hit counter script
شريط الأحداث

كلمة العماد ميشال عون بعد اجتماع تكتل "التغيير والاصلاح" في 6 آب 2013

الثلاثاء ١٥ آب ٢٠١٣ - 20:55

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

توجّه دولة الرئيس العماد ميشال بالتّهنئة إلى الطوائف الإسلامية لمناسبة حلول عيد الفطر حوالي نهاية الأسبوع الجاري، متمنّياً أن يعود هذا العيد بالسلام على لبنان وعلى دول الجوار.

العماد عون وفي حديثه بعد اجتماع تكتّل التغيير والإصلاح، اعتبر أنّ لبنان يعيش في مستنقعٍ هادئ بحيث كلّ الأمور تراوح مكانها وعلى رأسها موضوع تشكيل الحكومة، مشيراً إلى أنّه يجهل الأسباب التي تمنع تأليفها، ولافتاً إلى أنّ التّعطيل يأتي بوصاية خارجيّة، فيما الأطراف الدّاخليّة تنفّذ التوصيات الخارجيّة من دون أن تعرف أسبابها.

وشدّد على أنّه لا يمكن تأليف الحكومة عبر وضع الشروط، إنّما عن طريق التمثيل الصحيح لأحجام الكتل النيابيّة داخل المجلس وإعطاء كلّ ذي حقّ حقّه، بعيداً عن كلّ الألعاب الصبيانيّة التي تطالب بحكومة مؤلّفة من ثلاث "ثمانيات" (8 – 8 – 8) أو ثلاث "عشرات" (10 – 10 -10)، مشيراً إلى أنّ حكومة أقطاب قد تكون جيّدة في الوقت الراهن.

وإذ لفت العماد عون إلى أنّه في الغد تصادف ذكرى السابع من آب التي تذكّره بمن يزايدون اليوم على التيار الوطني الحرّ في الحكم، أشار إلى أنّ جميعهم شاركوا بتلك الجريمة، واصفاً إيّاها بالمجزرة المعنويّة لمن اقترفوها وليس للتيار، لأنّ شباب التيار كانوا معتادين على الملاحقات والاعتقالات ومتمرّسين في النضال في سبيل الوطن. كما شدّد على أنّه من الضروري التذكير بتلك الأحداث، ليتذكّر الجميع من يكون التيار الوطني الحرّ.

وفي الموضوع الإقتصادي، اعتبر العماد عون أنّه بمراوحة هذه الحال، سنعود إلى الصرف على قاعدة "الإثني عشريّة"، متسائلاً عن كيفيّة الصّرف للمشاريع الجديدة، ومشدّداً على عدم تكرار تجربة الأعوام السابقة، بحيث يتمّ الصّرف من دون أيّ موازنة.

ثمّ تناول موضوع النّازحين السوريين إلى لبنان الذين تزداد أعدادهم يوماً بعد يوم، مشيراً إلى أنّ من هاجموا تنبيهاته المتكرّرة، يتباكون اليوم لأنّ المشكلة باتت أكبر من أن يتوصّلوا إلى طريقة لحلّها.

وردّاً عن سؤال عن حل للأزمة، لفت العماد عون إلى أنّه بصدد وصف الواقع وليس طرح الحلول والمبادرات لأنّه وتكتّله النيابي بات خارج إطار المسؤوليّة وخارج الأكثريّة المجتمعة ضدّه، مشدّداً على أنّهم يعتبرون أنّه بات معزولاً، في حين أنّه والشعب أكثريّة.

 

نصّ كلمة العماد عون كاملاً:

