hit counter script

مقالات مختارة - ناتالي اقليموس

من حاول قتل إيلي إميل نصرالله في الدكوانة؟

الأربعاء ١٥ آب ٢٠١٣ - 08:46

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الجمهورية

«مش كل مرّة بتِسْلَم الجرّة»، «اليوم إيلي، بكرا مين؟»، «الله يستر لوين واصلين!»... تنوّعت ردود فعل أهالي الدكوانة وتفاوتت مخاوفهم، إلّا أنّ خبر محاولة قتل الشاب إيلي إميل نصرالله ليل أمس الأول وقع كالصاعقة على رؤوسهم.

"مَن يحمل قلباً طيّباً، يحمل حظاً سيئاً"، خلاصة توصّل إليها الشاب إيلي إميل نصرالله إبن بلدة بحمدون، بعد تعرّضه لمحاولة قتل ليل أمس الأول، مكرّراً على مسامع كلّ من جاءه مطمئناً: "والله ما عندي أعداء، وما بشك بحدا".

بصوت مبحوح، حاول نصرالله التعالي على جراحه، متحدثاً لـ"الجمهورية" عن تفاصيل تلك الليلة "المشؤومة"، قائلاً: "كانت الساعة الثانية عشرة إلّا ربع ليلاً حين عدت من سهرتي، وما أن خرجت من المصعد لأدخل منزلي الكائن في الطابق الثاني في محلّة رأس الدكوانة، حتى همّ أحدهم من الخلف وعمد الى خنقي محاولاً قتلي".يتابع والدهشة تملأ محياه: "بلمح البصر وبخفة رهيبة، لفَّ الجاني شريطاً بلاستيكياً حول عنقي، قبل أن يتيح لي فرصة سحب مفتاح المنزل من جيبي".

في هذا السياق، يؤكد نصرالله أنه لم يرَ أي ظلّ وراءه ولم يشك للحظة بأنه ملاحق، فيقول: "ليست المرة الاولى التي أعود فيها في هذا الوقت بالذات، ولم أشعر قطعاً بأنني ملاحق أو أنّ أحداً يختبئ وراء المصعد.

ما أن اقتربت من عتبة المنزل حتى وجدت نفسي أختنق لأقع أرضاً، حتى أنني لم أشعر بأنّ أحدهم مدَّ يده إلى جيبي وسرق ما أملك من مال". ويضيف: "لحسن الحظ أنني في تلك الليلة تركت محفظتي وأوراقي الرسمية في السيارة، وكلّ ما أملكه من مال، ولم أترك في جيبي إلّا القليل".

بعدما وقع أرضاً...

بعدما أوقع الجاني نصرالله أرضاً وفرَّ إلى جهة مجهولة، غاب الشاب عن الوعي نحو ساعة، فتخبر جارته السيدة كلير جبور: "في تلك الليلة عدنا في الحادية عشرة والنصف، زوجي خلد إلى النوم، في حين انهمكت إبنتاي كل مع خطيبها في إعداد النرجيلة والتسامر، وكان إبني يشاركهما السهرة في المنزل والأضواء مشعّة كما في وضح النهار".

وتوضح لـ"الجمهورية": "على رغم الضجّة القائمة في المنزل سمعت أنفاساً متقطعة، إلّا أنني لم أولِ المسألة أي أهمية. ظنَنت أنني أتوهّم، حتى رنَّ هاتف إبني، وكان إبن جارنا نصرالله المتصل. للوهلة الاولى أخذنا المسألة ببرودة، لأنّ إيلي معتاد على مكالمة إبني للسهر معاً".

تغوص في صمتها محاولة تذكر أدق التفاصيل، وتضيف: "كانت الساعة الواحدة إلّا ربع، أقفل إبني الخط وخرج لمناداة إيلي عن الشرفة الذي سرعان ما عاد وإتصل به طالباً النجدة". وتضيف: "على الفور هرع إبني لمساعدته، فوجده ملقى على الأرض، فنزل ليجلب له الماء علّه يعود لوعيه، فعدت وصعدت معه لمساعدته، عندها إتصلنا على الفور بالصليب الأحمر وتم نقله إلى مستشفى المشرق".

في هذا الإطار، تلفت كلير إلى أنّ إيلي طلب منها التأكد من وجود مفتاح منزله في جيبه، فطمأنته إلى "أنه لا يوجد شيء إلّا المفتاح". عرف إيلي حينها أنه تعرّض للسرقة، في حين لم ينتبه الجاني ربما إلى وجود المفتاح، أو أنه استعجل الرحيل قبل أن يُكتشف أمره".

دخل إيلي المستشفى لساعات معدودة، وبعدما استعاد كامل وعيه، حاول تذكر تفاصيل ما حدث معه، فيقول: "نظراً إلى القساوة التي عامَلني بها الجاني، لم يكن الهدف مجرّد تهديدي، إنما قتلي، وقد فرَّ بعدما وجدني ملقى أرضاً والدم يسيل من فمي، فاعتقد أنني فارقت الحياة".

إلى أين وصلت التحقيقات؟

في وقت تستكمل فصيلة الدكوانة تحقيقاتها لمعرفة ملابسات الحادث، يقول نصرالله: "سمعت أكثر من مرة باب منزلي يقرع ليلاً، وفي إحدى المرات فتحت الباب، ونزلت إلى أسفل البناية إلّا انني لم أرَ أحداً، لا أنكر أنني إستغربت الأمر لأنه تكرّر، إلّا انني لم أتصوّر أنني قد أتعرّض للقتل".

في موازاة ذلك، تؤكّد مصادر أمنية مواكبة للتحقيقات لـ"الجمهورية" أنه، "كنتيجة أوّلية، لا تبدو العملية إحترافية أو الغاية منها القتل، فالجاني إكتفى بأخذ ما توافر في جيب نصرالله، ويبدو أنه كان يعرف طبيعة عمله في مجال الميكانيك وما يجنيه يومياً، فترصّده وأراد سرقته، وبما أنه أدرك بأنّ المشروع السكني يعجّ بالمقيمين، إكتفى بالقليل وهرب".

في وقت تولي المصادر عينها أهمية كبيرة لما رصدته الكاميرات المحيطة بالبناية السكنية، والتي تعود لأحد المطاعم المحيطة، يلفت أحد العاملين في هذا المطعم إلى أنه بعد مراجعة الكاميرات سريعاً، شوهد رجل يصعد الى البناية من دون الخروج منها.

  • شارك الخبر