hit counter script
شريط الأحداث

كلمة رئيس الجمهورية ميشال سليمان في عيد الجيش

الخميس ١٥ آب ٢٠١٣ - 15:07

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع
 أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان أن "ليس بالأمن وحده يحيا الوطن، لكن لا وطن من دون أمن، ولا أمن وسيادة وكرامة من دون الجيش الذي يحتاج إلى بيئة وطنية نقية ودولة حاضنة راعية يحميها الجيش، تحفظ الحقوق والكرامات، وتحمي وتدير التنوع بعيدا عن صراع الهويات والعقائد والمذاهب والمحاور".
 
وإذ أشار الى أنه "لا يجوز نقل الجيش من موقع الدفاع عن المواطن إلى موقع الدفاع عن نفسه، وخصوصا في حالات الاعتداء عليه والغدر بضباطه وجنوده، ولا يجوز تحميل الجيش خطايا غيره الجسيمة ثم محاسبته على أخطائه القليلة المتلازمة في غالبية الاحيان مع دقة الاوضاع وحساسيتها وتداخل المكونات والعوامل المشكلة لها"، فإنه شدد على أن "ليس بالإضاءة على الأخطاء نمحو خطايا السياسة والارتهان للمصالح والارتباطات على أنواعها. كذلك لا يجوز موازنة الأخطاء التي تخضع لآليات محاسبة محددة، بالدور الوطني الكبير الذي يقع على عاتق الجيش في حماية السيادة ومواجهة العدوانية الإسرائيلية وحفظ الأمن ومحاربة الإرهاب"، مؤكدا أن "المطلوب في هذه الظروف الدقيقة "حملة مع الجيش لا حملة عليه".
 
وشدد سليمان على "أننا لن نقبع في دوامة الانتظار طويلا قبل الشروع في تشكيل حكومة الوزن الوطني والمصلحة الوطنية، لا حكومة الحصص والتوازنات السياسية، واذا تعذر فلا بد من حكومة حيادية ترعى جميع الفئات وكل الشؤون وذلك وفق الأصول والمسؤوليات الدستورية الملقاة على عاتق رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة".
 
وإذ لفت من جهة ثانية، الى أنه "أصبح ملحا درس الاستراتيجية الوطنية للدفاع وإقرارها في ضوء تطورات المنطقة، والتعديل الطارئ، على الوظيفة الأساسية لسلاح المقاومة الذي تخطى الحدود اللبنانية، واستنادا إلى التصور الذي وضعته في هذا الصدد أمام الشعب وهيئة الحوار الوطني، وإنطلاقا من تمييزنا الواضح والدقيق والمستمر بين المقاومة والإرهاب، ولتحصين مقدرتنا على المقاومة والدفاع حصرا عن لبنان، فقد حان الوقت لتكون الدولة بجيشها وقيادته السياسية العليا الناظمة الأساسية والمقررة لإستعمال هذه المقدرات"، فإنه شدد على أن "الشهادة الحقيقية هي فقط في سبيل الوطن وفي سبيل الدفاع عن وحدته وأرضه وعزته، وأن ما يريده الشعب اللبناني هو التضحية من أجل لبنان، وما لا يريده هو أن لا تروي دماء أبنائه ترابا غير تراب الوطن المقدس".
 
مواقف سليمان جاءت خلال رعايته وحضوره العيد الثامن والستين للجيش واحتفال تقليد ضباط "دورة النقيب الشهيد حسام بو عرم" السيوف، بدعوة من قائد الجيش العماد جان قهوجي، وذلك صباح اليوم في ثكنة شكري غانم - الفياضية، في حضور رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، رئيس الحكومة المكلف تمام سلام، نائب رئيس الحكومة سمير مقبل ووزراء ونواب وسفراء وممثلي البعثات الديبلوماسية والدولية المعتمدين في لبنان، والملحقين العسكريين وقائد القوة الدولية العاملة في الجنوب، إضافة الى ضباط القيادة ورئيس فريق مراقبة الهدنة، وممثلي المرجعيات الدينية المسيحية والاسلامية ورؤساء السلطات القضائية وقادة الاجهزة الامنية ونقباء المهن الحرة، وممثلي وسائل الاعلام الرسمي والخاص وممثلي المجتمع المدني والجمعيات الاهلية وكبار ضباط الجيش اللبناني والقوى الامنية وأهالي الضباط المتخرجين.
 
