hit counter script
شريط الأحداث

كلمة الرئيس سليمان خلال حفل تدشين واجهات السوق التجاري في جبيل

الجمعة ١٥ آب ٢٠١٣ - 21:46

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

"نجتمع هذه الليلة لافتتاح أسواق جبيل التجارية بحلتيها القديمة الحضارية، ونجتمع في ظرف يمر فيه الوطن بصعوبات واضطرابات,والمنطقة العربية بكاملها تمر بالاضطراب والفتن الى لبنان عبر التفجيرات والحوادث المتنقلة من منطقة الى منطقة، وعبر تعطيل الاستحقاقات الدستورية وشل الحياة الاقتصادية,أما الرد على هذه المحاولات فيكون بالوقوف أولا الى جانب أهالي الشهداء والمتضررين الذين يسقطون في هذه الاحداث والمضي قدما بالانماء والمبادرات الفردية على كل المستويات من أجل إنماء المناطق المحرومة والمحتاجة على مستوى الافراد والسلطات اللامركزية وخصوصا سلطات البلدية، والمطلوب للرد على هذه المحاولات المزيد من الالتفاف والوحدة الوطنية وهذا الكلام أقوله في جبيل، هذه المدينة التي هي معقل الوحدة الوطنية، والرد يكون بتشكيل حكومة جامعة وبالتزام إعلان بعبدا والجلوس الى طاولة الحوار لمناقشة كيفية تنفيذ هذا الاعلان وكيفية إقرار كافة الاجراءت التي تحصل".

