hit counter script

كلمة العماد ميشال عون بعد اجتماع تكتل "التغيير والاصلاح" في 8 تشرين الاول 2013

الثلاثاء ١٥ تشرين الأول ٢٠١٣ - 19:34

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لفت دولة الرئيس العماد ميشال عون الى أن كل ما يتعلّق بالنفط والغاز يتعرقل، في الوقت الذي تشكّل فيه هذه المشاريع طريق استنهاض لبنان اقتصادياً، وتساءل عن الأسباب الكامنة وراء هذه العرقلة، وهل هي خوفاً على أرباح الشركات، أو لعدم إزعاج إسرائيل، أو لضرب أي مشروع يقوم به تكتل التغيير والاصلاح؟

ودعا الحكومة للاجتماع "لنعرف على الأقل من يعارض ولماذا يعارض"، وخصوصاً أن كل القانونيين أجمعوا على إمكانية اجتماعها وأخذها القرار. وحذّر الجميع من أن مشروع تطييف النفط وتوزيعه في البحر لن يمر لأن النفط هو لكل لبنان.

وفي ملف النازحين أكّد العماد عون أن المطلوب هو حلّ جذري وليس موقف تسوّل في العالم كما هو الحال اليوم، ودعا الدول التي تطالب لبنان بحل "أن تساوينا على الأقل بنفسها"، مشدّداً على أن "المساعدة لا تعني أن نُحمّل فوق طاقتنا".

وقال:

أهلاً وسهلاً بكم في لقائنا الأسبوعي.

تناولنا اليوم العديد من المواضيع، وكان في طليعتها موضوع استخراج النفط الذي استحوذ معظم الوقت، لأنّ هذا الموضوع لم يعد بسيطاً، بل صار مركّباً. نتانياهو يتكلّم في الجنوب، فتغنّي السلطات اللبنانيّة في بيروت..!! هذه المسألة باتت فاضحة ومفضوحة، ومن غير المقبول التغاضي عنها، وخصوصاً وأنّنا نعرف أنّ خلاص لبنان إقتصادياً يتعلّق باستخراج النفط، وكلّ اللبنانيين ينتظرون هذا الأمر. يمدّدون في تأجيل استخراج النفط تماماً كما مدّدوا للمجلس النيابيّ ولبعض الأفراد. كلّ ما يتعلّق بالغاز والنفط، تتمّ عرقلته، بدءاً من مشروع خطّ الغاز الذي يجب أن يمتدّ من الشمال إلى الجنوب، وصولاً إلى مشروع سيارات الغاز والمازوت الأخضر..!! لماذا يعرقلون هذه المشاريع؟؟ هل تنبع هذه العرقلة من خوفهم على شركات النفط وعلى أرباحها من أن تتدنى؟ أم يخافون من أن تنزعج إسرائيل من استخراج النفط في لبنان؟؟!! أو يخافون من أن يكون تكتّل التغيير والإصلاح هو من يقوم بكلّ هذه الإنجازات لاستنهاض لبنان إقتصادياً وعودته إلى مرحلة الإزدهار، ما يثني أبناءه عن بيع أرضهم والهجرة، فيبقون بالتّالي في أرضهم ويساهمون بإنماء وطنهم؟؟!!

