hit counter script
شريط الأحداث

كلمة العماد ميشال عون بعد اجتماع تكتل التغيير والاصلاح في 17-9-2013

الثلاثاء ١٥ أيلول ٢٠١٣ - 19:17

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

من هو غير حرٍّ لا يمكن أن يكون مستقلاً
العماد عون بعد اجتماع التكتل:
العقول المحتلّة جعلت من لبنان أداةً وموضوعاً للتفاوض

كرّر العماد عون تخوّفه من وجود مؤامرة على لبنان لمنعه من استخراج النفط والغاز، ولم يبرّئ من المسؤولية "من لهم سلطة القرار"، منتقداً عدم دعوة الحكومة للاجتماع على الرغم من حكم مجلس الشورى الذي صنّف هذه المسألة بالضرورية والملحة. وأكد في سياق متصّل أن "خروج" الطاقه من المياه والأرض اللبنانية من شأنها أن تؤمّن الاستقرار للبلد لأن الشركات المستثمرة هي من الدول الكبرى الفاعلة في المنطقة، وعليه، سيصبح استقرار لبنان مصلحة اقتصادية لها.
وعن زيارة السفير الأميركي الجديد قال إن هناك بعض المواضيع التي يمكن الاتفاق عليها، مثل الإنماء وصيغة الحكم وصحة الممارسة، بخاصة أن السفير هيل كان له موقف رافض للتمديد لمجلس النواب، وتوقّع أن "نكون أمام مرحلة جديدة تحمل أموراً إيجابية"
ورداً على سؤال عن الأعداد المتزايدة للاجئين السوريين واللامبالاة التي يتعاطى بها المسؤولون في الدولة لإيجاد أي حل لهذا الموضوع، تقدّم باقتراح لاستئجار السرايا وساحتها لإنشاء مخيم يأوي اللاجئين "علّهم يفهمون أنّه لا يجوز أن يستمرّ الوضع على هذه الحال دون أن يحرّك أحدٌ ساكناً".

وفي ما يلي النص الكامل للحديث:
أهلاً بكم في لقائنا هذا الأسبوع،
الأحداث المحليّة قليلة في هذه الفترة، وما يمكننا أن ننتقده هو "انعدام العمل"، فلا عمل يحدث، هذا أكثر ما يُمكننا أن نقوله، لا يُوجد حكومة تعمل فهي ترفض أن تتحّمل مسؤوليّاتها على الرّغم أن مجلس الشورى قام بالبّت في بعض القضايا على أنّها ضرورية ومُلّحة .
ويبدو أنّ القضية خَطِرة لدرجة أنني أُبدي تحفّظي بالحديث عن هذا الموضوع الآن بانتظار الأيام المُقبلة القادمة، لأننا نشعر بأنّ هناك مؤامرة تحدث لمنع لبنان من استخراج نفطه ولا نبرّئ المسؤولين الذين يتمتعون بسلطة القرار، أي حكومة تصريف الأعمال التي لا تجتمع، فنحنُ نعلم من يحق له القيام بدعوة الوزراء الى اجتماع لبتّ هذا الأمر.
لن أقول أكثر الآن، فنحن سنترك الوقت يأخذ دوره، بعد أن قام وزير الطاقة بالتمديد شهراً إضافيًا كفرصة لبتّ الموضوع من قِبل الحكومة، ونأمل مِمن قام بتجميد هذا الموضوع أن يرتدع هذه المرّة، لأننا لن نبقى ساكتين وستكون كارثة على لبنان، كارثة نفسيّة أولاً لأنّ اللبنانيين سبق ووُعدوا بالنفط، وستكون كارثة على أثر النتائج السلبيّة التي سوف نتلقّاها من أهم الشركات النفطيّة في العالم لأننا نكون لم نفِ بوعودنا وتعهداتنا تجاههم.
هذه الشركات تكلفت الأموال وتكبدّت العناء، فهي ليست مُرغمة على دفع المال من أجلنا، والحصول على المستندات المطلوبة وتلزيمها شركات أخرى معها وإعداد دفتر شروط ومتابعة الدراسات.. لتخضع في النهاية لمزاج أحد المسؤولين الذي بكل بساطة لا يريد أن يتحمّل مسؤولياته.
بحثنا أيضاً في الاجتماع الأحداث والمشاكل التي تقع في بعض المناطق، في الجنوب وتحديداً مشكلة إيجار مدرسة في منطقة جزين، ومشكلة أُخرى تتعلق ببيع أراضٍ في الشمال، والإشكال في زحلة أيضاً بسبب شبكة الهاتف.. الأجواء مضغوطة، وهناك توتّرات، ولكن جميع هذه الأحداث لا زالت تنتهي بالكلام والحمدلله ، والكلام "ما بيموّت حدا.." ونتمنّى أن تبقى ردّات الفعل قائمة فقط على الكلام.
في شأن آخر، بالأمس استقبلنا السفير الأميركي الجديد، تكلّمنا في بعض الأمور المُهمّة للبنان وللولايات المتحدة أيضاً، ويبدو أن هناك إمكانيّة للتفاهم على بعض الأمور بسهولة؛ فهناك شؤون إنمائية وشؤون تتعلّق بطبيعة الحكم وبصحّة الممارسة القانونية توافقنا عليها.
والسفير الأميركي كان لديه موقف أمام اللجنة الخارجية للكونغرس في ما يتعلّق بالتمديد لمجلس النواب، إذ اعتبر أنّ هذه الممارسة كانت مخالفة للدستور. يبدو أننا امام مرحلة جديدة ونتمنّى إستمرار تلك الإيجابيّة.
وأود أن أشير أيضاً الى أنه بالأمس أُطلقت "جبهة حماية الدّستور والقوانين تجاوباً مع النّداء الّذي قمنا به والطرح الذي قدّمناه، ولكن هذه الهيئة مستقلّة وستعمل بصورةٍ مستقلّة وسيكون مقرّها في مؤسسة عصام فارس للشّؤون اللّبنانية. ونأمل أن تتابعوا عمله.
ولدينا أيضاً مشاريع أخرى في السياق نفسه كتحفيز الشّعب اللّبناني للمشاركة في عملية الإصلاح كي تصبح لديه ثقافةٌ قانونية ويعرف أن مسؤوليّته كبيرة، لأنه في حال فُرض أي أمر شاذّ على الوطن في مرحلةٍ معيّنة رغماً عن إرادتنا فإن إهمال المعالجة والرضوخ يكون بإرادتنا. وإزالة الحالة الشاذة هو مسؤوليّتنا وإلاّ نكون مشجّعين على بقائها.
ثم أجاب عن أسئلة الصحفيين:

