hit counter script

كلمة العماد ميشال عون خلال عشاء هيئة قضاء زحلة في التيار الوطني الحرّ

الأحد ١٥ آب ٢٠١٣ - 09:31

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع
أقامت هيئة قضاء زحلة في التيار الوطني الحرّ حفل عشائها السنوي في مطعم عرابي في زحلة.
 وكانت البداية بالنشيد الوطني اللبناني، ثمّ كلمة ترحيب لمنسّق قضاء زحلة في التيار الوطني الحر الأستاذ كميل شديد، الذي أثنى على عمل وزراء التيار في حكوماتهم، مشيراً إلى أنّ زحلة بحاجة كيرة للإنماء على مختلف الأصعدة.
 
بعدها كانت قصيدة للشاعر حبيب يونس، لتليها كلمة للعماد عون قال فيها: 
 
"إخوتي وأحبّائي،
جئنا نزوركم اليوم في زحلة، على الرَّغم من أنّ الأجواء في لبنان ليست أجواء فرح، ولكن الحياة تستمر، ولذلك علينا أن نُبقي على الفرح في قلبنا، لأنّنا لا نيأس بل نظلّ نناضل حتى تحقيق هدفنا، وهدفنا معروف ألا وهو وطننا ووطنكم الّذي نحمل هويته.
البلد اليوم مقسوم، وجرّاء هذا الإنقسام تحصل عجائب!! الأعجوبة هي أنّ كلّ السّياسيين قد اتّحدوا ضدّنا في عدّة مرّات، وكلّ مرّة يتّحدون على مخالفة الدّستور والقوانين، الأمر الّذي يثير العجب، لأنّ المرء قد يفهم أنّهم قد يختلفون على هدفٍ ما أو على قضيةٍ ما، ولكن أن يجتمعوا على مخالفة على الدّستور، فهذا أمر يجعلنا نتمنّى لو أنهم يتّفقون على أن يوقفوا هدر الدماء وأعمال الشّغب ويُعيدوا البلد إلى حالةٍ طبيعية... وحتى ولو كانوا ضدّنا، فسنكون مسرورين بذلك، ولكن تكاتفهم ضدّنا لأنّنا ندافع عن الدّستور وعن القوانين، ونطالب بحقوقكم، ملتزمين بمعالم ممارسة السّلطة فيما هم يمحونها، فهذه مشكلة، ومشكلة كبيرة!
ولكن على الرَّغم من ذلك، نحن باقون وسنناضل... نريد أن نُرجع معالم الدّستور، وأن نُرجع معالم الحكم، لأنّنا نرفض أن نكون حالة شغب على أنفسنا. يلاعبون اليوم الشّعبَ اللّبناني لعبةً يكرّرونها... قاموا بها في السّبعينيات ويكرّرونها اليوم، وقد جئنا نتحدّث عن الأمر حتى ننبّه الجميع لئلاّ يدخلوا في هذه اللّعبة وليرفضوها، وخصوصاً في منطقة زحلة الّتي تمثّل النّسيج اللّبناني بكلّ مكوّناته.
بإمكانكم أنتم أن توحّدوا لبنان إذا اتّبعتم نموذج التّعايش الحقيقي بين مكوّنات البقاع، لأنّ كلّ مكوّناته تمثّل في عيشها الوطني وفي تاريخها وفي حالتها الحالية نموذجاً يُحتذى به على كامل الأراضي اللبنانية. هنا تعايشت كلّ المذاهب وكلّ الطّوائف وقامت بنسيجٍ مشترك وتعايشت سويّاً، ولا يجوز أن نضرب في لحظة جنون كلّ تاريخنا وكلّ حياتنا ونعود ونندم مرّةً ثانية ومرّةً ثالثة على سلوكنا...
نحن منفتحون على جميع مكوّنات هذا المجتمع ونتحاور معها بهدف التوصّل إلى الخير الكامن في كلّ مكوّن، ولنمحوَ الشّر أيضاً من قلب كلّ مكوّن، لأنّ بالخير وحده يمكننا أن نجتمع، وبالشّر وحده يمكننا أن نفني نفسنا... نحن أولاد الحياة، نحن نريد الحياة.
نحن الآن في لبنان في وضعٍ يبيّن أنّ السّياسيين منقسمون أيضاً. يتّفقون على مخالفة الدّستور ويختلفون على تأليف الحكومة، في حين أنّ منطق الأمور يفرض ما هو عكس ذلك، إذ عليهم أن يتّفقوا على وحدة الدّستور، وكذلك احترامه في عملية تأليف الحكومة. أسباب هذا الأمر مجهولة، وإذا سألتموني لماذا هم مختلفون سأجيبكم بأنّي لا أعرف.. لو سألتموني عن فرنسا أو عن الصين قد أتوصّل إلى أن أجيبكم، ولكن لا يمكنني أن أفسّر الواقع الموجود في بيروت..!! (ساخراً).