أهلاً وسهلاً بكم في لقائنا الأسبوعي.
لم تكن المواضيع كثيرة اليوم، فلبنان يعيش في مستنقعٍ هادئ وكلّ المواضيع تراوح مكانها.
بعد يومَين أو أكثر، يحلّ عيد الفطر عند الطّوائف الإسلامية ونتمنى للجميع عيداً سعيداً ورمضاناً كريماً، على أمل أن يعود هذا العيد بالسلام على لبنان وعلى دول الجوار.
وأيضاً يوم غد تصادف ذكرى السابع من آب. استذكرنا في اجتماعنا اليوم 7 آب 2001، وكنت أراقب وجوه الشّباب الموجودين، والّذين كانوا محتجزين في ذلك اليوم. تلك الذكرى تذكّرني بمن يزايدون علينا اليوم في الحكم، إذ كلّهم قد اشتركوا يومها بتوقيف 153 شخصاً من التّيار الوطني الحر، ولقد كانت مجزرةً معنوية لكن لهم هم وليس لنا، فشبابنا كانوا متمرّسين ومعتادين على هذه الأساليب الّتي مورسَت عليهم. من الجيّد أن يُذَكّر المرء الآخرين وخصوصا من فقدوا الذّاكرة منهم، من يكون التيار الوطني الحرّ! يجب أن يعرفوا من نحن.
من جهةٍ أخرى، زارني قبل ظهر اليوم وفد من شباب وشابات يقومون بحملة شعارها "بيكفّي كذب". وهي مجموعة ناقمة على المجتمعين السّياسي والإعلامي الّذين يعدان ولا يفيا، وينشران الوعود الكاذبة. استقبلناهم بكلّ محبّة وسجّلنا اسمنا من ضمن المشتركين في هذه الحملة. نتمنّى على كلّ اللّبنانيين الإتّصال بالقيّمين على هذه الحملة ودعم مبادرتهم عبر انتسابهم لحملتهم، لأنّه وكما يبدو، الإصلاح بات يتطلّب البدء من الأسفل، كونه لا يسير بسرعة من الأعلى لأنّ أبطال الفضائح لن يصلحوا أنفسهم، ولربّما إذا تداركت القاعدة الوضع واجتمعت تصبح الأمرة لها.. نرجو أن تظهر مفاعيل هذه الحملة قريباً.
أما بالنّسبة لمراوحة الحكومة مكانها، طبعاً نحن لا نعرف لماذا، والآن لسنا بصدد البحث عن الجواب، لأنّي أعتقد أنّ تعطيل الحكومة آتٍ بقبول من الوصاية الخارجية، في حين أنّ من يراوحون مكانهم في تأليف الحكومة داخليّاً، لا يعرفون أسباب التعطيل، فينفّذون من دون أن يعرفوا لماذا يلعبون هذه اللّعبة، وهذا أسوأ ما في تلك اللّعبة... ينفّذون من دون أن يعرفوا الغاية من التّنفيذ. قد تتوصّل هذه اللعبة إلى تصفية النّظام القائم الذي بات مفكّكاً إلى مئة فريق، وما من فريق مرتبط بالآخر.
قد تكون هناك أشياء خطرة تحصل في لبنان بسبب لاوعي المسؤولين. هم مجبرون على التواصل في ما بينهم من دون أن يضعوا شروطاً على بعضهم البعض.. الشروط المتبادلة لا تشير إلى حوار مسؤولين يريدون أن يحكموا وطناً..!! كلّما وضع أحدهم شرطاً يضع الآخر شرطاً بالمقابل..!! لا يعترفون بأنّ للآخرين حقوقاً ولا يمكن نزعها..!! منذ أن أتينا ونحن نقول: ألّفوا الحكومة على أساس النّسب والأحجام النّيابية! إذا أراد أحدهم Commission أتركوها له على حدىً ووزّعوا الباقي. فنسمع أحدهم يتكلّم عن حكومة مؤلّفة على قاعدة ثلاث ثمانيات (8 – 8- 8)، وآخر عن حكومة من ثلاث عشرات (10 – 10 – 10)، وآخر 5 و6 و2... يتسلَّون وكأنّها لعبة للأولاد الصّغار وليست لعبة رجال ناضجين يحملون مسؤوليّة شعب.
نلاحظ أيضاً أنّنا لو استمريّنا على هذه الحال، فسيكون الصّرف على أساس القاعدة "الإثني عشرية".. أين المشاريع الإنمائية الجديدة الّتي يُفترض أن تبدأ؟! من المؤكّد أنّنا نمرّ بأزمة إقتصادية، والحكومة مضطرة على دفع الأموال، ولكن يجب ألاّ نكرّر أنفسنا ونعيد تجربة الأعوام السابقة بحيث تبدأ المشاريع بفتح اعتمادات ومن دون أن تحصل موازنة، خصوصاً وأنّ المجلس معطّل والحكومة لا تستطيع أن تطلُب. هذا الأمر يشير إلى مسؤولية مُطلقة في ممارسة الحكم في الدولة.. لا نوّاب يُطالبون ولا حكومة مسؤولة..!! لا أعرف ما هو الوصف الّذي يناسبهم... لا أستطيع إيجاد العبارة المناسبة لوصفهم..!!
هذا هو الوضع الحالي بالإضافة إلى المشاكل الطّارئة كمسألة النّزوح السّوري وأعدادهم الّتي تتزايد يوماً بعد يوم. يتباكون من دون أن يكون لدى أيّ منهم فكرة عن طريقة معالجة الوضع.. رؤوسٌ فارغة تعالج موضوعاً كبيراً وكبيراً جداً.. لكنّهم عندما يرون شخصاً ذات فكر، ويقدّم لهم النصح، يهاجمونه سياسيّاً بغية افتراسه، لأنّهم يعتبرونه غريباً عن قطيعهم. كم من مرّةٍ تصادمنا معهم لأنّنا لسنا من القطيع؟! لا يمكن القول سوى إنّ حظّ لبنان وحظّنا سيّئٌ؟!