وقائع الاحتفال
ومع انتهاء وصول المدعوين، وصل تباعا علم الجيش، رئيس أركان الجيش اللواء الركن وليد سلمان، قائد الجيش العماد جان قهوجي، وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الاعمال فايز غصن، وأقيمت مراسم الاستقبال.
 
وفي الثامنة وخمسين دقيقة وصل سلام، ثم ميقاتي، وأديت له المراسم المناسبة، ووصل في الساعة الثامنة وخمس وخمسين دقيقة رئيس مجلس النواب نبيه بري وأديت له أيضا مراسم المناسبة.
 
وعند التاسعة، وصل رئيس الجمهورية فعزفت الموسيقى عزفة التأهب، وبعد تقديم السلاح عزف لحن التعظيم، ثم النشيد الوطني، ثم وضع سليمان إكليلا من الزهر على النصب التذكاري لشهداء ضباط الجيش داخل حرم المدرسة الحربية يحيط به وزير الدفاع وقائد الجيش ورئيس الاركان وقائد المدرسة الحربية، وعزفت الموسيقى عزفة الموتى ولازمة النشيد الوطني، ولازمة الشهداء، فيما ردد تلامذة المدرسة الحربية عبارة "لن ننساهم أبدا" ثلاث مرات على إيقاع الطبول.
 
وتوجه سليمان الى الملعب الاخضر، وعرض القوى يرافقه وزير الدفاع وقائد الجيش. وعند وصول سليمان الى المنصة الرسمية تم عرض فيلم وثائقي عن الكلية الحربية ونشاطاتها.
 
تسمية الدورة
ثم مرت تشكيلات جوية من الطوافات والطائرات وطائرة من نوع Cessna_caravan في سماء العرض، وحملت بعض الطوافات الاعلام اللبنانية وأعلام الجيش، ثم جرى تسليم بيرق المدرسة الحربية من الدورة المتخرجة الى طليع السنة الثانية، ثم تقدم طليع الدورة السابقة من رئيس الجمهورية، وطلب تسمية الدورة قائلا: "باسم هؤلاء الفتيان اطلب تسمية دورتهم دورة: "النقيب الشهيد حسام بو عرم". ورد الرئيس سليمان: "فلتسم دورتكم دورة "النقيب الشهيد حسام بو عرم".
 
قراءة المراسيم وتسليم السيوف
بعد ذلك تلا وزير الدفاع الوطني مرسوم ترقية تلامذة ضباط قوى الجيش، وتلا وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال مروان شربل مرسوم ترقية ضباط المديرية العامة لقوى الامن الداخلي والمديرية العامة للأمن العام والمديرية العامة لأمن الدولة، ثم تلا وزير المال في حكومة تصريف الاعمال محمد الصفدي مرسوم ترقية ضباط مديرية الجمارك العامة.
 
وقام الرئيس سليمان بتسليم الضباط المتخرجين السيوف، تقدم بعدها علم الجيش امام رئيس الجمهورية، ثم تقدم طليع الدورة المتخرجة وأقسم اليمين الآتية: "أقسم بالله العظيم أن أقوم بواجبي كاملا حفاظا على علم بلادي وذودا عن وطني لبنان". وردد الضباط المتخرجون "والله العظيم".
 
