hit counter script

البيان الختامي لاعمال الدورة الـ47 لمجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك

السبت ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٣ - 13:20

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

 أبدى البطاركة والاساقفة الكاثوليك قلقهم من جراء الاحداث الامنية المؤسفة التي تطاول مدينة طرابلس وتعكر صفو حياة المواطنين وكذلك الخلافات السياسية الداخلية المستفحلة التي تعطل حياة الوطن وتضرب اقتصاد مؤسساته، وتضاعف صفوف العاطلين عن العمل، داعين السياسيين والحزبيين وقادة الفكر والرأي الاحتكام الى العقل والضمير والكف عن منطق التعطيل لتسهيل مهمة تأليف الحكومة القادرة ووضع قانون جديد للانتخابات يؤمن المناصفة ويحفظ المساواة والممارسة الديمقراطية الصحيحة وإجراء الانتخابات النيابية في أسرع ما يمكن.

وتلا الامين العام لمجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك الاب وفيق الخواجا بيان الدورة السنوية السابعة والاربعين للمجلس، الذي انعقد في بكركي من 11 الى 16 الحالي وفيه:

"عقد مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان دورته السنوية ال47 في الكرسي البطريركي الماروني في بكركي من 11-16 الحالي، بمشاركة الرؤساء العامين والرئيسات العامات، وحضور السفير البابوي في جلسة الافتتاح. تناول المجلس موضوع "الشهادة في حياة الكنيسة ورسالتها في لبنان".

بعد الصلاة الافتتاحية ألقى رئيس المجلس البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الراعي، كلمة تطرق فيها الى "الوجود المسيحي في لبنان وبلدان هذا الشرق الذي يرقى إلى ألفي سنة، وقد غذى المسيحيون تاريخ هذه المنطقة وثقافاتها بالقيم الإنجيلية جيلا بعد جيل".

وأضاف: "أن المسيحيين في هذه البلدان كانوا في أساس النهضة العربية، وقد لعبوا دورا فاعلا في تكوين حضارتها. فلا يمكن أن نقف نحن اليوم موقف المتفرج، المكتوف اليدين، أمام هذا السعي إلى تدمير ما بنيناه معا، مسيحيين ومسلمين، على مدى 1400 سنة من العيش معا".

أما السفير البابوي المطران غابرييل كاتشا فركز في كلمته على المحطات الرئيسة التي وسمت العام المنصرم بدءا من "سنة الأيمان" التي تختتم في 24 الحالي، والزيارة التاريخية التي قام بها البابا بندكتوس السادس عشر إلى لبنان، وتسليم رؤساء كنائسنا الشرقية الإرشاد الرسولي: "الكنيسة في الشرق الأوسط، شركة وشهادة"، هذه الزيارة التي كانت الأخيرة في حبريته قبل أن يذهل العالم بتواضعه وواقعيته في تنحيه عن تقديم استقالته، وشكروا الله على انتخاب البابا فرنسيس الذي يدهش الكنيسة الجامعة، بل العالم كله بعيشه البساطة والفقر ومبادراته اليومية في ترجمة الإنجيل إلى مواقف حية بسيطة وطاقة إيمانية تهز الضمائر. وما اللقاء المرتقب للبطاركة الشرقيين الكاثوليك مع قداسته إلا وجه من أوجه ممارسة الشورى والاستنارة التي يريدها البابا فرنسيس أسلوبا للادارة الكنسية مع تفعيل دور الكنائس الشرقية وشهادتها المشتركة في هذا الشرق الذي يعيش اليوم على مفترق طرق.

أولا:الشهادات

قدم محاضرون من أساقفة وكهنة وعلمانيين مداخلات في موضوع الشهادة الكنسية، موضوع الدورة، غنية بالأفكار، تبعتها مناقشات تميزت بالواقعية واتساع المشاركة. وشملت هذه "الشهادات" معالجات ومقترحات حول المحاور التالية: الشهادة في الكتاب المقدس، في الإرشاد الرسولي، الشهادة المشتركة بين الكنائس الكاثوليكية في لبنان، في المؤسسات الكاثوليكية، في الخدمات الكهنوتية، في الخدمات الاجتماعية، في واقع حياتنا الشخصية.