ثمّ أجاب عن أسئلة الصّحافيين:
س: ما هو رأيك بكلام قائد الجيش اليوم الّذي يتناول فيه موضوع علاقات الأحزاب السّياسية بالعسكريين وتأكيده أنّ قيادة الجيش ستشدّد على هذا الموضوع؟
ج: يا ليت ذلك يحصل. هذه أمنيتنا لأنّنا نعلم أين يحصل التداخل السياسي بالجيش.

س: هل نفهم من كلامك أنّ تشكيل الحكومة لا يزال بعيداً؟ الصّحف اليوم تناولت بشائر إيجابية في هذا الإطار..!
ج: هذه هي أحد الأسباب لقيام حملة "بيكفّي كذب.. الإعلام يضلّل النّاس والسّياسيون يكذبون عليهم.

س: ما رأيك بحكومة الأقطاب؟
ج: هي فكرة جيّدة.

س: من سيكون ممثّل التيار الوطني الحرّ في حكومة الأقطاب؟ العماد عون أو الوزير جبران باسيل؟
ج: هل تصدّقون أنّ هذا السؤال أعطاني فكرةً جيّدة؟! (ضاحكاً).

س: لقد قلت إنّنا أصبحنا في مستنقعٍ هادئ ولكن منذ بداية الأسبوع الماضي حتّى نهايته وعشيّة عيد الجيش، حصل قصف في الكلام وقصف في الصّواريخ. كيف تعلّق على هذا الموضوع، وكلّ الأحاديث تنبئ بوضعٍ أمنيٍ مُزرٍ جدّاً؟
ج: أنا أتحدّث عن الجمود في الوضع السّياسي، وقد شبّهته بالمستنقع، لأنّه وكما تعلمون، لا أحد يجرؤ على تحريك المستنقع خوفاً من الرّائحة الكريهة التي تخرج منه. (ضاحكاً).

س: نحن الآن في مستنقع، ولكن ما هو الحلّ؟ هل سننتظر خروج "الجارة" من مُستنقعها كي نخرج بالتالي من مستنقعنا؟
ج: لست بصدد تقديم الحلول اليوم، إنّما أقوم فقط بتوصيف الواقع. عندما أصبح في مركز المسؤولية، أطلبوا منّي القيام بالمبادرات. نحن الآن خارج المسؤولية وخارج الأكثرية المجتمعة ضدّنا.. فهم يعتبروننا الآن معزولين، ولكنّنا نجد أنفسنا عدداً كبيراً.. أنا أعتقد أنّنا والشّعب اللّبناني أكثرية..!!
ولكنّنا لن نتحرّك إلاّ عندما نجد مبادرةً تُرضينا. قد يكون هناك مبادرة ولكن تنفيذها ليس بيدنا.. ومع ذلك إن لم تقترن هذه المبادرة بإرادة حكومية لإيجاد حلول فهي ستبقى مبادرة. 

  • شارك الخبر