كلمة سليمان
ثم ألقى الرئيس سليمان الكلمة الآتية:
"أيها الضباط المتخرجون، كما الأرزة في كنف العلم، كذلك الجيش ولبنان: شيء من التلازم بين الخيار والقدر، وشيء من استحالة الفصل بين قوة المؤسسة واستمرارها وسيادة الوطن واستقراره.
قبل ثلاثة وأربعين عاما، وقفت مثلكم أتسلم سيفا وأمانة، ثم واكبت على رأس القيادة تخريج تسع دورات من رفاقكم الذين سبقوكم إلى ميادين البذل والتضحية. وها أنا اليوم، وقد أديت القسمين: قسم الجيش وقسم الجمهورية، أشعر للمرة السادسة بفرح ترؤس حفل تقليدكم سيوف الشرف والتضحية والوفاء.
لقد تبدلت عهود واندلعت حروب وثورات، وحصلت انقلابات وتحولات في الشرق الأوسط والمحيط العربي وتغيرت انظمة وصيغت دساتير جديدة، وبقي نظامنا الديموقراطي وجوهر الميثاق صامدا على خط الزلازل وحد الخطر، يحميه الجيش اللبناني ضامنا لبقاء لبنان الواحد المستقل معززا الايمان بأن التنوع هو سر كيانه وجوهر ديمومته. فإذا كان قدر الجيش هو الحفاظ على القسم والعلم، فإن خيار اللبنانيين الثابت، وبعد التجارب المرة مع الاحتلال وسلبيات الدويلات والميليشيات والوصاية والحماية هو الدولة التي يحميها الجيش، الدولة الملاذ التي وحدها تحفظ الحقوق والكرامات، وتحمي التنوع وتديره، بعيدا عن صراع الهويات والعقائد والمذاهب والمحاور".
 
وأضاف: "أيها الضباط المتخرجون، تتقلدون السيوف، فيما يستمر نشر القلق والتوتر والتشكيك والتشهير، في محاولة لاستعادة التاريخ المظلم وإعادة زمن لم يمر عليه الزمن. كأن اللبنانيين لم ينسوا ما حل بهم من ممارسات الأمن الذاتي والأمن المستعار وأمن الذل والاحتلال، عندما شلت الحرب مؤسسة الجيش وعطلتها. فلماذا تكرار التجارب السابقة فيما الإجماع قائم على حدود الوطن وجغرافيته وصيغته والميثاق وكل الثوابت التي أعاد تكريسها اتفاق الطائف، والذي لم تعلن أي فئة أو جهة أو مجموعة التنكر له ؟ اطمئنوا أن ما حصل في الفترة الأخيرة وما يخشى حصوله من حوادث واختراقات، ليس سوى محطات عابرة لا يمكن أن توقف حركة التاريخ و إرادة اللبنانيين المندفعة بسرعة نحو مستقبل واعد، يرفض سلبيات الماضي وإشكالياته".
 
وأكد أن "ليس بالأمن وحده يحيا الوطن، لكن لا وطن من دون أمن، ولا أمن وسيادة وكرامة من دون الجيش. وكما للمواطن حقوق على الدولة والجيش في الأمن والأمان والحماية، فإن للجيش حقوقا على الشعب والدولة. فهو إلى جانب التجهيز والتسليح والدعم المادي والمعنوي، يحتاج إلى بيئة وطنية نقية ودولة حاضنة راعية. فالجيش ليس جسما مجردا منفصلا يعمل مستقلا عن الدولة والشعب، بل هو منهما ولهما، ينشد الغطاء السياسي الرسمي بالقرار، والشعبي بالتأييد والمؤازرة. ولكنه في الوقت نفسه ليس في حاجة الى رعاية تبلغ حد الارتهان، ولا الى احتضان يبلغ حد الاستئثار والتقييد.
تصعب مهمة الجيش إذا ترك وحيدا ومكشوفا على الخط الأمامي في السياسة والميدان، ينوب في القرار والتنفيذ عن أهل السلطة والسياسة المعطلة قدرتهم غالبا على إيجاد الحلول قبل استفحال الأزمات، والسباقين أحيانا إلى فتح دفاتر التشكيك والاتهام بعد إنجاز المهمات. فالجيش خط دفاع عن الدولة والمواطنين والنظام العام والسلم الاهلي، لكنه لا يستطيع أن يملأ الفراغ الحكومي والسياسي، ولم يأخذ يوما على عاتقه ان يحل بوسائل عسكرية مجردة، أزمة وطنية، أو يعالج انقساما طائفيا ومذهبيا، أو وضعا متفجرا على خلفية انعكاس لنزاع خارجي انخرط فيه بعض اللبنانيين خلافا للعقد الاجتماعي الذي يرتبطون به ولمندرجات اعلان بعبدا".
 
