hit counter script
شريط الأحداث

كلمة العماد ميشال عون بعد اجتماع تكتل "التغيير والاصلاح" في 24 أيلول 2013

الثلاثاء ١٥ أيلول ٢٠١٣ - 20:26

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لفت دولة الرئيس العماد ميشال عون الى أن تشكيل الحكومة يكون حصيلة للاستشارات النيابية وإرادة رئيس الحكومة المكلّف ورئيس الجمهورية، ولا يقتصر على إرادة رئيس الحكومة فقط كما نسمع، واعتبر أن العرقلة الحاصلة في عملية التأليف ليست متأتية من شروط "الآخرين" بل من شروط الرئيس المكلّف وما تحمِل من خروج عن الميثاقية وعن التقاليد البرلمانية. مشدداً على أن التيار هو من يختار وزراءه ولا يقبل بأن يختار الآخرون عنه.

العماد عون الذي كان يتحدّث بعد الاجتماع الأسبوعي لتكتل التغيير والإصلاح تطرّق الى التفتيش المركزي والقضايا العالقة فيه منذ زمن ولم تبتّ، وعرض "طرحه في المزاد العلني" ليباع "خردة" إذ يبدو "أنه لم يعد نافعاً لشيء..

وتطرق أيضاً الى عائدات البلديات وسأل عن أسباب التأخير في دفع المستحقات لأصحابها، وأعلن أن وزير الاتصالات حاضر للتوقيع على المرسوم، ويبقى توقيع وزيري الداخلية والمالـية ودعاهما للتوقيع كي تحُلّ هذه المشكلة.

وأعلن أيضاً عن خلوة للتكتل في الحادي عشر من تشرين الأول، كما دعا الى أوسع مشاركة في القداس الذي سيقام هذا المساء عن نية معلولا وراحة لنفوس شهدائها.

وفي ما يلي نصّ الحديث:

أهلاً وسهلاً بكم في لقائنا الأسبوعي.

بحثنا اليوم العديد من القضايا، ومنها ما يتعلّق بالبلديات والأموال الموجودة مع الحكومة والتي تعود إلى مختلف بلديات لبنان، وهذه الأموال هي عبارة عن عائدات من الهاتف الخليوي. بدأت هذه المعركة منذ خمس سنوات، وقد اتّخذنا جميع الإجراءات لحفظ هذه الأموال، وصدرت القرارات بهذا الخصوص من مجلس الوزراء، ونحن اليوم نطالب بتوزيع هذه الأموال على أصحاب الحقوق. لا نعلم أسباب التّأخير في دفع المستحقّات للبلديات. ثلاثة وزراء مسؤولون عن عملية دفع هذه الأموال، وهم وزير الإتّصالات، ووزير الدّاخليّة والبلديّات ووزير المال، ونحن نضمن توقيع وزير الإتّصالات لتوزيع هذه الأموال، ونطالب وزيري المال والدّاخليّة بتوقيع هذا المرسوم كي يُصار إلى توزيع المال المستحقّ. نأمل أن يتمّ هذا الأمر لئلاّ نبدأ بإجراءات عمليّة ونعقد المؤتمرات ونطالب بالإضرابات لأنّ مشاكل البلد كثيرة وهو بغنىً عن مشكلة إضافيّة. إذاً، الأموال متوفّرة، والحقوق موجودة، ولا يتطلّب الأمر سوى قراراً بسيطاً.

قرّرنا أيضاً عقد الخلوة السنويّة لتكتّل التغيير والإصلاح في 11/10/2013 في دير القلعة.

وفي سياق آخر، مساء اليوم سيتمّ الإحتقال بالذبيحة الإلهيّة عن راحة نفس الشهداء الذين سقطوا في معلولا، وتضامناً مع تلك البلدة المنكوبة وخصوصاً أنّه صدر اليوم عن بطريركيّة الأرثوذكس بياناً يقول إنّ دير مار تقلا في البلدة في خطر، إذ باتت تنقصه الكثير من الأمور ما يهدّد حياة الذين لا يزالون يتواجدون هناك، ومنهم الراهبات وأطفال الميتم التابع للدير.

بالعودة إلى الدّاخل اللبناني، هناك الكثير من القضايا التي لا تزال عالقة في التفتيش المركزي. التفتيش المركزي لا يبت بتلك القضايا التي تتضمّن مخالفات كبيرة وجرائم جنائيّة أيضاً، ما دفعنا إلى القول إنّنا سنعرض التفتيش المركزي للبيع في المزاد العلني على أنّه خردة، لأنّ أيّاً من أجهزته لا يقوم بعمله، ولذلك نريد بيعه كخردة وقد نبيعه قطعاً لاحقاً.

أمّا بالنسبة لتأليف الحكومة، فقد تجنّبت كثيراً الكلام عنها، إلاّ أنّنا نسمع كلاماً وكأنّ رئيس الحكومة يريد أن يتواجه معنا في موضوع التأليف، وخصوصاً عندما يقول إنّ له الحقّ في تأليف الحكومة على أن يقوم رئيس الجمهوريّة بالتوقيع من دون أن تكون الإستشارات النيابيّة ملزمة له..

