hit counter script

- روني الأسعد

المجتمع الدولي: لا تعريف ولا حل؟

الإثنين ١٥ أيلول ٢٠١٣ - 05:56

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

 هل سيتدخل "المجتمع الدولي" في سوريا كما فعل في ليبيا؟ لماذا فشل المجتمع الدولي في منع حصول الإبادة في رواندا؟ كيف سيتصرف المجتمع الدولي في هذا النزاع أو ذاك؟ لماذا تباطأ هنا وسارع هناك؟ لماذا اختلف على هذا الملف واتفق على آخر؟
لا يكاد يمّر خبرأو عمل سياسي ذات بعد إقليمي أو عالمي (أو حتى محلي) إلا ويرافقه مصطلح "المجتمع الدولي"، وأغلب هذه المرافقات تأتي في إطار الإنتظار لموقف أو قرار سياسي حاسم منه. وحتى لا يطول هذا الانتظار وتتكدّس الخسائر (وأغلبها بشرية وفي دول العالم الثالث)، هل يمكن إعطاء تعريف واضح ومحدد لـ "المجتمع الدولي"؟
أولاً، لماذا نقول "الدولي" وليس "العالمي"؟ ما الفرق؟ إذا كان المقصود بـ "الدولي" نسبة الى "الدولة" فهل "الدولي" يعني مجموع دول عدّة؟ بحال نعم، فأيّ دول نقصد؟ هل المقصود الدول الأعضاء في الجمعيّة العامة للأمم المتحدة؟ فيكون قرار "المجتمع الدولي" ما يقرره النصف زائد واحد من هذه الدول؟ بحال نعم، ماذا عن القدرة التنفيذية - التطبيقية لهذا القرار؟ فليس من المنطقي أن تنتظر الشعوب موقف أو قرار من "المجتمع الدولي" غير قابل للتنفيذ (فما نفعه وما نفع الإنتظار؟!). لذلك ومن حيث المنطق، هل يصبح مصطلح "الدولي" محصوراً (عملياً) بالدول الـ 15 الأعضاء بمجلس الأمن؟ بما لديه من سلطات تنفيذية واسعة وفق ميثاق الأمم المتحدة.
ثانياً، يتكّون مجلس الأمن من أعضاء دائمين (الدول الخمس) وأعضاء غير دائمين، فهل يمكن أن ننتظر موقفاً أو قراراً من دول غير دائمة لا تتمتّع بحق الفيتو؟! وحتى ولو كان موقف هذه الدول مهمّاً من حيث الحصول على 9 أصوات من أصل 15 ليصدر القرار عن مجلس الأمن.
فهل ينحصر مفهوم "الدولي" إذاً (ومرة أخرى من الناحية العمليّة) بالدول الخمس صاحبة الفيتو؟ ليحدد بـ "تفاهم هذه الدول"؟
ثالثاً، ماذا نعني بالمجتمع؟ هل المقصود مجتمعات هذه الدول الخمس فقط؟ وهل من ينتظر موقفاً من المجتمع الدولي عليه أن يراهن على "المزاج" السياسي لمجتمعات هذه الدول الخمس؟ والتي في أغلب الأحيان لا تكترث كثيراً بما يجري خارج دولها (المواضيع التي نوقشت في الإنتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة خير دليل على ذلك).  أصلا بعض دول الخمس لا تصغي ولا تكترث كثيراً لمزاج شعوبها. هل يصبح إذاً المقصود بـ "المجتمع" توافق رؤساء الدول الخمس الدائمة العضوية؟ بمعنى أنّ قرار "المجتمع الدولي" أصبح أكثر ارتباطاً بشخصية الرئيس ورؤيته الخاصة بتحقيق مصلحة بلاده؟ وهل هذا هو التعريف المنشود أم هو المشكلة بحد ذاتها؟
وحتى لا تنتظر شعوب العالم  كثيراً، هل يمكن الاستنتاج بأنّ "المجتمع الدولي" هو توافق في الدرجة الأولى بين زعماء الدول الخمس صاحبة الفيتو في مجلس الأمن، وخصوصاً في الظروف الحاليّة بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا في الدرجة الأولى؟ ومن ثم موافقة فرنسا، بريطانيا والصين في الدرجة الثانية؟
هل يعقل أن يترك العالم بين رحمة بعض الدول من أجل المصلحة الخاصة؟ ألم يكن  الهدف من إنشاء منظمة الأمم المتحدة تجنب الحروب وتخفيف آلام وعذابات الناس؟ هل الحلّ هو بإلغاء مفهوم الفيتو في مجلس الأمن وهل سيبقى هناك شكل ما أو مؤسسة لـ "المجتمع الدولي"؟ أم أنّ غموض المصطلح مقصود ربما؟
ما الحل؟

  • شارك الخبر