نريد أن نفهم ماذا يريدون..!! تتعدد الطلبات والمطالب؛ أحدهم يطالب بعشرة وآخر يسأل عن التلزيم، فيما ثانٍ يطالب بشركات أخرى، وثالث لا يريد أيّ من الشركات ورابع يطالب بالإجماع..!! فلتجتمع الحكومة لنعرف من الذي يعارض هذا الموضوع وما هي أسباب معارضته..!! لا يجوز أن يستمرّوا بسلوكهم هذا..!! هل يتلاعبون بنا وبالشعب اللبناني على أساس أنّ الوضع الإقتصادي في لبنان جيّد ويحتمل هذا التلاعب؟؟!! لماذا يتعثّر هذا الموضوع في وقتٍ أجمع فيه كلّ القانونيين على إمكانيّة اجتماع الحكومة قانونيّاً واتّخاذ القرار؟؟!! هذا القرار سيُصاغ وفقاً لقواعد إقتصاديّة وعلميّة وليس وفقاً لمزاجيّة بعض الأشخاص..!! إستتباعاً لسلوكهم هذا، يبقى فقط أن يتقاسموا النفط طائفياً، فيحدّدون حصّة كلّ منهم، ليقوم بالتالي بتلزيمها وتوزيعها كما يشاء..!! أينما كان مكان استخراج أي ليتر من النفط، شمالاً أو جنوباً أو في الوسط، يكون لكلّ اللبنانيين، ولا يحلمنّ أحدٌ بتطييف النفط وتقاسمه وهو لا يزال في البحر. بدأنا بتلمّس أمور سيّئة تتعلّق بهذا الموضوع..!! إشاعات وخبريات، البارحة سمعنا نكتة تقول إنّ جبران باسيل يريد تلزيم النفط في منطقة البترون.. مع العلم أنه لا يوجد نفط في تلك المنطقة..

في موضوع آخر، قام أحد الموظّفين المتمرّدين بتقديم شكوى ضدّ أحد الوزراء في مجلس شورى الدّولة!! بالشكل والأساس أعتقد أنّ مجلس الشورى سيقوم برفض هذه الشكوى، لأن هذا المجلس لا يمكن أن يحمي التمرّد ولا أن يقوم بمُساعدة مُوظّف يُعطّل جميع مصالح الناس لأنه مزاجيّ، ويُكبِّد الدولة خسائر بملايين الدولارات في العام أقلّها بين ستة وسبعة ملايين دولار في العام الواحد، والأسوأ من ذلك أنه مَحمي سيّاسياً وطائفياً، هذا الأمر لم يحصل في أيّ دولة في العالم حتّى الدول المُتخلّفة والدول العشائريّة.

المسوؤلون يعرفون أنفسهم وفي المرّة المقبلة سنقوم بتسميتهم، نأمل من مجلس الشورى أن يكون على مستوى المسؤوليّة في التعاطي مع هذا الموضوع، خصوصاً إذا كان التعامُل مع شخص في حقِّه أكثر من خمسة وعشرين إحالة إلى التفتيش المركزي وأقلّه سبع دعاوى جزائية.

القضاء العدلي والتفتيش الإداري لم يقوما بالتحرّك حتى الآن، والفلتان يسود الأوضاع، وذلك تحت رعاية كبار المسؤولين، وعلى الرغم من ذلك يستمرّون بالحديث عن الدولة والنظام.

في الشأن السوري، اطّلعنا على النداء الذي وجهه الصليب الأحمر من أجل إغاثة دير مار تقلا في معلولا، وهذه ليست بالمرّة الأولى التي يتمّ فيها توجيه نداء كهذا. لا يجوز أن نلتزم الصمت حيال هذا الموضوع، فحتّى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي لم يشر مسبقاً الى هذه الأمور، أبدى اليوم تخوّفه على مسيحيي المشرق.

إذاً، الموقف المُتراخي والمُعَقّد في لبنان حول هذا الموضوع غير مقبول، لذلك على كلّ اللبنانيين، سلطات وغيرها، التحرّك تجاه هذه الحالة الإنسانيّة. التمييز العنصري يقع علينا نحن المسيحيين، ولا أحد يقول شيئاً. إنسانيّتهم لم تتحرّك اليوم تجاه ما يحصل في معلولا وفي غيرها.. هي فقط تتحرك عندما يتعلّق الموضوع بالنازح السوريّ، فحتى إذا كان سارقاً لا يجوز أن يتعرّض له أحد !!