 كلّ منهم يضع شروطاً لتأليف الحكومة، لا يمكن أن تكون مقبولة من الآخر، فيأتي ثالث ويتكلم عن تداول السلطة..!! كلّ الشروط التي يطالبون بها تخرج عن المنطق، وهم يضعون هذه الشروط لكي يربحوا الوقت، ولست أعلم لماذا يريدون أن يربحوا الوقت.. هناك أمرٌ واحدٌ أعرفه وهو أنّ لبنان اليوم محتلٌّ، وهذا الإحتلال أكثر فظاعةً من الإحتلال المباشر.. لبنان محتلّ بأدمغة حكّامه، لأنّهم لم يحرّروا قرارهم.. الأرض تحرّرت، ولكنّ السياسيين غير محررين... رأسهم ليس محرّراً، ولست أعلم لمن يصغون لكي يفتعلوا المشاكل والخلافات..!!!  لو كانوا حقيقةً مستقلّين لكانوا اتّفقوا، لأنّه ليس هناك ما يمنع الإتّفاق، فما من أحد منهم معادٍ للآخر..  ها هم اجتمعوا اليوم ضدّ الدّستور، وحطّموا المجلس الدّستوري الّذي يشكّل معلماً، نسير وفقاً لتوجيهاته عندما يقع الخلاف على تفسير القوانيين..!! علامَ اتّفقوا؟؟ اتّفقوا على تخريب البلد..!! ماذا يمكن أن يحصل أكثر لنفهم أنّ ذلك عملاً مجرم ؟؟!!!
على الرّغم من كلّ ذلك، نحن مستعدّون لوضع كلّ طاقاتنا بهدف التوفيق بين المختلفين لأنّه لا يجوز في هذه المرحلة عدم التّفاهم، خصوصاً وأنّ الشّرق الأوسط يحترق، وكذلك إفريقيا، ومصر، وليبيا، وتونس وسوريا.. كلّ المنطقة تشتعل بالنار..!! 
هل من الممكن أن نكون قد وصلنا إلى درجة من اللاوعي تجعلنا نغرق؟؟ ألم نتعلم من تجاربنا في السّبعينيّات؟! فقدنا الناس بسبب الهجرة والإستشهاد، وفقدنا أرزاقاً وأملاكاً وتشتّتنا..!! كلّ عائلات لبنان تشتّتت، وكلّ عائلاته أيضاً اتّشحت بالسواد حزناً..
اليوم، ومن زحلة المتعدّدة المذاهب والمتعايشة خلال التّاريخ، والتّي تضامن أهلها وكلّ البقاع للدفاع عنها في مرحلةٍ من المراحل وأعطت نموذجاً للحياة الوطنية، أدعو الجميع أن يعودوا إلى قرارة أنفسهم في لحظة وعي، لأنّه إن لم تأتِ تلك لحظة الوعي، فستأتي عحتماً لحظة النّدم، لأنّ الأوان سيكون قد فات..
نأمل من المسؤولين وبالرّغم من أنّنا متخاصمون معهم على الأداء السّياسي، ألاّ نكون متخاصمين على الوطن، إذ يجب أن نكون متّفقين عليه، لكي نتمكّن من الإستمرار فيه ومن حفظ استقراره وهدوءه.
خلافاً لذلك، لا يجب أن يكون هناك مغامراتٍ سياسية كالتي نسمعها اليوم.. يتكلّمون عن حكومة أمر واقع وحكومة تكنوقراط وغيرها من الحكومات... كيف من الممكن أن تحكم هذه الحكومات؟؟ هذا النوع من الحكومات سيجرّ البلد إلى الخراب..!!! الأحداث تحصل في البلد الآن، وأنا أتساءل كيف يمكن لحكومة محايدة أن تواجه كلّ هذه المشاكل.  
ما هو القرار الّذي تستطيع أن تتّخذه حكومةٌ محايدة في ظلّ المشاكل الّتي تحصل اليوم؟! من سيدعمها ويقف خلفها، ومن تمثّل هذه الحكومة؟! أين ذهب الوعي والفكر؟! فكرة من هذه؟! من هو هو المحايد؟! المحايد هو شخصٌ غير معني بأمور الدّولة العامة ولا بأمور مجتمعه، فلو كان معنيّاً لكان مناضلاً ومجاهداً في اتّجاهٍ معيّن. كيف سيحكم شخصٌ وطناً دون أن يكون ملمّاً بحياته وشؤونه؟! بأيّ صفة؟! ما هذه الهرطقات الّتي نسمعها يوميّاً؟؟!! أمّا بالنّسبة للمستقلّ، فمن هو ذلك المدّعي الّذي يستطيع أن ينقذ وطناً في ما هو مستقل؟! عمّن هو مستقل، وماذا يستطيع أن يفعل وما هو حجمه؟! أنتم حوالي الـ 15 شخصاً تجلسون على الطّاولة، فهل يستطيع أحدكم أن يرفع الطاولة بمفرده؟؟ أما إذا تعاونتم جميعاً بحملها، فمن المؤكّد انّكم ستحملونها.. المستقل لا يستطيع أن يقوم بأيّ شيء.. علينا أن نفهم معاني الكلام أوّلاً، وعندها نستطيع أن نقرّر لماذا نرفض أو نقبل.
المقصود من التّهميش للقوى الوطنية الّتي تمثّل حقيقةً الشّعب اللّبناني، هو افتعال المشكلة وإعطاء الشّرارة لاندلاع النّار. إذا كانوا يفكّرون فعلاً بهذا الأمر، فأنا أحمّل مسؤوليّة نتائجه للّذين يقومون بتأليف الحكومة ولمن يوقّعون مراسيم التّأليف، لأنّهم بذلك يكونون بصدد ارتكاب خطأ، وحتّى أكثر من خطأ، إنها جريمة بحقّ الوطن.
الإنجاز الكبير هو عندما يوظّف شخصٌ جهده من أجل الوفاق الوطني وليس لإشعال النّار. نتمنّى أن تواصلوا أمسيتكم الجميلة وألاّ تتشاءموا ممّا قلنا اليوم، لأنّنا نستطيع أن نكون أداة إطفاء عند الحاجة، فنطفئ النّار ولا نتركها تشتعل بإذن الله.
  • شارك الخبر