hit counter script

مقالات مختارة - الهام سعيد فريحه

لهذه الأسباب اللبناني لا يُصدِّق إلا عندما يتأكد

الأربعاء ١٥ أيلول ٢٠١٣ - 08:25

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الانوار

لماذا كل العالم تنفَّس الصعداء بعد التطورات المرتبطة بالضربة العسكرية إلا لبنان؟
ربما لأن اللبنانيين خبروا خلال سنوات الحرب كل أصناف الهدنات، من الهدنة الهشة إلى الهدنة المصطنعة إلى الهدنة الجدية، ولهذا فإنهم يتبعون المثل القائل:
لا تقل فول إلا عندما يصير بالمكيول، أو المثل القائل:
إن المؤمِن لا يُلدَغُ من الجحر مرَّتين. لقد عايش اللبنانيون أهوال كل الحروب ولو صدَّقوا كل هدنة كانت تُعلَن لكانوا صدَّقوا الهدنة الأولى التي أُعلِنَت مساء 13 نيسان 1975 أي بعد ساعات على حادثة بوسطة عين الرمانة، لكن منذ ذلك الحين وحتى اليوم أُعلِنَت آلاف الهدنات واستمرت الحرب.
ولهذا فهُم حين سمعوا بأن هناك هدنة ديبلوماسية في سوريا وضعوا أيديهم على قلوبهم وتذكَّروا الهدنات الهشة.

***
السؤال هنا:
هل ستقع الضربة أو لا تقع؟
وما هي الإحتياطات التي يُفتَرض باللبناني أن يتخذها في كل الظروف؟
قبل الإجابة لا بد من استعراض خلفية وحقيقة ما جرى.
كلمة السر الأولى تفوَّه بها وزير الخارجية الأميركي جون كيري في مؤتمر صحافي إثر محادثات مع نظيره البريطاني وليام هيغ حين قال:
دعوني أكون واضحاً، ان وقف النزاع في سوريا يتطلب حلاً سياسياً. لا يوجد حل عسكري، وليست لدينا أي أوهام بهذا الصدد لكن خطر عدم التحرك أكبر من الخطر الذي قد ينجم عن أي تحرك. ان الضربات التي تدرسها واشنطن ستكون محدودة في الزمن ومحددة الأهداف، لكننا لسنا ذاهبين إلى الحرب.
***
كلمةُ السر هذه قرأها كثيرون على انها تحتمل أكثر من سقف، فإما قرار بضربة عسكرية قد تؤدي فقط إلى تحجيم القدرة العسكرية لسوريا، وإما أن يتخذ قرار بضربة موسعة وبتسليح المعارضة السورية، وإما قرارٌ كما حصل يلوِّح بالضربة العسكرية في مقابل تنازلات تبدأ بتسليم السلاح الكيميائي وصولاً إلى مرحلة إنتقالية فتسوية سياسية.
لكن كل هذه الاحتمالات والسقوف تهاوت تباعاً بعدما كُشِف النقاب عن ان الرئيسين الاميركي والروسي ناقشا في قمة العشرين في بطرسبورغ الخميس الماضي وضع السلاح الكيميائي السوري تحت اشراف دولي، ما يعني ان التهويل بالضربة كان للتوصل الى هكذا قرار وليس الى الضربة وهذا ما توقعناه في هذه الزاوية حين سألنا: هل التهويل بالقوة هو لعدم استعمالها؟
***
مع ذلك فإن هناك ما لا يدعو إلى الإطمئنان، فإذا كانت هناك صفقة فهي ما زالت في بدايتها، والأمور بخواتيمها وليس بالبدايات، وهناك تطوران يجب انتظارهما:
الأول ما سيقرره الكونغرس الأميركي الذي ارجأ مناقشاته، والثاني نتائج الفحوصات على العيِّنات التي اتُخِذت من الغوطة، وبعد هذين التطورين يُعرَف ماذا ستكون عليه التطورات.
ربما بسبب هذا الإنتظار يستمر إجلاء الرعايا من لبنان، بتوجيه رسائل نصية على الهواتف الخلوية اليهم تدعوهم إلى تحديث بياناتهم والإبقاء على تواصل مستمر مع سفاراتهم التي وضعت خطة عند أي تطور.
***
من المؤكد انه انتظار ثقيل، ولهذا فإن اللبناني لا يُصدِّق إلا عندما يرى الجهة الثانية من النفق، ويبدو ان الجهة الثانية بدأت ملامحها تظهر من خلال التسوية التي أُبرِمَت الاسبوع الماضي في بطرسبورغ وبدأت خيوطها تظهر في نيويورك. 

  • شارك الخبر