ثانيا:التقارير

اطلع الآباء على تقارير اللجان الأسقفية والهيئات التابعة للمجلس، وناقشوا أعمالها وأثنوا على الجهود المبذولة ورسموا خطوط تطوير خدماتها. وجاء في طليعتها تقرير الهيئة التنفيذية وهيئة الأمانة العامة ونشاطاتهما خلال عام، مع التقرير المالي السنوي، وإقرار الموازنة لسنة 2014. أما اللجان والهيئات فتشمل قطاعات المدارس الكاثوليكية، التعليم المسيحي، خدمة المحبة، رابطة كاريتاس لبنان، العائلة والحياة، رسالة العلمانيين، العلاقات المسكونية، اللاهوتية والكتابية، التعاون الرسالي بين الكنائس وراعوية المهاجرين والمتنقلين، الحوار المسيحي - الإسلامي، راعوية الخدمات الصحية والمستشفيات، كلية اللاهوت الحبرية، وسائل الإعلام المسيحي (تلفزيون تيلي لوميير- نورسات، نور الشباب، إذاعة صوت المحبة، تيفي تشاريتي)، الشؤون القانونية والمحاكم الكنسية، العمل الراعوي الجامعي، رابطة الأخويات، الأعمال الرسولية البابوية في لبنان، والجمعيات الكشفية، "عدالة وسلام"، المرشدية العامة للسجون، الثقافة والممتلكات الثقافية. وخلصوا الى القرارات والتوصيات الملائمة لدفع أعمال هذه اللجان الى المزيد من الخدمة الفاعلة. وقد جرت انتخابات ادارية لبعض المراكز الشاغرة في اللجان والهيئات.

استرعى انتباه الآباء تجاوز هذه اللجان عناوينها لتكون قنوات حقيقية لعمل مشترك بين الكنائس ولخدمة مسكونية وكنسية حقيقية. شدد الآباء على موضوع الأهتمام بالمهجرين من أوطانهم لا سيما في سوريا والعراق وبخاصة اللاجئين الى لبنان. وأثنوا على ما تقدمه رابطة كاريتاس لبنان ومؤسسات الإغاثة الكنسية والمدنية والحكومية كافة من خدمات إجتماعية وصحية ومادية، وعلى سعيها لمساعدة أطفال اللاجئين في توفير التعليم لهم. وقدمت المرشدية العامة للسجون تقريرا قاتما لوضع السجون اللبنانية المعيب، من النواحي الصحية والغذائية والأمنية، والنقص المشين في الخدمات والنظافة، وتسرب المخدرات إلى الداخل، وإذلال إنسانية المحتجزين ونسيانهم سنوات وسنوات من دون محاكمة، ما دفع البطاركة والأساقفة الى إطلاق صرخة استنكار مريرة، ومناشدة الدولة اللبنانية، ووزارتي الداخلية والعدل، على تحمل مسؤولياتها في معالجة جذرية لتحسين أوضاع السجون ليس لصيانة كرامة الشخص البشري فحسب، بل لتطبيق قواعد العدالة وحقوق الإنسان.

توقف الآباء على أوضاع المدارس المجانية والمدارس الكاثوليكية، في ضوء ما قدمت بشأنها اللجنة الأسقفية للمدارس الكاثوليكية في تقريرها السنوي. إن الآباء يشجعون إدارات المدارس الكاثوليكية على مواصلة مساعدتهم مع أهالي الطلاب في شأن الأقساط وتسهيل ما يلزم، تفهما منها لأوضاعهم الاقتصادية والمعيشية الصعبة. ويطالبون الدولة بدفع المستحقات للمدارس المجانية والمتأخرات المتراكمة عن ثلاث سنوات من 2010 إلى 2013، وكأن الدولة في هذا المجال لا تريد عمل الخير في لبنان. ويجددون مطالبتهم المسؤولين في الدولة بدفع المستحقات المتراكمة للمستشفيات، فلا يحق لهم التغاضي عن واجبهم الوطني هذا.