وتابع: "لا يجوز نقل الجيش من موقع الدفاع عن المواطن إلى موقع الدفاع عن نفسه، وخصوصا في حالات الاعتداء عليه والغدر بضباطه وجنوده. كذلك لا يجوز تحميل الجيش خطايا غيره الجسيمة ثم محاسبته على أخطائه القليلة المتلازمة في غالبية الاحيان مع دقة الاوضاع وحساسيتها وتداخل المكونات والعوامل المشكلة لها. فليس بالإضاءة على الأخطاء نمحو خطايا السياسة والارتهان للمصالح والارتباطات على أنواعها. كذلك لا يجوز موازنة الأخطاء التي تخضع لآليات محاسبة محددة، بالدور الوطني الكبير الذي يقع على عاتق الجيش في حماية السيادة ومواجهة العدوانية الإسرائيلية وحفظ الأمن ومحاربة الإرهاب. فالمطلوب في هذه الظروف الدقيقة حملة مع الجيش لا حملة عليه.
وتتعثر مهمة الجيش أيضا إذا استمرت استحالة قمع كل تعرض أو تعد عليه أو على المواطن خشية المساس بكرامة أو كيان جزء من جماعة أو طائفة بعينها. وتصعب مهمة الجيش إذا تورط فريق أو أكثر من اللبنانيين في صراعات خارج الحدود ما يؤدي إلى استيراد أزمات الخارج إلى الداخل، فيتحول الوطن إلى ساحة مكشوفة لحرب بالوكالة تنوء تحت ثقلها وأعبائها جيوش الدول الكبرى. وتصعب مهمة الجيش لا بل تستحيل، إذا استمرت ازدواجية السلاح الشرعي وغير الشرعي".
 
وسأل: "كيف يمكن تأدية الجيش مهامه، إذا حصل تردد او تأخير في تحديد القيادة والأمرة ومحضها الثقة اللازمة، أو إذا استمر الفراغ الحكومي بعرقلة التأليف، والفراغ التشريعي بالمقاطعة والتعطيل؟ لذلك عمدنا الى تأمين استمرارية القيادة وفقا للمادة 55 من قانون الدفاع في انتظار قيام المجلس النيابي ومجلس الوزراء بدورهما".
 
وقال: "تتم معالجة العنف الكامن في المجتمعات، من خلال الآليات السلمية الديموقراطية وتوسيع قاعدة الحكم والمداورة في السلطة، وهذا الأمر يتم حصرا عبر انتخابات نيابية ضرورية في أقرب وقت متاح، ليس لتجديد الطبقة السياسية وإعادة تحديد أحجام القوى وأوزانها واتجاهاتها فحسب، بل للاستفتاء حول الخيارات الكبرى التي تحتاج إلى مراجعة بفعل التحولات العاصفة في المنطقة. إذ لم يعد مألوفا ولا مقبولا أن يصادر أحد قرار الشعوب والارادة الوطنية الجامعة باسم الظروف الاستثنائية، فهذه الظروف نفسها تفرض اعتماد الديموقراطية سبيلا للتغيير والتطوير وليس سبيلا للتشريع لمنع تداول السلطة، وضمانا للحؤول دون احداث فراغ وازمات يستخدمها الاقوى للهيمنة وحسم خياراته في الشارع.
فالديموقراطية بأبسط دلالاتها اعتراف بالآخر المختلف. وانطلاقا من هنا، ليس مفهوما استعمال حق النقض المتبادل بين المكونات اللبنانية في المواضيع الجوهرية والمواضيع الخاصة بالإدارة العامة للبلاد على السواء، وممارسة لعبة المقاطعة والشروط والإلغاء والإقصاء المتبادل في المؤسسات الدستورية والقانونية والادارية. لذلك، ومن أجل حماية المؤسسات من التحلل والتلاشي، ومنع النظام الديموقراطي من التآكل والتقهقر، وتحصينا للجيش والأمن والاقتصاد، لن نقبع في دوامة الانتظار طويلا قبل الشروع في تشكيل حكومة الوزن الوطني والمصلحة الوطنية لا حكومة الحصص والتوازنات السياسية. حكومة تحظى بثقة الرأي العام وتنال ثقة المجلس النيابي ، وتعمل على جبه التحديات الامنية والاقتصادية التي يواجهها لبنان، ومنها المشكلة الناتجة عن التزايد غير المسبوق لاعداد اللاجئين السوريين والفلسطينيين الوافدين من سوريا0
إن قسمي وواجبي الدستوري، يحتمان تلافي الوصول إلى الاستحقاقات المقبلة وذروتها انتخابات رئاسة الجمهورية، من دون حكومة فاعلة تتمثل فيها جميع القوى الحية في المجتمع والفاعلة في السياسة، واذا تعذر فلا بد من حكومة حيادية ترعى جميع الفئات وكافة الشؤون وذلك وفق الأصول والمسؤوليات الدستورية الملقاة على عاتق رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة0 فلا تعطيل من الداخل ولا تخويف او هيمنة ولا تدخل من الخارج".
 
