hit counter script

مقالات مختارة - عبد الكافي الصمد

هيئة علماء المسلمين: أهل السّنة والعبوديــة الجديدة!

الأربعاء ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٣ - 06:43

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الاخبار

أكثر من رسالة وجهتها هيئة علماء المسلمين في لبنان، في مؤتمر صحافي أمس. وبقدر ما كانت لافتةً المواقف التي تضمّنها المؤتمر، شكلاً ومضموناً، كان لافتاً أيضاً أنه جاء في غمرة «إشكالات» متنقلة شهدتها طرابلس في الساعات الـ48 الماضية


استفاقت طرابلس، أمس، على إشكالين في ساحة النجمة، واعتصام أمام مركز الضمان الاجتماعي، وقطع أوتوستراد البداوي الدولي احتجاجاً على نقل أحد أبناء المنطقة الموقوف بتهمة القتل في سجن القبة إلى سجن زغرتا، بالتزامن مع اعتصام وظهور مسلح أمام سجن القبة، إضافة إلى إطلاق نار على شرطي قرب سنترال منطقة التل. وتأتي هذه الحوادث في ظل خطة أمنية قيل إنها تطبق في طرابلس!
هذا الانفلات الأمني كان حاضراً في أذهان مشايخ هيئة علماء المسلمين في لبنان في المؤتمر الصحافي الذي عقدته في مكتب رئيسها الشيخ سالم الرافعي في طرابلس أمس. لكن أموراً أخرى كانت تلقى اهتمامهم، خصوصاً أن المدينة كانت ستشهد، مساء أول من امس، تحرّكاً احتجاجياً كبيراً، لولا مسارعة كبار مشايخ الهيئة إلى احتواء الأمور وإبقائها تحت السيطرة.
مصادر في الهيئة، مطلعة على أجواء التحضيرات التي سبقت لقاء أول من أمس والمؤتمر الصحافي أمس، أشارت في حديث الى «الأخبار» إلى «مجموعة حوادث لافتة دفعتنا إلى التحذير من ان الأيام المقبلة تبعث على القلق إذا استمرت الأمور على هذا النحو». وبعض هذه الحوادث، وفق المصادر، «توقيف حاجز للجيش مرافقين للرافعي أول من أمس، ومصادرة أسلحتهما الفردية المرخصة، قبل إعادتها إليهم أمس قبل المؤتمر الصحافي بقليل. وسبق ذلك توقيف حرّاس لمسجد السلام، وهو أحد المسجدين اللذين تعرضا لاعتداء في 23 آب الماضي، على حاجز للجيش لحيازتهم أسلحة، قبل إطلاق سراحهم لاحقاً مع أسلحتهم».
وعبّرت مصادر الهيئة عن استيائها من هذه التصرفات، «برغم ما تبذله من جهود لاحتواء الشارع السني والحؤول دون اصطدامه مع الجيش والقوى الأمنية»، سائلة: «هل يريدون إيصالنا إلى نقطة نقول لهم فيها: نحن سنجلس في بيوتنا وتصرفوا أنتم مع الشارع؟ ولماذا لا يرون سيارات حزب الله التي تعبر الحدود الى سوريا، من دون أن تتوقف على الحواجز أو يجري تفتيشها؟».
ولدى سؤال المصادر عما إذا كانت تواصلت مع جهات سياسية أو أمنية لتصحيح هذا «الخلل» في التعامل معها، تردّ بأن اتصالاً جرى مع مرجع وزاري وتمّ وضعه في صورة ما يجري، فأجاب: «ما طالع بإيدي شي».
وقد أجريت اتصالات مكثفة مع الرافعي وأعضاء في الهيئة من أجل تخفيف اللهجة في المؤتمر أمس، ما أدى إلى تأخير المؤتمر الصحافي نحو 45 دقيقة.
وفي حين كان منتظراً أن يتحدث الرافعي، كانت المفاجأة أن عضو الهيئة عن منطقة البقاع الشيخ خالد عبد الفتاح هو من ألقى بياناً مكتوباً، وإلى جانبه الرافعي وأعضاء في الهيئة، في إشارة ردّتها المصادر إلى عاملين: «الأول، التعبير عن امتداد الهيئة في كل المناطق السّنية في لبنان؛ والثاني، لتسليط الأضواء على بلدة مجدل عنجر المحاصرة أمنياً».
وكان بيان الهيئة لافتاً لتضمّنه مواقف ومفردات غير مسبوقة في الخطاب الإسلامي في لبنان، مثل التساؤل: «هل هناك قرار بإخضاع أهل السّنة لعبودية جديدة؟»، والاشارة الى أن «أهل السّنة في هذا الوطن أصبحوا بين معتقل في سجن صغير ومعتقل في سجن بعيد». وشكا البيان ممّا سماه «فوارق واضحة بين تعامل الدولة مع أبنائها»، مشيراً الى أن يوسف دياب «الذي اعترف بوضع السيارة المفخخة أمام مسجد السلام لم يتعرض منزله لأي مداهمة أو تفتيش برغم الادعاء عليه، استبيح منزل طبيب كالدكتور عبد الناصر شطح وخُوّف أهله قبل أن يُدّعى عليه». كما تطرق البيان إلى أحمد مرعي «المتورط في تفجير مسجد التقوى، الذي لم تحرّك الدولة ساكناً لاستباق هروبه إلى سوريا، فيما تحاصر بلدات مسلمة كمجدل عنجر شهوراً خوفاً من هروب بعض المطلوبين». وتوقف البيان عند استدعاء النائب السابق علي عيد «بكل احترام على أساس أنه شاهد، مع أنه يرأس حزباً ارتكب بعض أعضائه جريمة التفجير، بينما يُحكم أبناء أهل السّنة كالمشايخ طارق مرعي وحمزة قاسم وخالد سيف بالسجن 10 ــــ 15 سنة لمجرد معرفتهم ببعض المطلوبين». كل ذلك وسواه دفع هيئة علماء المسلمين، وفق البيان، الى المطالبة بـ«وقف هذه السياسة الظالمة تجاه أهل السّنة والجماعة»، و«إنزال القصاص العادل بمرتكبي تفجيرات المساجد، إذ ليست السفارة الإيرانية بأقدس من بيوت الله»، و«مطالبة شركائنا في الوطن من جميع الطوائف والمذاهب أن يرفعوا صرختهم ضد الظلم الذي بات يهدد الجميع بدءاً بالجوامع وانتهاءً بالجامعات».
لكن «الرسالة» الأكثر لفتاً للانتباه كانت التحذير الذي خلص إليه البيان من أن «استمرار الدولة بهذه السياسة من التغاضي عن محاسبة المجرمين، سيفتح الباب أمام أولياء الدّم للاقتصاص ممن يهدد السلم الأهلي، كما ان استمرارها بتهميش أهل السّنة وملاحقة شبابهم لأدنى تهمة، والضغط الكبير عليهم، قد يفتح الباب أمام ظواهر وردّات فعل انتقامية غير محسوبة قد لا نستطيع السيطرة عليها».

  • شارك الخبر