إذا كان الأمر كذلك، فليؤلّف الحكومة مع جبهة النّصرة وليس معنا.. لماذا يتوجّه إلينا بكلامه؟؟ من سيعطي حكومته الثقة؟؟ من غير المقبول أن يفكّر بتشكيل حكومة تصريف أعمال لا تحصل على ثقة المجلس النيابيّ، لأنّ هناك حكومة تصريف أعمال قائمة وهي حائزة على ثقة المجلس. لا يمكن أن تأتي حكومة لم تحظَ بثقة المجلس النيابي لتقوم بتصريف الأعمال بدلاً من حكومة تصريف الأعمال القائمة حاليّاً. إنطلاقاً من هنا، لا نريد أن نسمع بهذه الأمور مجدّداً.

وبموضوع تأليف الحكومة أيضاً، نسمعهم يتكلّمون عن المداورة، ولكن لا نفهم ما الذي يقصدونه بالمداورة..!! يقصدون بالمداورة وزيراً واحداً إذ أنّهم يذكرون إسمه دائماً. بات معلوماً، أنّه ومنذ استقالة رئيس الحكومة، فُتحت شهيّة النفط عند البعض، وبدأوا يتكلّمون عن المداورة ويسمّون الوزراء. لا اريد معالجة الموضوع من الناحية الشخصيّة، مع العلم أنّ الوزير ناجح جدّاً في وزارته، ولم ينجح أحد غيره، وبكلّ تواضع، في تلك الوزارة، نظراً للإنجازات التي قام بها. لو أنّهم أنجزوا ولو 1% شهرياً من الإنجاز الذي حققه الوزير لما كنّا وصلنا إلى الحالة التي نحن عليها اليوم في ما يختصّ بالكهرباء وبالمياه، ولولا مجهود الوزير لما كنّا رأينا خرائط النفط والغاز في المياه الإقليميّة اللبنانيّة، ولما كنّا رأينا أيضاً العرقلة التي يقومون بها اليوم لئلاّ يتمّ تلزيم النفط. هناك بضعة أشخاص يتصرّفون بثروة اللبنانيين لأهداف شخصيّة..!! يتكلّمون عن المداورة لكي يحجبوا هذا الوزير عن هذه الوزارة ويستطيعوا بالتّالي إلغاء المناقصة والقيام بالتلزيمات وفقاً لأهوائهم..

أوّلاً، هذا الأمر مشبوه.. وثانياً، إذا أردنا أن نفكّر علميّاً وبنزاهة وبتجرّد فلا أحد يقوم بالمداورة لمدّة 5 أشهر لحين استقالة الحكومة، لا سيّما أنّ الحكومة الثّانية الّتي ستأتي بعد انتخابات الرّئاسة مدّتها 6 أشهر ثمّ ستستقيل أيضاً، فهل تريد كل هذه الحكومات المتلاحقة المداورة؟! الموضوع يتضمّن نوايا سيّئة، أضف إلى أنّ صلاحية تأليف الحكومة لا تعود لرئيس الحكومة فقط، ضمن روحية القانون والميثاق، لأنّ الحكومة ستمثّل النّواب وليس شخصه الكريم كي يؤلّفها كما يريد.

الحكومة ستمثّلنا نحن النواب، وتمثيلنا لا يحصل إلاّ بخيارنا نحن. فهل أستطيع أن أنصّب نفسي نائباً عن منطقة كسروان بدون إرادة أهلها؟ هل أستطيع آتي بشخصٍ وأنصّبه نائباً عنها بدون إرادة أهلها؟! هناك أمور تتعارض مع المنطق، كما أنّ هناك أعرافاً يجب أن نحترمها.

تشكيل الحكومة اليوم يتعرقل بسبب شروط رئيس الحكومة المُكلّف الّذي يخرج عن الميثاقية والتّقاليد البرلمانية، وليس بسبب شروط الآخرين. فكيف سيوقّع الوزير المختصّ ورئيس الحكومة ورئيس الجمهورية، فهل القرار لهم في المراسيم؟! كلاّ. القرار لمجلس الوزراء ولكن هم من يوقّعون. أليس هذا ما يحصل؟! الحكومة هي حصيلة المشاورات النّيابية وإرادة رئيس الحكومة والجمهورية، ولذلك تحصل مشاورات ونقاشات لكي يتوصّلوا إلى التّأليف، وخلاف ذلك، لا يحلمنّ أحد بحكومة، ولا يمُنّ علينا أحدٌ بوزير أو يختار لنا وزراراتنا. نحن ننتقي وزراءنا ونحن نسند لهم الوزارات المختصّة.

وفي سياقٍ آخر، لقد تمّ إنشاءُ نيابةٍ عامّة للبيئة اليوم، وأُضيف إليها صلاحية التّراث الثّقافي لأنّ الثّقافة والبيئة ممزوجتان معاً بالطّبيعة، ونحن نعتبر هذا الأمر إنجازاً، خصوصاً أنّه حصل بناءً على طلب وزير الثّقافة.

