hit counter script

مقالات مختارة - موناليزا فريحة

تفكيك الكيميائي بدل النظام

الأربعاء ١٥ أيلول ٢٠١٣ - 08:16

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

النهار

لم يوافق النظام السوري منذ بداية الازمة على اقتراح لا يضمن بقاءه، ولا هو سارع الاثنين الفائت الى اعلان قبوله بفكرة نزع أسلحته الكيميائية، لو لم يكن واثقاً من أن خطوة كهذه، إذا حصلت، لن تؤثر في ميزان القوى على الارض ولن تضعف موقعه في أية عملية تفاوضية.
في الشكل، بدا اقتراح مرتجل من كيري تلقفه الديبلوماسي المحنك سيرغي لافروف من موسكو وذهب به أبعد ، كأنه اختراق محتمل لا في أزمة سوريا فحسب، وإنما ايضا مخرج لتورط أوباما وحرج هولاند وعزلة كاميرون.
عمليا، أدركت موسكو أن الجميع يبحثون عن مخرج فطرحت فكرتها التي كانت لتبدو مستهلكة في ظروف مختلفة. فبين أروقة الكونغرس أكثر من اقتراح لم يلق اهتمام الادارة الاميركية. وسبق لروسيا نفسها أن رفضت اقتراحا في هذا الشأن عرضه عليها السناتور لوغار العام الماضي، بعدما هددت دمشق باستخدام الاسلحة الكيميائية ردا على أي اعتداء خارجي عليها، في ما بدا اعترافا أول
للنظام السوري بامتلاكه مثل هذه الاسلحة. أما في الظروف الراهنة، فبدا اعلان لافروف فكرة جريئة تتيح للجميع "هبوطا آمنا". ولم يكن متوقعا لسوريا أن ترفض لموسكو مثل هذا الطلب. ولِمَ ترفضه أصلا إذا كان يجنبها ضربة أميركية كان يمكن أن تقلب موازين القوى على الارض ويفتح الباب لمساومات لا نهاية لها في شأن المراقبين وآلية الرقابة وغيرها.
في السياسة، يبدو الاقتراح الروسي بديلا من حرب لا أحد يريدها والجميع يستعدون لها، لكنه وإن جنب سوريا الضربة، فقد يكون بذاته متاهة للمجتمع الدولي الذي سبق له أن اختبر مثلها مع النظام العراقي في رحلة البحث عن أسلحة صدام حسين للدمار الشامل.
ففي مواجهة موجة التفاؤل التي أثارها اعلان لافروف في العواصم الدولية، تسابق خبراء على ابراز صعوبة تنفيذ آلية وضع الاسلحة الكيميائية تحت رقابة دولية. فحتى لو امتثل النظام السوري لهذا الطلب فعلا، ولم يكتف بمجرد الترحيب به، ثمة عوائق عدة تعترض طريق تفكيك الترسانة السورية. أما تدميرها فقد يستغرق وحده سنوات.
ومع أنه من السابق لأوانه تحديد نسبة الربح والخسارة من الاقتراح الروسي، فالمؤكد أن النظام السوري نجح حتى الان في الافلات من ضربة بدت للمرة الاولى منذ سنتين ونصف سنة من عمر الازمة السورية وشيكة. ومع ذلك، تبدو مجازفة الافراط في التفاؤل بأنه سيتخلى عن سلاح يوفر لا لنظامه فحسب، وإنما لايران وحلفائها ايضاً، درعا محتملة في المواجهات المفتوحة في المنطقة.
 

  • شارك الخبر