وأشار الى أن "مهل الاستشارات والبحث والتواصل والاتصالات وتحليل المعطيات على وشك النفاد والاستنفاد. فعلينا المبادرة وكسر حال انتظار تبدل موازين القوى الداخلية والخارجية، أو محاولة الاستنجاد بالخارج من أجل بناء سلطة وطنية وتكوينها.
في أي حال، وحتى حلول موعد الاستحقاق الرئاسي المقبل، سأثابر على دوام التزام قسم المحافظة على لبنان كما عرفت وتسلمت، بحدوده وأرضه وشعبه ونظامه ودولته. وإذ يتابع لبنان باهتمام تحولات الجوار ومتغيراته، فهو بالتأكيد تخطى مراحل التأسيس والتركيز، وليس أمامه سوى الترشيد والتطوير وارتقاء الممارسة السياسية، وسأسعى إلى تكريس المبادئ والثوابت والمواقف التي التزمت، والتي ستشكل أساسا ومنطلقا لأي عهد مقبل على صعيد صون السيادة والدستور والقانون، والحياد في السياسة الخارجية وإلتزام السياسة الداخلية مصلحة الوطن فقط، وإلغاء المحاصصة في الشؤون الوطنية والادارية".
 
وأضاف أنه "أصبح ملحا درس الاستراتيجية الوطنية للدفاع وإقرارها في ضوء تطورات المنطقة، والتعديل الطارئ على الوظيفة الأساسية لسلاح المقاومة الذي تخطى الحدود اللبنانية. واستنادا إلى التصور الذي وضعته في هذا الصدد أمام الشعب وهيئة الحوار الوطني، التي اعتبرته منطلقا للنقاش، وأشار إليه الأمين العام للأمم المتحدة في تقاريره الأخيرة إلى مجلس الأمن، وإنطلاقا من تمييزنا الواضح والدقيق والمستمر بين المقاومة والإرهاب، ولتحصين مقدرتنا على المقاومة والدفاع حصرا عن لبنان، فقد حان الوقت لتكون الدولة بجيشها وقيادته السياسية العليا الناظمة الأساسية والمقررة لإستعمال هذه المقدرات.
 
وفي موازاة ذلك، وبعدما نجح لبنان في تحرير معظم أراضيه من الاحتلال الإسرائيلي بتضافر مجمل قدراته الوطنية المقاومة والرادعة، لن ننسى متابعة تنفيذ برنامج تسليح الجيش وتجهيزه، الذي أقرته الحكومة، كي تكتمل جهوزيته وقدرته، مما يتيح له الإمساك حصريا بمستلزمات الدفاع عن سيادة لبنان وحدوده البرية والجوية والبحرية وتأمين ثرواته الغازية والنفطية الواعدة، بالإضافة إلى استكمال تنفيذ بنود القرار 1701، بمساعدة مشكورة من قوات اليونيفيل، التي يحرص لبنان عليها وعلى المهمة الموكلة اليها من قبل المجتمع الدولي بناء على طلب الحكومة اللبنانية.
 
وإنه لأمر استثنائي ولافت أن يذهب مجلس الأمن الدولي، بجميع أعضائه، في بيان صادر بتاريخ 10 تموز الفائت، إلى حد دعوة المجتمع الدولي والقادة اللبنانيين، بمختلف أطيافهم وجميع الطوائف اللبنانية، إلى تقديم كل دعم ممكن إلى الجيش اللبناني باعتباره مؤسسة وطنية ومحايدة وركنا أساسيا من أركان استقرار البلد".
 
