hit counter script

مقالات مختارة - ميشيل تويني

اللاجئون السوريون: إلى متى؟

الأربعاء ١٥ تشرين الأول ٢٠١٣ - 08:31

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

النهار

لم يعد ثمة سبيل للهروب من مواجهة مشكلة اللاجئين السوريين بعدما باتت أمراً واقعاً، مثبتاً بالأعداد والتجمعات والمشكلات الاجتماعية والاقتصادية والامنية التي تتسبب بها.
لا سبيل للهروب من أمر واقع: نحن أمام ازمة كبيرة لا نملك القدرة على حلّها، ولا آلية مواجهتها، اذ لا خطة حكومية واضحة لتنظيم هذه الهجرة او للحد منها. فالمسؤولون، وغير المسؤولين، يتناولون الموضوع يومياً من باب المزايدة، لكن حتى الان لا نرى تدابير عملية توحي جدية في الحل.
وإذا كان التركيز على المشكلة والحضّ على مواجهتها واجباً ملحاً، فإن ضبط الحدود وتنظيم توافد المهجرين السوريين ودخولهم الاراضي اللبنانية واجب اكبر، وخصوصاً بعدما تأكد أن عددهم بات يقرب من مليون لاجىء وفق الارقام الرسمية. لكن ليس هناك إحصاء رسمي، ولا يمكن ان يكون هناك مثل هذا الاحصاء لان احداً لا يجهل حال الفلتان على الكثير من المعابر الحدودية بين لبنان وسوريا. والكلفة التي سيدفعها لبنان ستفوق 6 مليارات أورو في نهاية السنة المقبلة، وهو رقم يدعو الى التساؤل عما نحن ذاهبون اليه؟
صحيح أن الجميع يتعاطفون مع الشعب السوري انسانياً، لكن التعاطف يجب ألا يجعلنا ننسى خطورة استمرار هذا اللجوء العشوائي. فهل من دراسة دقيقة تفيد الى أي حد يمكننا استيعاب اللاجئين؟ وهل ثمة منطق يعتبر ان بلداً مواطنوه ثلاثة ملايين ونصف مليون نسمة، يمكنه استيعاب مليون لاجىء، وحبل تزايدهم على جرّار الشتاء القاسي الموعود؟ هل المستشفيات والطرق والمدارس والمنازل موجودة لاستيعاب هذا العدد؟ وهل التجربة المرّة مع اللجوء الفلسطيني لا تشكل هاجساً للبنانيين حيال النزوح السوري المتمادي، وخصوصاً ان المخيمات الفلسطينية صارت عقاباً دولياً للبنان واللبنانيين؟ الخوف من التوطين دائم ومستمر، والحالة الانسانية في المخيمات مزرية تولّد مزيداً من الفقر الذي ينتج مشكلات اجتماعية خطيرة، والفلسطيني لا يمكنه الذوبان في المجتمع اللبناني، كما لا يمكنه العودة الى دياره، وقد توجه الى اقتناء السلاح الذي استولد الجريمة وضرب الامن والاستقرار. نحن لا نكشف سرّاً، ولا نجد خجلاً في الافصاح عن هواجس اللبنانيين، كل اللبنانيين، حيال حجم اللجوء السوري الى لبنان، الذي يعاني اقتصادياً وأمنياً، إضافة الى أزمته السياسية. فإلى متى نستمر في دفع الاثمان عن الآخرين، عرباً وأمماً متحدة ومنظمات انسانية؟ والى متى نظل نقف أمام المشكلات والازمات بلا رؤية وعلى قاعدة ردّة الفعل بدلاً من الفعل؟
المطلوب اليوم قبل الغد آلية تنظيم واضحة، مع خطة حكومية واعية وعملية في مواجهة أخطار هذا اللجوء السوري الكبير.

  • شارك الخبر