الموقف اللبناني في موضوع النازحين هو موقف تسوّل في العالم، ليقدّم المساعدات لهم، ولكن ليس بالتسوّل تُحلّ هذه المسألة، نريد حلاًّ جذرياَّ. وحتّى وزير الخارجية الإيراني لاريجاني طالب بحلٍّ جذري لموضوع النّازحين السّوريين إلى لبنان.. فلنكن على الأقل على مستوى من يطالبنا بالحل، ولنساهم مع من يريد مساعدتنا على إيجاده.

سبق وتحدّثت عن الأرض الآمنة في سوريا، وقلت أن كلّ فريق من النازحين يمكنه إيجاد مساحة آمنة له في بلده، يذهب إليها. موضوع النّازحين اليوم لم يعد مقبولاً خصوصاً أنّ هناك كلام عن أنّ عددهم سيصبح حوالي ال 4 ملايين في العام المقبل، وهذا الأمر خطيرٌ جدّاً، إذ أصبح تهجير السّوريين منهجياً وليس أمنياً فقط. خلال الحرب في لبنان كان اللبناني يلجأ الى مناطق تبعد نسبياً عن خط التماس، كان يكفيه أن يبتعد أحياناً مسافة 500 متر ليجد مكاناً آمناً.

سوريا التي هي أكبر من لبنان ب18 مرة، ألم يعد أبناؤها يجدون فيها مكاناً آمناً يعيشون فيه؟؟ إذا أردنا أن نساعد فيجب أن يكون ذلك ضمن المعقول والمنطق، لأننا لا نقدر أن نحمل أكثر من طاقتنا.

ثمّ أجاب عن أسئلة الصّحافيين:

س: تعتبر بعض الأوساط المعنية بملفّ النّفط أنّ الرّئيس نجيب ميقاتي يقف اليوم في وجه عمليّة تقاسم للجبنة في موضوع النّفط من قبل مكوّنات الحكومة المُستقيلة حالياً..

ج: فليقبض على اللّص ويضعه في السّجن. هذا الكلام غير مقبول لا من صحافي ولا من رئيس حكومة. من لديه مشبوهاً فليقدّمه إلى التّحقيق. رأينا الكثير من التّحقيقات في قضايا مُختلقة، أمّا الإرتكابات الحقيقية الثّابتة قضائياً فلا أحد يفتحها في القضاء، لذا فليتفضّل كلّ من له قضيّة ويعرضها على القضاء الّذي هو معه وليس معنا.

س: يُحكى اليوم أنّ هناك بوادر جيّدة لكي تولد حكومة في لبنان خصوصاً بعد أن تنفّس الإحتقان الأمني من الولايات المتّحدة الأميركية على سوريا. هل هذا الأمر صحيح؟ وهل موضوع الحكومة اليوم على نارٍ حامية؟

ج: ليس على حدِّ علمي أنّ أميركا وسوريا هما من تؤلّفان الحكومة في لبنان إلاّ إذا كانوا قد وضعوا لهم عملاء لهم هنا.

س: جرى عشاء أو اجتماع منذ يومين في منزل أحد النّواب، جمع رئيس الجمهورية والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الرّاعي والوزير السّابق فؤاد السّنيورة وغيرهم.. هل هذا الإجتماع برأيك هو في إطار التّمديد لرئيس الجمهورية؟

ج: أنا لا أبصّر في الفنجان، ويجب طرح هذا السّؤال على المنجّمين عندنا، ولكن إجتماعياً لا يمكنني أن أعترض على أيّ اجتماع يجمع بين إنسانٍ وآخر، ونأمل أن يكونوا قد أكلوا هنيئاً وشربوا مريئاً.

س: تمّ الحديث عن خطّة لتعويم الحكومة، ما مدى صحّة هذا الكلام؟

ج: لم أنفخ أيُّ دولابٍ حتّى الآن لكي تعوم الحكومة عليه.  

  • شارك الخبر