أضاف:" التنكر لاعلان بعبدا في غير محله فهذا الاعلان هو تطبيق لوثيقة الطائف وليس إلا تطبيقا للدستور اللبناني وهو تجديد التزام اللبنانيين بالميثاق الوطني العام 43 وبوثيقة الوطني في الطائف، وهذا الاتفاق ناقشناه وأقر عندما بدأت الاحداث في سوريا وبدأ التدخل في هذه الاحداث في سوريا، وكان القصد منه تجنيب لبنان تداعيات هذه الاحداث".
وقال:"الطائف أقر العلاقات المميزة مع سوريا ونص على أن هذه العلاقات تتجسد باتفاقات تعقد بين البلدين، والعلاقات المميزة لا تتم عبر تحفيز أو دعم فريق ضد آخر، بل يجب أن تكون مع كافة أبناء سوريا ولذلك علينا الابتعاد عن التدخل بالمشاكل، لا بل تقديم المساعدة لحل الازمة في سوريا. والعلاقات المميزة تبنى على الاحترام بين الدول وعبر الحكومات وليس عبر الاحزاب. تبنى عبر المؤسسات وهكذا تبنى العلاقات المميزة مع الشقيقة سوريا".
وتابع "الطائف تكلم أيضا عن تهديد أمن البلدين، سواء تبنى إيواء مسلحين أو ارسال مسلحين.ثوابتنا معروفة وهي إيجاد حل سياسي للوضع في سوريا وعدم التدخل العسكري الامني هناك. ندين القصف الكيميائي أشد الادانه ولكن على الامم المتحدة ومجلس الامن أن يتخذا القرار المناسب في هذا الشأن، والطائف كرس أيضا الديمقراطية الميثاقية التي عاشها لبنان عشرات السنينن واعين مشاركة الطوائف في ادارة الشأن العام، ليس بالنظر الى عدد هذه الطوائف ولكن بالنظر الى الحضارة التي تحملها هذه الطوائف وأرسائها شبكة أمان سياسية. لذلك لا مبرر للاقتتال وللفتنة وليس هناك مطالب عند أي فئة أو طائفة في لبنان في إسقاط نظام أو تغيير دستور، لذلك إفتعال المشاكل ليس حقيقة شأنا لبنانيا".
أضاف:" دفعنا عشرات السنين ثمن ديمقراطيتنا هجرة اقتصاد وأمن ودمار، علينا الا ندفع ثمن ديمقراطية غيرنا، بل بالعكس يجب أن نكون المثال للجميع".
وتابع "يتقاتلون في بعض الدول لاجراء أنتخابات من أجل الديمقراطية وحتى انتخابات بلدية فلماذا نتقاتل هل لكي نخسر ديمقراطيتنا، هذه الديمقراطية الميثاقية التي أصبحت مثالا للعالم، وأؤكد لكم أن ديمقراطية لبنان أصبحت اليوم حاجة للعالم المتعدد والمتنوع الذي تغزوه فكرة العولمة الناتجة عن التطور العلمي.اما الدستور الذي جاء بعد الطائف فقد وزع الصلاحيات على المؤسسات الدستورية وقد راعى الميثاقية، لذلك لا يجوز لأي فئة او سلطة ان تحجب السلطة عن الاخرى صلاحياتها المنصوص عنها في دستور الطائف، والا نكون ضربنا جوهر هذا الاتفاق، ومن احدى هذه الصلاحيات تأليف حكومة من قبل رئيس الحكومة المكلف ورئيس الجمهورية، فرئيس البلاد يجري الاستشارات وتكليف رئيس الحكومة والحمدلله نال 124 صوتا ثقة عامرة، لذلك نريد حكومة جامعة،الرئيس المكلف اجرى استشاراته واطلع على المواقف والمطالب والكرة اصبحت بينه وبين رئيس الجمهورية، وتعطيل تأليف الحكومة ليس عملا ديمقراطيا وهو يعطل صلاحيات هاتين السلطتين، فجوهر الديمقراطية وروح الدستور هو ضد التعطيل والمقاطعة وضد تعطي النصاب كما حصل مرات عدة في الفترة الاخيرة، وفلسفة الديمقرطية هي ضد التعطيل بل بالالتقاء والمناقشة وليس بالمقاطعة، والعقد الاجتماعي الذي ابرم بين اللبنانيين يتجسد بالدستور وانتج مؤسسات اتفقنا جميعا على ان تقوم بالعمل المطلوب منها، المؤسسة التشريعية يجب ان تشرع القوانين دون ان تمدد لنفسها، مجلس الوزراء يعالج شؤون الناس ولكن لا يعطل بالتجاذب السياسي داخل المجلس شؤونهم والامن منوط بالجيش والقوى الامنية دون سواها، فلا نحاول ان نضع يدنا على هذه الاجهزة واذا لم نستطع فعل ذلك نشتم هذه الاجهزة ونشكك بولائها فنقتل جنودها وضباطها، نحن اتفقنا على ان القوى الامنية تعالج الامور الامنية فلنلتزم بما اتفقنا عليه، او ننشىء اجهزة رديفة الى جانب القوى الامنية وننظم السلاح. لهذا لا يجوز بل يجب ان نصل الى مرحلة وحدة الجيش اللبناني الذي يملك السلاح للدفاع عن الارض والحفاظ عليها، فهذا حق حصري للجيش وللأجهزة الامنية ولا يجوز ان نلجأ الى الامن الذاتي مهما كانت الحوادث، فالامن الذاتي مرفوض ويؤدي الى مساوىء اكثر من الايجابية، والاجهزة الامنية بحاجة الى تعاون المواطنين من دون ان يقوموا بالتفتيش والتحقيقات، بل عليهم مساعدة الجيش والقوى الامنية لمنع حصول التفجيرات وارتكاب المجازر".
وتحدث الرئيس سليمان عن دور القضاء قال: "لا يجوز عندما يوقف القضاء متهما او مطلوبا نقوم بتهديده ونقطع الطرقات ونكسر الدنيا لأنه تم توقيف شخص وهو بنظر هذا القضاء مرتكب".
وعن المجلس الدستوري قال: "فرحنا كثيرا عندما اصبح هذا المجلس ينظر بدستورية القوانين فرحنا ن��طل النصاب، هذا ليس امرا مشروعا او ديمقراطيا فنحن مقبلون على استحقاقات وهناك تعطيل ومقاطعة بشكل دائم، وهناك انتخابات رئاسة الجمهورية فتعطيل النصاب غير مقبول وعندما نقوم بذلك نكون نعطل شؤون الناس وهذا لا يجوز".