س: طالما نحن امام مرحة جديدة، لأي مدى تتوقع أن يبقى الستاتيكو في لبنان، لأننا يبدو مُرتبطون بالأزمة السورية، فهل هناك تسوية قريبة في سوريا لكي ترتاح الأمور في لبنان ؟
ج: أنا لستُ مُفاوضاً على المستوى الروسي الأميركي ولكنني توقعت أن الحلّ في سوريا سيأتي من خلال تفاوض وتفاهم روسي أميركي وسبق وقلتها أمامكم، والآن قد بدأ هذا التفاوض، ولكن ما هي الفترة التي ستأخذها هذه المفاوضات لا أحد يعلم، فهناك عراقيل كثيرة موجودة ولكن هذه المفاوضات بدأت في النقطة الأهم وهي تسليم الأسلحة الكيميائية في سوريا.
عندما تقوم السلطات السورية بتسليم السلاح الرّدعي الوحيد لديها فهذا ليس من دون مقابل، فسوريا لديها حقوق تُريد أن تحصل عليها في المفاوضات وسوف تحصل عليها ومن يأمل عدم مطالبة سوريا بحقوقها هو مخطئ تماماً.

فيكفي أن يكون هذا المسار إيجابياً لكي تكون المفاوضات أفضل مع تقدّم الأيام. الضغط العالمي الذي حدث وتأثرت به جميع المجتمعات الأوروبية والأميركيّة أدّى الى الإنفراج، ونتمنّى في خطوة مُقبلة أن يتطور هذا الإنفراج أكثر، وهذا سيأتي بالتدرّج مع الوقت.

