تكثر التبرّعات المادية للأطفال المصابين بالسرطان في لبنان. ومع خضوعهم للعلاج الكيميائي، يصبح التبرّع المادي غير كافٍ. فهذا المرض الخبيث يرغم المريض على تغيير مظهره من دون إرادته. وعلى الرغم من ذلك، نرى إرادة الحياة والتفاؤل موجودة في عيونهم. تفاؤل بمستقبل أفضل. تفاؤل بالشفاء من السرطان. ويشمل الدعم المعنوي للمرضى التبرع بالشعر من خلال قصّه بين 10 و40 سنتمتراً.

"أعطي من نفسك للآخر"، Give of Yourself to Others، نشاط من سلسلة نشاطات تقوم بها CrossTalk، وهي جمعيّة مسيحيّة غير حكوميّة، من أهمّ أهدافها التعليم المسيحي المسكوني. بلغ عدد طلابها حتى اليوم 200 طالباً بإشراف هيئة إداريّة وأخرى استشاريّة مكوّنتين من المطارنة والكهنة التابعين لكلّ من الطوائف المارونيّة، الروم الارثوذكس، الروم الكاثوليك، الأرمن الأرثوذكس، الأرمن الكاثوليك، اللاتين، الانجيلييّن والمشيخين.

أما السبب الأساس لاختيار هذا النشاط بالتحديد، فيعود، وفق عضو جمعية CrossTalk ومنظِّمة الحملة غادة خنيزر، إلى مشاركة أعضاء الجمعية في رياضة روحية، والتفكير بالطريقة الأنسب لخدمة المجتمع، فوقع الاختيار على تنظيم نشاط لقصّ الشعر والتبرّع به لمرضى السرطان، خصوصاً أنّ هذا المرض بات متفشياً بكثافة في العالم.

وأشارت خنيزر، في حديث إلى "ليبانون فايلز"، إلى أنّه "في السنوات الماضية، تبرّع أكثر من 100 شخص من مختلف الاعمار بـ10 إلى 40 سنتمتراً من شعرهم للأطفال المصابين بمرض السرطان الذين يتابعون علاجاً كيميائيّاً"، لافتةً إلى أنّ التعاون سيكون مع "Children Cancer Center" لأنّ الاتصال الأوّل منذ الحملة الأولى جرى مع هذا المركز بالتحديد.

وكشفت عن أنّ "ما يميّز النشاط هذا العام، الذي سيقام يوم الأحد في 22 أيلول الجاري في فندق "لو رويال" في الضبيّة، هو مشاركة الشباب الذين قرّروا التضامن مع مرضى السرطان من خلال تغيير المظهر عبر حلق الشعر كاملاً، إذ أنّهم يملكون شعراً قصيراً نسبيّاً لا يمكن التبرّع به، فيعتبر الحلق بمثابة تضامن مع الأطفال الذين خسروا شعرهم، فشعار الحملة "Change your look, Change a life"، يختصر هذا الموضوع"، اضافةً إلى تقديم عرض للفرقة الموسيقيّة الخاصّة بالجمعيّة CrossChords.

تجدر الإشارة إلى أنّ الحملة لا تقتصر على يومٍ واحد، إنّما تستمر على مدار السنة، فيتمّ التبرع اسبوعيّاً بحوالى 20 خصلة شعر، يتمّ تقديمها إلى المركز.

أما عن نشاطات الجمعيّة المقبلة، فأبرزها تحسين مظاهر بيوت المحتاجين، وما يعرف بـ"اليد المفتوحة" (Open Arm)، أي تشجيع الاولاد على شراء مواد للفقراء، لترسيخ فكرة العطاء لديهم، التي تشدّد عليها خنيزر.