وتابع سليمان: "أيها الضباط المتخرجون، لقد ولى الزمن الذي كان الجيش فيه ممنوعا من الدفاع عن لبنان، والدولة التي كانت ممنوعة من الدفاع عن الجيش. فليس الجيش ولن يكون أبدا قوة فصل بين جيوش لبنانية صغيرة أو ميليشيات أو جماعات مسلحة بحجة الدفاع عن قضية فئوية أو طائفية أو حي أو منطقة ... إنه الممثل الشرعي للوطنية اللبنانية والمجسد الدائم لوحدة لبنان واللبنانيين ... لقد كان الجيش وسيبقى رمزا لكل انتقال من الحاضر الذي يقيد بالقلق والخوف، إلى المستقبل الذي يحرر بالعزم والأمل.
وإذ نحتفل بذكرى مقاومة العدوان الإسرائيلي على لبنان صيف عام 2006 والانتصار عليه، أوجه تحية في عيد الجيش، إلى كافة شهداء الوطن و إلى شهداء الجيش الذين تنافسوا في بذل دمائهم على كامل مساحة الوطن وكل ساحات الدفاع عن لبنان في وجه العدوان وموجات التطرف والإرهاب، كما فعل بالامس الجندي شربل حاتم، وإعتز أهلهم بشهادتهم ورفاقهم بتسمية دوراتهم على إسمهم أيقونات للتضحية.
وإلى دورة النقيب الشهيد حسام بو عرم وما يعني لي شخصيا إستشهاده، مع كوكبة من رفاقه الأبرار، وإلى جميع اللبنانيين أقول بالفم الملآن إن الشهادة الحقيقية هي فقط في سبيل الوطن، في سبيل الدفاع عن وحدته وأرضه وعزته. ما يريده الشعب اللبناني هو التضحية من اجل لبنان.
وما لا يريده الشعب اللبناني هو أن لا تروي دماء أبنائه ترابا غير تراب الوطن المقدس".
 
عرض التحية
ثم أمر قائد العرض القوى المشاركة ببدء عرض التحية الذي شارك فيه تباعا: موسيقى الجيش، الاعلام والبيارق، الضباط المتخرجون، المدرسة الحربية، معهد التعليم (مدرسة الرتباء)، القوات البحرية والجوية، الشرطة العسكرية، لواء الحرس الجمهوري، لواء الدعم، اللواء اللوجستي، المديرية العامة لقوى الامن الداخلي، المديرية العامة للأمن العام، المديرية العامة لأمن الدولة، مديرية الجمارك العامة، فوج المغاوير، فرع مكافحة الارهاب والتجسس، الفوج المجوقل، فوج مغاوير البحر.
 
الصورة التذكارية
وبعد انتهاء العرض توجه سليمان وكبار المسؤولين الى ساحة الشرف حيث صافحوا ضباط المدرسة الحربية وأخذت الصورة التذكارية. ثم دخل الجميع الى ردهة الشرف إضافة الى طليعي الدورة المتخرجة والضباط الاختصاصيين مع مدعويهما، ورفع قائد الجيش الكأس لشرب نخب رئيس الجمهورية، وقدم قائد المدرسة السيف الهدية الى الرئيس سليمان الذي قطع قالب الحلوى، ثم سلم السيف الى طليعي الدورتين المتخرجتين.
 
السجل الذهبي
ثم وقع رئيس الجمهورية السجل الذهبي للمدرسة الحربية حيث دون الكلمة الآتية:
"اليوم يضخ ضباط دورة "النقيب الشهيد حسام بو عرم" دما جديدا في مدرسة الشرف، واجبه مسؤولية ومسؤوليته اطمئنان ابناء الوطن لغدهم وأحلامهم. تقدموا للذود عن الشعب والأرض والمؤسسات بأيد متشابكة، رافعين سيوف العز والعدل والأمن والأمل، عنوانا لبقاء لبنان.
وللجيش الأبي، في عيده، كل الدعم، ومن العائلة اللبنانية ثبات الاخلاص.
وتحية إلى شهداء الجيش وجرحاه الأبرار، فكل نقطة دم منهم شعلة وطنية وعنوان بطولة".
 
