طرابلس بالعبارات الكبيرة التي تدخل اليها الشاحنات المحملة وتنتقل من لبنان الى الدول العربية، سواء عبر تركيا او عبر مصر او مواقع اخرى. نحن مضطرون لهذا النوع من التعاطي لامداد اقتصادنا وامداد بلادنا وامداد شرايين الحياة في مجتمعاتنا بالامكانات الضرورية".

وأشار الى أنه "في فترة معينة كان لدينا شعار سوق عربية مشتركة، وكنا نطالب بإقرارها من اجل تعاون عربي - عربي، ونحن أمة تزخر بالامكانات الهائلة على كل المستويات المادية والبشرية، وبالتالي من ابسط الامور ان نذهب الى تعاون جماعي في ما بيننا، خدمة لابناء بلادنا، يستفيد الجميع ولا تستفيد دولة دون اخرى. اليوم، ويا للاسف، كنا نتطلع الى سقوط الحدود بمعنى سقوط الحواجز لانتقال آمن للبضائع ولانتقال آمن للناس ولانتقال آمن للكتاب وللفكر والرأي، كي لا يسجن او يعتقل كاتب او مفكر او صاحب رأي".

وختم: "تعالوا نذهب الى العمل سريعا، فعامل الوقت ليس في مصلحتنا، الحدود تسقط ويتم تجاوزها والقوانين تخرق، وقد تسقط الدول ولا أقول الانظمة، وقد تسقط الكيانات وتتغير الخرائط ويتغير كل شيء، وليس ثمة انتقال آمن. حدود تسقط وسلاسل امداد ليس لما تحتاج اليه شرايين مجتمعاتنا، بل سلاسل امداد بالمقاتلين وبالمتطرفين والتكفيريين الذين يريدون ان يأتوا من هنا وهناك ليقاتلوا هنا وهناك على ساحات مفتوحة لا حدود فيها للمنطق او للعقل او للحكمة او للتبصر. نعم لمثل هذا الامداد ولهذه السلاسل من التواصل بين دولنا وحكوماتنا ومجتمعناتنا ومؤسساتنا وشركاتنا واكاديمياتنا وعلمائنا وخبرائنا وطاقاتنا، من أجل نهضة مجتمعاتنا وخدمة انساننا فيها". 

  • شارك الخبر