hit counter script

- المحامي لوسيان عون

من اهراءات روما الى أوكار المحرّمات!

الإثنين ١٥ تشرين الأول ٢٠١٣ - 07:32

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أجمعت المؤشّرات والتصريحات والمواقف والتقارير، منذ أشهر، على أنّ لبنان يسير بشكلٍ انحداري باتجاه الهاوية والمجهول.
غيضٌ من فيض جاءت به تقارير المنظمات والهيئات العالميّة المتعلقة بالنمو وبسمعة لبنان الناجمة عن تصنيف جواز سفر لبنان في أدنى درجاته وغضّ الطرف عن زراعة حشيشة الكيف في سهوله الخصبة، كما وكفّ يد الاجهزة الامنيّة عن قمع مخالفات البناء، وترك أمر قمعها للسلطات المحليّة المحكومة بشتّى الاعتبارات العائليّة والظرفيّة والمصلحيّة الانتخابيّة، فضلاً عن الشلل شبه التام الذي يلفّ مؤسّساته العامة، كما والفساد المنتشر في متلف أرجائه، ناهيك عن سوء أداء إداراته المختلفة.
يبشّر وزير الداخليّة بأنّ الرئيس ميشال سليمان سوف يكون آخر رئيس لجمهوريّة لبنان، وألا حكومة بعد اليوم في نظامنا الديمقراطي. وزير السياحة ينعي السياحة في لبنان. ووزير الطاقة يخشى من أنّه لن يكون بإمكاننا بعد اليوم سحب نفطنا من البحر واستثماره إنما سوانا. وتكرّ مسبحة نعي معاليهم ولا سيما وزراء الخدمات الميامين.
قد يصل بالمواطن اللبناني الى حدّ التفكير بالانتحار تارة، وتارةً أخرى بهجرة وطن عرف قديماً بكونه صدر الحرف أيام الفينيقيّين، وأسّس معهد بيريت للحقوق، كما تحوّلت سهول بقاعه الخصبة الى اهراءات روما، إضافة الى تصدير الطاقات الفكريّة الى الخارج في حين يشرّع الباب أمام شتّى العضلات الاجتماعيّة والاقتصاديّة والنازحين، والتجارة بالمواد الفاسدة.
وهنا يبقى السؤال:
هل يبقى لبنان اليوم على ما سوف يكون غداً؟
هل ستتغيّر معالمه الديموغرفيّة والاجتماعيّة بعد الصفقات العقاريّة التي تتمّ علناً أم تحت جنح الظلام؟
وهل يبقى نظامه الديمقراطي الليبيرالي الحرّ على ما هو عليه بعد استفحال ظاهرة شلّ مؤسّساته الدستوريّة وتسيّب أمنه وانتشار الفساد في أرجاء دوائره الرسميّة؟
هل قدر اللبناني أن ينال الفلتان من سمعته عالميّاً فيتحوّل من مواطن مثالي بنظر الغرب والشرق الى مشروع ارهابي ومخرّب وشاذ عن القانون فيصنّف على اللوائح السوداء بدءاً من جواز سفره وصولاً الى ربطه بقوائم الارهاب العالمي ووضع اللبنانيّين بشتّى مشاربهم ومذاهبهم ومعتقداتهم في سلّة واحدة؟ فلم يعد على جدول أعمال بعض المسؤولين سوى تبييض سمعتهم وسجلاتهم وعقد الاجتماعات مع مسؤولي الخارج للكف عن ملاحقتهم وترحيلهم؟
إنّها الفوضى الخلاقة التي صنعها اللبنانيّون بأيديهم حينما زجّوا أنفسهم في معارك الآخرين وفي مماحكات عنصريّة وإثنيّة ومذهبيّة وعقائديّة لا دخل ولا مصلحة لنا بها. وها نحن ندفع أثماناً باهظة بينما اقحمنا به، قبل أن نصحو على سطح بركة عائمة من الاوساخ والفساد والعفن والحقد الدفين الذي لا علاج له سوى الوحدة والتضامن وإعادة وصل ما انقطع وترميم مؤسّساتنا حقّنا لمزيد من الدماء والتوترات وحفاظاً على ما تبقّى.
 

  • شارك الخبر