السياسة الخارجية
وتطرق الرئيس سليمان الى موضوع السياسة الخارجية فقال: "هذه السياسة منوطة برئيس الجمهورية والحكومة، فلا نحاول احراج الرئيس ومحاصرته، هناك لبنانيون في الاغتراب اكثر مما يوجد في لبنان فلماذا التعرض ومقاطعة الدول وما هي مصلحة لبنان في ان يقاطع دول العالم قاطبة، سبق وقلت انهم يستطيعون مقاطعة الرئيس لكنهم لا يستطيعون عزله، التهديدات والتخويف لن تجعل قرار الرئيس يختلف عما كان عليه، اقصى ما يمكن فعله حجز الرئيس في سجنه ومنعه من قول الحقيقة، ولكن انا سأخرج وسأستمر في تنقلاتي لانه لا يمكن عزل الرئيس، في بعض الاحيان كانت هناك مواقف لزعماء لبنانيين ليسوا مع الرئيس في السياسة، لكنهم قالوا كلا وهناك البعض حاول حتى شرف سقوط الصاروخ على بعبدا لا تمنحوه للرئيس، والحقيقة ان هذا الصاروخ سقط بالقرب من الحرس الجمهوري، لكن اقول ان مقولة سقوط الصاروخ على بعض العناصر في بقعة ما لم تمر على احد وانا لست بحاجة الى شرف تلقي صاروخ اطلاقا، وانا اعتبر ان كل صاروخ يسقط على كل منزل لبناني يكون سقط على منزلي، فالكلمة الحقيقية الصحيحة هي ملكي انا وهي تعبير عن كلام الشعب اللبناني، وعلى الجميع ان يعرف ان شباب لبنان غير مرتاح يريد العمل في بلده وليس في بلدان الاغتراب".
وتابع: "نص الدستور في مقدمته على التزام لبنان الشرعية الدولية وشرعة حقوق الانسان، من هذا المنطلق كان استقبالنا للنازحين السوريين، ونحن سبق وقلنا ان السوريين استقبلوا كل اللبنانيين في حرب تموز دون تمييز، ونحن اليوم نستقبل السوري الجائع والمريض والخائف، لكن بعد مرور سنتين ونصف السنة على الشرعية الدولية حماية لبنان واهله لكي يبقوا في لبنان، لذلك نحن سنتخذ تدابير لضبط عملية النزوح التي اصبحت تشكل مشاكل اجتماعية وامنية واقتصادية واخلاقية للاسف، ليسوا لأنهم سوريون بل لأنهم مشردون، ونسعى الى عقد مؤتمر دولي لدعم لبنان في مواجهة كل ما يجري من احداث في 25 ايلول المقبل.
أضاف الرئيس سليمان "نعود الى مدينة جبيل العريقة، مدينة الانفتاح والعيش المشترك مدينة الحرف والثقافة، التي أعطت إسمها للتوراة وللمكتبات، والتي عرف سكانها العولمة منذ الاف السينن وهاجر الفينيقيون ونشروا حضاراتهم وأبجديتهم في أرجاء المعمورة، جبيل نموذج لما يجب أن تكون عليه المدن ولبنان حجرا وبشرا نموذج الثقافة والديمقراطية والعيش المشترك، فعلا هي أحلى مدينة في العالم والجوائز التي تحصدها يجب أن تكون حافزا للمحافظة على هذه المدينة لتصبح أحلى كما شعار بلديتها، فرحي اليوم كبير في أن أرى مدينتي بهذه الحلة الجديدة وأملي أن يتكاثر الخير على أهل المدينة والقضاء وتهنئتي للمجلس البلدي بكل أعضائه ولرئيسه المقدام زياد الحواط وكامل التقدير للافراد والمؤسسات التي ساهمت بهذا العمل العظيم. وأدعو كافة الجبيلين القادرين الى ان يساهموا في إنماء مدنهم وبلداتهم، وقد قال لي المغترب اللبناني كارلوس سليم أنا لا أملك هذه الثروة بل وكيل عليها، فأنتم أيضا وكلاء وقدموا لمدنكم وقراكم ما تستحق أن تقدموا لها، وأخص بالشكر مؤسسة بنك بيبلوس التي اتخذت المدينة إسما لها، ولرئيس هذه المؤسسة الدكتور فرنسوا باسيل الذي له كل الشكر والمحبة، ليس فقط للمساعدة في جبيل وفي غيرها بل أيضا للدور الذي قام به عندما كان رئيسا لجمعية المصارف وهو اليوم رئيسا لهذه الجمعية، فالنظام المصرفي اللبناني حمى الاقتصاد وهذا بفضل حكمة رئيس هذه الجمعية وأعضائها الذين التزموا قوانين المالية الدولية ولم يفرطوا بسمعة لبنان. ندعوكم للاستمرار بمساعدة الشباب فهناك مؤسسات صغيرة ومتوسطة عليها ديون للبنوك فليتم تسهيل جدولة ديون هذه القروض وهناك الشبان والشابات الذين اشتروا منازل بقروض سكنية القليل القليل منهم متعثر في الدفع فلنعطهم فرصة الرحمة في تسديد الديون وأطلب من الدكتور باسيل الا تضع المصارف يدها على الاملاك المرهونة للمواطينن المتعثرين".
وختم قائلا كم احب أن تكون جبيل باجراسها ومآذنها كما كانت زمن صور وصيدا عبر العصور والحقبات المتوارية وزمن لحفد وعاميتها وبطاركة إيليج امثولة يتعلم عبرها اللبنانيون كيف يعاملون إخوانهم في الوطن وكيف يتضافرون ويتعاونون ويشدون ازر بعضهم البعض ويدرأون الاخطار عن وطنهم وديارهم وحرماتهم، وكيف يكرسون ذواتهم لوطنهم وليس لغيره مهما كانت الدوافع والاغراءت، ومهما عصفت الاخطار والمصائب.
حمى الله لبنان عاشت بيبلوس وعاش لبنان.
بعد ذلك ازاح الرئيس سليمان ورئيس البلدية حواط والدكتور باسيل الستارة عن اللوحة التذكارية وجال الجميع في أرجاء السوق التجاري.
 


 

  • شارك الخبر