س: تضيق مساحة لبنان حتّى أمام أبنائه مقابل هذا الإنفراج، وقد نشرت صحيفة الأخبار اللّبنانية اليوم في دراسةٍ جديدة أنّ عدد النّازحين السّوريين في نهاية هذا العام سيكون مليونين و 400 ألف ليصلوا بحلول العام 2015 إلى نفس عدد اللّبنانيين الموجودين على الأراضي اللّبنانية. كان التكتّل قد طرح خطّة طريق، فأين أصبحت هذه الخطّة، وما كان الموقف الرّسمي فعلياً منها؟
ج: نحن لا نستطيع أن نتواصل مع أناسٍ نائمين أو موتى، بكلّ بساطة، يبدو وكأنّنا نخاطب أمواتاً عندما نقدّم أيّ مشروع.
طالما أنّه يتمّ اليوم استئجار المدارس لإسكان النّازحين السوريين فيها، فلماذا لا نستأجر لهم السّرايا وساحتها لينصبوا فيها المخيّمات ويحلّوا مكان رئيس الحكومة، كي يفهموا في الدّولة أنّه لا يجوز أن يستمرّ الوضع على هذه الحال دون أن يحرّك أحدٌ ساكناً. هناك مسؤولية ولكنّهم لا يتحرّكون. كل ما يقومون به تقديم التّصاريح والنّصائح.
لقد ظننّا أنّه إذا حرّرنا أرضنا من العسكري الغريب، يتحرّر الحكم، ولكن يبدو أنّ العقول محتلّة، وإذا كان عقل الشّخص محتلاًّ لا يمكن أن يكون حرّاً، وإذا لم يكن حرّاً فمن غير المعقول أن يكون مستقلاًّ. ليس هناك أحرار أو مستقلّون، كما أنّه ليس هناك فكرٌ سليم ليفكّر. جميعهم مُلحقون وقد جعلوا لبنان وسكّانه موضوع تفاوض وأدواتٍ بأيدي الآخرين. لماذا يجب أن يكون لبنان موضوع تفاوض بالنّسبة للأحداث في سوريا؟! لماذا؟! ما هو السّبب؟! يقول لافروف وغيره إنّ سوريا ستعود وتتوحّد في وطنٍ واحد وحكم مدني علماني لجميع الطّوائف والقوميّات الموجودة فيه، فماذا سيحصل عندنا؟؟
من يتوقّع التّقسيم مُخطئ، ومن يتوقّع حلاًّ آخر هو أيضاً مُخطئ. علينا أن نجادل دوماً كي يتمّ تشكيل حكومة ونضع شبكة مياه، ويتمّ تزفيت طريق ما. ماذا ننتظر؟! ننتظر ما هو مصيرنا ومن الّذي سيبحثه. فهل هناك سوى من ينتظر الّذي سيمثّله بالبحث في ما يتعلّق بمصير لبنان؟!
ينتظرون أن يقوم أحدٌ بكبس الزّر لتستجيب الشريحة في دماغهم كي يذهبوا عندئذٍ إلى التّنفيذ، وهذا الأمر غير محمول وغير مقبول.

س: نحن نعلم أنّ  الدّول الكبرى تخوض حروباً من أجل النّفط والغاز في العالم. ألا تكون في صدد تعريض لبنان للخطر إذا استخرجتَ الغاز، فلربّما طمعوا وباتوا يريدون أن يشنّوا حرباً على لبنان..
ج: لن يكون هناك حربٌ على لبنان، بل على العكس. خروج الطّاقة من الأرض اللّبنانية أو من المياه الإقليمية اللّبنانية سيؤمّن له الإستقرار، لأنّ الشّركات الكبرى الّتي يمكن أن تستخرج النّفط هي من الدّول الكبرى الّتي تصنع السّلام والحرب، لذا لا يمكن أن تكون مصالحها تحت الأرض وتقوم بحربٍ على سطحها. إذاً، فعلى العكس، استخراج الطّاقة هو بطاقة تأمين له.

س: ما هو موقف التكتّل من قضية تمديد الشّبكة الهاتفية لحزب الله في زحلة، خصوصاً أنّه أصبح هناك إشكالٌ كبير واستغراب لعدم صدور موقف من وزراء التكتّل في المدينة..
ج: أريد أن أسأل مروان حمادة والياس المرّ وفؤاد السّنيورة ماذا فعلوا في 5 و7 أيّار، ومن استمرّ في الحكم منذ ذلك الحين على أساس عدم إزالة الشّبكة الّتي بقيت على ما كانت عليه. نحن لم نؤسّس لهذه الشّبكة، ولكن يبدو أنّ من أسّسوها بدأوا يعترضون عليها اليوم.
أنا لا أستطيع أن أحلّ كلّ مشاكل لبنان الموروثة منذ العام 1990 حتّى اليوم، فقد ورثت منذ العام 1988 مشاكل من العام 1975 حتّى العام 1988. أنا لم آت أبداً في ظلّ عهد "صاغ وسليم"، والخراب لم يكن من إنتاجي..
لا زلنا ننتقل من مرحلةٍ فاسدة لمرحلةٍ أخرى فاسدة. إذاً، كل الذين كانوا في مركز المسؤولية عندما أُنشئت هذه الشّبكة، وقد كانوا يصوننها ويحرسونها لهم، لذلك فليتفضّلوا ويعطونا حلاّ لها الآن كي لا يتكرّر ما حصل في 5 و7 أيّار.

س: ولكن نوّاب المدينة هدّدوا بأنّ الشّبكة لن تمرّ..
ج: (مقاطعاً)، فلينزلوا إذاً، ويقوموا بإقفال الشّارع.
 

  • شارك الخبر