ثم وقع السجل الرئيسان بري وميقاتي والرئيس المكلف، ثم الوزراء غصن وشربل والصفدي ثم قائد الجيش، صافح بعدها كبار المدعوين رئيس الجمهورية قبل أن يغادر الاحتفال وسط مراسم التكريم اللازمة.
ورفعت على طول الطريق المؤدية الى المدرسة الحربية اللافتات التي تحيي رئيس الجمهورية وتشيد بتضحيات الجيش اللبناني، كما رفعت الاعلام اللبنانية وأعلام الجيش اللبناني.
 
في القصر الجمهوري
وفور عودته الى قصر بعبدا، استقبل الرئيس سليمان العماد قهوجي على رأس وفد موسع من ضباط القيادة لتهنئته بعيد الجيش.
 
العماد قهوجي
والقى العماد قهوجي الكلمة الآتية:
"فخامة الرئيس، جئناكم اليوم، ننقل إليكم تحياتنا وتحيات ضباط الجيش ورتبائه وأفراده، كما تهانينا الحارة بالعيد الثامن والستين للمؤسسة العسكرية، هذه المؤسسة التي لها مكانة خاصة في قلبكم ووجدانكم، بعدما كرستم في خدمتها أغلى سنوات العمر وبذلتم في سبيلها النصيب الأوفر من السهر والجهود والتضحيات.
 
فخامة الرئيس، إن عيد الجيش هذا العام، يأتي وسط ظروف استثنائية تمر بها البلاد، ومصاعب كثيرة تتعرض لها المؤسسات الدستورية، بفعل الانقسام الداخلي على العديد من القضايا الوطنية وعلى الموقف من الأزمات الإقليمية المتفاقمة، وهذا ما انعكس بشكل واضح على انتظام عمل إدارات الدولة وحياة المواطنين على الصعد كافة. لكننا في مقابل ذلك كله، نرى بشائر الأمل في مواقفكم الوطنية المشرفة وحكمتكم في معالجة مختلف القضايا الشائكة وصلابتكم في مواجهة التحديات، انطلاقا من حرصكم الثابت على المصلحة الوطنية العليا، وقراءتكم للأحداث والتطورات، من منظور وطني صرف، يأخذ بعين الاعتبار خصوصية لبنان ودوره الرسالي والحضاري.
 
كذلك نتلمس بشائر الأمل، في دعمكم اللامحدود للجيش، سواء من خلال إقرار الخطة الخمسية لتسليحه، والسعي مع الدول الصديقة إلى تطوير مساعداتها وهباتها له، أو من خلال المواقف الداعية إلى النأي به عن التجاذبات السياسية والفئوية، وتحصين دوره الوطني، وتوفير الغطاء اللازم له لمتابعة مهماته الوطنية في وأد الفتنة وحماية مسيرة الأمن والاستقرار.
 
في هذه الذكرى المجيدة، نؤكد لفخامتكم أن المؤسسة العسكرية تعمل ليل نهار على ترسيخ جهوزها وتعزيز قدراتها وكفاءاتها لمواجهة أي طارئ. لقد قدمنا خلال هذا العام، قافلة من الشهداء والجرحى دفاعا عن لبنان، ونعاهدكم الآن أننا لن ندخر جهدا أو تضحية في المستقبل، لدرء الأخطار المحدقة بالوطن، ونعاهدكم أيضا أننا لن ننحني أمام الصعاب، وسنمضي قدما إلى جانبكم في مسيرة إنقاذ لبنان، متسلحين بحقنا ورسالتنا وقسمنا العسكري، وبتوجيهاتكم الحكيمة ورؤيتكم السديدة.
أكرر تهنئتي لكم لمناسبة عيد الجيش. أعاده الله عليكم وعلى المؤسسة والوطن، بموفور الخير والاستقرار".
 
قائد لواء الحرس الجمهوري
ثم استقبل سليمان قائد لواء الحرس الجمهوري العميد وديع الغفري وضباط اللواء لتهنئته بالمناسبة.
 
سليمان
ورد سليمان بكلمة هنأ فيها الجيش بعيده، ونوه بالتضحيات التي يقدمها والجهود التي يبذلها من اجل الحفاظ على الامن والاستقرار والسلم الاهلي والديموقراطية في لبنان. 
  • شارك الخبر