hit counter script

- فراس حمية

عن "الساديّة الشيعيّة"

الأربعاء ١٥ آب ٢٠١٣ - 08:30

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

كان اغتيال الرئيس رفيق الحريري نقطة انطلاق لكشف ارتباطات حزب الله الاقليمية وتحديد نظرته حول مفهومه للدولة والوطن والكيان اللبناني بأكمله وكشف الستار عن مشروعه لبناء الدولة بما فيها العيش المشترك والوحدة الوطنيّة والايمان بالآخر... تتالت بعد ذلك انغماسات الحزب في الوحول الداخليّة والخارجيّة، فاستخدم سلاحه على نطاق واسع فى وجه قرارات الحكومة في السابع من ايار 2007، وتجيير مؤسسات الدولة لخدمة مصالحه.
اتفاقية التنسيق والتعاون - وإن كانت غير معلنة خطيّاً - التي تخوّل أفراد وعناصر الحزب المرور على أيّ حاجز من دون تفتيش بحجّة أمن المقاومة، خصوصاً ضهر البيدر، وبالتالي فإنّ دعم النظام السوري بالسلاح يمكن تسهيله، وأما دعم المعارضة السنيّة من قبل السنّة في لبنان فيعتبر إرهاباً وتكفيراً... إنها معادلة الغبن عندما يصبح المقاتل الشيعي مقاوماً والمقاتل السني ارهابيّاً وتكفيريّاً... إنّه الغبن عندما يسمح بدعم النظام السوري في معاركه بآلاف العناصر التابعة لحزب الله والمنتشرة على الحدود اللبنانيّة السوريّة في الهرمل، بينما يعتقل أيّ لبناني يحاول دعم "الثورة" في سوريا.
أما في صيدا، فنجح حزب الله بانهاء حالة الشيخ احمد الاسير لأنّ صيدا منطقة استراتيجيّة ولا يمكن السماح لأيّ حركة سنيّة تعادي حزب الله بالسيطرة عليها ووضع يدها على بوابة الجنوب.
على الصعيد السياسي قام الحزب بإحراج رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وإخراجه عبر تقديم استقالته ممهداً بذلك طريقه نحو معركة القصير التي لم تكن لتكون في وجود حكومة يتمثّل فيها وزراء حزب الله. فالامين العام للحزب أعلن صراحة أنّ "دخول المعركة الى جانب النظام السوري قد تأخر وكان يجب التحرك ومساندة النظام قبل أشهر عدة"... ما هو السبب الذي أدى الى هذا التاخير إذاً؟!
يعلن الحزب صراحةً وعلى لسان قياديّيه عن أنّ أيّ صيغة لتشكيل الحكومة لا تتمثل فيها قوى الثامن من آذار بالثلث المعطل هي مضيعة للوقت. معادلة الاستكبار السياسي المترادفة مع منطق القوة والسلاح الذي يرضخ لها وليد جنبلاط من دون المضي بحكومة مع الرابع عشر من اذار. للمفارقة، قام حزب الله بتشكيل حكومته مع نجيب ميقاتي عازلاً تيار المستقبل ومسيحيي الرابع عشر من أذار، فأيّ وحدة وطنيّة يمكن لهذا الفكر الاقصائي أن ينتج؟
تأخذ هيمنة حزب الله وتفرّده في القرارات الاستراتيجية مشروعية معينة وتلبس لباس القانون من خلال البيان الوزاري وثلاثيّة الجيش والشعب والمقاومة التي تعطي حركته مشروعية بحجة المقاومة... من هنا، أصبح لزاماً وضع تعريف جديد ومحدّد وواضح لمفهوم المقاومة ودورها بعيداً عن المفهوم الفضفاض الذي يمارسه الحزب ضارباً بعرض الحائط مفهوم الدولة والوطن والسيادة والاستقلال من خلال اعتبار حروبه فعلاً من افعال المقاومة غير الخاضعة لأيّ محاسبة.
ينكر الكثيرون الاستضعاف الذي تعاني منه الطائفة السنيّة في لبنان تحت مسميات وظيفيّة من هنا ومن هناك... مدير عام أو قاضي أو هيئة رقابية أو أيّ وظيفة في الفئة الأولى ويبدأون بالنسج على منوال أنّ الطائفة ممثلة أكثر من غيرها في بعض الوظائف... يتغاضى هؤلاء عن عشرات محاولات الاغتيالات والاقصاء السياسي والتهميش والقمصان السود والايام المجيدة التي سطّرها حزب الله بحق هذا النسيج اللبناني... تواضعوا قليلاً في السياسة من أجل لبنان... أصبح من الضروري البحث عن علاج لارتفاع الادرينالين لدى البعض...

 

  • شارك الخبر