hit counter script

بيان المطارنة الموارنة بعد اجتماعهم الدوري في 30 تشرين الاول 2013

الأربعاء ١٥ تشرين الأول ٢٠١٣ - 14:06

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

 ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي في بكركي، الاجتماع الدوري للمطارنة الموارنة، بدلا من الاسبوع المقبل بسبب سفره الى روما. وشارك في الاجتماع الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، والرؤساء العامون للرهبانيات المارونية، وتدارسوا شؤونا كنسية ووطنية. وفي ختام الاجتماع صدر بيان تلاه امين سر البطريركية الاب رفيق الورشا، جاء فيه:

1 - "ثمن الآباء أعمال المؤتمر الأول "للقاء مسيحيي المشرق"، الذي انعقد في نهاية الأسبوع الفائت، في حضور رئيس الجمهورية وبطاركة الكنائس وشخصيات دينية ومدنية. فكانت مناسبة للاعراب، باسم المسيحيين والمسلمين في لبنان والمنطقة، عن القلق على الوجود أمام التحديات والأزمات التي تتهدد مصيرهم ومصير منطقتهم والحضارة المشتركة التي انجزوها معا منذ ألف وأربعماية سنة. وكانت الدعوة الى تجديد الالتزام بهذا المصير وبهذه الحضارة المشتركين، برؤية واضحة وثبات في الرجاء. فالمسيحية لا تقف موقف المتفرج على التاريخ بل تصنعه أو تشارك في صنعه ببناء ملكوت المحبة والعدالة والمصالحة والسلام، وبخاصة في هذا الشرق، في خط الإرشاد الرسولي: "الكنيسة في الشرق الأوسط، شركة وشهادة.

2 - يهنئ الآباء ذوي اللبنانيين التسعة الذين كانوا مخطوفين في أعزاز، بإطلاق سراحهم وعودتهم سالمين. وهم يصلون من أجل نجاح المساعي لإطلاق سراح المطرانين بولس يازجي ويوحنا إبراهيم، والكهنة الذين ما زالوا مجهولي المصير. وهم ينظرون بعين الأمل إلى اليوم الذي ستنجح فيه المساعي المحلية والدولية، في إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين في السجون السورية، واللبنانيين المخطوفين في نيجيريا وسواها. وفي خضم الاعتداءات على كرامة الشخص البشري والحريات، يبقى لبنان، الذي تأسس ككيان حرية، مدعوا لتعزيز وحماية كرامة الإنسان وحقوقه الأساسية، والحريات العامة، وفي طليعتها حرية التعبير والرأي والدين والضمير.

3 - لقد آلم الآباء وجميع اللبنانيين الاقتتال الدائر في مدينة طرابلس، وما يوقع من ضحايا وجرحى، وما خلف ويخلف من أضرار جسيمة في المنازل والمتاجر، ويحرم المواطنين لقمة عيشهم وهناءهم، ويمعن في إفقارهم بإهدار جنى عمرهم، ويعطل الحياة العامة في المدينة. وما يؤلم بالأكثر هو أن الأحداث في طرابلس هي مجرد تصفية لحسابات المتنازعين الإقليميين والدوليين، وأن قادة المحاور، في الداخل والخارج، يمدون المسلحين بالمال والسلاح. لذا يرحب الآباء بالخطة الأمنية التي بدأ الجيش والقوى الأمنية بتطبيقها في المدينة. فينبغي دعمها الكامل في مهمتها لكي تحكم سيطرتها على المتقاتلين وأماكن التوتر. كما ينبغي منع الإعانات والمساعدات عنهم، ورفع الغطاء السياسي. ونأمل أن يتم ذلك أيضا في مختلف المدن والمناطق اللبنانية حتى يعيش الجميع بأمان وسلام، وتعود الحياة الطبيعية إلى المناطق اللبنانية كافة.

4 - يشعر الآباء بالخيبة أمام عجز المسؤولين السياسيين عن التوصل إلى تأليف حكومة يلتف حولها اللبنانيون، وتواجه التحديات الخطيرة المحيطة بنا وتسهم في إخراج البلاد من الجمود السياسي والإقتصادي، ومن الفلتان الامني وتفشي السلاح غير الشرعي بين أيدي مواطنين. ويؤسفهم أن يكون العجز نتيجة لربط التأليف بما ستؤول إليه الأحداث في سوريا والمنطقة من انتصار لهذا الفريق أوذاك، ونتيجة لسعي الأفرقاء في الداخل إلى الهيمنة الواحد على الآخر. كأننا بذلك بلغنا مرحلة سقوط أسس الميثاقية والدستور لصالح التجاذب السياسي وصراع القوى، الأمر الذي يرفضه اللبنانيون المخلصون، ويعبرون عن هذا الرفض بأنواع شتى.

5 - توقف الآباء عند جلسة مجلس النواب الأخيرة، وأسفوا لما آلت اليه أحوال هذا المجلس. فبدل أن يسرع النواب الى القيام بدورهم التشريعي، وبخاصة إلى وضع قانون جديد، عادل ومنصف، للانتخابات النيابية والإسراع في إجرائها، استعدادا لانتخاب رئيس جديد للجمهورية في موعده الدستوري، إذا بهذه المؤسسة تتحول مكانا لتصفية الحسابات السياسية. هذا الجو يقلق اللبنانيين، ويعطل دور لبنان ورسالته في هذه المنطقة، على مستوى الإنماء والاستقرار والسلام وتعزيز العيش المشترك السياسي والاجتماعي القائم على الثقة المتبادلة والتعاون في ورشة النهوض، والمشاركة المتساوية والمتوازنة في الحكم والإدارة.

6 - وإذ يقلق العائلات خطر تفشي شلل الأطفال بسبب الاكتظاظ السكاني والنزوح المتواصل من الخارج والوباء البيئوي الذي قد يساعد على دخول فيروس هذا المرض، يدعو الآباء المدارس والمؤسسات والعائلات للافادة من "الحملة الوطنية للتلقيح ضد شلل الأطفال"، التي تنظمها وزارة الصحة العامة في لبنان وفقا لبرامجها المعلنة.

7. يعرب الآباء عن قلقهم من تفشي زراعة الممنوعات، وصناعة المواد المخدرة وتهريبها، ما يعرض سمعة لبنان للاهتزاز، ويضع المجتمع اللبناني أمام تزايد خطر الإتجار بالمخدرات وتعاطيها، ويقع ضحية ذلك كله جيلنا الشاب الذي يكفيه ما يواجهه من تحديات.

8 - تحتفل الكنيسة يوم الأحد المقبل بافتتاح السنة الطقسية الجديدة، ويلتئم خلال الأسبوع الثاني من الشهر مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان. فيدعو الآباء أبناءهم الى مواكبة هذا المجلس بالصلاة من أجل الاستقرار في لبنان، والسلام في سوريا ومنطقة الشرق الأوسط، ونجاح الاستعدادات لمؤتمر جنيف 2. ويدعونهم إلى إحياء السنة الطقسية بمشاركة الكنيسة في التأمل بأسرار الخلاص وعيش ثمارها، بشفاعة الدائمة البتولية والدة الله مريم، والرسل والشهداء والقديسين".  

  • شارك الخبر