وبالنسبة إلى سلسلة الرتب والرواتب، يدعو الآباء الى إقرار ما يلزم أولا من إصلاحات لتحسين الأوضاع الاقتصادية عامة، إلى عدم إجراء زيادات عشوائية على أجور المعلمين، والأخذ بعين الاعتبار ما تقدمه الأمانة العامة واتحاد المؤسسات التربوية الخاصة من دراسات علمية بهذا الشأن. كما يعربون عن رفضهم زيادة الأجور أثناء العام الدراسي وأي مفعول رجعي، لأنه ظلم وانتهاك لجوهر القوانين. كما أنهم يدعون إلى تفعيل عمل اللجنة المشتركة المؤلفة من اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة، ونقابة المعلمين، ولجان الأهل، التي، بتعاونها وتوحيد مطالبها، تؤمن خير الجميع ومصلحتهم، وتحفظ حسن العلاقة بين إدارات المدارس والأساتذة والأهل.

قدم للآباء أيضا، مشروعان إعلاميان هما: "آبوستوليكا للكرازة بوسائل الأعلام"، ومؤسسة أليتيا aleteia كموقع الكتروني مسيحي عالمي محوري لاستقطاب المعلومات المسيحية ونشرها في العالم. كما أقر المجلس ضم جمعية "الدليلات" الكشفية للفتيات تحت مظلته الى جانب جمعية كشافة لبنان. وناقش المجلس بعض التعديلات على قانون الأحوال الشخصية قبل تقديمها على مجلس النواب اللبناني. كما أعدت الأمانة العامة جدولا بالتوصيات الصادرة عن المجلس ولجانه في السنوات السابقة لمتابعة تنفيذها.

ثالثًا : الأوضاع الراهنة

كان الشأن اللبناني حاضرا في ذهن الآباء وقلوبهم. ففيما شكروا الرب على حماية لبنان من تداعيات الأوضاع المضطربة عند جيرانه بجهود الخيرين من أبنائه وبناته، لم يخفوا قلقهم من جراء الأحداث الأمنية المؤسفة والمدانة في مدينة طرابلس التي تعكر صفو حياة المواطنين، وتمنع عنهم لقمة العيش، وتمعن في إفقار الفقراء. وتقلقهم أكثر فأكثر الخلافات السياسية الداخلية المستفحلة التي تعطل حياة الوطن ومؤسساته، وتضرب اقتصاده في الصميم فيزداد الفقراء فقرا، وتتضاعف صفوف العاطلين عن العمل، ويبقى الشعب ينتظر حكومة ترعى مصالحه بحق. لذا يدعو الآباء السياسيين والحزبيين وقادة الفكر والرأي والمؤسسات الإعلامية للاحتكام إلى العقل والضمير والكف عن منطق التعطيل والاشتراط، لتسهيل مهمة تأليف حكومة قادرة، ووضع قانون جديد للانتخابات، يؤمن المناصفة وحسن التمثيل، ويحفظ المساواة والممارسة الديمقراطية العادلة، وإجراء الانتخابات النيابية في أسرع ما يمكن.

وفيما دعا الآباء أبناءهم المسيحيين في هذا الشرق الحبيب لأن يصمدوا بنعمة الله وقوته في أوطانهم، ويساهموا بكل طاقاتهم وكفاءاتهم في بنائها يدا بيد مع إخوانهم المسلمين، في تكافؤ الفرص والمواطنة المتساوية والمسؤولة، يرفعون الدعاء لإنجاح فرص تحقيق السلام في سوريا وحقن الدماء وفتح أبواب الإغاثة الإنسانية والعودة إلى الحوار وإعادة بناء الوطن ولملمة جراحاته، وطن خليق بجميع أبنائه، من دون عنف، ولا تعصب. وانضم الآباء بصلاتهم الواثقة الى جميع ذوي الإرادة الصالحة في العالم، والساعين إلى الإفراج عن أخويهم المطرانين، يوحنا إبراهيم وبولس اليازجي، المخطوفين منذ نيسان الماضي، والكهنة الثلاثة: الأب ميشال كيال، والأب اسحق (ماهر) محفوض والأب Paolo Dall'oglio الذين خطفوا قبلهم، وجميع المخطوفين. ويطالب الآباء بالإفراج عن اللبنانيّين المخطوفين والموقوفين في السجون السورية وكشف مصير المفقودين.
قدم غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث عرضا للوضع المأساوي في سوريا وأفاد بأن إعتداءات سافرة ودامية غير مبررة طالت بلدات مسيحية وكنائس وأديرة، ولا سيما معلولا وصدد. ونال التهجير والهجرة ملايين السوريين، الى الداخل والى الخارج، من بينهم زهاء نصف مليون مسيحي. هذا وشكر الآباء لبنان المضيف دولة وشعبا.
كما دان الآباء العنف أو تغييب الآخر أسلوبا في تسوية الخلافات وفرض الذات، سواء كان باسم السياسة أو الدين أو القومية، في العراق حيث التفجيرات والمفخخات لا زالت ترعب وتدفع المسيحيين إلى الهجرة، وفي مصر، حيث العنف والمواجهات لا زالت تحصد الضحايا.