 

ثمّ أجاب عن أسئلة الصّحافيين:

س: تحدّثت بعض الصّحف اليوم أنّك قد تتنحّى خلال 6 أشهر، كيف تردّ على هذا الكلام؟

ج: (ساخراً) سأذهب إلى الطّبيب كي أقوم بفحصٍ طبّي لصّحتي، فإذا كانت جيّدة أعدل عن التنحّي.. هناك كُثر ممّن يدخلوننا إلى المستشفى أحياناً بشكلٍ طارئ، وهم أنفسهم يتخيّلون أنّني سأرحل بعد 6 أشهر.

في الوقع لدّي نظرة مستقبلية دائماً، فأنظر إلى الأمام وأرى أنّ التّيار الوطني الحر ليس كما يظنّ البعض بأنّه ينتهي مع العماد عون. التّيار الوطني يمثّل أجيالاً وتطلّعات أجيال، وهو يحتاج إلى إطار (cadre) مدرّب لكي يكمل المهمّة، ومن واجبي أنا أن أقوم بتنشئته وتدريبه. ومن خلال ما نقدّمه لهم بالإضافة إلى كفاءتهم الشّخصية يستطيعون عندئذٍ أن يتأقلموا مع الأجواء والمشاكل الآتية ويؤمّنوا بذلك استمرارية التّيار الوطني الحر. كثر يظنّون أنّ التّيار الوطني الحر سيتلاشى بعد رحيل العماد عون. ولكن ما أقوله هو أنّني باقٍ في التّيار لأجلٍ غير مُسمّى. ثمّ إنّه بعد رحيل العماد عون سيكون هناك مجموعة من العمداء كالعماد عون، جميعهم تلامذتنا وتدرّبوا على أيدينا وهم يكسبون الآن تجارب في الحكم ويطّلعون على تفاصيل وقضايا المجتمع اللّبناني بدقّةٍ أكبر، وقد أصبح لديهم المعلومات الكافية، والحمدلله ستكون الأمور على خير ما يرام، والتّيار الوطني الحرّ مستمر، ونحن مستمرّون إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً.

 

س: بالعودة إلى الخلوة التي تحدّثت عنها، ما هو الهدف من هذه الخلوة بخاصةً أنها تأتي بعد خلوتين سابقتين قبلها والآن سوف تُنعقد الخلوة الثالثة لتكتلّ التغيير والإصلاح، فهل الأهداف والظروف هي نفسها ؟

ج: هُناك عناوين ثابتة سوف تُقابل بالإنجازات التي قُمنا بها، فهناك توصيات الخلوة الأولى التي سبقَ وإنعقدت في بيت شباب، وتوصيات الخلوة الثانية التي إنعقدت في منطقة الكنيْسة والآن سوف نقدّم توصيات الخلوة الثالثة

طبعاً هناك توصيات مستمرّة تُعطي "حقل" نشاطات معينّة، ففيها نُدرك ماذا حققنا وما هو ناقص وما الذي سنُضيفه، فالعناوين لن تتغيّر فهي مثلاً كلائحة كبيرة، يقوم الشخص بتشطيب ما أنجز منها، ويطالب بالذي سبق وقدّمه، ويقوم بزيادة النقص الذي لديه

وفي الوقت عينه هذه التوصيات هي بمثابة تقدير للعمل الذي قُمنا به في مجلس النواب، أين كانت نقاط الضعف ونقاط القوّة في جميع القطاعات، فهناك قطاعات أنجزنا فيها أكثر من قطاعات أُخرى والسبب أننا كنا بموقع المسؤولية التنفيذية فيها، فإستطعنا أن نقوم بإصلاحات أكثر.

هناك قطاعات ما زالت "خاماً" بالنسبة لنا، وهي بحاجة إلى العمل الكثير، ففي المداورة الوزارية إذا حصلنا في بداية العهد النيابي على وزارات جديدة سنكون ممتنيّن. عندما نتقدّم بالإصلاح إلى درجة معيّنة، العودة إلى الوراء تُصبح مستحيلة.

س: كيف ترى الإنفتاح المُستجّد بين إيران والولايات المتحدة الأمركيّة وهل له إنعكاس على وضع حزب الله في لبنان.

ج: هذا الإنفتاح له إنعكاس على المنطقة بأكملها، فإنعكاسه أولاً سيطال المملكة العربيّة السعوديّة الجارّة،" فالجارّ للجارّ "، وبالتأكيد ستُخلق نظرة جديدة لحلّ المشاكل في المنطقة التي كان يدور صراع كبير وصل الى حد رهيب من قتل ودمّ، وهذا سوف يتحوّل الآن الى حوار، ما يشكّل وثبة كبيرة نحو الحلول السلميّة. لقد جاء في تصريح اليوم للأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون " أنّ الربيع العربي تحوّل إلى شتاء، وقد طالب جميع الدول بإيقاف دعمها للحركات الثورية والمعارضات الدمويّة ، والمساعدة على إطفاء الحرائق والعودة الى الهدوء وصولاً إلى الحلّ.  

  • شارك الخبر