رابعا:الانتخابات الإدارية

جرى الآباء الانتخابات للوظائف الشاغرة في لجان المجلس الأسقفية وهيئاته، وكانت النتائج كالتالي:
1) عضوان في لجنة الترشيحات: رئيس عام ورئيسة عامة: الأب مالك بو طانوس والأخت جوديت هارون.
2) نائب رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام:الأب طوني ديب.
3) نائب رئيس اللجنة الأسقفية "عدالة وسلام":المطران جرجس القس موسى.
4) نائب رئيس اللجنة الأسقفية لشؤون العائلة والحياة:الأخت منى وازن.
5) نائب رئيس اللجنة الأسقفية للمدارس الكاثوليكية:الأخت جوديت هارون.
6) نائب رئيس اللجنة الأسقفية للتعاون الرسالي بين الكنائس ولراعوية المهاجرين والمتنقلين: الأب مالك بو طانوس.
7) مرشد عام العمل الراعوي الجامعي: الأب فادي بو شبل.
8) مرشد عام لرابطة الأخويات في لبنان: الأب سمير بشاره.
9) مرشد عام الحركة الرسولية المريمية: المطران غي بولس نجيم.
10) انتخب المجلس سيادة المطران مارون العمار، رئيسا للجنة الأسقفية للخدمات الصحية، بعد استقالة رئيسها، سيادة المطران فرنسيس البيسري، وذلك لولاية أولى من أربع سنوات، قابلة للتجديد مرة واحدة.
11)انتخب المجلس سيادة المطران غي بولس نجيم، مرشدا عاما للحركة الرسولية المريمية، لولاية أولى من ثلاث سنوات، قابلة للتجديد.
12. ثم انتخب الآباء الأعضاء في مكتب رابطة كاريتاس لبنان من مندوبي الأبرشيات والرهبانيات:
1) نائب رئيس: السيد هيكل بدوي.
2) مرشد عام: الأب كميل ملحم.
3) نيابة زغرتا المارونية: السيد أنطونيو يمين.
4) نيابة الجبة المارونية: السيد جوزيه شدياق.
5) أبرشية زحلة المارونية:السيد أنطوان حجيج.
6) أبرشية جبيل المارونية: السيدة غيتا جرمانوس.
7) أبرشية صور المارونية: السيد الياس خليل.
8) أبرشية السريان الكاثوليك: السيد كمال اليسوفي.
9) أبرشية اللاتين: الأب بولس سعاده.
10) الرهبنات الرجالية: الأب جوزف أنطوان شربل، والأب ديمتري فياض.
11) الرهبنات النسائية: الأخت يولا نصر.

خاتمة

إتسمت النقاشات العامة بروح الأخوة والفرح. وكانت تتوسط قاعة الاجتماعات المركزية أيقونة السيد المسيح والعذراء: فإلى العذراء مريم سيدة لبنان وأم الكنيسة نودع أعمال هذه الدورة وتوصياتها لتباركها وتنيرها بمحبتها. ومن دواعي الاعتزاز أيضا أنّ أعمال هذه الدورة اختتمت بتوقيع الكتاب الخاص بزيارة قداسة البابا بندكتوس السادس عشر للبنان في أيلول 2012، بحضور فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان.
إلى رب السلام نرفع صلواتنا وأدعيتنا ليحل الأمن والسلام ويعيننا على العيش المشترك، مسيحيين ومسلمين، والشهادة الحية الفاعلة في أوطاننا المشرقية ولا سيما في لبنان.  

  • شارك الخبر